العلاقات البرتغالية الإسبانية هي العلاقات الدائرة بين حكومات البرتغالوإسبانيا. إذ تُشكّل الدولتان الغالبية العظمى من شبه الجزيرة الإيبيرية، ولذلك فإن العلاقة بينهما تُعرف أحيانًا باسم العلاقات الإيبيرية.
عُرفت كل من البرتغال وإسبانيا بتنافسهما على القوى البحرية منذ القرن الرابع عشر. وكانت البرتغال في البداية في وضع مريح يسمح لها باستكشاف المنطقة المواجهة للمحيط الأطلسي والمجاورة للسواحل الأفريقية. ومع نجاحها بذلك، اكتشفت بأن أفريقيا كانت المصدر الرئيسي للذهب في العالم العربي، والذي أُحضِر على قوافل الجمال عبر الصحراء الكبرى. وقد دفع ذلك الأمير هنري إلى إرسال بعثات إلى الجنوب على طول ساحل أفريقيا. وجد بارتولوميو دياس وطاقمه أنفسهم يبحرون على الساحل الشرقي لأفريقيا بعد أن حطّمت عاصفة قوية وقعت جنوب المحيط الأطلسي سفنهم حول الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية. ويُعرف هذا الممر الآن باسم رأس الرجاء الصالح. تم إرسال بعثة دبلوماسية تجارية بقيادة فاسكو دا غاما إلى الهند. وهو بدوره تابع طريق دياس حتى وصل إلى ماليندي (كينيا) شرق أفريقيا. وهناك، قصف دا غاما البلدة واحتجز عدة رهائن من الهنود.
تمكنت البرتغال من إنشاء مركز تجاري في كوشين، وهو ميناء يقع جنوب غرب الهند. وفي عام 1509، نجح مستكشف برتغالي آخر، وهو ديوغو لوبيز دي سيكويرا، في الوصول إلى ملقا التي تٌعدّ مركزًا تجاريًا هامًا في جنوب شرق آسيا.
دخلت أسبانيا إلى المشهد بعد بضع سنوات. وبعد إلحاقها الهزيمة بآخر معقل تابع للموريون (المسلمون) على شبه الجزيرة الإيبيرية، وجّه الملك فرديناند والملكة إيزابيلا انتباههما بعد ذلك نحو البحث عن أراضٍ جديدة ما وراء البحار.
كانت إسبانيا على ثقة بأنها قد وصلت أخيرًا إلى آسيا مع البعثة التي قام بها كريستوفركولومبوس، إذ نجحت هذه البعثة بالوصول إلى الأمريكتين، وهي منطقة كبيرة للغاية وغير معروفة أبدًا وبذلك بدأت حقبة من الاستكشافات والغزوات قام بها الجنود والمستكشفين الإسبان تحت اسم «كونكيستدور»، وفيها تمّ استكشاف الكثير من المناطق الداخلية في العالم الجديد. وصل الإسباني فاسكو نونييث دي بالبوا إلى المحيط الهادئ للمرة الأولى عبر مضيق بنما. كما أقنع فرناندو ماجلان، وهو أحد الملاحين البرتغاليين المعروفين، ملك قشتالة (هابسبورغ) تشارلز الأول بتمويل بعثة للذهاب في رحلة لاستكشاف المحيط الهادئ. لكن ماجلان قُتِل على جزيرة ماكتان (المعروفة الآن باسم جزيرة لابو لابو في الفلبين) على يد حاكمها، لكن المستكشف الإسباني خوان سباستيان إلكانو مع ما بقيَ من طاقمه تمكنوا من مواصلة الرحلة تبعًا للخطة التي وضعها ماجلان وبذلك جلب الأنباء الجيدة عن تنقلّهم حول العالم وصولًا إلى قشتالة.
نشأت إسبانيا من قِبَل اتحاد تيجان مملكتي قشتالةوأرغون عام 1479، على الرغم من عدم وجود ملك موّحد حتى عام 1516. حتى ذلك الحين، كانت كلمة هيسبانيا مجرد موقع جغرافي يشير إلى شبه الجزيرة الإيبيرية بالتحديد. ولم يتم اعتماد اسم «إسبانيا» إلا من خلال دستور عام 1812 إلى جانب استخدام لقب «ملك إسبانيا». تبنّى دستور عام 1876 للمرة الأولى اسم «إسبانيا» للولاية الإسبانية، ومن ثم استخدم الملوك لقب «ملك إسبانيا». كانت كل من البرتغال وقشتالة وأرغون حلفاء خلال فترة سقوط الأندلس إذ قاموا باسترداد الأراضي من الموريون المسلمون في جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية. تم استرداد البرتغال بالكامل عام 1249، في حين تمّ استرداد قشتالة عام 1492.
في النسخة البرتغالية من معاهدة توردسيلاس عام 1494، انقسم العالم الجديد بين البرتغال وقشتالة. خلال القرن الخامس عشر، عَمِدت البرتغال على بناء أساطيل بحرية ضخمة وبدأت في استكشاف العالم خارج أوروبا وأرسلت عدّة بعثات استكشافية إلى أفريقيا وآسيا. في أعقاب أول رحلة إسبانية لكريستوفر كولومبوس إلى منطقة الكاريبي عام 1492، بدأت الولايتان بشنّ غزوات على عدّة مناطق في العالم الجديد. ونتيجةّ لمعاهدة توردسيلاس عام 1494، استحوذت البرتغال على أهم مستعمراتها وهي البرازيل (كونها تشكّل معظم قارة أمريكا الجنوبية)، فضلًا عن عدد لا بأس به من مستعمرات تابعة لها في أفريقيا وآسيا، في حين أن قشتالة أخذت بقية أمريكا الجنوبية وقسم كبير من قارة أمريكا الشمالية، فضلًا عن عدّة مستعمرات في أفريقيا وأوقيانوسيا وآسيا باعتبارها من أهم المستعمرات في الفلبين. كان هذا الخط الفاصل في منتصف الطريق بين جزر الرأس الأخضر (التي تعود إلى البرتغال في الأصل) والجزر التي طالب كولومبوس بملكيتها لصالح قشتالة في رحلته الأولى. على الرغم من أن معاهدة توردسيلاس اقتضت توضيح ملكيات كل من الولايتين، إلا أن الحاجة قد دعت لإبرام معاهدات عديدة لاحقة من أجل تحديد الحدود الحديثة للبرازيل، إلى جانب معاهدة سرقسطة عام 1529 التي تمّ بموجبها تعيين حدود المستعمرات الآسيوية لكل منهما.
أثناء حروب القرن الثامن عشر، التي كثيرًا ما شنّتها القوى الكبرى من أجل الحفاظ على توازن ميزان القوى الأوروبي، وجدت إسبانيا والبرتغال نفسيهما على طرفي نقيض. إذ قام البرتغاليون، بفضل تحالفهم القديم، بالتحالف مع بريطانيا العظمى، في حين تحالفت إسبانيا مع فرنسا من خلال ميثاق أسرة بوربون. وفي عام 1762، خلال حرب السنوات السبع، شنت إسبانيا محاولة غزو للبرتغال باءت بالفشل.
في عام 1777، حدث صراع بين الدولتين على ترسيم حدود مستعمراتهما في أمريكا الجنوبية.