الموروث الغنائي بنصوصه الأدبية، وأوزانه الإيقاعية، ومقاماته الموسيقية التي ورثتها بلدان الشمال الأفريقي عن الأندلس، وطوّرتها، وهذّبتها، وتتكون مادتها النظميّة من الشعروالموشحاتوالأزجالوالدوبيتوالقوما، مع ما أُضيف لها من إضافات لحنيّة أو نظميّة محليّة، جمعت بينها دائرة النغم والإيقاع، وما استعاروه من نصوص وألحان مشرقية. وتعتبر النوبة أهم قالب في المالوف.
فنون النظم في فن المالوف
تنوعت الفنون النظمية فيه، فهو يجمع بين الفنون المعربة والملحونة فحوى باقات وبدائع من روائع الأشعار، والموشحات، والدوبيت، والأزجال، والقوما
الآلات الموسيقية
هناك مجموعة من الآلات الموسيقية المستعملة في فن المالوف منها في النوبات التقليدية وهي: الغيطة آلة نفخية، وآلات رقية من جلود الحيوانات منها: النوبة وتستعمل في الموكب المولدي، وتحل محلها داخل الزاوية الطبلة «الدربوكة»، والطار ويسمى بالندير العيساوي وهو ما وجدت به صنوج نحاسية، وآلة النقرة.
كما تؤدى النوبات في الفرق بمجموعات موسيقية وهي تضم من:
من الآلات الوترية: العود والكمنجة والقانون
والقرنيطة والناي.
آلات ايقاع الرق الشرقي والطبلة، كما يقف من ثلاثة أو أكثر بالبنادير خلف المجموعة الصوتية.
المالوف الليبي
من أهم المناسبات التي يقدم فيها فن المالوف في ليبيا مناسبة المولد النبوي، حيث تخرج مواكب الزوايا الصوفية، خصوصا أتباع الطريقة العيساوية المنسوبة للشيخ سيدي امحمد بن عيسى المكناسي المتوفي سنة 933 هجري، حيث قامت باحتضان هذا الفن طيلة وجودها في ليبيا، وربما كانت سببا لدخوله لليبيا،[2] وبالرغم من انتشار هذا الفن في معظم أرجاء ليبيا إلى انه انحصر تقريباً حالياً في مدينة طرابلس[3] حيث تتواجد الفرق الخاصة به، إلا أنه كان منتشراً في مدينة بنغازي على سبيل المثال حتى أوائل ستينيات القرن العشرين ليختفي بسبب عدم وجود فرق في المدينة.
مهرجانات المالوف في ليبيا
مهرجان طرابلس للمالوف والموشحات
الفرق الليبية
فرقة المالوف والموشحات والألحان العربية
الفرقة العربية للموسيقى
فرقة الشروق للمالوف والموشحات والأعمال الغنائية
فرقة الشيخ اقنيص للمالوف والموشحات الشيخ محمد أبو بكر تومية قنيص.
مشاركون في نظم النصوص
كامل القاضي كروان طرابلس مشارك في عملية النظم
عبد الله جمال الدين الميلادي مشارك في عملية النظم
الشيخ علي أمين سيالة مشارك في عملية النظم
انظر كتاب فن المالوف في ليبيا للباحث: عبد الستار العريفي بشيه ففيه تراجم لهم ومعلومات جيدة عنهم
حفلات الزفاف، وغيرها من المناسبات سعيدة، كما يشيعون به جنائز شيوخ الزوايا الصوفية ومريديها، بنصوص عرفت بالششتري نسبة لأبو الحسن الششتري الزجال الأندلسي المتوفى سنة 666هـ.
المالوف الجزائري
تعتبر قسنطينة عاصمة المالوف بفنانيها وفرقها، وفي هذه المدينة يتفرع المالوف لعدة طبوع: العيساوة، والبنوتات.
و أصل كلمة مالوف هو وفي للتقاليد، ويغنى باللغة العربية الفصحى، ويحتوي على 24 نوبة نسبة إلى ساعات اليوم، ولم يتبق منها سوى 12 نوبة، بسبب عدم التمكن من الاحتفاظ بكل النوبات بسبب تناقلها شفهيا فقط.
الموسيقى العربية الأندلسية في الجزائر تنقسم إلى ثلاث مدارس:
المدرسة التلمسانية، حيث نجد الغرناطية أب الحوزي (غرناطة)،
المدرسة العاصمية، حيث نجد الصنعة أب الشعبي (قرطبة)،
وأخيرا المدرسة القسنطينية، حيث نجد المالوف أب المحجوز (اشبيليا).
