دعاء عرفة

دعاء الحسين بن علي بن أبي طالب يوم عرفة، من الأدعية التي يهتمّ بها ويقرأها الشيعة، في يوم عرفة. فحجّاجهم يقرءونه في صحراء عرفة اقتداءً بالحسين بن علي الإمام الثالث عند الشيعة والآخرون الذين لم يكونوا حاضري عرفة، يقرأونه بصورة جماعية في مساجدهم وحسينياتهم والعتبات المقدسة في يوم عرفة.

سند الدعاء

ذكر رضي الدين علي بن طاوس في كتاب مصباح الزائر قال : روى بِشر وبشير الأسديان أن الحسين بن علي بن أبي طالب خرج عشية عرفة يومئذ من فسطاطه متذلّلا خاشعا فجعل يمشي هوناً هوناً حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبل البيت الحرام ثم رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين ثم بدأ بالدعاء وقال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَيْسَ لِقَضَائِهِ دَافِعٌ، وَلَا لِعَطَائِهِ مَانِعٌ، وَلَا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صَانِعٍ و... الخ.[1]

والأسديان هما:

محتوي الدعاء

هذا الدعاء عبارة عن معارف دينية، وتعاليم عرفانية وعقائدية، من جملة ما ورد فيه:

  • معرفة الله وبيان صفاته.
  • معرفة صفاة الأنبياء والاعتقاد بنبوتهم قلباً وقالباً.
  • التفكر في خلق الإنسان وما حوله في الكون.
  • الحمد والشكر لله على نعمه وما تفضّل به على عبده.
  • التضرع والخضوع والإقرار لله بالخطأ والذنب وطلب العفو والمغفرة والتوبة والإنابة، وطلب الأعمال الحسنة والمثابرة عليها.
  • طلب الحوائج الدينية والدنيوية.
  • الصلاة على النبي محمد و آل بيته.
  • طلب العفو والهداية والرحمة والسعة في الرزق والأجر في الآخرة.... الي آخر الدعاء.

زمان قراءته

مراسم دعاء عرفة في الحضرة الرضوية - مشهد - أغسطس 2017
مراسم دعاء عرفة في مسجد جامعة طهران- أغسطس 2017

يواظب الشيعة علي قراءة هذا الدعاءفي يوم عرفة عصراً، فحجاجهم يقرءنه في صحراء عرفة والأخرون الذين لم يكونوا حاضري عرفة، يقرأونه بصورة جماعية في العتبات المقدسة ومساجدهم وحسينياتهم ومقامات ومزارات أبناء أهل بيت النبي محمد في يوم عرفة.[4][5][6]

شروح على الدعاء

نظرا لأهمية ومكانة هذا الدعاء عند الشيعة قام بعض علماءهم بشرحه والوقوف على بعض فقراته، ومنها:

  • اصول المعرفة في شرح دعاء عرفه للإمام الحسين، تأليف: عباس أحمد الريس الدرازي البحراني(معاصر)، يقع في 3 أجزاء،1409 هـ، وطبع في منشورات مكتبه العلوم العامة، المنامة، البحرين. ودارالبلاغة، عام 1411 هـ، بيروت.
  • شرح دعاء عرفة للسيد خلف بن عبد المطلب المشعشعي الحويزي المعاصر للشيخ البهائي.[7] ويظهر من بعضهم أنه شرح لدعاء الإمام علي بن الحسين يوم عرفة في الصحيفة السجادية.[8]
  • هداية المستبصرين: شرح دعاء عرفة، للميرزا أحمد بن سلطان علي صدر الأفاضل المتوفى سنة 1343 هـ، من أحفاد السيد علي خان المدني شارح الصحيفة السجادية، أتّمه سنة 1338 هـ.[9]
  • مديح الإم‍ام‌ ال‍ح‍س‍ي‍ن ع‍ل‍ي‍ه ال‍س‍لام ف‍ي ص‍ح‍راء ع‍رف‍ة، ت‍ال‍ي‍ف م‍ح‍م‍د ت‍ق‍ي ال‍ج‍ع‍ف‍ري، م‍ؤس‍س‍ة ت‍دوي‍ن ون‍ش‍ر آث‍ار الع‍لام‍ه الج‍ع‍ف‍ري، 1998 م.[10]

نص الدعاء

قال الكفعمي في حاشية البلد الأمين المذكور على أوّل هذا الدّعاء: وذكر السيّد الحسيب النسيب رضيّ الدين عليّ بن طاووس قدّس الله روحه في كتاب مصباح الزّائر قال: روى بشر وبشير الأسديان أنّ الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام خرج عشيّة عرفة يومئذ من فسطاطه، متذلّلا خاشعاً، فجعل عليه السلام يمشي هوناً هوناً، حتّى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل، مستقبل البيت، ثمّ رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين ثمّ قال:[11]

دعاء عرفة بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ: اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَيْسَ لِقَضآئِهِ دَافِعٌ، وَلاَ لِعَطَائِهِ مَانِعٌ، وَلاَ كَصُنْعِهِ صُنْعُ صَانِف وَهُوَ الْجَوَادُ الْوَاسِعُ، فَطَرَ اَجْنَاسَ الْبَدَائِعِ، واَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنَائِعَ، لاَ تَخْفى عَلَيْهِ الطَّلاَئِعُ، وَلاَ تَضِيعُ عِنْدَهُ الْوَدَائِعُ، جَازِي كُلِّ صَانِف وَرَائِشُ كُلِّ قَانف وَرَاحِمُ كُلِّ ضَارِف وَمُنْزِلُ الْمَنَافِعِ وَالْكِتَابِ الْجَامِعِ، بِالنُّورِ السَّاطِعِ، وَهُوَ لِلدَّعَوَاتِ سَامِعٌ، وَلِلْكُرُبَاتِ دَافِعٌ، وَلِلدَّرَجَاتِ رَافِعٌ، وَلِلْجَبَابِرَةِ قَامِعٌ، فَلاَ اِلهَ غَيْرُهُ، وَلاَ شَيءَ يَعْدِلُهُ، وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ.

اَللَّهُمَّ اِنِّي اَرْغَبُ إِلَيْكَ، وَاَشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ، مُقِرّاً بِاَنَّكَ رَبِّي، وَأنَّ اِلَيْكَ مَرَدِّي، اِبْتَدَاْتَنِي بِنِعْمَتِكَ قَبْلَ اَنْ اَكُونَ شَيْئاً مَذْكُوراً، وَخَلَقْتَنِي مِنَ التُّرابِ، ثُمَّ اَسْكَنْتَنِى الاَْصْلاَبَ، آمِناً لِرَيْبِ الْمَنُونِ، وَاخْتِلافِ الدُّهُورِ والسِّنِينَ، فَلَمْ اَزَلْ ظَاعِناً مِنْ صُلْب إلى رَحِم فِي تَقَادُم مِنَ الاَْيَّامِ الْمَاضِيَةِ، وَالْقُرُونِ الْخَالِيَةِ، لَمْ تُخْرِجْنِي لِرَاْفَتِكَ بِي، وَلُطْفِكَ لِي، وَاِحْسَانِكَ اِلَيَّ فِي دَوْلَةِ أَيَّامِ الْكَفَرَةِ الَّذينَ نَقَضُوا عَهْدَكَ، وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ، لكِنَّكَ اَخْرَجْتَنِي للَّذِي سَبَقَ لِي مِنَ الْهُدى، الَّذِي لَهُ يَسَّرْتَنِي، وَفِيهِ اَنْشَأْتَنِي، وَمِنْ قَبْلِ ذلِكَ رَؤُفْتَ بِي بِجَمِيلِ صُنْعِكَ وَسَوَابِغِ نِعْمَتِكَ، فابْتَدَعْتَ خَلْقِي مِنْ مَنِيّ يُمْنى، وَاَسْكَنْتَنِي فِي ظُلُمَات ثَلاث، بَيْنَ لَحْم وَدَم وَجِلْد، لَمْ تُشْهِدْنِي خَلْقِي، وَلَمْ تَجْعَلْ إلى شَيْئاً مِنْ اَمْرِي.

ثُمَّ اَخْرَجْتَنِي لِلَّذِي سَبَقَ لِي مِنَ الْهُدى إلى الدُّنْيَا تَامّاً سَوِيّاً، وَحَفِظْتَنِي فِي الْمَهْدِ طِفْلاً صَبِيّاً، وَرَزَقْتَنِي مِنَ الْغِذآءِ لَبَناً مَرِيّاً، وَعَطَفْتَ عَلَيَّ قُلُوبَ الْحَوَاضِنِ، وَكَفَّلْتَنِِي الاُْمَّهَاتِ الرَّوَاحِمَ، وَكَلأْتَنِي مِنْ طَوَارِقِ الْجَانِّ، وَسَلَّمْتَنِي مِنَ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ، فَتَعَالَيْتَ يَا رَحِيمُ يَا رَحْمنُ، حتّى اِذَا اسْتَهْلَلْتُ نَاطِقاً بِالْكَلاَمِ، اَتْمَمْتَ عَلَىَّ سَوابغَ الإنْعَامِ، وَرَبَّيْتَنِي زَائِداً فِي كُلِّ عَام، حَتّى إذَا اكْتَمَلَتْ فِطْرَتِي، وَاعْتَدَلَتْ مِرَّتِي، اَوْجَبْتَ عَلَىَّ حُجَتَّكَ بِاَنْ اَلْهَمْتَنِي مَعْرِفَتَكَ، وَرَوَّعْتَنِي بِعَجَايِبِ حِكْمَتِكَ وَاَيْقَظْتَنِي لِمَا ذَرَاْتَ فِي سَمآئِكَ، وَاَرْضِكَ مِنْ بَدَائِعِ خَلْقِكَ، وَنَبَّهْتَنِي لِشُكْرِكَ، وَذِكْرِكَ، وَاَوجَبْتَ عَلَىَّ طَاعَتَكَ وَعِبَادَتَكَ، وَفَهَّمْتَنِي مَا جَاءَتْ بِهِ رُسُلُكَ، وَيَسَّرْتَ لِي تَقَبُّلَ مَرْضَاتِكَ، وَمَنْنْتَ عَلَىَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ بِعَونِكَ وَلُطْفِكَ.

