عندما كانت ماتيلدا طفلة ذات 7 سنوات[1] خُطبت للإمبراطور هنري الخامس وتزوجته في ال12 من عمرها[1]، وحصلت على لقب «الامبراطورة»، لم ينجب الزوجان أطفالاً، وبعد أن ترملت لبضع سنوات، تزوجت من جيفري دوق نورماندي، وأنجبت منه ثلاثة أبناء أكبرهم أصبح فيما بعد الملك هنري الثاني.
كانت ماتيلدا أول ملكة تحكم مملكة إنجلترا، رغم أن حكمها لم يستمر سوى لبضعة أشهر في عام 1141. لم تتوج ماتيلدا أبدًا، وفشلت في الحصول على التأييد لحكمها (قانونيًا وسياسيًا). لهذا السبب، تستبعد أحيانًا من قائمة الملوك الإنجليزية، حيث نازعها ابن عمها ستيفن كونت بلوا على العرش. أدى هذا التنافس على العرش إلى سنوات من الاضطرابات والحرب الأهلية في إنجلترا التي سميت «سنوات الفوضى». استطاعت ماتيلدا خلال تلك الفترة أن تحافظ على «دوقية نورماندي»، من خلال انتصارات زوجها جيفري العسكرية. ومن تلك الدوقية، استطاع ابنها الأكبر هنري أن يعتلى عرشه في عام 1154.
توفيت ماتيلدا في عام 1167 في روان العاصمة التاريخية لدوقية نورماندي.
طفولتها
ولدت ماتيلدا لهنري الأول ملك إنجلترا ودوق نورماندي من زوجته الأولى ماتيلدا الاسكتلندية، على الأرجح في 7 فبراير 1102 في ساتون كورتيناي في أوكسفوردشير.[2][nb 1] كان هنري الابن الأصغر لوليام الفاتح، الذي غزا إنجلترا عام 1066، وأنشأ إمبراطورية تمتد حتى ويلز. نتج عن الغزو تكوّن طبقة من النخبة الأنجلو نورمان، الذين انتشروا على جانبي العديد من العقارات المنتشرة على جانبي القناة الإنجليزية.[4] كان لهؤلاء البارونات عادة صلات وثيقة بمملكة فرنسا، التي كانت آنذاك عبارة عن مجموعة واسعة من المقاطعات والأنظمة السياسية الحاكمة الصغيرة، تخضع إسميًا فقط للملك.[5] أما والدتها ماتيلدا، فقد كانت ابنة للملك مالكوم الثالث سليل العائلة السكسونية الغربية المالكة، وحفيد ألفريد العظيم[6] أكسب زواج هنري من ماتيلدا عهده المزيد من الشرعية، كما كانت فرصة لماتيلدا لتحظى بالمكانة والسلطة في إنجلترا.[7]
كان لماتيلدا أخًا أصغر شرعي يدعى ويليام أديلين، إضافة إلى 22 أخ غير شرعي نتاجًا لعلاقات أبيها غير الشرعية.[nb 2] لا يعرف الكثير عن النشأة لماتيلدا، لكنها ربما بقيت مع والدتها، حيث درست القراءة، وتلقت تعليمها الديني.[8][nb 3] كان من بين النبلاء في بلاط والدتها خالها ديفيد الذي أصبح في وقت لاحق ملكًا على اسكتلندا، إضافة إلى عدد من النبلاء الطموحين كأخيها غير الشقيق روبرت الغلوشستري وابن عمها ستيفن بلواوبريان فيتز كونت.[10]
وفي عام 1108، ترك هنري ماتيلدا وشقيقها في رعاية انسلمأسقف كانتربري، أثناء سفره إلى نورماندي؛ حيث كان أنسلم رجل الدين المفضل للملكة ماتيلدا الأم.[11] لا يوجد وصف تفصيلي لشكل ماتيلدا، رغم وصف معاصريها لها بأنها جميلة جدًا، غير أن ذلك كان من الممارسات التقليدية لمؤرخي تلك الفترة.[12]
الإمبراطورية الرومانية المقدسة
الزواج من الإمبراطور
في أواخر عام 1108 أو أوائل 1109، أرسل هنري الخامس مبعوثين إلى نورماندي يعرضون الزواج من ماتيلدا، كما كتب لأمها الملكة في نفس المسألة.[13] كان العرض جذّابًا للملك الإنجليزي، حيث ستتزوج ابنته في واحدة من إحدى أكثر الأسر شهرة في أوروبا، كما أنه سيثّبت عرشه كأحد أحدث الأسر الملكية، وستكسبه حليفًا في فرنسا.[14] في المقابل، فإن هنري الخامس يحصل على مهر قدره 10,000 مارك، التي كان يحتاجها لتمويل رحلته إلى روما لتتويجه إمبراطورًا رومانيًا مقدسًا.[15] تم التفاوض على التفاصيل النهائية للصفقة في وستمنستر في يونيو 1109، ونتيجة لهذا الوضع الجديد، حضرت ماتيلدا المجلس الملكي للمرة الأولى في أكتوبر 1109.[15] غادرت إنجلترا في فبراير 1110 في طريقها إلى ألمانيا.[16]
^لم يسجل تاريخ ميلاد ماتيلدا في ذلك الوقت، وإنما تم تقدير ميلادها من قبل المؤرخين. يعتقد مؤرخون قدامى أن ماتيلدا الاسكتلندية أنجبت طفلاً في وينشستر في يوليو 1101. وقد استندوا في ذلك على كتابات المؤرخ روبير واس، أما الباحثون المعاصرون فقد رأوا استحالة ذلك استنادا إلى سجلات رحلات الملكة، مقدرين ولادة الإمبراطورة ماتيلدا في ساتون كورتيناي في أوائل فبراير 1102.[3]
^اختلف المؤرخون حول ما إذا كان ويليام شقيقًا أصغر أم توأم لماتيلدا. رفض المؤرخ مارجوري شيبنال كونهما توأمين ذاكرًا عدة أسباب منها ما ذكره ويليام المالمسبري أنهما ولدا في تاريخين مختلفين، مستندًا لرسائل التهنئة من البابا. نتج عن علاقات أبيها غير الشرعية على الأقل 9 أشقاء غير شرعيين من الذكور و13 من الإناث، وقد اعترف هنري بعدد كبير منهم.[3]
^زعمت المؤلفة نيستا بين، أن ماتيلدا تلقت تعليمها على أيدي راهبات في دير ويلتون.[9]