«كان مدركة بن إلياس سيد ولد نزار قد بان فضله، وظهر مجده، وخرج أخوه قمعة إلى خزاعة، فتزوج فيهم، وصار ينسب ولده معهم، وكان ولده فيهم، وكان من ولده عمرو بن لحي».[4]
وذكر أبو البقاء:
وكان مدركة أبن الياس سيد أخوته ورئيس قومه والقائم فيهم مقام أبيه وفي ولده والثروة والشرف ولهم الفضل على ولد أخوته وغيرهم من العرب.[5]
وصيته
ذكر أبو البقاء الحلي وصية مدركة بن الياس لأولاده هذيلوخزيمة
ولم يزل مدركة رئيس أخوته وقومه يرون ذلك له كالفرض الواجب حتى حضرته الوفاة فجمع أهله وولده فأوصى اليهم فقال: أوصيكم بتقوى الله ربكم وأحذركم باسمه ونكال نقمته وسطوته وأوصيكم بحسن الجوار لمن جاوركم وعفة فروجكم والسنتكم وأيديكم كلوا من حيث تقل التبعة في العاجل ويقل المتظلم منكم في الاجل وكونوا زينا لإبائكم من بعدهم وورثوا ذلك أبناء كممن بعدكم وأعلموا إن أباءكم من لدن أسماعيل عليه السلام لم يدلهم من يطعن في حسبه ولا يغمز في نسبه عليكم بذروات العفاف والصلاح والدين فأنهن أنجب للأخيار وأولد للأطهار وأثلج للقلوب وأسكن لها في المغيب فان الرجل أذا غاب عن منزله وتصرف في أمره وفهمه لم يدر ما تحدث أهله بعده إن خامره سوء ظن واذا وقع الاختيار موقعه طابت النفس بالانتجاع والمغيب وأشبه الولد أباه وأعرفوا الفضل لكبرائكم وأعطفوا على أصاغركم وأحموا ضعفاكم وأسوا فقراءكم فلتكن أيديكم واحدة على من ناوأكم. ثم خص بالوصية أبنه خزيمة سيد ولده.[6]