ووفقا للمصادر الشيعية، أنه بعد وفاة النبي محمد، حاول الخليفة الأول أبو بكر الصديقوعمر بن الخطاب الحصول على إجماع من المجتمع المدني أنّ أبي بكر الصديق ينبغي أن يصبح الخليفة على الأمة الإسلامية. حيث عندما اهتمّ علي بن أبي طالب بجنازة النبي محمد، حصل أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب على إجماع المجتمع وقد حقّقا إجماعًا جماعيًّا. وبينما يعتقد الشيعة أن علي بن أبي طالب يجب أن يكون الخليفة، بسبب بيان النبي محمد في غدير خم.[9][10]
الحادثة عند الشيعة الإمامية
بعد أن أصبح أبو بكر خليفة، أرسل إلى علي بن أبي طالب للمطالبة بالبيعة.[11] في ذلك الوقت، تجمّع علي بن أبي طالب وأنصاره في بيت فاطمة. هناك إصدارات متعددة لما حدث، بدءًا من تهديد عمر بن الخطاب بإحراق المكان إذا رفض عليّ الامتثال بالبيعة،[12][13] إلى اقتحام بيت فاطمة[14]، حيث أجهضت فاطمة جنينها محسن.[15][16]
ويضيف ابن أبي الحديد أن الزبير خرج إليهم بسيفه فأمَر عُمر بأخذه، فوثب عليه سلمة بن أسلم فأخذ السيف من يده فضرب به الجدار.[17] ويقول اليعقوبي أنّ الذي خرج بالسّيف هو علي، فلقيه عمر، فصارعه وكسر سيفه، ودخلوا الدار. فخرجت فاطمة وهدّدت بكشف شعرها قائلتًا:«والله لتخرجن أو لأكشفنّ شعري ولأعجنّ إلى الله» فخرجوا وخرج من كان في الدار.[18]
قد شكّك محمد حسين فضل الله في تفاصيل الأحداث حول حادثة الباب وحرق بيت الزهراء. فأجاب مكتبه عن سؤال: «هل صحيح ماسمعناه من أن السيد فضل الله ينكر حادثة الباب وحرق بيت الزهراء عليها السلام؟» هکذا: «إن السيد لا ينكر مظلومية السيدة الزهراء أما تفاصيل الأحداث فهي خاضعة للثبوت السندي مع دراسة الحادثة بحسب ظروفها وقرائنها.[41]» وعند الإجابة عن سؤال آخر حول انكاره كسر ضلع الزهراء، أجاب المكتب: «إنّ سماحة سيدنا يؤكّد ظلامة الزهراء من قبل الخليفتين أبي بكر وعمر، لجهة محاصرة بيتها والتهديد بإحراقه ومنع الإمام علي من حقه في الخلافة، غير أنّ المصادر التاريخية لا تساعد على الجزم بحدوث سائر ما يروى في هذه الحادثة من إسقاط الجنين وكسر الضلع.[41]» وذكر عباس الزبيدي المياحي في كتابه «السفير الخامس» حول حياة ومرجعية الإمام الصدر في باب «الأمام الصدر مع فضل الله»، مناقشة محمد الصدر بعض وجهات النظر التي نقلت عن فضل الله واصفًا كتابه «يحتوي على كثير من الفتاوى المخالفة للمشهور» ويقول: «أنّ هناك من الأفكار مهما كانت قيمتها الدليليّة... فليس من المصلحة أن نقوم بإطفائه بمعنى شجب وتكذيب هذه الأفكار، بل ينبغي أن نسكت عنها حفظاً للمصلحة العامة ما لم يكن لدينا البديل الصالح لها ولن يكون؟! مثل حرق باب الدار للزهراء... أني دافعت عن صلاحية تلك الأفكار علينا.[42]» وممن أنكرها أيضاً من الكتّاب والباحثين أحمد القبانجي الذي ربط بين قصة الحادثة والفرس.
رأي أهل السنة
وفقا لبعض الكتب الحديث وكتب التاريخ أهل السنة والجماعة التي كتبت في ذلك الوقت، لم تقع هذه الحادثة مثلما يؤمن بها الشيعة. فالأحاديث الصحيحة سنداً تذكر أنّ عليًّا بن أبي طالب قد أعطى عن طيب خاطر البيعة لأبي بكر الصديق على الرغم من الحفاظ على مسافة منه من احترام لزوجته فاطمة، بسبب منازعة أبي بكر مع فاطمة على ميراثها. وعندما توفّيت فاطمة بعد 6 أشهر من وفاة النبي، ذهب علي إلى أبي بكر لإعادة إقامة علاقات أوثق مما كانت.
