يعد البِرسيم الحجازي أهم محاصيل العلف وبالأخص لأبقار الحليب. يستعمل أيضاً نبات مراعٍوعلفًاللمواشي. إذ يزيد من معدل نموها وتحسين حالتها الصحية. ويحتوي هذا النبات على كميات كبيرة من الأملاح المعدنية والبروتيناتوالفيتامينات. ويستخدمه المزارعون في إنتاج التبن والعلف المخزّن، كما يزرعونه كلأ للمراعي، ولتخصيب التربة وحمايتها من التعرية. ويزرعه بعض الناس داخل منازلهم، ويتغذون ببذوره المتبرعمة المعروفة ببراعم الفصفصة.
يصل ارتفاع البِرسيم الحجازي إلى أكثر من متر إذا لم يحش، مجموعه الجذري وتدي وعميق، وساقه متفرعة، وأوراقهمركبة ثلاثية الوريقات، والوريقات بيضوية مقلوبة، والنورة عنقودية رأسية، والأزهار صغيرة طولها حوالي 1.5 سنتيمتروتويجها وردي اللون أو أزرق أو بنفسجي، الثمرة عبارة عن قرن لولبي متفتح يحتوي على عدد كبير من البذور. شكل البذرة يشبه الكِلية.
تعتبر الفصفصة المحصول الزراعي الوحيد الذي يستخدم علفًا للماشية. وقد جرت زراعته منذ عهود ما قبل التاريخ. ويُحتمل أن يكون أصله منطقة الشرق الأوسط. وتشير الرسوم على لوحات الآجر التي وجدت في تركيا أن الفصفصة كانت محصولاً مهمًا لتغذية الأبقار في المنطقة، وذلك في حوالي القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وانتقلت زراعته إلى اليونان بحلول عام 490 قبل الميلاد، ولاحقًا إلى شمال أفريقيا وإلى الأقاليم التي تشمل ما يعرف الآن بإيطالياوإسبانيا. وتنمو الفصفصة الآن بريًا في أجزاء من إفريقيا وآسياوأوروبا.
وفي خلال القرن السادس عشر الميلادي نقل البريطانيونوالأسبان نبات الفصفصة إلى أمريكا الوسطىوأمريكا الجنوبية، وإلى ما يعرف الآن بجنوب غربي الولايات المتحدة. وقام العديد من المستوطنين بنقل النبات من أوروبا إلى المستعمرات الأمريكية. ومع ذلك لم يستطعيوا زراعته في العالم الجديد بسبب فقر التربة ووجود الأمراض والحشرات، ونتيجة لذلك لم يُزرع في مناطق واسعة من الولايات المتحدة إلا بعد منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. وفي ذلك العام نُقل من تشيلي ما يعرف بالبرسيم التشيلي إلى كاليفورنيا وزرِع فيها بنجاح، وبدأ الفلاحون في الولايات الأخرى في زراعته. وقد نُقلت أنواع أخرى من الفصفصة من المناطق الباردة في أوروبا وآسيا إلى الولايات المتحدة.
يقوم علماء تربية النبات، بصورة مستمرة، باستنباط أنواع جديدة من الفصفصة. ويُصنَّف نبات الفصفصة في ثلاث مجموعات رئيسية على حسب درجة تحمله لفصل الشتاء 1- قَوي المقاومة. 2- متوسط المقاومة. 3- ضعيف المقاومة. فالقَويّ المقاومة يمكنه تحمل البرد القارس، ويُزرع أساسًا في المناطق التي يسود فيها مثل هذا الطقس. أما متوسط المقاومة فيزرع بصورة رئيسية في أماكن برودتها أقل شدة، بينما يُزرع ضعيف المقاومة في أقاليم تتمتع بشتاء دافئ.