أبي الوليد عبد الله بن عمار بن عبد يغوث بن جاهمة بن الحارث البارقي (19 ق هـ - 61 هـ / 604 - 681م) : صحابي،[1][2][3] محدّث، روى عنه التابعون أحاديث عن وقعة صفين.[4][5]أحد الأشراف الأعيان، من بيت وجاهة ورياسة، كان جده (عبد يغوث) أحد الأشراف السادة في الجاهلية،[6] وعمه (الحارث بن عبد يغوث) من أشراف العرب في الجاهلية.[7][8]نزل الكوفة في خلافة عمر بن الخطاب، وكان قد شهد هو وقومه معارك تحرير العراق وهم طليعة جيش سعد بن أبي وقاص من المدينة إلى العراق،[9]قال الطبري: «خرج سعد بن أبي وقاص من المدينة قاصدا العراق في أربعة آلاف، ثلاثة ممن قدم عليه من اليمن والسراة وعلى أهل السروات حميضة بن النعمان بن حميضة البارقي وهم بارق».[10][11]
كان عبد الله بن عمار من أصحاب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب،[12][13][14] قاتل أيام الجمل وصفين إلى جانب علي.[15][16]شهد يوم كربلاء وهو ابن بِضْع وسبعين عاماً، وفي حضوره روى الزبير بن بكار عن المدائني:«قال عبد الله بن عمار بن عبد يغوث: ما رأيت مكثورا قط أربط جأشا من الحسين قتل ولده وجميع أصحابه حوله، وأحاطت الكتائب به، فو الله لكان يشدّ عليهم، فينكشفوا عنه اِنكشاف المعز شدّ عليها الأسد، فمكث مليا من النهار والناس يدافعون، ويكرهون الإقدام عليه. فصاح بهم شمر بن ذي الجوشن: ثكلتكم أمكم، ما تنظرون بالرجل؟ فاقدموا عليه. وكان أول من إنتهى إليه زرعة بن شريك التميمي، فضرب كفه اليسرى، فضرب الحسين، فطعنه، فسقط، وقد أثبته الجراح. فقال الخولي بن يزيد: احتز رأسه، فأكبّ عليه، فأرعد. فقال له سنان بني مالك: أبان الله يدك، فنزل فاحتزّ رأسه».[17][18]وذكر ابن الكردبوس نحو ذلك قائلاً: «قال بن عبد يغوث: رأيت الحسين واقفا عليه قميص من خز وهو معتم، وكان يخضب بالوسمة؛ فما رأيت رجلاً أربط منه جأشاً، والله إن كانت الرجال لتنكشف عن يمينه وشماله انكشاف الغنم إذا شد فيها الذئب فإنه لكذلك، إذ خرجت أخته زينب بنت فاطمة بنت رسول الله ﷺ، وكأني أنظر إليها وقرطها تجولان بين أذنيها وعنقها، وهي تقول: ليت السماء انطبقت على الأرض».[19]
قيل: مال إلى بني أمية وشهد واقعة كربلاء وكان قائد الرمّاحة، وفي ذلك قال أبو مخنف:«عٌتب عَلَى عَبْد اللَّهِ بن عمار بعد ذلك مشهده قتل الحسين، فقال عبد الله بن عمار: إن لي عندي بني هاشم ليدا، قلنا له: وما يدك عندهم؟ قَالَ: حملت على حسين بالرمح فانتهيت إليه، فو الله لو شئت لطعنته، ثُمَّ انصرفت عنه غير بعيد، وقلت: مَا أصنع بأن أتولى قتله! يقتله غيري».[20][21][22]
نسبه
المصادر