ثُمَّ اِذْ خَلَقْتَنِي مِنْ خَيْرِ الثَّرى، لَمْ تَرْضَ لِي يَا اِلهِي نِعْمَةً دُونَ اُخرى، وَرَزَقْتَنِي مِنْ اَنوَاعِ الْمَعَاشِ، وَصُنُوفِ الرِّيَاشِ بِمَنِّكَ الْعَظِيمِ الاَْعْظَمِ عَلَىَّ، وَاِحْسَانِكَ الْقَدِيمِ اِلَىَّ، حَتّى اِذَا اَتْمَمْتَ عَلَىَّ جَمِيعَ النِّعَمِ، وَصَرَفْتَ عَنِّي كُلَّ النِّقَمِ، لَمْ يَمْنَعْكَ جَهْلِي وَجُرْأَتِي عَلَيْكَ اَنْ دَلَلْتَنِي إلى مَا يُقَرِّبُنِي اِلَيْكَ، وَوفَّقْتَنِي لِمَا يُزْلِفُنِي لَدَيْكَ، فَاِنْ دَعْوَتُكَ اَجَبْتَنِي، وَاِنْ سَئَلْتُكَ اَعْطَيْتَنِي، وَاِنْ اَطَعْتُكَ شَكَرْتَنِي، وَاِنْ شَكَرْتُكَ زِدْتَنِي، كُلُّ ذلِكَ اِكْمَالٌ لاَِنْعُمِكَ عَلَىَّ، وَاِحْسَانِكَ اِلَىَّ، فَسُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ، مِنْ مُبْدِئ مُعِيد، حَمِيد مجِيد، تَقَدَّسَتْ اَسْمآؤُكَ، وَعَظُمَتْ آلاَؤُكَ، فَأَىُّ نِعَمِكَ يَا اِلهِي اُحْصِي عَدَداً أوْ ذِكْراً؟ أَمْ اَىُّ عَطَايَاكَ أَقُومُ بِهَا شُكْراً؟ وَهِىَ يَا رَبِّ اَكْثرُ مِنْ اَنْ يُحْصِيَهَا الْعآدّوُنَ، أَوْ يَبْلُغَ عِلْماً بِهَا الْحَافِظُونَ.

ثُمَّ مَا صَرَفْتَ وَدَرَأْتَ عَنِّي اَللَّهُمَّ مِنَ الضُرِّ وَالضَّرّاءِ أَكْثَرْ مِمَّا ظَهَرَ لِي مِنَ الْعَافِيَةِ وَالسَّرّآءِ، وَاَنَا اَشْهَدُ يَا اِلهِي بِحَقِيقَةِ اِيمَانِي، وَعَقْدِ عَزَمَاتِ يَقِينِي، وَخَالِصِ صَرِيحِ تَوْحِيدِي، وَبَاطِنِ مَكْنُونِ ضَمِيرِي، وَعَلاَئِقِ مَجَارِي نُورِ بَصَرِي، وَاَسَارِيرِ صَفْحَةِ جَبِينِي، وَخُرْقِ مَسَارِبِ نَفْسِي، وَخَذَارِيفِ مَارِنِ عِرْنِينِي; وَمَسَارِبِ سِمَاخِ سَمْعِي، وَمَا ضُمَّتْ وَاَطبَقَتْ عَلَيْهِ شَفَتَاىَ، وَحَرَكَاتِ لَفظِ لِسَانِي، وَمَغْرَزِ حَنَكِ فَمِي وَفَكِّي، وَمَنَابِتِ اَضْرَاسِي، وَمَسَاغِ مَطْعَمِي وَمَشْرَبِي، وَحِمَالَةِ اُمِّ رَأْسِي، وَبُلُوغِ فَارِغِ حبَائِلِ عُنُقِي، وَمَا اشْتَمَلَ عَليْهِ تَامُورُ صَدرِي، وَحمَائِلِ حَبْلِ وَتِينِي، وَنِيَاطِ حِجَابِ قَلْبِي، وَأَفْلاَذِ حَواشِي كَبِدِي، وَمَا حَوَتْهُ شَراسِيفُ اَضْلاَعِي، وَحِقَاقُ مَفاصِلِي، وَقَبضُ عَوامِلِي، وَاَطرَافُ اَنَامِلِي وَلَحْمِي وَدَمِي، وَشَعْرِي وَبَشَرِي، وَعَصَبِي وَقَصَبِي، وَعِظَامِي وَمُخِّي وَعُرُوقِي، وَجَمِيعُ جَوارِحِي، وَمَا انْتَسَجَ عَلى ذلِكَ اَيَّامَ رَِضَاعِي، وَمَا اَقلَّتِ الاَْرْضُ مِنِّي، وَنَوْمِي وَيقَظَتِي وَسُكُونِي وَحرَكَاتِ رُكُوعِي وَسُجُودِي، اَنْ لَوْ حَاوَلْتُ وَاجْتَهَدْتُ مَدَى الاَْعصَارِ وَالاَْحْقَابِ لَوْ عُمِّرْتُهَا اَنْ أُؤَدِّىَ شُكْرَ وَاحِدَة مِنْ أَنْعُمِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ذلِكَ اِلاَّ بِمَنِّكَ الْمُوجَبِ عَلَىَّ بِهِ شُكْرَكَ اَبَداً جَدِيداً، وَثَنآءً طَارِفاً عَتِيداً.

اَجَلْ وَلوْ حَرَصْتُ اَنَا وَالْعآدُّونَ مِنْ اَنَامِكَ، أَنْ تُحْصِىَ مَدى اِنْعَامِكَ، سَالِفِهِ وَآنِفِهِ مَا حَصَرْنَاهُ عَدَداً، وَلاَ اَحْصَينَاهُ اَمَداً، هَيْهَاتَ أنّى ذلِكَ وَاَنْتَ الُْمخْبِرُ فِي كِتَابِكَ النَّاطِقِ، وَالنَّبَأِ الصَّادِقِ: ﴿وَاِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا﴾ صَدَقَ كِتَابُكَ اَللَّهُمَّ وَاِنْبآؤُكَ، وَبَلَّغَتْ اَنْبِيآؤُكَ وَرُسُلُكَ، مَا اَنْزَلْتَ عَلَيْهِمْ مِنْ وَحْيِكَ، وَشَرَعْتَ لَهُمْ وَبِهِمْ مِنْ دِينِكَ، غَيْرَ أَنِّي يَا اِلهِي اَشْهَدُ بِجَدِّي وَجُهْدِي، وَمَبْلَغِ طَاعَتِي وَوُسْعِي، وَأَقُولُ مُؤْمِناً مُوقِناً:

اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً فَيَكُونَُ مَوْرُوثاً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي مُلْكِهِ فَيُضآدَُّهُ فِيَما ابْتَدَعَ، وَلاَ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ فَيُرْفِدَهُ فيما صَنَعَ، فَسُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ، لَوْ كانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ اِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا وَتَفَطَّرَتَا، سُبْحَانَ اللهِ الْوَاحِدِ الاَْحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً اَحَدٌ، اَلْحَمْدُ للهِ حَمْداً يُعَادِلُ حَمْدَ مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَاَنْبِيآئِهِ الْمُرْسَلِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى خِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ مُحَمَّد خَاتِمِ النَّبِيِّينَ، وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ الْمُخلَصِينَ.

اَللَّهُمَّ اجْعَلْنِي اَخْشَاكَ كَانِّي اَرَاكَ، وَاَسْعِدْنِي بِتَقويكَ، وَلاَ تُشْقِنِي بِمَعْصِيَتِكَ وَخِرْلِي فِي قَضآئِكَ وَبَارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ، حَتّى لاَ أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا اَخَّرْتَ وَلاَ تَاْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ.

اَللَّهُمَّ اجْعَلْ غِنَاىَ فِي نَفْسِي، وَالْيَقِينَ فِي قَلْبِي، وَالاِْخْلاَصَ فِي عَمَلِي، وَالنُّورَ فِي بَصَرِي، وَالْبَصِيرَةَ فِي دينِي، وَمَتِّعْنِي بِجَوَارِحِي، وَاجْعَلْ سَمْعِي وَبَصَرىَ الْوَارِثَيْنِ مِنِّي، وَانْصُرْنِي عَلى مَنْ ظَلَمَنِي، وَاَرِنِي فِيهِ ثَاْرِي وَمَآرِبِي، وَاَقِرَّ بِذلِكَ عَيْنِي، اَللَّهُمَّ اكْشِفْ كُرْبَتِي وَاسْتُرْ عَوْرَتِي وَاْغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَاخْسَأْ شَيْطَانِي، وَفُكَّ رِهَانِي، وَاْجَعْلْ لِي يَا اِلهِي الدَّرَجَةَ الْعُلْيَا فِى الاْخِرَةِ وَالاُْوْلى.

اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا خَلَقْتَنِي فَجَعَلْتَنِي سَمِيعاً بَصِيراً، وَلَكَ الْحَمْدُ كَمَا خَلَقْتَنِي فَجَعَلْتَنِي خَلْقاً سَوِيّاً رَحْمَةً بِي، وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً.

رَبِّ بِمَا بَرَأْتَنِْي فَعَدَّلْتَ فِطْرَتِي، رَبِّ بِمَا اَنَشَأْتَنِي فَاَحْسَنْتَ صُورَتِي، رَبِّ بِمَا اَحْسَنْتَ إلى وَفِي نَفْسِي عَافَيْتَنِي، رَبِّ بِمَا كَلاَْتَنِي وَوَفَّقْتَنِي، رَبِّ بِمَا اَنَعْمَتَ عَلَىَّ فَهَدَيْتَنِي، رَبِّ بِمَا اَوْلَيْتَنِي وَمِنْ كُلِّ خَيْر اَعْطَيْتَنِي، رَبِّ بِمَا اَطْعَمْتَنِي وَسَقَيْتَنِي، رَبِّ بِمَا اَغْنَيْتَنِي، وَاَقْنَيْتَنِي، رَبِّ بِمَا اَعَنْتَنِي وَاَعْزَرْتَنِي، رَبِّ بِمَا اَلْبَسْتَنِي مِنْ سِتْرِكَ الصَّافِي، وَيَسَّرْتَ لِي مِنْ صُنْعِكَ الْكافِي، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَعِنِّي عَلى بَوَائِقِ الدُّهُورِ وَصُرُوفِ اللَّيَالِي وَالاَْيَّامِ، وَنَجِّنِي مِنْ اَهْوَالِ الدُّنْيَا وَكُرُبَاتِ الاْخِرَةِ، وَاكْفِنِي شَرَّ مَا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِى الاَْرْضِ.

اَللَّهُمَّ مَا اَخَافُ فَاكْفِنِي، وَمَا اَحْذَرُ فَقِنِي، وَفِي نَفْسِي وَدِينِي فَاحْرُسْنِي، وَفِي سَفَرِي فَاحْفَظْنِي، وَفِي اَهْلِي وَمَالِي فَاخْلُفْنِي، وَفِي مَا رَزَقْتَنِي فَبَارِكْ لِي، وَفِي نَفْسِي فَذلِّلْنِي، وَفِي اَعْيُنِ النَّاسِ فَعَظِّمْنِي، وَمِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ فَسَلِّمْنِي، وَبِذُنُوبِي فَلاَ تَفْضَحْنِي، وَبِسَرِيرَتِي فَلاَ تُخْزِنِي، وَبِعَمَلِي فَلاَ تَبْتَِلْنِي، وَنِعَمَكَ فَلاَ تَسْلُبْنِي، وَاِلى غَيْرِكَ فَلاَ تَكِلْنِي.

اِلهِي إلى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلى قَريب فَيَقطَعُنِي، اَمْ إلى بَعيد فَيَتَجَهَّمُنِي، اَمْ إلى الْمُسْتَضْعَفِينَ لِي، وَاَنْتَ رَبِّي وَمَلِيكُ اَمْرِي، اَشْكُو اِلَيْكَ غُرْبَتِي وَبُعْدَ دَارِي، وَهَوَانِي عَلى مَنْ مَلَّكْتَهُ اَمْرِي، اِلهِي فَلاَ تُحْلِلْ عَلَىَّ غَضَبَكَ، فَاِنْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَىَّ فَلاَ اُبَالِي، سُبْحَانَكَ غَيْرَ اَنَّ عَافِيَتَكَ اَوْسَعُ لِي، فَاَسْئَلُكَ يَا رَبِّ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي اَشْرَقَتْ لَهُ الاَْرْضُ وَالسَّموَاتُ، وَكُشِفَتْ بِهِ الظُّلُمَاتُ، وَصَلَُحَ بِهِ اَمْرُ الاَْوَّلِينَ وَالاْخِرِينَ، اَنْ لاَ تُمِيتَنِي عَلى غَضَبِكَ وَلاَ تُنْزِلَْ بِي سَخَطَكَ، لَكَ الْعُتْبى لَكَ الْعُتْبى حَتّى تَرْضى قَبْلَ ذلِك، لاَ اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ، رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرَامِ، وَالْمَشْعَرِ الْحَرَامِ، وَالْبَيْتِ الْعَتِيقِ، الَّذِي اَحْلَلْتَهُ الْبَرَكَةَ، وَجَعَلْتَهُ لِلنَّاسِ اَمْنَاً.

يَا مَنْ عَفى عَنْ عَظِيمِ الذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ، يَا مَنْ اَسْبَغَ النَّعْمآءَ بِفَضْلِهِ، يَا مَنْ اَعْطَى الْجَزِيلَ بِكَرَمِهِ، يَا عُدَّتِي فِي شِدَّتِي، يَا صَاحِبِي فِي وَحْدَتِي، يَا غِيَاثِي فِي كُرْبَتِي، يَا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي، يَا اِلهِي وَاِلهَ آبَائِي اِبْرَاهِيمَ وَاِسْمَاعِيلَ وَاِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ، وَرَبَّ جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَاِسْرَافِيلَ، وَربَّ مُحَمَّد خَاتَِمِ النَّبِيّيِينَ وَآلِهِ الْمُنْتَجَبِينَ، مُنْزِلَ التَّوريةِ وَالاِْنْجِيلَ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقَانِ، وَمُنَزِّلَ كهيعص، وَطه وَيس، وَالْقُرآنِ الْحَكِيمِ، اَنْتَ كَهْفِي حِينَ تُعِيينِى الْمَذَاهِبُ فِي سَعَتِهَا، وَتَضِيقُ بِىَ الاَْرْضُ بِرُحْبِهَا، وَلَوْلاَ رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الْهَالِكِينَ، وَاَنْتَ مُقِيلُ عَثْرَتِي، وَلَوْلاَ سَتْرُكَ اِيَّاىَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحِينَ، وَاَنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلى اَعْدآئِي، وَلَوْلاَ نَصْرُكَ اِيَّاىَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبِينَ.

يَا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالْسُّمُوِّ وَالرِّفْعَةِ، فَاَوْلِيآئُهُ بِعِزِّهِ يَعْتَزُّونَ، يَا مَنْ جَعَلَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نِيرَ الْمَذَلَّةِ عَلى اَعْنَاقِهِمْ، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خَائِفُونَ، يَعْلَمُ خَائِنَةَ الاَْعْيُنِ وَمَا تُخْفِى الصُّدُورُ، وَغَيْبَ مَا تَاْتِِي بِهِ الاَْزْمِنَةُ وَالدُّهُورُ، يَا مَنْ لاَ يَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ اِلاَّ هُوَ، يَا مَنْ لاَ يَعْلَمُ مَا هُوَ اِلاَّ هُوَ، يَا مَنْ لاَ يَعْلَمُهُ اِلاَّ هُوَ، يَا مَنْ كَبَسَ الاَْرْضَ عَلَى الْمآءِ، وَسَدَّ الْهَوآءَ بِالسَّمآءِ، يَا مَنْ لَهُ اَكْرَمُ الاَْسْمآءِ، يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لاَ يَنْقَطِعُ اَبَداً، يَا مُقَيِّضَ الرَّكْبِ لِيُوسُفَ فِى الْبَلَدِ الْقَفْرِ، وَمُخْرِجَهُ مِنَ الْجُبِّ وَجَاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبودِيَّةِ مَلِكاً، يَا رآدَّهُ عَلى يَعْقُوبَ بَعْدَ اَنِ ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ.

يَا كَاشِفَ الضُّرِّ وَالْبَلْوى عَنْ اَيُّوبَ، وَمُمْسِكَ يَدَىْ اِبْراهِيمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ بَعْدَ كِبَرِ سِنِّهِ، وَفَنآءِ عُمُرِهِ، يَا مَنِ اسْتَجَابَ لِزَكَرِيّا فَوَهَبَ لَهُ يَحْيى، وَلَمْ يَدَعْهُ فَرْداً وَحِيداً، يَا مَنْ اَخْرَجَ يُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ، يَا مَنْ فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِي اِسْرآئِيلَ فَاَنْجَاهُمْ، وَجَعَلَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ مِنَ الْمُغْرَقِينَ، يَا مَنْ اَرْسَلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَات بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ، يَا مَنْ لَمْ يَعْجَلْ عَلى مَنْ عَصَاهُ مِنْ خَلْقِهِ، يَا مَنِ اسْتَنْقَذَ السَّحَرَةَ مِنْ بَعْدِ طُولِ الْجُحُودِ، وَقَدْ غَدَوْا فِي نِعْمَتِهِ، يَاْكُلُونَ رِزْقَهُ، وَيَعْبُدُونَ غَيْرَهُ، وَقَدْ حَادُّوهُ وَنَادُّوهُ وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ.

