يختلف العلماء السياسيون حول استدامة نظام الرأسمالية السلطوية في الأمد البعيد، مع الحجج المؤيدة والمعارضة على حد سواء لقدرة القمع السياسي على البقاء بشكل قوي إلى جانب نظام السوق الحر الاقتصادي الرأسمالي.[1][3]
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ظهرت أنظمة رأسمالية سلطوية مختلفة وتطورت ثم تحولت إلى نموذج رأسمالي ليبرالي عبر شرق آسيا وجنوب أوروبا وأمريكا اللاتينية. وقد قيل إن تغيير هذه الأنظمة المبكرة كان في الغالب بسبب هيمنة البلدان الرأسمالية الليبرالية، مثل الولايات المتحدة مقابل التحول الطبيعي، ما يُشير إلى أن الأنظمة الرأسمالية السلطوية الحديثة قد تزيد من تطور النظام.[4]
الظهور الجديد
بوصفه نظامًا غير معروف نسبيًا وذلك بسبب فشل النظام السلطوي داخل مفهوم العالم الأول خلال الحرب الباردة، ومع تحول بلدان استبدادية مثل الصينوروسيا إلى نماذج اقتصادية رأسمالية،[8] كان من المُعتقد في البداية أن التحول إلى نموذج رأسمالي من شأنه أن يؤدي إلى تشكيل ديمقراطية ليبرالية داخل البلدان السلطوية، وقد أدى استمرار وجود نماذج رأسمالية سلطوية إلى انخفاض شعبية هذا الرأي بشكل عام.[2] وعلاوة على ذلك، زعم البعض أن الحكومات السلطوية، من خلال استخدام النماذج الاقتصادية الرأسمالية، أدت إلى تحسين استقرار أنظمتها من خلال تحسين حياة مواطنتها.[8] أوضح روبرت كاغان ذلك بقوله: «ليس هناك شك في أن الصين تُمثل نموذجًا جذابًا للحكام السلطويين الذين يرغبون في متابعة النمو الاقتصادي دون فقدان السيطرة على أدوات السلطة».[2]
فضلًا عن ذلك، شهدت الأنظمة الرأسمالية السلطوية نموًا ملحوظًا في إنتاجها الاقتصادي، وقد ذكر صندوق النقد الدولي أن البلدان الرأسمالية السلطوية شهدت معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي بلغ في المتوسط 6.28% مقارنة بنسبة 2.62% من البلدان الرأسمالية الليبرالية. وبالإضافة إلى ذلك، زعم كثيرون أن عجز الرأسمالية الليبرالية، إلى جانب الأزمة المالية العالمية والاستجابة البطيئة من جانب حكومة الولايات المتحدة، عن الاستجابة السريعة للأزمات مقارنة بالمزيد من الأنظمة السلطوية، قد أصبح أمرًا واضحًا جدًا. والواقع أن الكثيرين يزعمون أن الرأسمالية السلطوية والرأسمالية الليبرالية قد تنافستا أو ستنافسان على النطاق العالمي.[1][8][9][10]