في عام 1921م طلب مجموعة من الرهبان الكاثوليك العاملين في مدرسة بمنطقة المنشية من السلطان فؤاد سلطان مصر آنذاك والذي أصبح الملك فؤاد الأول في وقت لاحق، بأن يقوموا ببناء مدرسة جديدة ذات مساحة أكبر لمواجهة تزايد أعدد التلاميذ المنتسبين إلي المدرسة التي يديرونها، فوافق السلطان فؤاد علي طلبهم وتم اختيار الموقع في منطقة الشاطبي الواقعة بوسط المدينة.[4]
استغرق بناء المدرسة بشكل معماري متميز نحو ثلاث سنوات من 1925م إلي 1928م، حيث وُضع حجر الأساس في 16 مايو1926م بحضور الأمير عمر باشا طوسون ممثلا للسلطان فؤاد وحسين صبري باشا حاكم الإسكندرية آنذاك وهنري جيلارد الوزير المفوض الفرنسي إلى القاهرة، وآندريه كاسولو المفوض الرسولي وفريدريك جوريو قنصل فرنسا بالإسكندرية، وافتُتحت المدرسة في 6 أكتوبر1928م.[5][6]
تم بناء كنيسة للرهبان اللاساليين (بالفرنسية: Frères des écoles chrétiennes ou Lasalliens) كملحق في المدرسة وهذه الكنيسة الكبيرة توجد أسفل القبة الظاهرة في الصورة كما تضم المدرسة أيضا مُصلى صغير جداً.
الموقع
تقع الكلية في منطقة الشاطبي وعند وقت بنائها لم يكن حولها أي مبانٍ ملاصقة أو مُطلة مباشرة علي الكلية.
تقبع كلية «سان مارك» للبنين في مبنى ضخم، له طراز معماري مميز، في حي الشاطبي العريق بالإسكندرية، وهي واحدة من أقدم مدارس الإرساليات في مصر التي تدرس بها جميع المراحل الدراسية ما قبل الجامعة.[8]
القبة المعمارية الشهيرة المميزة للكلية ليست مجرد طراز معماري أنيق يتوج مبنى «سان مارك»، أو أحد أبرز معالم مدينة الإسكندرية وحسب، لكنها تحتضن متحفًا فريدًا من نوعه يضم مقتنيات الرهبان في أثناء رحلاتهم لأفريقيا ودول العالم، من حيوانات محنطة وتذكارات عاجية وخشبية وغيرها.[8]
وتضم الكلية مسرحًا كبيرًا، وكان الطلاب فيما مضى يقدمون عروضًا مميزة على مسرح الهمبرا (أحد أهم مسارح الإسكندرية في الماضي)، وتضم أيضًا مركز الحياة، وهو مركز خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، كما تصدر مجلة باسم «اللوتس» التي تصدر من بدايات القرن الماضي حتى الآن، وتسجل الأنشطة والزيارات والرحلات التي تنظمها المدرسة.[8]
الدراسة
كلية سان مارك مؤسسة تعليمية خاصة تُدرِّس اللغة الفرنسية كلغة رئيسية للتعليم حيث يتوجب علي جميع التلاميذ المنتسبين إليها دراسة اللغة الفرنسية منذ العام الأول، كما يظل تلاميذ الاختصاص في المدرسة حتي ينالوا الشهادة الثانوية.
ومنذ تأسيسها حتى الآن، لا تزال «شان مارك» أشهر المدارس الفرنسية التي كانت قبلة لأبناء العائلات الأرستقراطية بالإسكندرية، وكانت المنافس القوي الصامد أمام كلية «فيكتوريا كوليدج» الإنجليزية، فكان خريجو المدرسة الفرنسية «سان ماركيان». أما الكلية الإنجليزية، فكانوا معروفين بـ«فيكتوريان». صحيح أن فيكتوريا كوليدج سحبت البساط والمجد من «سان مارك» لأنها كانت تنفذ مشروعًا لـ«نجلزة» التعليم في مصر، بعد أن كان فرنسيًا، إلا أن «سان مارك» حافظت على مستواها التعليمي، ومستوى طلابها الرفيع، بعد تدهور كلية فيكتوريا وتمصيرها عقب التأميم.[8]