يَا اَللهُ يَا اَللهُ، يَا بَدىُ يَا بَدِيعُ، لاَ نِدَّلَكَ، يَا دآئِماً لاَ نَفَادَ لَكَ، يَا حَيّاً حِينَ لاَ حَىَّ، يَا مُحْيِىَ الْمَوْتى، يَا مَنْ هُوَ قآئِمٌ عَلى كُلِّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ، يَا مَنْ قَلَّ لَهُ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْنِي، وَعَظُمَتْ خَطِيئَتِي فَلَمْ يَفَضَحْنِي، وَرَآنِي عَلَى الْمَعَاصِي فَلَمْ يَشْهَرْنِي، يَا مَنْ حَفِظَنِي فِي صِغَرِي، يَا مَنْ رَزَقَنِي فِي كِبَرِي، يَا مَنْ اَيَاديهِ عِنْدِي لاَ تُحْصى، وَنِعَمُهُ لاَ تُجَازى، يَا مَنْ عَارَضَنِي بِالْخَيْرِ والاِْحْسَانِ وَعَارَضْتُهُ بِالاِْسَائَةِ وَالْعِصْيَانِ، يَا مَنْ هَدَانِي لِلاِْيمَانِ مِنْ قَبْلِ اَنْ اَعْرِفَ شُكْرَ الاِْمْتِنَانِ، يَا مَنْ دَعَوْتُهُ مَرِيضاً فَشَفَانِي، وَعُرْيَاناً فَكَسَانِي، وَجَائِعاً فَاَشْبَعَنِي، وَعَطْشَاناً فَاَرْوَانِي، وَذَلِيلاً فَاَعَزَّنِي، وَجَاهِلاً فَعَرَّفَنِي، وَوَحِيداً فَكَثَّرَنِي، وَغَائِباً فَرَدَّنِي، وَمُقِلاًّ فَاَغْنَانِي، وَمُنْتَصِراً فَنَصَرَنِي، وَغَنِيّاً فَلَمْ يَسْلُبْنِي، وَاَمْسَكْتُ عَنْ جَمِيعِ ذلِكَ فَابْتَدَاَنِي.

فَلَكَ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ، يَا مَنْ اَقَالَ عَثْرَتِي، وَنَفَّسَ كُرْبَتِي، وَاَجَابَ دَعْوَتِي، وَسَتَرَ عَوْرَتِي، وَغَفَرَ ذُنُوبِي، وَبَلَّغَنِي طَلِبَتِي، وَنَصَرَنِي عَلى عَدُوِّي، وَاِنْ اَعُدَّ نِعَمَكَ وَمِنَنَكَ وَكَرَائِمَ مِنَحِكَ لاَ اُحْصِيهَا.

يَا مَوْلاَيَ اَنْتَ الَّذِي مَنْنْتَ، اَنْتَ الَّذِي اَنْعَمْتَ، اَنْتَ الَّذِي اَحْسَنْتَ، اَنْتَ الَّذِي اَجْمَلْتَ، اَنْتَ الَّذِي اَفْضَلْتَ، اَنْتَ الَّذِي اَكْمَلْتَ، اَنْتَ الَّذِي رَزَقْتَ، اَنْتَ الَّذِي وَفَّقْتَ، اَنْتَ الَّذِي اَعْطَيْتَ، اَنْتَ الَّذِي اَغْنَيْتَ، اَنْتَ الَّذِي اَقْنَيْتَ، اَنْتَ الَّذِي آوَيْتَ، اَنْتَ الَّذِي كَفَيْتَ، اَنْتَ الَّذِي هَدَيْتَ، اَنْتَ الَّذِي عَصَمْتَ، اَنْتَ الَّذِي سَتَرْتَ، اَنْتَ الَّذِي غَفَرْتَ، اَنْتَ الَّذِي اَقَلْتَ، اَنْتَ الَّذِي مَكَّنْتَ، اَنْتَ الَّذِي اَعْزَزْتَ، اَنْتَ الَّذِي اَعْنْتَ، اَنْتَ الَّذِي عَضَدْتَ، اَنْتَ الَّذِي اَيَّدْتَ، اَنْتَ الَّذِي نَصَرْتَ، اَنْتَ الَّذِي شَفَيْتَ، اَنْتَ الَّذِي عَافَيْتَ، اَنْتَ الَّذِي اَكْرَمْتَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ دآئِماً، وَلَكَ الشُّكْرُ وَاصِباً اَبَداً، ثُمَّ اَنَا يَا اِلهَِي الْمُعَتَرِفُ بِذُنُوبِي فَاغْفِرْهَا لِي.

اَنَا الَّذِي اَسَاْتُ، اَنَا الَّذِي اَخْطَاْتُ، اَنَا الَّذِي هَمَمْتُ، اَنَا الَّذِي جَهِلْتُ، اَنَا الَّذِي غَفَلْتُ، اَنَا الَّذِي سَهَوْتُ، اَنَا الَّذِى اعْتَمَدْتُ، اَنَا الَّذِي تَعَمَّدْتُ، اَنَا الَّذِي وَعَدْتُ، وَاَنَا الَّذِي اَخْلَفْتُ، اَنَا الَّذِي نَكَثْتُ، اَنَا الَّذِي اَقْرَرْتُ، اَنَا الَّذِى اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ وَعِنْدِي، وَاَبُوءُ بِذُنُوبِي فَاغْفِرْها لِي.

يَا مَنْ لاَ تَضُرُّهُ ذُنُوبُ عِبَادِهِ، وهُوَ الَغَنِىُّ عَنْ طَاعَتِهِمْ، وَالْمُوَفِّقُ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْهُمْ بِمَعُونَتِهِ وَرَحْمَتِه، فَلَكَ الْحَمْدُ اِلهِي وَسيِّدِي، اِلهِي اَمَرْتَنِي فَعَصَيْتُكَ، وَنَهَيْتَنِي فَارْتَكَبْتُ نَهْيَكَ، فَاَصْبَحْتُ لاَ ذَا بَرآءَة لِي فَاَعْتَذِرُ، وَلاَ ذَا قُوَّة فَاَنْتَصِرَُ، فَبِأَىِّ شَيء اَسْتَقْبِلُكَ يَا مَوْلاَىَ؟ اَبِسَمْعِي اَمْ بِبَصَرِي، اْم بِلِسَانِي، اَمْ بِيَدِي، اَمْ بِرِجْلِي، اَلَيْسَ كُلُّهَا نِعَمَكَ عِندِي، وَبِكُلِّها عَصَيْتُكَ يَا مَوْلاَىَ، فَلَكَ الْحُجَّةُ وَالسَّبِيلُ عَلىَّ.

يَا مَنْ سَتَرَنِي مِنَ الاْبَاءِ وَالاُْمَّهَاتِ اَنْ يَزجُرُونِي، وَمِنَ الْعَشَائِرِ وَالاِْخْوَانِ اَنْ يُعَيِّرُونِي، وَمِنَ السَّلاَطِينِ اَنْ يُعَاقِبُونِي، وَلَوِ اطَّلَعُوا يَا مَوْلاَىَ عَلى مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي اِذاً مَا اَنْظَرُونِي، وَلَرَفَضُونِي وَقَطَعُونِي، فَهَا اَنَا ذَا يَا اِلهِي بَيْنَ يَدَيْكَ يَا سَيِّدِي خَاضِعٌ ذَلِيلٌ، حَصِيرٌ حَقِيرٌ، لاَ ذُو بَرآئَة فَاَعْتَذِرَُ، وَلاَ ذُو قُوَّة فَاَنْتَصِرَُ، وَلاَ حُجَّة فَاَحْتَجَُّ بِهَا وَلاَ قَائِلٌ لَمْ اَجْتَرِحْ وَلَمْ اَعْمَلْ سُوءً، وَمَا عَسَى الْجُحُودُ وَلَوْ جَحَدْتُ يَا مَوْلاَىَ يَنْفَعُنِي، كَيْفَ وَاَنّى ذلِكَ، وَجَوَارِحِي كُلُّهَا شَاهِدَةٌ عَلَىَّ بِمَا قَدْ عَمِلَتُ، وَعَلِمْتُ يَقِيناً غَيْرَ ذِي شَكٍّ اَنَّكَ سآئِلِي مِنْ عَظَائِمِ الاُْمُورِ، وَاَنَّكَ الْحَكَمُ الْعَدْلُ الَّذِي لاَ تَجُورُ، وَعَدْلُكَ مُهْلِكِي، وَمِنْ كُلِّ عَدْلِكَ مَهْرَبِي، فَاِنْ تُعَذِّبْنِي يَا اِلهِي فَبِذُنُوبِي بَعْدَ حُجَّتِكَ عَلَىَّ، وَاِنْ تَعْفُ عَنِّي فَبِحِلْمِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ.

لاَ اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، لاَ اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ، لاَ اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ، لاَ اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الْخَائِفِينَ، لاَ اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الْوَجِلِينَ، لاَ اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الَّراجِينَ، لاَ اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الرَّاغِبِينَ، لاَ اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُهَلِّلِينَ، لاَ اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ السَّائِلِينَ، لاَ اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لاَ اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُكَبِّرِينَ، لاَ اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحَانَكَ رَبِّي وَرَبُّ آبَائِىَ الاَْوَّلِينَ.

