ورواها السيد ابن طاووس[3] باختلاف يسير، عن ابن قرة، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، قال: أخبرنا أبى، قال: أخبرنا الحسن بن يوسف عميرة، عن أبيه، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي، قال: «كان أبى علي بن الحسين قد اتّخذ منزله من بعد مقتل أبيه الحسين بن علي بيتا من شعر وأقام بالبادية، فلبث بها عدة سنين كراهة منه مخالطة الناس وملابستهم وكان يسير من البادية بمقامه بها إلى العراق زائرا لأبيه وجده، ولا يشعر بذلك من فعله».
زیارة امینالله تدخل الزائر الی بحر معرفة الله تعالی ویطلب حاجاته منه مِن طریق باب الولایة مع السلام علی ولی الله الذی هو بمنزلة مفاتیح الدخول الی بحرِ المعرفةِ.
یطلب الزائر فی هذة الزیارة کمالات من الله تعالی مثل: 1. الاطمئنان بقدر الله والرضاء بقضاءه: «اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِی مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِک رَاضِیةً بِقَضَائِک»[4]، هذا الاطمئنان یمحو الهمّ والغم من الإنسان. 2. الشوق بذکر الله: «مُولَعَةً بِذِکرِک وَ دُعَائِک»[4] متی یکون ذکر الله مع الولع والشوق یقرب الإنسان بالله تعالی. 3. العشق والمحبّة لاولیاء الله: «مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِیائِک».[4]
الغرضُ مِن خلق الإنسان، هو العبودیة ومعرفة الله تعالی. إنّ الله قرَّرَ وسائطٌ لِإرشاد الانسانِ لهذه الدرجة لکی یتوصّلَ الی الله ویتعالی منزلته مِن طریقِ التمسّک بها وهذا لا یمکن الّا بالتوصّل والتّمسّک بالأنبیاء والأولیاء لأنّ إطاعة الانبیاء والاولیاء یکون إطاعة الله تعالی. کما قال الله تعالی فی سورة النساء: «مَنْ یطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّی فَمَا أَرْسَلْنَاک عَلَیهِمْ حَفِیظًا»[5] وشرط الوصول بمحبّة الله طاعة النّبی واهل بیته کما قال الله تعالی: «قُلْ إِنْ کنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یحْبِبْکمُ اللَّهُ وَیغْفِرْ لَکمْ ذُنُوبَکمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ».[6] فالرسول والأئمة وسائط فیض الالهی فی التکوین والتشریع؛ فلهذا محبة بالنّبی واهل بیته لازمٌ لتحقّق الایمان بالله تعالی، لأنّ لزومَ الایمان والمحبّة بالله، الایمان والمحبّة بکلّ شخص الذی یحبّه الله ویأمر بطاعتهم. فلذلك يوصفون في الزيارة بمراتب محبتهم وقربهم إلى الله مثل: 1. مُحبوب السماوات والارض: «محبوبة فی ارضک وسمائک»[4] 2. صبور علی المشقّات: «صابرة علی نزول بلائک»[4] 3. شاکر لأنعم الله: «شاکرة لفواضل نعمائک»[4] 4. الاشتیاق الی لقاء الله وقربه: «مشتاقة الی فرحة لقائک»[4] 5. الالتزام بالتقوی: «متزودة التقوی لیوم جزائک»[4] 6. عامل بسنن الانبیاء والاولیاء: «مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِیائِک»[4] 7. الابتعاد عن اخلاق الاعداء: «مُفَارِقَة لِأَخْلَاقِ أَعْدَائِک»[4] 8. متیّم لحمد الله: «مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْیا بِحَمْدِک وَ ثَنَائِک».[4]
وبعد الدعا، ینجوی الزائر مع الله محبّاً ویطلب منه کی یستجیب دعاءه بحقّ محمد وآله، فانبیاء الله واولیاءه وسیلتنا لنتوصل الی الله وهدفنا من زیارة الاولیاء، الوصول الی الله.[7]
^روحانی نژاد، حسین، «درنگ و درایتی در زیارت امین الله»(تأمل في زيارة أمين الله)، مجلة ثقافة الزيارة (بالفارسية: فرهنگ زیارت)، 1389، العدد الخامس(شماره پنج)