فعند أحمد بن حنبل إنّ فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يطالبان ميراثهما من رسول الله وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر. فقال لهم أبو بكر: «إني سمعت رسول الله يقول لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أدع أمرًا رأيت رسول الله يصنعه فيه إلا صنعته.[43]» فقالت فاطمة: «واللّه لا أكلّمُك.[44]» فهجرَته فاطمة فلم تكلّمه حتى توفّيت.[29]
ووفقًا للبلاذري، بعث أبو بكر عمرَ بن الخطّاب إلى عليّ حين قعد عن بيعته وقال: ائتني به بأعنف العنف. فلمّا أتاه، جرى بينهما كلام. فقال عليّ: «وما ننفس على أبي بكر هذا الأمر ولكنّا أنكرنا ترككم مشاورتنا، وقلنا: إنّ لنا حقا لا يجهلونه.» ثمّ أتاه فبايعه.[45] وفي حديث آخر «لم يبايع عليّ أبا بكر حتّى ماتت فاطمة بعد ستّة أشهر.[46]»
ويضيف المؤرخ ابن كثير أن عليًا أعطى بيعته في أول يوم أو في اليوم الثاني من وفاة محمد، فإن علي بن أبي طالب لم يفارق أبي بكر ولم ينقطع في صلاة من الصلوات.[47]
وفي البخاري عن الحديث التي روته عائشة بنت أبي بكر: «أنَّ فاطِمَةَ عليها السَّلامُ، بنْتَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أرْسَلَتْ إلى أبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيراثَها مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ممَّا أفاءَ اللَّهُ عليه بالمَدِينَةِ، وفَدَكٍ وما بَقِيَ مِن خُمُسِ خَيْبَرَ فقالَ أبو بَكْرٍ: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: لا نُورَثُ، ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ، إنَّما يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - في هذا المالِ، وإنِّي واللَّهِ لا أُغَيِّرُ شيئًا مِن صَدَقَةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن حالِها الَّتي كانَ عليها في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَأَعْمَلَنَّ فيها بما عَمِلَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فأبَى أبو بَكْرٍ أنْ يَدْفَعَ إلى فاطِمَةَ مِنْها شيئًا، فَوَجَدَتْ فاطِمَةُ علَى أبِي بَكْرٍ في ذلكَ، فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حتَّى تُوُفِّيَتْ، وعاشَتْ بَعْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِتَّةَ أشْهُرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَها زَوْجُها عَلِيٌّ لَيْلًا، ولَمْ يُؤْذِنْ بها أبا بَكْرٍ وصَلَّى عليها، وكانَ لِعَلِيٍّ مِنَ النَّاسِ وجْهٌ حَياةَ فاطِمَةَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتِ اسْتَنْكَرَ عَلِيٌّ وُجُوهَ النَّاسِ، فالْتَمَسَ مُصالَحَةَ أبِي بَكْرٍ ومُبايَعَتَهُ، ولَمْ يَكُنْ يُبايِعُ تِلكَ الأشْهُرَ، فأرْسَلَ إلى أبِي بَكْرٍ: أنِ ائْتِنا ولا يَأْتِنا أحَدٌ معكَ، كَراهيةً لِمَحْضَرِ عُمَرَ، فقالَ عُمَرُ: لا واللَّهِ لا تَدْخُلُ عليهم وحْدَكَ، فقالَ أبو بَكْرٍ: وما عَسَيْتَهُمْ أنْ يَفْعَلُوا بي، واللَّهِ لآتِيَنَّهُمْ، فَدَخَلَ عليهم أبو بَكْرٍ، فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ، فقالَ: إنَّا قدْ عَرَفْنا فَضْلَكَ وما أعْطاكَ اللَّهُ، ولَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ خَيْرًا ساقَهُ اللَّهُ إلَيْكَ، ولَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ عليْنا بالأمْرِ، وكُنَّا نَرَى لِقَرابَتِنا مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَصِيبًا، حتَّى فاضَتْ عَيْنا أبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ لَقَرابَةُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحَبُّ إلَيَّ أنْ أصِلَ مِن قَرابَتِي، وأَمَّا الذي شَجَرَ بَيْنِي وبيْنَكُمْ مِن هذِه الأمْوالِ، فَلَمْ آلُ فيها عَنِ الخَيْرِ، ولَمْ أتْرُكْ أمْرًا رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصْنَعُهُ فيها إلَّا صَنَعْتُهُ، فقالَ عَلِيٌّ لأبِي بَكْرٍ: مَوْعِدُكَ العَشِيَّةَ لِلْبَيْعَةِ، فَلَمَّا صَلَّى أبو بَكْرٍ الظُّهْرَ رَقِيَ علَى المِنْبَرِ، فَتَشَهَّدَ، وذَكَرَ شَأْنَ عَلِيٍّ وتَخَلُّفَهُ عَنِ البَيْعَةِ، وعُذْرَهُ بالَّذِي اعْتَذَرَ إلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وتَشَهَّدَ عَلِيٌّ، فَعَظَّمَ حَقَّ أبِي بَكْرٍ، وحَدَّثَ: أنَّه لَمْ يَحْمِلْهُ علَى الذي صَنَعَ نَفاسَةً علَى أبِي بَكْرٍ، ولا إنْكارًا لِلَّذِي فَضَّلَهُ اللَّهُ به، ولَكِنَّا نَرَى لنا في هذا الأمْرِ نَصِيبًا، فاسْتَبَدَّ عَلَيْنا، فَوَجَدْنا في أنْفُسِنا، فَسُرَّ بذلكَ المُسْلِمُونَ، وقالوا: أصَبْتَ، وكانَ المُسْلِمُونَ إلى عَلِيٍّ قَرِيبًا، حِينَ راجَعَ الأمْرَ المَعْرُوفَ.» [48][49][50]
«فأمّا عليّوالعباسوالزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة، و قال له: إن أبوا فقاتلهم. فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: «يا ابن الخطاب، أ جئت لتحرق دارنا؟» قال: «نعم، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة.»»