اَللَّهُمَّ هذا ثَنَائِي عَلَيْكَ مُمَجِّداً، وَاِخْلاَصِي بِذِكْرِكَ مُوَحِّداً، وَاِقْرَارِي بِآلاَئكَ مَعَدِّداً، وَاِنْ كُنْتُ مُقِرّاً اَنِّي لَمْ اُحْصِهَا، لِكَثْرَتِهَا وَسُبوغِهَا، وَتَظَاهُرِهَا وَتَقَادُمِهَا إلى حادِث، مَا لَمْ تَزَلْ تَتَعَهَّدُنِي بِهِ مَعَهَا مُنْذُ خَلَقْتَنِي وَبَرَاْتَنِي مِنْ اَوَّلِ الْعُمْرِ مِنَ الاِْغْنآءِ مِنَ الْفَقْرِ، وَكَشْفِ الضُّرِّ، وَتَسْبِِيبِ الْيُسْرِ، وَدَفْعِ الْعُسْرِ، وَتَفرِيجِ الْكَرْبِ، وَالْعَافِيَةِ فِى الْبَدَنِ، وَالسَّلاَمَةِ فِى الدِّينِ، وَلَوْ رَفَدَنِي عَلى قَدْرِ ذِكْرِ نِعْمَتِكَ جَمِيعُ الْعَالَمِينَ مِنَ الاَْوَّلِينَ وَالاْخِرِينَ مَا قَدَرْتُ وَلاَهُمْ عَلى ذلِكَ، تَقَدَّسْتَ وَتَعَالَيْتَ مِنْ رَبٍّ كَرِيم، عَظِيم رَحِيم، لاَ تُحْصى آلاَؤُكَ، وَلاَ يُبْلَغُ ثَنآؤُكَ، وَلاَ تُكَافى نَعْمآؤُكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَتْمِمْ عَلَيْنَا نِعَمَكَ، وَاَسْعِدْنَا بِطَاعَتِكَ، سُبْحَانَكَ لاَ اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ.

اَللَّهُمَّ اِنَّكَ تُجِيبُ الْمُضْطَرَّ، وَتَكْشِفُ السُّوءَ، وَتُغِيثُ الْمَكْرُوبَ، وَتَشْفِى السَّقِيمَ، وَتُغْنِى الْفَقِيرَ، وَتَجْبُرُ الْكَسِيرَ، وَتَرْحَمُ الصَّغِيرَ، وَتُعِينُ الْكَبِيرَ، وَلَيْسَ دُونَكَ ظَهِيرٌ، وَلاَ فَوْقَكَ قَدِيرٌ، وَانْتَ الْعَلِىُّ الْكَبِيرُ، يَا مُطْلِقَ الْمُكَبِّلِ الاَْسِيرِ، يَا رَازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ، يَا عِصْمَةَ الْخآئِفِ الْمُسْتَجِيرِ، يَا مَنْ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلاَ وَزِيرَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَعْطِنِي فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ، اَفْضَلَ مَا اَعْطَيْتَ وَاَنَلْتَ اَحَداً مِنْ عِبَادِكَ، مِنْ نِعْمَة تُولِيهَا، وَآلآء تُجَدِّدُهَا، وَبَلِيَّة تَصْرِفُهَا، وَكُرْبَة تَكْشِفُهَا، وَدَعْوَة تَسْمَعُهَا، وَحَسَنَة تَتَقَبَّلُهَا، وَسَيِّئَة تَتَغَمَّدُهَا، اِنَّكَ لَطِيفٌ بِمَا تَشَاءُ خَبِيرٌ، وَعَلى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ.

اَللَّهُمَّ اِنَّكَ اَقْرَبُ مَنْ دُعِىَ، وَاَسْرَعُ مَنْ اَجَابَ، وَاَكْرَمُ مَنْ عَفى، وَاَوْسَعُ مَنْ اَعْطى، وَاَسْمَعُ مَنْ سُئِلَ، يَا رَحمنَ الدُّنْيَا والاْخِرَةِ وَرحِيمَهُمَا، لَيْسَ كَمِثْلِكَ مَسْئُولٌ، وَلاَ سِوَاكَ مَاْمُولٌ، دَعَوْتُكَ فَاَجَبْتَنِي، وَسَئَلْتُكَ فَاَعْطَيْتَنِي، وَرَغِبْتُ اِلَيْكَ فَرَحِمْتَنِي، وَوَثِقْتُ بِكَ فَنَجَّيْتَنِي، وَفَزِعْتُ اِلَيْكَ فَكَفَيْتَنِي، اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ، وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ اَجْمَعِينَ، وَتَمِّمْ لَنَا نَعْمآئَكَ، وَهَنِّئْنَا عَطآئَكَ، وَاكْتُبْنَا لَكَ شَاكِرِينَ، وَلاِلاَئِكَ ذَاكِرِينَ، آمِينَ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.

اَللَّهُمَّ يَا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ، وَقَدَرَ فَقَهَرَ، وَعُصِىَ فَسَتَرَ، وَاسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ، يَا غَايَةَ الطَّالِبِينَ الرَّاغِبِينَ، وَمُنْتَهى اَمَلِ الرَّاجِينَ، يَا مَنْ اَحَاطَ بِكُلِّ شَيء عِلْماً، وَوَسِعَ الْمُسْتَقِيلِينَ رَاْفَةً وَحِلْماً.

اَللَّهُمَّ اِنَّا نَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ الَّتِي شَرَّفْتَهَا وَعَظَّمْتَهَا بِمُحَمَّد نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَاَمِينِكَ عَلى وَحْيِكَ، الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، السِّرَاجِ الْمُنِيرِ، الَّذِي اَنْعَمْتَ بِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، كَمَا مُحَمَّدٌ اَهْلٌ لِذلِكَ مِنْكَ، يَا عَظِيمُ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ، الْمُنْتَجَبِينَ الطَّيِّبِينَ، الطَّاهِرِينَ اَجْمَعِينَ، وَتَغَمَّدْنَا بِعَفْوِكَ عَنَّا، فَاِلَيْكَ عَجَّتِ الاَْصْوَاتُ بِصُنُوفِ اللُّغاتِ، فَاجْعَلْ لَنَا اَللَّهُمَّ فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ نَصِيباً مِنْ كُلِّ خَيْر تَقْسِمُهُ بَيْنَ عِبَادِكَ، وَنُور تَهْدِي بِهِ، وَرَحْمَة تَنْشُرُهَا، وَبَرَكَة تُنْزِلُهَا، وَعَافِيَة تُجَلِّلُهَا، وَرِزْق تَبْسُطُهُ، يَا اَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اَللَّهُمَّ اقْلِبْنَا فِي هذَا الْوَقْتِ مُنْجِحِينَ مُفْلِحِينَ مَبْرُورِينَ غَانِمِينَ، وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، وَلاَ تُخْلِنَا مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلاَ تَحْرِمْنَا مَا نُؤَمِّلُهُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنْ رَحْمَتِكَ مَحْرُومِينَ، وَلاَ لِفَضْلِ مَا نُؤَمِّلْهُ مِنْ عَطآئِكَ قَانِطِينَ وَلاَ تَرُدَّنَا خَائِبِينَ وَلاَ مِنْ بَابِكَ مَطْرُودِينَ، يَا اَجْوَدَ الأَجْوَدِينَ، وَاَكْرَمَ الاَْكْرَمِينَ، اِلَيْكَ اَقْبَلْنَا مُوقِنِينَ، وَلِبَيْتِكَ الْحَرَامِ آمِّينَ قَاصِدِينَ، فَاَعِنَّا عَلى مَنَاسِكِنَا، وَاَكْمِلْ لَنَا حَجَّنَا، وَاْعْفُ عَنَّا وَعَافِنَا، فَقَدْ مَدَدْنَا اِلَيْكَ اَيْدِينَا فَهِىَ بِذِلَّةِ الاِْعْتِرافِ مَوْسُومَةٌ.

اَللَّهُمَّ فَاَعْطِنَا فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ مَا سَئَلْنَاكَ، وَاكْفِنَا مَا اسْتَكْفَيْنَاكَ، فَلاَ كافِىَ لَنَا سِوَاكَ، وَلاَ رَبَّ لَنَا غَيْرُكَ، نَافِذٌ فِينَا حُكْمُكَ، مُحِيطٌ بِنَا عِلْمُكَ، عَدْلٌ فِينَا قَضآؤُكَ، اِقْضِ لَنَا الْخَيْرَ، وَاجْعَلْنَا مِنْ اَهْلِ الْخَيْرِ، اَللَّهُمَّ اَوْجِبْ لَنَا بِجُودِكَ عَظِيمَ الاَْجْرِ، وَكَرِيمَ الذُّخْرِ، وَدَوَامَ الْيُسْرِ، وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا اَجْمَعِينَ، وَلاَ تُهْلِكْنَا مَعَ الْهَالِكِينَ، وَلاَ تَصْرِفْ عَنَّا رَاْفَتَكَ وَرَحْمَتَك يَا اَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اَللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي هذَا الْوَقْتِ مِمَّنْ سَاَلَكَ فَاَعْطَيْتَهُ، وَشَكَرَكَ فَزِدْتَهُ، وَتَابَ اِلَيْكَ فَقَبِلْتَهُ وَتَنَصَّلَ اِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِهِ كُلِّهَا فَغَفَرْتَهَا لَهُ يَا ذَالْجَلاَلِ وَالاِْكْرَامِ.

اَللَّهُمَّ وَنَقِّنَا وَسَدِّدْنَا واقْبَلْ تَضَرُّعَنَا يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَيَا اَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ، يَا مَنْ لاَ يَخْفى عَلَيْهِ اِغْمَاضُ الْجُفُونِ، ولاَ لَحْظُ الْعُيُونِ، وَلاَ مَا اسْتَقَرَّ فِى الْمَكْنُونِ، وَلاَ مَا انْطَوَتْ عَلَيْهِ مُضْمَرَاتُ الْقُلُوبِ، اَلاَ كُلُّ ذلِكَ قَدْ اَحْصَاهُ عِلْمُكَ، وَوَسِعَهُ حِلْمُكَ، سُبْحَانَكَ وَتَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً، تُسَبِّحُ لَكَ السَّموَاتُ السَّبْعُ، وَالاَْرَضُونَ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَاِنْ مِنْ شَيء اِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَالْمَجْدُ، وَعُلُوُّ الْجَدِّ، يَا ذَالْجَلاَلِ وَالاِْكْرَامِ، وَالْفَضْلِ وَالاِْنْعَامِ، وَالاَْيَادِى الْجِسَامِ، وَاَنْتَ الْجَوَادُ الْكَرِيمُ، الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ، اَللَّهُمَّ اَوْسِعْ عَلَىَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلاَلِ، وَعَافِنِي فِي بَدَنِي وَدِينِي، وَآمِنْ خَوْفِي، وَاعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، اَللَّهُمَّ لاَ تَمْكُرْ بِي، وَلاَ تَسْتَدْرِجُنِي، وَلاَ تَخْدَعْنِي، وَادْرَءْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ.

