قواعد التفسير أحد علوم القرآن[1][2] والذي يُعنى بالقواعد التي يستخدمها المفسر في تفسيره، ويكون استخدامه لها إما ابتداءً لبيان معاني القرآن و تفسيره، أو ترجيحاً بين الأقوال.[3]
عرّفه الكافيجي :هو كشف معاني القرآن، وبيان المراد.[4]
و عرّفه ابن عثيمين :بيان معاني القرآن الكريم.[5]
التعريف المركب
تعريف قواعد التفسير باعتباره لقبًا على فن معين.
قواعد التفسير :أحكام كلية يُتوصل بها إلى بيان معاني القرآن، والراجح من الأقوال فيه.[6][7]
أهمية قواعد التفسير
للقواعد بشكل عام أهمية في علوم الشريعة ، قال ابن تيمية مبينًا أهميتها :لابد أن يكون مع الإنسان أصولٌ كلية ترد إليها الجزئيات؛ ليتكلم بِعلم وعدل، ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت؟ وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات، وجهل وظلم في الكليات، فَيتولَدُ فسادٌ عظيمٌ.[8]،وقال الزركشي :فإن ضبط الأمور المنتشرة المتعددة في القوانين المتحدة هو أوعى لحفظها، وأدعى لضبطها، وهي إحدى حكم العدد التي وضع لأجلها، والحكيم إذا أراد التعليم لا بد له أن يجمع بين بيانين: إجمالي تتشوف إليه النفس، وتفصيلي تسكن إليه.[9]
أما أهميتها بشكل خاص في التفسير فتتضح بعدة أمور، منها:
أن قواعد التفسير تُعد طريقًا موصلًا لتحصيل التفسير، إذ لا يمكن للراغب في تحصيله الدخول فيه دون معرفة قواعده وأصوله التي تنبني عليه.
أنها تُعد حاجزًا منيعًا أمام التلاعب بالنص القرآني ، وحمله على مزاعم فاسدة.
أن قواعد التفسير يستطيع المرء بواسطتها الترجيح بين الأقوال المختلفة، واختيار الصواب منها.[10]
أنواع قواعد التفسير
قواعد عامة في التفسير.
قواعد الترجيح : ضوابط وقواعد أغلبية يتوصل بها إلى معرفة الراجح من الأقوال المختلفة في تفسير كتاب الله.[11]
فتشتركان في كونهما يُعمل بهما للكشف عن معاني القرآن الكريم، وتختلفان من عدة أوجه:
أولًا: الاختلاف في الاستعمال: فالقواعد التفسيرية لبيان معاني القرآن ابتداءً.والقواعد الترجيحية لبيان الراجح من الأقوال في تفسير القرآن عند حصول الاختلاف الذي نحتاج معه إلى الترجيح.
ثانيًا: الاختلاف في الصياغة: فصياغة قواعد التفسير صياغة عامة، وصياغة قواعد الترجيح فيها إشارة إلى الموازنة بين الأقوال والترجيح فيها.[12]
لا يجوز العدول عن ظاهر القرآن إلا بدليل يجب الرجوع إليه.
لا تصح دعوى النسخ في آية من كتاب الله إلا إذا صح التصريح بنسخها أو انتفى حكمها من كل وجه.
إذا ثبت الحديث وكان نصا في الآية فلا يصار إلى غيره.[16]
معنى القراءة المتواترة أولى بالصواب من معنى القراءة الشاذة.
إدخال الكلام في معاني ما قبله وما بعده أولى من الخروج به عنهما، إلا بدليل يجب التسليم له.
حمل معاني كلام الله على الغالب من أسلوب القرآن ومعهود استعماله أولى من الخروج به عن ذلك.[17]
إذا اختلفت الحقيقة الشرعية والحقيقة اللغوية قدمت الشرعية.
القول بالترتيب مقدم على القول بالتقديم والتأخير.
