وفقًا للروايات التقليدية كان الموقع في الأصل كنيسةمسيحية على زمن القوط الغربيين تحت اسم كنيسة القديس فنسنت،[13][14] وفي عام 784 أمر عبد الرحمن الأول بتحويل الكنيسة إلى مسجد خلال الحكم الأموي في الأندلس وبإعادة بناء المبنى، والذي وسعه الحكام المسلمين الآخرين كثيرًا في وقت لاحق.[15] عادت قرطبة إلى الحكم المسيحي خلال سقوط الأندلس في عام 1236، وحول الإسبان لاحقاً المسجد إلى كنيسة تتبع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وبلغت ذروته بإدخال صحن الكاتدرائية خلال عصر النهضة في القرن السادس عشر.[16] شكلت الكاتدرائية نموذج لتداخل فن العمارة الإسلامية والمسيحية. وتعتبر كاتدرائية قرطبة بوصفها واحدة من المعالم الأثرية الأشهر للعمارة الإسلامية في إسبانيا.
تاريخ كاتدرائية - جامع قرطبة
لقد تم بناء هذا الجامع خلال قرنين ونصف قرن تقريبا، ويرجع تأسيس المسجد إلى سنة 92 هـ عندما اتخذ بنو أميةقرطبة حاضرة الخلافة الأموية في الأندلس، حيث شاطر المسلمونالمسيحيينقرطبةكنيستهم العظمى، فبنوا في شطرهم مسجداً وبقي الشطر الآخر للروم، وحينما ازدحمت المدينة بالمسلمين وجيوشهم اشترى عبد الرحمن الداخل شطر الكنيسة العائد للروم مقابل أن يُعيد بناء ما هُدم من كنائسهم وقت الغزو[بحاجة لمصدر]، وقد أمر عبد الرحمن الداخل بإنشائه سنة 785م وكانت مساحته آنذاك 4875 متراً مربعاً وكان المسجد قديماً يُسمى بجامع الحضرة أي جامع الخليفة أمّا اليوم فيُسمى بمسجد الكاتدرائية بعد أن حوله الإسبان كاتدرائية مسيحية. أهم ما يميز هذا الجامع ويجعله فريدا في تاريخ الفن المعماري أن كل الإضافات والتعديلات وأعمال الزينة، كانت تسير في اتجاه واحد وعلى وتيرة واحدة، بحيث يتسق مع شكله الأساسي.
مميزات المسجد
كان الشكل الأصلي لمسجد عبد الرحمن عام 170 هـ، يتألف من حرم عرضه 73.5 متر، وعمقه 36.8 متر، مقسم إلى 11 رواقاً، بواسطة 10 صفوف من الأقواس، يضم كل منها 12 قوسا ترتكز على أعمدة رخامية وتمتد عمودياً على الجدار الخلفي. وهذه الصفوف تتألف من من طبقتين من الأقواس، الأقواس السفلى منها على شكل حدوة فرس، والعليا تنقص قليلاً عن نصف دائرة، وهي تحمل سقفاً منبسطاً، يرتفع مقدار 9.8 أمتار عن الأرضية وفوقها 11 سقفاً جمالياً متوازياً، بينها أقنية عميقة مبطنة بالرصاص. والحرم ينفتح على الصحن بواسطة 11 قوسا حدويا، ترتكز على عضائد على شكل T. والصحن عرضه 73.21 مترا وعمقه 60.7 مترا. للجامع باب غربي وباب شمالي على المحور الشمالي الجنوبي، كما له على الأرجح باب شرقي متوافق مع الأول. وكان للحرم باب واحد يعرف اليوم باسم (بوير تادي سان استيبان)، وللحرم أيضاً 3 دعائم شرقيةوغربية، تبرز 1.5 متر، ودعامتان ركنتيان وعلى الأرجح 10 في الجانب الجنوبي، لتتحمل ضغط صفوف الأقواس. وسمك الجدران قدره 1.14 متر. والصحن لم يكن محاطاً بأروقة، والكتابات التي تزين واجهة المحراب يصعب فهمها، ومما كتب عليه: ﴿ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ٦﴾[17] (سورة السجدة، الآية 6)، ومما كتب أيضا : موقف الإمام المستنصر بالله عبد الله الحكم. كما كتبت عليه آية ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ٢٣﴾[18] (سورة الحشر، الآية 23)، ومن أعمال الحكم في جامع قرطبة مد قنوات المياه إلى السقايات. والميضآت التي أحدثها، وقد أوصل الماء إلى المسجد عبر قناة تم مدها من سفح جبل العروس قرب قرطبة كما أنشا الحكم عدداً من المقاصير، منها مقصورة «دار الصدفة» غربي الجامع، وقد جعلها مركزاً لتوزيع الصدقات، ومقصورة أخرى أمام الباب الغربي كان الفقراء يتخذونها مسكناً لهم.
التوسعة المعمارية
كانت مقاييس الجامع الأول (75 م × 65 م) بالإضافة إلى صحن الجامع، وفي عهد الأمير الأموي الأندلسي عبد الرحمن الأوسط تمت توسعته أكثر، وأضاف المحراب والقنطرة الموجودة فوق الشارع الرئيسي الذي يمر غرب الجامع لانتقال الأمير إلى المسجد من قصره دون المرور بالشارع.