يَا اَسْمَعَ السَّامِعِينَ، يَا اَبْصَرَ النَّاظِرِينَ، وَيَا اَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ، وَيَا اَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، السَّادَةِ الْمَيَامِينَ، وَاَسْئَلُكَ اَللَّهُمَّ حَاجَتِى الَّتِي اِنْ اَعْطَيْتَنِيهَا لَمْ يَضُرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي، وَاِنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا اَعْطَيْتَنِي، اَسْئَلُكَ فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، لاَ اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ، وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، لَكَ الْمُلْكُ، وَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنْتَ عَلى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ، يَا رَبِّ يا رَبِّ.

اِلهِي اَنَا الْفَقِيرُ فِي غِنَاىَ فَكَيْفَ لاَ اَكُونُ فَقِيراً فِي فَقْرِي، اِلهِي اَنَا الْجَاهِلُ فِي عِلْمِي فَكَيْفَ لاَ اَكُونُ جَهُولاً فِي جَهْلِي، اِلهِي اِنَّ اخْتِلافَ تَدْبِيرِكَ، وَسُرْعَةَ طَوآءِ مَقَادِيرِكَ، مَنَعَا عِبَادَكَ الْعَارِفِينَ بِكَ عَنْ السُّكُونِ إلى عَطاء، وَالْيأْسِ مِنْكَ فِي بَلاَء، اِلهِي مِنِّي مَا يَلِيقُ بِلُؤُمِي وَمِنْكَ مَا يَلِيقُ بِكَرَمِكَ، اِلهِي وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِاللُّطْفِ وَالرَّأْفَةِ لِي قَبْلَ وُجُودِ ضَعْفِي، اَفَتَمْنَعُنِي مِنْهُمَا بَعْدَ وُجُودِ ضَعْفِي، اِلهِي اِنْ ظَهَرَتِ الْمَحَاسِنُ مِنِّي فَبِفَضْلِكَ، وَلَكَ الْمِنَّةُ عَلَىَّ، وَاِنْ ظَهَرَتِ الْمَسَاوِي مِنِّي فَبِعَدْلِكَ، وَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَيَّ، اِلهِي كَيْفَ تَكِلُنِي وَقَدْ تَكَفَّلْتَ لِي، وَكَيْفَ اُضَامُ وَاَنْتَ النَّاصِرُ لِي، اَمْ كَيْفَ اَخِيبُ وَاَنْتَ الْحَفِىُّ بِي، هَا اَنَا اَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِفَقْرِي اِلَيْكَ، وَكَيْفَ اَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِمَا هُوَ مَحَالٌ اَنْ يَصِلَ اِلَيْكَ، اَمْ كَيْفَ اَشْكُو اِلَيْكَ حَالِي وَهُوَ لاَ يَخْفى عَلَيْكَ، اَمْ كَيْفَ اُتَرْجِمُ بِمَقَالِي وَهُوَ مِنَكَ بَرَزٌ اِلَيْكَ، اَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ آمَالِي وَهِىَ قَدْ وَفَدَتْ اِلَيْكَ، اَمْ كَيْفَ لاَ تُحْسِنُ اَحْوَالِي وَبِكَ قَامَتْ.

اِلهِي مَا اَلْطَفَكَ بِي مَعَ عَظِيمِ جَهْلِي، وَمَا اَرْحَمَكَ بِي مَعَ قَبِيحِ فِعْلِي، اِلهِي مَا اَقْرَبَكَ مِنِّي وَاَبْعَدَنِي عَنْكَ، وَمَا اَرْاَفَكَ بِي، فَمَا الَّذِي يَحْجُبُنِي عَنْكَ، اِلهِي عَلِمْتُ بِاِخْتِلاَفِ الاْثَارِ، وَتَنقُّلاَتِ الاَْطْوَارِ، اَنَّ مُرَادَكَ مِنِّي اَنْ تَتَعَرَّفَ إلى فِي كُلِّ شَيء، حَتّى لاَ اَجْهَلَكَ فِي شَيء، اِلهِي كُلَّمَا اَخْرَسَنِي لُؤْمِي اَنْطَقَنِي كَرَمُكَ، وَكُلَّمَا آيَسَتْنِي اَوْصَافِي اَطْمَعَتْنِي مِنَنُكَ، اِلهِي مَنْ كَانَتْ مَحَاسِنُهُ مَسَاوِىَ، فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ مُسَاوِيهِ مَسَاوِىَ، وَمَنْ كَانَتْ حَقَايِقُهُ دَعَاوِىَ، فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ دَعَاوِيَهِ دَعَاوِىَ، اِلهِي حُكْمُكَ النَّافِذُ، وَمَشِيَّتُكَ الْقَاهِرَةُ لَمْ يَتْرُكَا لِذِي مَقَال مَقَالاً، وَلاَ لِذِي حَال حَالاً.

اِلهِي كَمْ مِنْ طَاعَة بَنَيْتُهَا، وَحالَة شَيَّدْتُهَا، هَدَمَ اِعْتِمادِي عَلَيْهَا عَدْلُكَ، بَلْ اَقَالَنِي مِنْهَا فَضْلُكَ، اِلهِي اِنَّكَ تَعْلَمُ اَنِّي وَاِنْ لَمْ تَدُمِ الطَّاعَةُ مِنِّي فِعْلاً جَزْماً فَقَدْ دَامَتْ مَحَبَّةً وَعَزْماً، اِلهِي كَيْفَ اَعْزِمُ وَاَنْتَ الْقَاهِرُ، وَكَيْفَ لاَ اَعْزِمُ وَاَنْتَ الاْمِرُ، اِلهِي تَرَدُّدِي فِى الاْثَارِ يُوجِبُ بُعْدَ الْمَزَارِ، فَاجْمَعْنِي عَلَيْكَ بِخِدْمَة تُوصِلُنِي اِلَيْكَ، كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِمَا هُوَ فِي وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ اِلَيْكَ، اَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ مَا لَيْسَ لَكَ، حَتّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ، مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتَاجَ إلى دَلِيل يَدُلُّ عَليْكَ، وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَكُونَ الاْثَارُ هِىَ الَّتِي تُوصِلُ اِلَيْكَ، عَمِيَتْ عَيْنٌ لاَ تَرَاكَ عَلَيْهَا رَقِيباً، وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْد لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصِيباً، اِلهِي اَمَرْتَ بِالرُّجُوعِ إلى الاْثَارِ فَاَرْجِعْنِي اِلَيْكَ بِكِسْوَةِ الاَْنْوَارِ، وَهِدَايَةِ الاِْسْتِبصَارِ، حَتّى اَرْجَعَ اِلَيْكَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْتُ اِلَيْكَ مِنْهَا، مَصُونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ اِلَيْهَا، وَمَرْفُوعَ الْهِمَّةِ عَنِ الاِْعْتِمادِ عَلَيْهَا، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ.

اِلهِي هذَا ذُلِّي ظَاهِرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَهذَا حَالِي لاَ يَخْفى عَلَيْكَ، مِنْكَ اَطْلُبُ الْوُصُولُ اِلَيْكَ، وِبَكَ اَسْتَدِلُّ عَلَيْكَ، فَاهْدِنِي بِنُورِكَ اِلَيْكَ، وَاَقِمْنِي بِصِدْقِ الْعُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ، اِلهِي عَلِّمْنِي مِنْ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ، وَصُنِّي بِسِتْرِكَ الْمَصُونِ، اِلهِي حَقِّقْنِي بِحَقَائِقِ اَهْلِ الْقُرْبِ، وَاسْلُكْ بِي مَسْلَكَ اَهْلِ الْجَذْبِ، اِلهِي اَغْنِنِي بِتَدْبِيرِكَ لِي عَنْ تَدْبِيرِي، وَبِاخْتِيَارِكَ عَنِ اخْتِيَارِي، وَاَوْقِفْنِي عَلى مَراكِزِ اضْطِرَارِي، اِلهِي اَخْرِجْنِي مِنْ ذُلِّ نَفْسِي، وَطَهِّرْنِي مِنْ شَكِّي وَشِرْكِي قَبْلَ حُلُولِ رَمْسِي، بِكَ اَنْتَصِرُ فَانْصُرْنِي، وَعَلَيْكَ اَتَوَكَّلُ فَلاَ تَكِلْنِي، وَاِيَّاكَ اَسْئَلُ فَلاَ تُخَيِّبْنِي، وَفِي فَضْلِكَ اَرْغَبُ فَلاَ تَحْرِمْنِي، وَبِجَنَابِكَ اَنْتَسِبُ فَلاَ تُبْعِدْنِي، وَبِبَابِكَ اَقِفُ فَلاَ تَطْرُدُنِي، اِلهِي تَقَدَّسَ رِضَاكَ اَنْ يَكُونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنْكَ، فَكَيْفَ يَكُونُ لَهُ عِلَّةٌ مِنِّي، اِلهِي اَنْتَ الْغِنى بِذَاتِكَ اَنْ يَصِلَ اِلَيْكَ النَّفْعُ مِنْكَ، فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ غَنِيّاً عَنِّي.

