تعتبر فترة حكمه والتي دامت حوالي 14 سنة أطول عهد لإمبراطور روماني منذ عهد الإمبراطور أنطونينوس بيوس. وكان ثاني أصغر إمبراطور على روما وأصغرهم كانغورديان الثالث.
الإنجازات المحلية
تحت تأثير والدته، فعل ألكسندر الكثير لتحسين أخلاق الناس وحالتهم كما عمل على تعزيز كرامة الدولة.[3] وظّف ألكسندر فقهاء مشهورين للإشراف على إقامة العدل، مثل الفقيه الشهير أولبيان. كان مستشاروه رجالًا معروفين مثل المؤرخ والسيناتوركاسيوس ديو، ويُزعَم أنه أنشأ مجلسًا ضمّ 16 عضو في مجلس الشيوخ،[4] ولكن هذا الادعاء مختَلَف عليه تاريخيًا.[5] أنشأ ألكسندر مجلسًا بلديًا ضمّ 14 شخص ليساعد المحافظ في إدارة شؤون 14 مقاطعة في روما.[6] استعاد ألكسندر حمامات نيرون في عام 227 أو 229، ولذلك تُسمَّى أحيانًا باسم حمامات ألكسندر. في عهده، تضاءل الترف والإسراف المفرط في البلاط الإمبراطوري.[7]
عند توليه منصبه، قلل نقاء فضة الديناريوس من 46.5٪ إلى 43٪، وانخفض الوزن الفعلي للفضة من 1.41 غرام إلى 1.30 غرام. ولكن في 229، أعاد قيمة الديناريوس؛ إذ زاد نقاء الفضة ووزنها إلى 45٪ و1.46 غرام. في العام التالي، قلل من كمية المعدن الأساسي في الديناريوس مع إضافة المزيد من الفضة، ورفع درجة نقاء الفضة ووزنها مرة أخرى إلى 50.5٪ و1.50 غرام.[8] بالإضافة إلى ذلك، خفّض الضرائب خلال فترة حكمه، وشجع الأدب والفنون والعلوم،[9] وسمح بإنشاء مكاتب قروض لإقراض الأموال بمعدل فائدة معتدل بهدف تسهيل حياة الناس.[10]
في المسائل الدينية، حافظ ألكسندر على عقل متفتح. وفقًا لهيستوريا أوغوستا، كان يرغب في إقامة هيكل ليسوع، لكن أقنعه الكهنة الوثنيين بالعدول عن الأمر. ومع ذلك، الكثير من هذا الكتاب مليء بالتزوير ويعتبره معظم العلماء المعاصرون مصدرًا غير موثوق.[11][12] سمح ألكسندر ببناء كنيس يهودي في روما، وقدم له –كهدية- لفيفة من التوراة عُرِفَت باسم لفافة سيفيروس.[13]
في الأمور القانونية، فعل ألكسندر الكثير لتحسين حقوق جنوده؛ إذ سمح للجنود بتحديد أسماء ورَثتهم في وصيتهم، بينما كانت تُفرَض على المدنيين قيود صارمة قي ما يتعلق بالورَثة.[14] سمح ألكسندر للجنود بتحرير عبيدهم إن أرادوا،[15] وعمل على حماية ممتلكاتهم أثناء وجودهم في الحملات،[16] وأعاد التأكيد على أن ممتلكات الجندي التي اكتسبها خلال أو بسبب الخدمة العسكرية (قانون كاسترينس بيكوليوم) لا يمكن لأحد أن يطالب بها، ولا حتى والد الجندي.[17]
الحرب الفارسية
إجمالًا، كان عهد ألكسندر مزدهرًا حتى صعود الساسانيين[18] في الشرق تحت حكم أردشير الأول.[19] في عام 231 بعد الميلاد، غزا أردشير المقاطعات الرومانية الشرقية، واجتاح بلاد ما بين النهرين وتوغل -على الأرجح- حتى سوريا وكبادوكيا، مما اضطر ألكسندر الشاب إلى رد قوي.[20] تتحدث روايات مختلفة عن الحرب التي تلت ذلك؛ فوفقًا لمرجع هيروديان الأكثر تفصيلًا، عانت الجيوش الرومانية من عدة انتكاسات وهزائم مهينة،[21] بينما وفقًا لهستوريا أوغوستا[22] ووفقًا لرسالة ألكسندر إلى مجلس الشيوخ الروماني، حققت الجيوش الرومانية خلال تلك الحرب انتصارات عظيمة.[23] جعل ألكسندر أنطاكية قاعدته ونظم منها غزوًا ثلاثيًا للإمبراطورية الساسانية في عام 233. تقدم هو نفسه على رأس المجموعة الرئيسية لاستعادة شمال بلاد ما بين النهرين، بينما غزا جيش آخر ميديا عبر جبال أرمينيا، وتقدم جيش ثالث من الجنوب في اتجاه بابل. حقق جيش أقصى الشمال بعض النجاح، حيث قاتل في منطقة جبلية مواتية للمشاة الرومان، ولكن حاصر رماة الخيول الماهرون الجيش الجنوبي ودمروه. تراجع ألكسندر نفسه بعد حملة غير حاسمة بعد انهيار جيشه بسبب عدم الانضباط والمرض.[24][25] بعد انسحاب المجموعة الشمالية إلى برد أرمينيا القارس، تكبد الجيش المزيد من الخسائر بسبب الفشل في إنشاء خطوط إمداد مناسبة.[26][27] في النهاية، استعاد الرومان بلاد ما بين النهرين، ولم يتمكن أردشير بعد ذلك من توسيع فتوحاته، على الرغم من تحقيق ابنه شابور بعض النجاح في وقت لاحق من هذا القرن.[27]
على الرغم من كبح الساسانيين في ذلك الوقت،[23] أظهر سلوك الجيش الروماني نقصًا هام في الانضباط. في عام 232، حدث تمرد في الفيلق السوري أسفر عن إعلان الولاء للإمبراطور تورينوس.[28] تمكن ألكسندر من قمع التمرد، وغرق تورينوس أثناء محاولته الفرار عبر الفرات. عاد الإمبراطور عام 233 إلى روما واحتفل بالانتصار.[23]
^from the chapter entitled Administrative Strategies of the Emperor Severus Alexander and his Advisers, written by Lukas de Blois in the book Herrschaftsstrukturen und Herrschaftspraxis, chapter by
^Historia Augusta, Life of Severus Alexander, 33:1
^Historia Augusta, Life of Severus Alexander, 15:1
^"Severus Alexander". Encyclopædia Britannica Online Academic Edition. Encyclopædia Britannica Inc., 2014. مؤرشف من الأصل في 2014-10-28. اطلع عليه بتاريخ 2014-05-02.
^Arthur E.R. Boak, A History Of Rome To 565 A.D., (The Macmillan Company, 1921, New York), chap. XVIII., p. 258