من قبائل شعب صنهاجة البرانس، وهم اخوة صنهاجة لأم، وكانت مواطنهم بجبل درن (وهو الأطلس الكبير) وذكرهم ابن خلدون في تاريخه ويقال أنهم من أبناء تصكي العرجاء بنت زحيك بن مادغيس، ولا يعرف لهم أب.[4]
تاريخ
اندرجوا في عهد الموحدين ضمن حلف مصمودة؛ بانتمائهم إلى الدعوة الموحدية؛ مع أن أغلبهم في بداية الدعوة كانوا معادين لها؛ ثم التحقوا بها لاحقا؛ بعد فتح مراكش؛ حاضرة الدولة المرابطية.
فروعها
وقد قسم صاحب كتاب الأنساب في معرفة الأصحاب هسكورة إلى قسمين؛ هما: هسكورة القبلة، وهسكورة الظل. وذكر من أفخاذ القسم الأول سبعة أفخاذ؛ هم: ايزمراون (زمراوة)، وايفسفيسن (فسفيسة)، وايكرنان (كرنانة)، وايمغران (مغرانة)، وايونيلن (نيلة)، وآيت ووارت (بنو واوارت)، وآيت يلفتن (بنو يلفتن). أما القسم الثاني فإحدى عشر فخذا؛ هم: ايزمراون (زمراوة)، ايسايوين (سايوية)، ايصاد (صادة)، ايغجدامن (غجدامة)، اينتيفت (هنتيفة)، آيت سكور (بنو سكور)، اين لسيد (لسيدة)، اين ماصوص (ماصوصة)، آيت مصطاو (مصطاوة)، اين ميمنونة (ميمنونة)، اين ولتان (هلتانة).[5] أما ابن خلدون فقال أن لهسكورة بطونا عديدة، وواسعة؛ أهمهم: نتيفت وبنو رسكونت وزمراوة وغجرامة وفطواكة ومصطاوة وبنو نفال. وقد برزت منهم أحياء: انتيفت وفطواكة وبنو نفال. فالرئاسة في انتيفت محصورة في أسرة أولاد هنو؛ ومنهم يوسف بن كنون؛ صاحب حصن تاقيوت، وأولاده هم: علي ومخلوف وهلال بن مخلوف. وكانت لأنتيفت مواقف مضطربة تجاه الدولة؛ تميل إلى الطاعة أحيانا، وتجنح إلى العصيان أحيانا أخرى. أما فطواكة فهم أوسع بطون هسكورة، وأكبرها؛ وعليه فرئاستهم في هسكورة هي الأعظم والأهم؛ ولرؤسائهم ميزة الاجتماع، والاتصال بملوك الدولة؛ الذين يرجعون إليهم عندما يتعلق الأمر ببطون هسكورة كلها. كانت رئاستهم أيام المأمون (سلطان بني عبد المؤمن)،وابنه الرشيد؛ ممثلة في شخص عمر بن وقاريط الهسكوري؛ ثم خلفه على رئاسة القبيلة مسعود بن كلداسن. وقال ابن خلدون أن الأسرة التي تترأس فطواكة، ومن ورائها هسكورة كلها؛ هي أسرة بني خطاب؛ الذين ينتسبون إلى جدهم مسعود بن كلداسن. وكانت فطواكة بدورها متقلبة في ولائها للدولة الموحدية. ولما ظهر بنو مرين؛ انحازت فطواكة إليهم؛ فتعزز موقف رؤسائهم (من بني خطاب)؛ داخل قبيلتهم هسكورة. ويبدو أن أبرز المهام التي كانت تسندها الدول المختلفة إلى أولئك الرؤساء؛ هي جمع المغارم، والجباية، داخل قبائلهم، ثم حشد المقاتلين؛ ووضعهم في خدمة الدولة. ومع هذا يرى ابن خلدون بأن هسكورة كانت في منعة من قهر الدولة؛ إذ يقول: «واعتصـم هسكـورة هـؤلاء بمعقلهـم، واعتـزوا فيـه بمنعتهـم؛ فلـم يغمسـوا في خدمتهـم يـدا، (الكـلام هنـا عـن بـني مريـن) ولا أعطوهـم مقـادا، ولا رفعـوا بدعوتهـم رايـة؛ إنمـا هي منابـذة لأمرهـم، وامتنـاع عليهـم سائـر الأيـام. فإذا زحفـت الحشـود، وتمرسـت بهـم العساكـر؛ دافعـو بطاعـة معروفـة، وإتـاوة غيـر ملزمـة؛ ورئيسهـم مـع ذلـك يستخلـص جبايتهـم لنفسـه، ويدفعهـم في المضايـق لحمايتـه؛ وربمـا تخطاهـم إلى بعـض قبائـل الجبـل، ومـن قاربـه مـن أهـل بسائـط أمـا بنـو نفـال؛ فهـم ـ كذلـك ـ السـوس».[1] ممن حاول مقاومة نفوذ الدولة؛ ولكنهم أذعنوا لقوتها، وغلبتها. وقد انحصرت الرئاسة فيهم ضمن أسرة أولاد تروميت؛ ومنهم علي بن محمد؛ الذي ترأس عليهم في عهد أبي سعيد، وابنه أبي الحسن المريني.