في سنة 951م، أنشأ عبد الرحمن الناصرمئذنة جديدة في أقصى صحن الجامع جهة الشمال، وهي على هيئة برج ضخم له شرفتان للأذان يصعد إليها بسلم داخلي، وهذه المئذنة لا تزال قائمة، وقد حولت إلى برج أجراس.
و في عهد محمد بن أبي عامر المنصور في عصر الأمير هاشم المؤيد عام 987م زيد في الجامع فأصبحت مقاييسه (125 مترا × 180 مترا) لتكون مساحته 22500 م2 أي خمسة أفدنة.
633 هـ / 1236م : اجتاح قساوسة قرطبة ما فيها من مساجد وقصور.
صحن النارنج
يعد صحن المسجد الكبير قطعة فنية إسلامية، فهو محاط بسور تتخلله سبعة أبواب، وفي جهته الشمالية توجد المئذنة. بنيت في جزء منه كاتدرائية يؤمها المسيحيون للعبادة. أما المسجد الكبير ويحمله أكثر من 800 عمود فأصبح متحفا يزوره السياح. وقد زرع الناس أشجارالنارنج، وأشجار الليمون فيه، ولهذا يسمى صحن النارنج.
المسجد الكبير - أحد الأبواب القديمة : كاتدرائية قرطبة
قبة كاتدرائية - جامع قرطبة
النقش داخل كاتدرائية - جامع قرطبة
كاتدرائية - جامع قرطبة من الخارج.
الكاتدرائية من الداخل
التناغم بين مسجد وكاتدرائية قرطبة من الداخل.
أجرسية (منارة) الكاتدرائية.
الكاتدرائية من الداخل.
من الخارج.
النقش داخل كاتدائية قرطبة.
مسجد - كاتدرائية قرطبة من الداخل.
كابيلا داخل الكاتدرائية.
نموذج مصغر للحجارة المستخدمة في بناء المسجد.
أورغ داخل الكنيسة
الكنيسة من الخارج
نموذج مصغر للحجارة المستخدمة في بناء المسجد.
النقش بالسقف داخل الكاتدرائية.
نموذج مصغر للحجارة المستخدمة في بناء المسجد.
النقش بالسقف داخل كاتدرائية قرطبة.
الجسر الروماني ومنظر يجمع بين نهر الوادي الكبير وكاتدرائية قرطبة.
^100 Countries, 5,000 Ideas. National Geographic Society. 2011. ص. 299. ISBN:9781426207587. The eight-century Great Mosque with double arches in Córdoba was transformed into the Cathedral of our Lady of Assumption.
^Daniel، Ben (2013). The Search for Truth about Islam. Westminster John Knox Press. ص. 93. ISBN:9780664237059. مؤرشف من الأصل في 2022-05-14. The church is Catholic and has been for centuries, but when Catholic Spaniards expelled the local Arabic and Muslim population (the people they called the Moors) in 1236, they didn't do what the Catholic Church tended to do everywhere else when it moved in and displaced locally held religious beliefs: they didn't destroy the local religious shrine and build a cathedral of the foundations of the sacred space that had been knocked down. Instead, they built a church inside and up through the roof of the mosque, and then dedicated the entire space to Our Lady of the Assumption and made it the cathedral for the Diocese of Córdoba.
^"Historic Centre of Cordoba". UNESCO. مؤرشف من الأصل في 2020-06-30. اطلع عليه بتاريخ 2016-08-17. The Great Mosque of Cordoba was inscribed on the World Heritage List in 1984
^Nuha N. N. Khoury (1996). "The Meaning of the Great Mosque of Cordoba in the Tenth Century". Muqarnas. ج. 13: 80–98. DOI:10.2307/1523253. JSTOR:1523253. A myth that associates the mosque's site with the church of Saint Vincent acts as an intermediary step in the transformation of the mosque into a monument of dynastic conquest [...] On the authority of the tenth-century al-Razi, later medieval historians assert that the original founders of the Cordoba mosque shared the church of Saint Vincent with the city's Christian population [...] The account posits a parallel with two earlier Islamic paradigms [...] However, the church of Saint Vincent is neither archaelogically attested as the major edifice mentioned by the historians [...] nor specifically by name in accounts of the events following Abd al-Rahman I's initial arrival in al-Andalus. Rather, the anonymous tenth-century Akhbar Majmu'a on the history of al-Andalus mentions a church, "the site of the present-day Friday mosque"
^Armstrong، Ian (2013). Spain and Portugal. Avalon Travel Publishing. ISBN:9781612370316. On this site originally stood the Visigoths' Christian Church of San Vicente, but when the Moors came to town in 758 CE they knocked it down and constructed a mosque in its place. When Córdoba fell once again to the Christians, King Ferdinand II and his successors set about Christianizing the structure, most dramatically adding the bright pearly white Renaissance nave where mass is held every morning.
Al-Andalus: the art of Islamic Spain, an exhibition catalog from The Metropolitan Museum of Art (fully available online as PDF), which contains material on the Mosque–Cathedral of Córdoba (see index)