جامع النبي شيت هو من مساجد العراق التاريخية الأثرية في مدينة الموصل. ولقد أقدم مسلحون من تنظيم داعش (الموصوفة بالإرهاب) يوم الجمعة 25 تموز 2014م، الموافق رمضان 1435 هجرية، على تفجير وهدم الجامع بواسطة عبوات ناسفة مما أدى إلى تحطم المبنى وسقوط المئذنة.[1]
تاريخ الجامع
في سنة 1057 هـ/1647م، تولى ولاية الموصل مصطفى باشا النيشانجي، وكان من الولاة المعروفين بالزهد والتقوى، ورأى في المنام أن النبي شيت ظهر لهُ ودل على قبرهِ فأمر الحاج (علي بن النومة) وهو أحد تجار الموصل أن يحفر على الموضع الذي رآهُ في المنام، فحفر وأخرج قبره وبنى عليه الحاج علي بن النومة مبنى عليهِ قبة، وصار يعرف المبنى بمرقد النبي شيت، وجعل لهُ صندوقا وستارا فوقه، وصارت أسرة الحاج علي بن النومة هي المسؤولة والمشرفة على المرقد وتتولى أمره.
وفي سنة 1206 هـ/1791م، بني مسجد بجانبهِ أقيمت فيه الصلوات الخمس، وصار يعرف بمسجد النبي شيت، ومن بعد ذلك بناه احمد باشا بن سليمان باشا الجليلي.[2]
وقام أحمد باشا بن سليمان باشا الجليلي بإضافة أرض واسعة مما يجاور المسجد وبناه من جديد جامعا كبيرا وبنى فوق القبر قبة كبيرة وبنى فيه مدرسة لتدريس العلوم المختلفة وبنى بجانبها خمس غرف للطلاب وخصص لهم من أوقاف الجامع ما يكفي لإعاشتهم وأوقف في المدرسة خزانة كتب تحوي مخطوطات مختلفة في شتى العلوم والمعارف وخصص راتباً للمدرس ولخازن الكتب ولمن يتولى خدمة المدرسة من وقف الجامع.
وعندما جدد المتولي بعض أقسام الجامع هدم المدرسة القديمة التي كان قد بناها أحمد باشا وأنشأ غرفة فوق الباب الشرقي للجامع وممن درس في هذه المدرسة عبد الرحمن بن عبد اللطيف كلاك، وأمين بن عبد الله بن عبد الغفور (1829-1892). وكذلك درس فيها علي عبد الوهاب الجوادي وعبد الله باشعالم العمري سنة 1282 هـ/1865م، ثم تولى القضاء في ناحية دير الزور فتركها، ودرس فيها الشيخ محمد الرضواني سنة 1357هـ/ 1938م، ثم درس فيها الشيخ عبد الرحمن بن عبد النبي وبعده الحاج إبراهيم بن الحاج ياسين القصاب المتوفي سنة 1360هـ/1941م، وكان من آخر من درس فيها سعد الدين الخطيب سنة 1376هـ/1956م.
أما الحرم فظل على هيئته القديمة وخصوصا المحرابوالمنبر فقد بني من الحجر وزين بالكتابة عليه وبقيت الزخارف لم تفقد الطابع الأثري.[3]
المنارة
يحتوي الجامع على منارة بناها سعيد أفندي بن قاسم أغا السعرتي، وذلك عندما كان يشغل منصب متولي الجامع، ولقد وضع حجر الأساس للمنارة في 12 ربيع الأول 1330هـ/ 1 آذار 1912م، وتقع المنارة في جانب الباب الشرقي وتعتبر من أجمل المآذن في مدينة الموصل حيث بنيت بحجر الحلان، وتحتوي على ثلاثة أحواض، وكان البناء يوسف فندقلي.