ويعتبر البعض قسنطينة رائدة في هذا النوع الموسيقي (المالوف) بفنانيها وفرقها المعروفة، كما أن «المالوف القسنطيني» يتفرع بدوره في هذه المدينة لعدة طبوع، منها: ما يعرف بالبنوتات. وبأن أوجه التقارب والاختلاف بين المالوف التونسي ونظيره الجزائري يلتقيان في التسمية وفي النصوص فقط، لأنها مستمدة من الموشحات، أما فيما يخص الطبوع والإيقاعات، فالنوبة التونسية تختلف تماما عن النوبة الجزائرية المعروفة في الشرق الجزائري. كما أن المالوف الجزائري يحوي الحركات الخمس للنوبة، وهي: المصدر، البطايحي، والدرج، والانصراف، والخلاص.
أما في تونس فهناك تسميات وإيقاعات أخرى، حيث أن المالوف في الشرق الجزائري جاء نتيجة اجتهاد محلي لإيجاد طابعه الخاص لأن جغرافيتها بعيدة نسبيا عن مدرسة تلمسان التي تشترك معها في بعض الانصرافات فقط.
تتركب النوبة من معزوفات ومقطوعات غنائية تتوالى حسب ما يلي:
الاستفتاح: وهو الجزء الأول للنوبة يؤدى بطريقة مرسلة أي لا يخضع لإيقاع، ويبنى على«الطبع» أو المقام الأساسي للنوبة فيبرز أهم خصائصه. وكان في الماضي يؤدى بطريقة مرتجلة، ثُم تَمّ ضبطه بكيفيّة تجعل العازفين قادرين على ادائه بطريقة موحّدة.
المصدّر: هو مقدّمة موسيقية تُشبه في هيكلتها البشرف أو السماعي التركي، وتتركّب من خانتين أو ثلاثة يتخللها التسليم. وتبنى على ايقاع ثقيل يسمى بدوره مصدّر 4/6، وتُخـتم هذه المقدمة بالطوق والسلسلة وهما حركتان في ايقاع سريع 8/3 أو 8/6. الملاحظ أن كل من الطوق والسلسلة يتركبان من خليّة لحنيّة يعاد أدائها على مختلف درجات سلم المقام، انطلاقا من الجواب ووصولا إلى درجة الارتكاز.
أبيات: تنشد الابيات التي تختار من قصيد بالفصحى في ايقاع بطيء يسمى بطايحي، وتكون مسبقة بمقدمة موسيقية قصيرة.
البطايحي: وهي أبيات ملحّنة في ايقاع البطايحي وتكون أيضا مسبقة بمقدمة موسيقية قصيرة في ايقاع سريع يسمى برول (4/2)، ثم بطئ بطايحي.
التوشية: هي معزوفة تؤدى في مقام النوبة الموالية حسب الترتيب التقليدي المُشار اليه آنفا، وتنطق التوشية في ايقاع البرول، وتنتهي بإيقاع البطايحي، وتتخللها ارتجالات على مختلف الآلات الموسيقية.
البراول (مفردها برول): وهي مقطوعة غنائية استمدت من الإيقاع التي بنيت عليه وتشمل كل نوبة على عدد من البراول يتراوح بين الاثنين والاربعة يكون آخرها سريعا ويختم به الجزء الأول من النوبة.
الدرج (وجمعها أدراج): وهو زجل ملحّن في ايقاع ثقيل 4/6 يحمل التسمية نفسها، ويكون مسبقا بمقدمة موسيقية قصيرة تسمى «فارغة». والملاحظ أن بعض الأدراج تبدأ بايقاع سريع يسمّى «الهروب» 4/2 يشبه من حيث عدد وحداته ايقاع «الملفوف» في الموسيقى الشرقية، ثم يختم بايقاع الدرج.
الخفيف (وجمعها الخفايف): خلافا لتسميته التي قد توحي بالسرعة في النسق، فإن الخفيف مبنيّ على ايقاع يحمل التسمية نفسها ويعتبر من الايقاعات الثقيلة نسبيّا 4/6 ويشبه من حيث عدد وحداته ايقاع الدرج في الموسيقى الشرقية مع فارق السرعة في التسق.
الختم: تنتهي النوبة بالختم (جمعها أختام) وهو غناء في ايقاع سريع 4/3 أو 8/6