اِلهِي اِنَّ الْقَضآءَ وَالْقَدَرَ يُمَنِّينِي، وَاِنَّ الْهَوى بِوَثَائِقِ الشَّهْوَةِ اَسَرَنِي، فَكُنْ اَنْتَ النَّصِيرَ لِي، حَتّى تَنْصُرَنِي وَتُبَصِّرَنِي، وَاَغْنِنِي بِفَضْلِكَ حَتّى اَسْتَغْنِىَ بِكَ عَنْ طَلَبِي، اَنْتَ الَّذِي اَشْرَقْتَ الاَْنْوَارَ فِي قُلُوبِ اَوْلِيائِكَ حَتّى عَرَفُوكَ وَوَحَّدوكَ، وَاَنْتَ الَّذِي اَزَلْتَ الاَْغْيَارَ عَنْ قُلُوبِ اَحِبَّائِكَ حَتّى لَمْ يُحِبُّوا سِوَاكَ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إلى غَيْرِكَ، اَنْتَ الْمُوْنِسُ لَهُمْ حَيْثُ اَوْحَشَتْهُمُ الْعَوَالِمُ، وَاَنْتَ الَّذِي هَدَيْتَهُمْ حَيْثُ اسْتَبَانَتْ لَهُمُ الْمَعَالِمُ، مَاذَا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ، وَمَا الَّذِي فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ، لَقَدْ خَابَ مَنْ رَضِىَ دُونَكَ بَدَلاً، وَلَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغى عَنْكَ مُتَحَوِّلاً، كَيْفَ يُرْجى سِوَاكَ، وَاَنْتَ مَا قَطَعْتَ الاِْحْسَانَ، وَكَيْفَ يُطْلَبُ مِنْ غَيْرِكَ وَاَنْتَ مَا بَدَّلْتَ عَادَةَ الاِْمْتِنَانِ، يَا مَنْ اَذَاقَ اَحِبّآئَهُ حَلاَوَةَ الْمُؤَانَسَةِ، فَقَامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَمَلِّقِينَ.

وَيَا مَنْ اَلْبَسَ اَوْلِيَائَهُ مَلاَبِسَ هَيْبَتِهِ، فَقَامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مُسْتَغْفِرِينَ، اَنْتَ الذَّاكِرُ قَبْلَ الذَّاكِرِينَ، وَاَنْتَ الْبَادِي بِالاِْحْسَانِ قَبْلَ تَوَجُّهِ الْعَابِدِينَ، وَاَنْتَ الْجَوَادُ بِالْعَطآءِ قَبْلَ طَلَبِ الطَّالِبِينَ، وَاَنْتَ الْوَهَّابُ، ثُمَّ لِمَا وَهَبْتَ لَنَا مِنَ الْمُسْتَقْرِضِينَ، اِلهِي اُطْلُبْنِي بِرَحْمَتِكَ حَتّى اَصِلَ اِلَيْكَ، وَاجْذِبْنِي بِمَنِّكَ حَتّى اُقْبِلَ عَلَيْكَ، اِلهِي اِنَّ رَجآئِي لاَ يَنْقَطِعُ عَنْكَ وَاِنْ عَصَيْتُكَ، كَمَا اَنَّ خَوْفِي لاَ يُزايِلُنِي وَاِنْ اَطَعْتُكَ، فَقَدْ دَفَعَتْنِي الْعَوَالِمُ اِلَيْكَ، وَقَدْ اَوْقَعَنِي عِلْمِي بِكَرَمِكَ عَلَيْكَ، اِلهِي كَيْفَ اَخِيبُ وَاَنْتَ اَمَلِي، اَمْ كَيْفَ اُهَانُ وَعَلَيْكَ مُتَكَّلِي، اِلهِي كَيْفَ اَسْتَعِزُّ وَفِى الذِّلَّةِ اَرْكَزْتَنِي، اَمْ كَيْفَ لاَ اَسْتَعِزُّ وَاِلَيْكَ نَسَبْتَنِي.

اِلهِي كَيْفَ لاَ اَفْتَقِرُ وَاَنْتَ الَّذِي فِى الْفُقَرآءِ اَقَمْتَنِي، اَمْ كَيْفَ اَفْتَقِرُ وَاَنْتَ الَّذِي بِجُودِكَ اَغْنَيْتَنِي، وَاَنْتَ الَّذِي لاَ اِلهَ غَيْرُكَ، تَعَرَّفْتَ لِكُلِّ شَيء فَمَا جَهِلَكَ شَيءُ، وَاَنْتَ الَّذِي تَعَرَّفْتَ اِلَيَّ فِي كُلِّ شَيء، فَرَاَيْتُكَ ظَاهِراً فِي كُلِّ شَيء، وَاَنْتَ الظَّاهِرُ لِكُلِّ شَيء، يَا مَنِ اسْتَوى بِرَحْمَانِيَّتِهِ فَصَارَ الْعَرْشُ غَيْباً فِي ذَاِتِهِ، مَحَقْتَ الاْثَارَ بِالاْثَارِ، وَمَحَوْتَ الاَْغْيَارَ بِمُحِيطَاتِ اَفْلاَكِ الاَْنْوَارِ، يَا مَنِ احْتَجَبَ فِي سُرَادِقَاتِ عَرْشِهِ عَنْ اَنْ تُدْرِكَهُ الاَْبْصَارُ، يَا مَنْ تَجَلّى بِكَمَالِ بَهآئِهِ، فَتَحَقَّقتْ عَظَمَتُهُ الاِْسْتِوآءَ، كَيْفَ تَخْفى وَاَنْتَ الظَّاهِرُ، اَمْ كَيْفَ تَغِيبُ وَاَنْتَ الرَّقِيبُ الْحَاضِرُ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَدِير، وَالْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ.

دعاء عرفة

قال بشر وبشر: فلم يكن له جهد إلاّ قوله: يا ربّ، يا ربّ بعد هذا الدعاء وشغل من حضر ممّن كان حوله، وشهد ذلك المحضر عن الدّعاء لأنفسهم وأقبلوا على الاستماع له عليه السلام والتأمين على دعائه، قد اقتصروا على ذلك لأنفسهم، ثمّ علت أصواتهم بالبكاء معه، وغربت الشمس وأفاض عليه السلام وأفاض النّاس معه.[12] [13][14]

انظر أيضًا

الوصلات الخارجية

المصادر

  1. ^ البلد الأمين، تأليف: الشيخ الكفعمي، مؤسسة الأعلمي، ص352، 1417 هـ/1997م، بيروت
  2. ^ معجم رجال الحديث، تأليف: السيد أبو القاسم الخوئي، الطبعة الخامسة، ج4، ص227، 1413 هـ ـ 1992 م، مكتبة الداوري، قم
  3. ^ معجم رجال الحديث، تأليف: السيد أبو القاسم الخوئي، الطبعة الخامسة، ج 4 ص 237، 1413 هـ ـ 1992 م، مكتبة الداوري، قم
  4. ^ مراسيم عرفة بالعتبة الحسينية تستهل بالدعاء للعراق بحضور مواكب من مختلف الجنسيات [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 27 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ بالصور: مراسيم دعاء عرفة بصحراء عرفة نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ تقام مراسيم دعاء العرفة في مساجد محافظة أذربيجان الشرقية نسخة محفوظة 27 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ آقا بزرگ الطهراني، الذريعة، ج13،ص 258
  8. ^ السيد إعجاز حسين، كشف الحجب والأستار، ص335
  9. ^ السيد أحمد الحسيني، تراجم الرجالف ج1، ص71ـ 72
  10. ^ شرح العلامة الجعفري علي دعاء العرفة نسخة محفوظة 07 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ العلامة المجلسي. بحار الأنوار. ج. 95، باب اعمال خصوص يوم عرفة وليلتها وأدعيتهم. ص. 213، رقم الحديث 2.
  12. ^ الشيخ جواد القيومي. صحيفة الحسين (ع). ج. 208. ص. 166، باب 78 في دعاؤه (ع) في موقف عرفة.
  13. ^ الشيخ أبراهيم الكفعمي العاملي. البلد الأمين والدرع الحصين. ج. 1، باب شهر ذو الحجة. ص. 251.
  14. ^ الشيخ عباس القمي. مفاتيح الجنان. ص. 345، باب دعاء الحسين عليه‌ السلام يوم عرفة.

Read other articles:

Battaglia di Elchingenparte della guerra della terza coalizione anti-franceseIl campo di battaglia di fronte al monastero di ElchingenData14 ottobre 1805 LuogoElchingen EsitoVittoria francese Schieramenti Primo Impero francese Impero austriaco ComandantiMichel NeyJohann Riesch Effettivi17.00016.000 Perdite854 tra morti e feriti2000 tra morti e feriti; 4500 prigionieri Voci di battaglie presenti su Wikipedia Manuale V · D · MGuerra dellaterza coalizioneCabo Fisterra – C...