القول بتوحيد مرجع الضمائر أولى من القول بتفريقها.[18]
تنازع القواعد
قواعد التفسير باعتبار تواردها على محل واحد في التفسير تنقسم إلى قسمين:
الأول: تعاضد القواعد:
وهو تقوية مدلول القاعدة بقاعدة أخرى في الاستدلال.
والحكم في هذا القسم: أن يُعمل بجميع القواعد؛ لأنها دالة على أمر واحد، فيقوي بعضها بعضًا، واجتماع الأدلة مفيد لتقوية الحكم.
الثاني: تنازع القواعد:
عند تنازع القواعد يُعمل بغلبة الظن، ومنه: النظر إلى قوة المصدر، وقوة التفسير في ذاته.[19]
^قواعد التفسير جمعا ودراسة ، خالد السبت ، الناشر: دار ابن عفان ، 1421 هـ ،ط 1، ص (33).
^التيسير في قواعد علم التفسير- محيى الدين محمد بن سليمان الكافيجي ، دار القلم ، ط1، ص 67.
^التيسير في قواعد علم التفسير-محيي الدين الكافيجي ، دار القلم ، ط1، ص 21.
^ ابأصول في التفسير ، محمد بن صالح العثيمين، الناشر: المكتبة الإسلامية ،1422 هـ - 2001 م، ص 23.
^التمهير في أصول التفسير، محمد بن سريع السريع، دار الحضارة، ص (33).
^قواعد التفسير عند شيخ الإسلام ابن تيمية-جمعًا ودراسة، عبير بنت محمد السريع، دار المنهاج القويم، لبنان،ط1 ، ص 41.
^مجموع الفتاوى ،أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني ،ت: عبد الرحمن بن قاسم ،الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ،١٤١٦هـ/١٩٩٥م ،19 /203.
^المنثور في القواعد الفقهية، بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي ، ت: تيسير فائق أحمد محمود ،الناشر: وزارة الأوقاف الكويتية (طباعة شركة الكويت للصحافة)،ط:2 ، ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م، 1 / 65-66 .
^قواعد التفسير عند شيخ الإسلام ابن تيمية-جمعًا ودراسة، عبير بنت محمد السريع، دار المنهاج القويم، لبنان،ط1 ، ص 78.
^قواعد الترجيح عند المفسرين دراسة نظرية تطبيقية ، حسين بن علي بن حسين الحربي ، دار القاسم - السعودية ، ط2 ، ١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م ، 1 / 32.
^التحبير شرح التمهير في أصول التفسير، محمد بن سريع السريع، دار الحضارة، ط1 ، ص (190).
^قواعد التفسير عند شيخ الإسلام ابن تيمية-جمعًا ودراسة، عبير بنت محمد السريع، دار المنهاج القويم، لبنان،ط1 ، ص 79 ، ص 123.
^قواعد التفسير جمعا ودراسة ، خالد السبت ، الناشر: دار ابن عفان ، 1421 هـ ،ط 1، ص (854).
^انظر : قواعد الترجيح عند المفسرين دراسة نظرية تطبيقية ، حسين بن علي بن حسين الحربي ، دار القاسم - السعودية ، ط2 ، ١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م ، 1 /61 .
^القول المبين في قواعد الترجيح بين المفسرين ،فهد بن عبد الله الحزمي ، الموسوعة القرآنية ، ص 14.
^قواعد الترجيح عند المفسرين دراسة نظرية تطبيقية ، حسين بن علي بن حسين الحربي ، دار القاسم - السعودية ، ط2 ، ١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م ، 1 /92 - 111.
^هرماس، عبد الرزاق بن إسماعيل (17 يونيو 2021). "نظرات في قواعد تفسير القرآن الكريم". الرابطة المحمدية للعلماء. مؤرشف من الأصل في 2022-11-20. اطلع عليه بتاريخ 2022-11-20.
^التحبير شرح التمهير في أصول التفسير، محمد بن سريع السريع، دار الحضارة، ص (217-225).