بنو مُدركة وهو كيان قبلي وجد في فترة تواجد قبائل خندف في تهامة قبل الإسلام وهو أسم جامع لقبائل كنانةوهذيلوأسدوالهون الذين ينتسبون إلى سيد العربمدركة بن الياس واسمه عامر . وكان هذا الكيان القبلي موازيا لقبيلة بنو طابخة وذلك قبل تفرع الجذمين إلى قبائل أخرى. ولمع أسم بنو مدركة في عدة أحداث تاريخية وتفرعوا إلى عدة قبائل وشعوب.
وفال ما افترقت العرب فرقتين من بعد مدركة الا كنت في أفضلها لعمه بان التفاوت وقع بينهم في درجات الفضل من بعد مدركة وإن درجة مدركة هي أعلى الدرجات في الفضل والشرف.
وكانت قبيلة مدركة تسكن في تهامة إلى جانب اخوتها من القبائل العدنانية الأخرى فكثر عددهم في تهامة مما أدى إلى نزاعات بينهم وبين قبائل قيس عيلان الذين كانوا يشاركونهم الديار في تهامة فاجتمعت قبائل مدركة مع طابخة في بارق فوقعت حرب بينهم فأخرجوا قيس عيلان إلى ضواحي نجد وطردوهم من تهامة في معركة تُعرف باسم يوم بارق الأول.
ثم هيمنت قبائل مدركة على تهامة كاملة فوقعت حرب بينها وبين بنو طابخة عرفت باسم يوم تهامة الأول فطردت بنو طابخة إلى نجد وهيمنت قبيلة مدركة على كل تهامة فتقاسموها.[5]
ذكر أبو عبيدة البكري«وكان جابر بن جشم بن معدّ، ومضروربيعة وإياد وأنمار، بنو نزار بن معدّ بن عدنان، بمنازلهم من تهامة وما يليها من ظواهر نجد، فأقاموا ثم أجلت بجيلةوخثعم ابنا أنمار بن نزار من منازلها وغور تهامة، وحلّت بنو مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بلادهم.»
ديارهم الجاهلية
وذكر أبو عبيدة البكري عن ديارهم فقال «وأقامت قبائل مدركة بن الياس بن مضر بتهامة وما والاها من البلاد وصاقبها، فصارت مدركة بناحية عرفات وعرنة وبطن نعمان ورجيل وكبكب والبوباة».[6] فاخذ بنو هذيل بن مدركة القمم والجبال التي تحجز بين تهامة وبين الحجاز ولهم صدور الجبال والمياه العليا. واخذت خزيمة بن مدركة غرب تهامة إلى ساحل البحر ولهم المياه والاودية السفلية التي تسيل من جبال بني مدركة.
في سوق عكاظ
قال أبي البقاء في ذكر تجديد قرعة عكاظ. فقدمت العرب معد بن عدنان وقدمت معد مضر وقدمت مضرخندف وقدمت خندف مدركة على غيرها من القبائل فأخرجت قبائل مدركة قداحها وأقرعوا ففازوا جميعا الا الهون فقالت العرب.[7]
أورد عمر بن شبة حديثا عن ابن نافع في يوم للعرب على الفرس في مدينة كرخا الفارسية فقال دخلت عساكر مضر وربيعة إلى كرخا فصادفوا عسكرا عظيما بها فتقسموا إلى كتائب وحاربت بكر بن وائل اياد وحاربت تغلب وحاربت تميم يافث وحاربت بنو مدركة الفرس وذكر عمر بن شبه ان أول من ظهر وانتصر هم بنو مدركة وتولت العساكر بالفرار وقال الشاعر زياد بن رياح يمتدح ال عمرو ( بنو مدركة ).[9][10]
ثم دخلوا إلى مدينة أدريجة وكان الفرس قد كثر عددهم فوافقوا وهاجموا على بنو مدركة وغيلان فأنفوا واختاروا فأنكسر جنود الفرس وتوالوا بالهزيمة وأنسحب جنود الملك الفارسي إلى مدينة رعوه وأخذ بنو مدركة من الغنائم الكثيرة من الخز والبز والحرير والديباج والذهب والفضة. فلما احسوا بوجود الروم في المدينة استهمت ربيعةومضر فوقع السهم على مضر فميزت مضر بنو مدركة . وقدمت بنو مدركة بني اسد. وميزت غيلان بنو عدنان فظلت المعارك بين بنو مدركة وبين جيش الفرس إلى غروب الشمس وأنهزم الفرس ودخلوا إلى مدينة رعوه وحازوا ما فيها.[11]
^أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي (ت ٥٨١هـ). كتاب الروض الأنف ت الوكيل. دار إحياء التراث العربي، بيروت. ص. 57. مؤرشف من الأصل في 2024-02-07.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)