«...مدينة اجرادة بقبيلة الزكارة التى يرجع أصلها إلى شعوب البرانس والزكارة فرع من شعب "أوريغة"، كما يطلق على أوريغة، قبيلة أو شعب هوارة تغليبا، وهم بنو أوريغ بن برنس والزكارة هي قبيلة البطل القائد بلعيد بن القائد رمضان صاحب ثورة 1916م...»
ويعتبر المبشر الفرنسي أوغست مولييراس هو الوحيد الذي ذكر أن زكارة قبيلة زناتية وذلك في كتابه "Les Zkara" الذي نشره عام 1904م،[14] وهو غلط عنده لأن نسابة البربر لم يذكروا قط أن زكارة من زناتة، بل ذكروا أن زكارة من هوارة،[8] كما أنه لا وجود لبطن في زناتة يحمل اسم زكارة،[15] ومما يؤكد انتماء قبائل أزگار إلى هوارة أن نُبلاء أزگار يطلقون على أنفسهم إلى اليوم لقب "إوراغن"، ومعناها "بنو أوريغ"، و "أوريغ" هو والد هوار.[7] وحسب المؤرخ المغربي قدور الورطاسي اليزناسني فإن شعوب البرانس لم تستوطن شرق المغرب إلا بعد قرون، وزكارة التي هي من هوارة تنحدر من شعوب البرانس هذه، كما أن لهجتهم تختلف عن اللهجة اليزناسنية.[10]
أغلب سكان القبيلة مسلمون، ومثلهم مثل أي قبيلة أمازيغية احترموا منذ فترة طويلة تقاليد الاجداد مثل وشم الأمازيغ للنساء. وقبل بضع سنوات، نظمت قبيلة الزكارة الموسم الذي سمي على اسمها في مستفركي (مقاطعة وجدة-انجاد)، وهو مهرجان شعبي على اراضيهم، تتخلله الاغاني والرقصات التقليدية (احيدوس، التبوردية...).
«ومن مدينة تساوة إلى قبيل من البربر في جهة المشرق نحو من اثني عشر يوما ويسمون آزقار وهم قوم رحالة وإبلهم كثيرة وألبانهم غزيرة وهم أهل نجدة وقوة وبأس ومنعة لاكنهم يسالمون من سالمهم ويميلون على من حاولهم وهم يصيفون ويربعون حول جبل يسمى طنطنه وفي محيطه من أسفله ينابيع وعيون مياه جارية ومناقع كثيرة تجتمع بها المياه وينبت عليها الحشيش كثيرا وإبلهم ترعى هناك وينتقلون منه إلى أمكنة من عاداتهم المقام بها».
«وفي جنوبي فزانوودان مجالات أزگار وهم برابرة مسلمون أحذق خلق الله في خط الرمل، وفي جنوبه بالغرب من خط الإقليم الثالث جبل طنطنة، وهو كبير يمتد من الشرق إلى الغرب نحو ست مراحل. وفي شماليه عيون تنحدر منه وتحتها مروج ينبت فيها حشيش كثير يرتاده البرابرة والعربان وتقع الحرب عليه، وفي أسفله معدن حديد جيد».
«أزقار موضع قوم رحالة في بلاد السودان ألبانهم غزيرة وهم أهل نجدة وقوة ويسالمون من سالمهم ويميلون على من حاولهم، وأهل أزقار يذكر أهل المغرب الأقصى أنهم أعلم الناس بعلم الخط المنسوب إلى دانيال عليه الصلاة والسلام ليس يدرى بجميع بلاد البربر على كثرة قبائلها أعلم بهذا الخط من أهل أزقار».
وقد انخرط الزكاريون بشرق المغرب في سلك الحركة الصوفية التي تزعمها الشيخ أحمد بن يوسف الراشدي خلال الربع الأول من القرن السابع عشر، وقد عانت القبيلة من السمعة السيئة باعتبارها قبيلة معزولة وقاسية، وذلك راجع إلى تنافس أسلافهم مع القبائل المجاورة، وكذلك للصورة البدعية المروجة عنهم من قبل الخصوم كإنكار نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ورفض التضحية وتفضيل الميتة عليها واستحلالهم لأكل الخنزير... هذه الاشاعات جعلت المستشرقين الفرنسيين يهتمون بالقبيلة بدعوى أنها قبيلة أمازيغية لا تدين بالأسلام.[21] وتمت كتابة العديد من المقالات لهذا الغرض في فرنساوالولايات المتحدة سنة 1905[22][23]، على وجه الخصوص من قبل اوغست مولييراس، الجندي الفرنسي المولود في الجزائر والكاتب المتحمس المدافع عن الاستعمار والاستشراق، والذي سيتم شطبه بعد سنوات قليلة من نشر الكتابة الالية على الزكارة. وفي عام 1907، حارب الزكارة أيضا مع مقاتلي المقاومة المغاربة الاخرين، خلال تهدية المغرب ضد المستعمرين الفرنسيين الذين استأنفوا احتلال وجدة بعد بضع سنوات من معركة ايسلي (1944) وبعد الحملة الاستكشافية ضد بني يزناسن (1859). وخلال الحرب الجزائرية، ساندت قبيلة الزكارة مقاتلي المقاومة الجزائرية من خلال المشاركة في المعارك ضد المستوطنين الفرنسيين. وقد كتب الباحث الفرنسي بلانيكس ارييل العديد من المقالات حول زكارة بهدف استعادة الحقيقة حول تاريخهم والادوات الاستعمارية التي انشيت تجاههم في بداية القرن العشرين.[24][25]