ولكن أسانيد الرواية في كتب السنة ضعيفة وواهية، فهي ضعيفة المتن والسند.
إنه من غير المروءة أن يتعرض مجموعة رجال (وهم الصحابة) لامرأة واحدة، فكيف بأن تكون هي بنت النبي محمد.
تدعي الروايات الشيعية أن علي بن أبي طالب وأنصاره تجمعوا في بيت فاطمة، فلم لم يدافع هو أو أنصاره عنها. وإن صح أنه كان عاجزاً فهذا يعني أنه ليس جديراً بالخلافة إذا كان لا يستطيع الدفاع عن نفسه أو أهل بيته.
«قلت لأبي: "أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟" قال: "أبو بكر". قلت: "ثم من؟" قال: "ثم عمر". وخشيت أن يقول عثمان، قلت: "ثم أنت؟" قال: "ما أنا إلا رجل من المسلمين".[53][54][55]»
في رواية البلاذري ورد (مسلمة بن محارب عن سليمان التيمي)؛ ومعروف أنهما لم يشهدا الحادثة حيث توفي سليمان التيمي في سنة 143 هـ، بينما (أبو الحسن المدائني) فهو ليس بالقوي في الحديث. كذلك في الإسناد إنقطاع.[60]
في رواية ابن عبد ربه في العقد الفريد؛ فمن المعروف أن الكتاب هو كتاب أدبي في غالبة ومحذوف الأسانيد وغير معتمد. ثم إنه في ابن عبد ربه كلام؛ فهذا سيد بن طاووس من أئمة الإثني عشرية قال عنه أنه (رجل معتزلي من أعيان المخالفين).[61] بينما عند أهل السنة أن ابن عبد ربه قد كذب على العديد من الصحابة في كتابه، فأورد العديد من الروايات المكذوبة وغير المسندة.[62]
إن كثير من موروث الشيعي مدسوس فيه من المجوسية، والنصرانيةواليهودية وهو ما صرّح به أية الله الحيدري عالم الدين الشيعي في مقابلة التلفزيونية في وقت لاحق،[64][وفقًا لِمَن؟] وهذا أيضًا ما أشار إليه العالم الشيعي قبانجي بأن هذه الرواية «مرتبطة بالفرس فيروي المورخ الإغريقي هرودوث قصة مقتل روکسانا ابنة اعظم ملوك الفرس كوروش الأخميني التي كانت متزوجة من أخيها كمبوجية». ورواية مقتلها مشابه جداً بما تنقلها المصادر الشيعية في مقتل فاطمة الزهراء، فيقول هرودوث :[65]
«يقول المصريون إن الأخت والأخ كانوا يجلسون علي طاولة الطعام، عندما أخذت روكسانا شجيرة الخس وبدأت بقطع اوراقها وقالت لزوجها [وهو أخيها] كمبوجية، ايعجبك ان تكون الشجيرة بأوراقها ام بدونها، فقال كمبوجية مع اوراقها، فردت عليه روكسانا قائلتاً هذا ما فعلته أنت بعائلة أبي كوروش [إشارة منها إلى قتل افراد العائلة علي يده] فغضب كمبوجية وبدأ بالمشاجرة معها ولم تتنازل روكسانا واستمرت في ذمه علي ما فعل، فركلها في لحظة غضب وبما إنها كانت حامل، سقط جنينها وسقطت علي الأرض وفارقت الحياة»
^ابن عبد ربه. العقد الفريد [كتاب: العقد الفريد، مجلد 5، صفحة 13]. مكتبة مدرسة الفقه. مؤرشف من الأصل في 2019-05-02. فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة، و قال له: إن أبوا فقاتلهم. فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: «يا ابن الخطاب، أ جئت لتحرق دارنا؟» قال: «نعم، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة.»
^تاريخ اليعقوبي. دار صادر. ج. 2. ص. 199. وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله، فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار
^بوهلر، آرتور اف. (2014). "فاطمة". في كويلي فيتزباتريك؛ آدم هاني ووكر (المحررون). محمد في التاريخ، والفكر، والثقافة: موسوعة رسول الله. سانتا باربارا (كاليفورنيا): ABC-CLIO. ج. 1. ص. 186. ISBN:978-1-61069-178-9. مؤرشف من الأصل في 2019-06-26.
^أبو الفتح الشهرستاني (1986م). الملل والنحل. قم: الشريف الرضي. ص. 71. مؤرشف من الأصل في 2017-12-22.إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها. و كان يصيح: «احرقوا دارها بمن فيها، وما كان في الدار غير عليّ وفاطمة والحسنوالحسين»