 

بيلي كاسبر   معلومات شخصية اسم الولادة (بالإنجليزية: William Earl Casper Jr.)‏  الميلاد 24 يونيو 1931[1]  سان دييغو  الوفاة 7 فبراير 2015 (83 سنة)   سبرينغفيل[1]  سبب الوفاة ذات الرئة  مواطنة الولايات المتحدة  الحياة العملية المدرسة الأم جامعة نوتر دام  المهنة لاعب

 

Айроло італ. Airolo Герб Прапор Країна  Швейцарія[1] Кантон Тічино Межує з: сусідні адмінодиниці Андерматт, Госпенталь, Лавіццара, Туєч, Бедретто, Квінто, Реальп ? Номерний знак TI Офіційна мова італійська Населення  - повне 1476 (31 грудня 2020) Площа  - повн

Commune in Île-de-France, FranceMaisons-LaffitteCommuneChâteau de Maisons-Laffitte Coat of armsLocation (in red) within Paris inner and outer suburbsLocation of Maisons-Laffitte Maisons-LaffitteShow map of FranceMaisons-LaffitteShow map of Île-de-France (region)Coordinates: 48°56′49″N 2°08′44″E / 48.9469°N 2.1456°E / 48.9469; 2.1456CountryFranceRegionÎle-de-FranceDepartmentYvelinesArrondissementSaint-Germain-en-LayeCantonSartrouvilleIntercommunalityCA S...

 

冒険者たち ガンバと15ひきの仲間著者 斎藤惇夫イラスト 薮内正幸発行日 1972年発行元 牧書店ジャンル 児童文学国 日本言語 日本語形態 文学作品前作 『グリックの冒険』次作 『ガンバとカワウソの冒険』コード OCLC 672653175 ウィキポータル 文学 [ ウィキデータ項目を編集 ]テンプレートを表示 『冒険者たち ガンバと15ひきの仲間』(ぼうけんしゃたち ガンバとじゅう

 

مسييه 3   بيانات المراقبة الكوكبة السلوقيان البعد 32,600 سنة ضوئية (10 فرسخ فلكي) القدر الظاهري (V) 6.2+ النوع عنقود نجمي كروي (مغلق) سرعة شعاعية 147.24- معدنية (فلك) 1.34- = [Fe / H] كتلة شمسية 4.5 × 10 العمر المقدر 11.4 مليار سنة القدر المطلق(H) 8.98- تسميات أخرى NGC 5272 أنظر أيضًا: تجمع مغلق، قائمة التج

Pemilihan kepala daerah (Pilkada atau Pemilihan kepala daerah) dilakukan secara langsung oleh penduduk daerah administratif setempat yang memenuhi syarat. Pemilihan kepala daerah dilakukan satu paket bersama dengan wakil kepala daerah. Kepala daerah dan wakil kepala daerah yang dimaksud mencakup: Gubernur dan wakil gubernur untuk provinsi Bupati dan wakil bupati untuk kabupaten Wali kota dan wakil wali kota untuk kotaror Sejarah dahulu sebelum tahun 2005 kepala daerah dan wakil kepala daerah ...

 

This article is about the district. For its eponymous headquarters, see Sangareddy. District of Telangana in IndiaSangareddy districtDistrict of TelanganaRamalingeshwara temple, NandikandiLocation in TelanganaSangareddy districtCoordinates (Sangareddy): 17.780532, 77.892057Country IndiaStateTelanganaMandals28Established11 October 2016 (7 years ago) (2016-10-11)[1]Founded byGovernment of Telangana,HeadquartersSangareddyRevenue Divisions04 Zaheerabad revenue divis...

 

Cet article est une ébauche concernant la Floride et les réserves naturelles et autres zones protégées. Vous pouvez partager vos connaissances en l’améliorant (comment ?) selon les recommandations des projets correspondants. Liste des 158 parcs d'État de Floride aux États-Unis d'Amérique par ordre alphabétique. Ils sont gérés par le Florida State Parks System. Kayaks, Parc d'État de Caladesi A Alafia River Alfred B. Maclay Gardens Allen David Broussard Catfish Creek Amelia ...

Masjid AsasiLokasiLokasiKota Padang Panjang, Sumatera Barat, IndonesiaKoordinat0°28′5.520″S 100°25′36.012″E / 0.46820000°S 100.42667000°E / -0.46820000; 100.42667000Koordinat: 0°28′5.520″S 100°25′36.012″E / 0.46820000°S 100.42667000°E / -0.46820000; 100.42667000ArsitekturJenisMasjidGaya arsitekturMinangkabau tradisionalSpesifikasiKapasitas200 orang[1]Tinggi maksimum25 meter (82 kaki)[2] Masjid As...

 

Western Mexico shaft tomb tradition Reconstruction of excavated shaft tomb exhibited at the National Museum of Anthropology, Mexico. The Western Mexico shaft tomb tradition refers to a set of interlocked cultural traits found in the western Mexican states of Jalisco, Nayarit, and, to a lesser extent, Colima to its south, roughly dating to the period between 300 BCE and 400 CE, although there is not wide agreement on this end date. Nearly all of the artifacts associated with this shaft tomb tr...

 

British TV series or programme The Crow RoadDVD coverGenreDramaBased onThe Crow Road by Iain BanksWritten byBryan ElsleyDirected byGavin MillarStarringJoe McFaddenBill PatersonPeter CapaldiValerie EdmondDougray ScottComposerColin TownsCountry of originUnited KingdomOriginal languageEnglishNo. of series1No. of episodes4 (list of episodes)ProductionExecutive producersAndrea CalderwoodKevin LoaderFranc RoddamProducerBradley AdamsProduction locationsArdkinglas House, Cairndow, Argyll and But...

Nepali cricketer Rohit PaudelPersonal informationFull nameRohit Kumar PaudelBorn (2002-09-02) 2 September 2002 (age 21)Bardaghat, NawalparasiBattingRight-handedBowlingRight-arm mediumRoleBatsmanInternational information National sideNepalODI debut (cap 36)3 August 2018 v NetherlandsLast ODI4 September 2023 v IndiaT20I debut (cap 25)31 January 2019 v UAELast T20I5 November 2023 v Oman Career statistics Competition ODI T20I LA ...

 

United States Air Force unit 201st Airlift Squadron201st AS C-38A and C-40C in flight.Active20 June 1992-Present (actually 1954, redesignated in 1992)Country United StatesAllegiance District of ColumbiaBranchUnited States Air ForceTypeSquadronRoleAirliftPart ofDistrict of Columbia Air National GuardGarrison/HQJoint Base Andrews, Camp Springs, MarylandNickname(s)HokuMotto(s)Capital Guardians: Proven, Vigilant…Ready!Insignia201st Airlift Squadron emblemMilitary unit The 201st A...

 

Mical DyckPersonal informationBorn (1982-02-11) 11 February 1982 (age 41)Team informationDisciplineCyclo-crossRoleRider Mical Dyck (born (1982-02-11)11 February 1982) is a Canadian female cyclo-cross cyclist. She represented her nation in the women's elite event at the 2016 UCI Cyclo-cross World Championships in Heusden-Zolder, Belgium.[1][2] References ^ UCI 2016 Cyclo-Cross World Championships - Results - Women Elite (PDF). Fédération française de cyclisme. 30 Januar...

Zones de réception possibles de la RTS un et deux en France Cette ancienne carte de réception datant de l'analogique technique, indicative, donne une information visuelle sur les zones (vert) dans lesquelles il était possible de capter plus ou moins bien en France les deux chaînes de la Radio télévision suisse, RTS Un et RTS Deux (ex-TSR), avec des antennes adaptées aux fréquences émises, VHF I et III et UHF. L'échelle de la carte ne permet pas de mentionner l'existence de zones d'o...

 

Japanese businessman Eigo Fukai深井 英五Eigo Fukai13th Governor of the Bank of JapanIn office4 June 1935 – 9 February 1937Preceded byHisaakira HijikataSucceeded byShigeaki Ikeda[1] Personal detailsBorn(1871-12-31)December 31, 1871Takasaki, Gunma, JapanDiedOctober 21, 1945(1945-10-21) (aged 73) Eigo Fukai (深井 英五, Fukai Eigo, December 31, 1871 – October 21, 1945) was a Japanese businessman, central banker and the 13th Governor of the Bank of Japan (BOJ)...

 

Dinar de Al-Mu'tamid Al-Mu'tamid (en árabe: المعتمد al-Muʿtamid; m. en octubre de 892) fue el califa abasí en Bagdad de 870 a 892. Era hijo del califa Al-Mutawakkil y de una esclava de Kufa llamada Fityan.[1]​ Durante esos 23 años de gobierno solo dispuso de un poder nominal. Fue ejecutado el 16 o el 19 de junio de 870.[2]​ Predecesor:Al-Muhtadi Califa abasí870-892 Sucesor:Al-Mu'tadid Referencias ↑ Kennedy, 1993, p. 765. ↑ Waines, 1992, pp. 93–99, 115. ...

2012 single by Jay-Z and Kanye West featuring Frank Ocean and The-Dream No Church in the WildSingle by Jay-Z and Kanye West featuring Frank Ocean and The-Dreamfrom the album Watch the Throne ReleasedMarch 20, 2012Recorded2011GenreHip hopLength4:32LabelRoc-A-FellaRoc NationDef JamSongwriter(s)Kanye WestShawn CarterLonnie BreauxTerius NashCharles NjapaMike DeanJames BrownPhil ManzaneraJoseph RoachGary WrightProducer(s)88-KeysKanye WestJay-Z singles chronology Talk That Talk(2012) No Church ...

 

Not to be confused with Uptown, New Orleans. United States historic placeUptown New Orleans Historic DistrictU.S. National Register of Historic PlacesU.S. Historic district The Latter Memorial Library, a former private mansion built in 1907,[2] sits on the corner of St. Charles Avenue and Soniat St.Show map of LouisianaShow map of the United StatesLocationNew Orleans, Louisiana,United StatesArchitectMultipleArchitectural stylemid-19th-century Revival, late 19th- and 20th-century ...

 

Strategi Solo vs Squad di Free Fire: Cara Menang Mudah!