اعادة اعمار الجامع في نسخته الاخيرة
اعيد بناء الجامع كليا من جديد بعد ان تم تفجيره بالكامل من قبل العصابات الظلامية يوم الجمعة 25 تموز 2014م، الموافق رمضان 1435 هجرية وبعد تحرير المدينه ليعاد افتتاحه بتاريخ 20 ربيع الاول 1445 ه الموافق 9-3-2024 م وتم الاعمارمن قبل جمعية فعل الخيرات الموصلية والتي يراسها الدكتور سعدالله توفيق سليمان رئيس جمعية فعل الخيرات وبتصميم واشراف الدكتور احمد يوسف العمري ومتابعة المهندس المدني عمر الضاحي واعيد لاقرب ماكان عليه الجامع من طراز معماري وتفاصيل وصوره ذهنية مع اضافات وتحسينات لمعالجة الجوانب التي لم تكن مكتمله سابقا قبل تفجيره منها عدم استغلال الفضاء الحضري الشرقي في الجامع ليجري اضافة اروقة لاكمال احتواء صحن الجامع واضافة فضاءات اخرى في الجزء الشرقي لم تكن موجوده سابقا تشمل قاعة مناسبات تم تخصيصها للمجمع الفقهي ومصلى للنساء في الطابق الاول وجرى توسعة اماكن الوضوء والمرافق الصحية واضافة سكن للامام وسكن لخادم الجامع لضمان حسن ادارة الجامع اما الهيكل الانشائي للمصلى فقد جرى تقليص عدد الاعمده في الفضاء الداخلي ليكون 8 بدل 15 عمود في الجامع قبل التفجير وجرى اعداد تصميم داخلي جديد من قبل الدكتور العمري كان يفتقده الجامع قبل الهدم بتوظيف حجر الفرش الموصلي باضافة لمسه حداثة باطارات متعاقبة مركزها اسماء الله الحسنى والتي زينت المصلى والقبة اما المحراب فقد تم اعادته باقرب مايكون للسابق وكذلك المنبرالاصلي للجامع , وجرى كذلك اضافة مصلى اضافي علوي للرجال في الجزء الشرقي ويطل على المصلى الرئيس ونقل صفوف وفضاءات مدرسة النبي شيت لتكون مطله في الطابق الاول على صحن الجامع , اما رواق الجامع ومكوناته من الاعمدة الحجرية والعقود والاقواس من الحلان الموصلي فقد جرى اعادة انشاءه ليبدو كما كان في السابق بكافة تفاصيله وبنفس التناسبات والابعاد واضافة المسننات في السطح كذلك جرى اهتمام كبير باعادة الخطوط في الرواق والبوابات والكتابات بخط الثلث والخط الكوفي والتي كانت للخطاط يوسف ذنون رحمه الله كما كانت و كذلك اعادة كافة الخطوط الاخرى لسورة الحشر في المصلى واضافات من اسماء الله الحسنى بخط الخطاط المبدع محمد مطلب وتذهيبها , جرى كذلك اعادة مدخلا الجامع بنفس التفاصيل السابقة واضافة لوحة تاريخ ومراحل اعمار الجامع في حقبها المختلفة للمدخل الشمالي اما المدخل الغربي فقد زينه لوحة شعرية تؤرخ لبناء الجامع وجرى كذلك اضافة ميضئه في فناء الجامع لم تكن موجوده في التصميم القديم وبنفس الطراز وتفاصيل الاعمدة والاقواس لتكون اضافة جديده , وجرى كذلك اعادة بناء المئذنه بنفس الابعاد والارتفاع السابق والذي كان 36 متر وبنفس تفاصيل الاحواض و الشرفات الثلاثه التي تميزت بها والمقرنصات اسفل الاحواض
ولاحياء التراث العلمي العربي قام الدكتور احمد العمري بتصميم مزوله شمسية عمودية ثبتت على الضلع الجنوبي من قاعدة المنارة وتم معها في نفس الموضع اضافة الايه الكريمة بخط الثلث (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِّلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ )،
.وللتذكير وللحفظ في ذاكرة الاجيال فقد جرى تثبيت معلم تذكاري للزوار من حجارة الجامع القديم المهدم والتي وجدت مدفونه بين الرمال في مقبرة مجاورة تم جمعها عليها آيات كريمات من كتاب الله تعالى واسمه العظيم لتروي قصة افعال ظالمين استباحوا المدينة ودمروا حضارتها ورموزها العظيمة اذ تم تكريمها واكمال عرضها لتحكي للأجيال اثار العمل الاثم لتدمير الجامع وجرى تاطيرها بالاية الكريمة ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَـٰجِدَ ٱللَّهِ أَن یُذۡكَرَ فِیهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِی خَرَابِهَاۤ, أُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن یَدۡخُلُوهَاۤ إِلَّا خَاۤىِٕفِینَۚ لَهُمۡ فِی ٱلدُّنۡیَا خِزۡی, وَلَهُمۡ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیم﴾ , تم تمويل الاعمار على نفقة الحاج ادريس عبدالقادر خطاب رحمه الله ونفقة الحاج عبدالجواد عبدالقادر الجلبي رحمه الله وبمساهمة كريمة من الدكتور عبد السلام القصاب و تبرعات من محسنين اخرين من الموصل وتبرع باغلب كميات الاسمنت شركة سمنت ماس في السليمانية ,
ارخ لاعادة اعمار الجامع وتثبيت ذلك بجدارية في بوابة الخروج الشاعر د. وليد الصراف مشبها الجامع الجديد بوجه مولود يشبه اباه بالابيات اعلاه
سبحانك اللهم جئنا نشهد ان ليس غير الله رب يعبد
هذي بيوتك ام دروب قد خفت ابدا جنان الخلد منها تقصد
اجدادنا بالامس قد ركعوا هنا واليوم نحن الراكعون السجد
نبضت قلوب العابدين محمد ومحمد ومحمد ومحمد
وكانما توصي القلوب بها القلوب الى النشور لكي تظل تردد
كابن يشابه وجهه ارخ ابا لو امس غاب...اليوم عاد المسجد
^سبيل خانات وجوامع الموصل 1563 ـ 1869 على موقع مساجد العراق "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2016-06-02. اطلع عليه بتاريخ 2011-05-05.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)