ويحمل موقع دسوق الجغرافي في طياته بعض ميكانيزمات النمو نتيجة العلاقات التكاملية بسبب موقعها كحدٍ فاصلٍ بين مناطق استصلاح الأراضي شمالالدلتا أو ما يسمى بإقليم البراري الشهير بزراعة الأرز؛ وبين الكثافات المرتفعة جنوباً الشهيرة بزراعة الحاصلات التقليدية، وبسبب ذلك الموقع تميزت المدينة عن المدن المحيطة بها بالعديد من المميزات التي أسهمت في نموها بشكل سريع من أهمها:
موضع المدينة: ويتمثل ذلك في رقعة الأرض المبني عليها المدينة التي تطل على نهر النيل مباشرة في الضفة الشرقية،[13] فقد أسهم هذا الموضع في خلق ثلاثة محاور للنمو في جهات الشمال والشرق والجنوب دون الغرب، فلكل مدينة خصائص موضع خاصة بها لا تتكرر عادة تساهم في نموها وتطورها.[14] بجانب ضرورة تواجد للعلاقة بين المدينة وإقليمها وريفها المحيط بها بهدف التبادل المنفعي، مما يخلق مركب إقليمي متميز.[15]
الانقطاع التجاري: فمدينة دسوق تشتهر بالتجارة كحرفة أساسية لسكان المدينة[16] بنسبة 17,8% من سكان المدينة،[17] ويبلغ ذلك 64,8% من جملة العاملين بالتجارة بمحافظة كفر الشيخ،[18] وذلك بسبب وقوعها كبوابة عبور رابطة شرق ووسط الدلتا بغرب الدلتا، كما أنها تعد حداً فاصلاً لإقليم الزراعات التقليدية جنوباً وإقليم زراعةالأرز شمالاً.
مدينة دسوق هي الثانية كُبراً من حيث المساحة بعد مدينة كفر الشيخ في محافظة كفر الشيخ، وهي عاصمة مركز دسوق[22] الذي تبلغ مساحته 70,353 فدان، أي يعادل 25,954 كم²، ويشكل نسبة 7.9% من مساحة الكليّة لمحافظة كفر الشيخ. أما مساحة المنطقة الحضرية (قسم دسوق) فتبلغ حوالي 2,905.9 فدان من المركز، ويعادل 11.76 كم² تقريباً.[معلومة 1] ويَضم قسم دسوق حيّين هما حي شمالوحي جنوب يقسم كل منهما إلى مناطق، أمّا ريف المركز فبه 11 قرية رئيسية تعد عواصم للوحدات المحلية، تتبعها 32 قرية تابعة و 253 عزبة.[23]
في عصر البلايوسين، ترسبت الحصى المعروفة بالحصى البلايوسينية البحرية - النهرية في قاع كل من وادي النيلوالدلتا،[28] وتمثل هذه الرواسب أقدم الرواسب في الدلتا.[29] أما خلال فترة البليستوسين الأسفل فقد ترسبت مجموعة خشنة من الرواسب تتألف من الرمال الخشنة والحصى النهري وقليل من الرمال الناعمة والطمي،[30] وتمثل هذه الرواسب الطبقة الوسطى من الدلتا. أما فترتا البليستوسين الأعلى والهولوسين فقد كانتا فترتين يُميزهما ترسب الغرين النيلي والطمي.[31]
التربة
تتشكل تربة أرض المدينة من الطمي المكون لدلتا النيل والتي يبلغ سمكها نحو عشرة أمتار أرسبتها مياه الفيضان، ويقدر عمرها بنحو 10,000 سنة،[29] وتتألف من حبيبات دقيقية من مواد معدنية تخلط فيها الرمال بنسب صغيرة، وترتكز هذه الطبقة على طبقات سفلى أقدم منها عمراً، وتصلح هذه التربة للزراعة.[32]
يظهر في القطاع الطولي لتربة مدينة دسوق وجود طميطيني ذا قوام متوسط، ويرجع ذلك إلى أن أرض دسوق هي أرض رسوبية نهرية، وغالبية هذه الأراضي تقع قرب نهر النيل (فرع رشيد). وأحياناً تغطى هذه الأراضي متوسطة القوام بطبقة من القوام الثقيل الطيني الخفيف، وفي مناطق أخرى تكون هذه الأراضي متوسطة القوام فوق تربة رملية.[31]
كما توجد أراضي عميقة القطاع رسوبية نهرية خشنة القوام، أي رمليةطميية، ويظهر ذلك في طول القطاع،[33] وتنتشر تلك التربة بجوار مجرى فرع رشيد، وقد تكون مغطاة بطبقة طينية أو طميية أو طميية طينية.[34]
المياه الباطنية
يتراوح سُمك الخزان الجوفي بمنطقة المدينة بين 600 إلى 800 متر، ويَبلغ سُمك طبقة المياه العذبة في الخزان الجوفي حوالي 25 متر تقريباً، أما درجة ملوحةالمياه الجوفية فتتراوح بيبن 300 إلى 600 جزء من المليون، ويُقاس ذلك بشكل دقيق حسب القرب أو البعد عن مجرى نهر النيل (فرع رشيد)، بينما يتراوح مستوى الماء الأرضي بمنطقة إقليم دسوق بين 80 إلى 150 سم من سطح الأرض، ويكون منسوبها مرتفعاً بمدينة دسوق والقرى المحيطة بها مثل كفر إبراهيموكفر العرب.[35]
وتصل الرطوبة إلى أقصاها في شهر أغسطس بنسبة 73%، بينما تصل أدناها في شهر مايو بنسبة 59%.[51]
الرياح
يسود هبوب الرياح الشماليّة الغربية على المدينة، وتصل نسبة هبوبها السنويّة 39.8%، تليها الرياح الجنوبية الغربية بنسبة 12.4%، ثم الرياح الشمالية والشمالية الشرقية بنسبة 10.9% لكل منهما، بينما تصل نسبة سكونالهواء 5.1%، والرياح الشمالية الغربية عموماً معتدلة ملطفة.
ويرجع تأثر المدينة بالرياح الشمالية بشكلٍ عام نظراً لتطرف موقعها بالنسبة لمصر في أقصى الشمال.
تبلغ الرياح أقصى سرعةً لها في شهر أبريل، حيث بلغت 5.4 عقدة/ساعة (10 كم/ساعة)،[52] أما أقل سرعة للرياح في شهر شهر نوفمبر فهي 3.2 عقدة/ساعة (5.93 كم/ساعة)،[53] أما المتوسط السنوي لسرعة الرياح يبلغ 4.2 عقدة/ساعة (7.78 كم/ساعة).[54]
المطر
يعتبر شهر يناير أكثر الشهور مطراً؛ حيث تبلغ كمية المطر به 43 مم، بينما الأمطار نادرة في الصيف خاصةً في شهري يونيوويوليو، وتبلغ كمية المطر السنوي 189.6 مم.[55]
التبخر
هو عملية تحويل الماء من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية على شكل بخار،[56] وتبلغ معدلات التبخر أقصاها في شهور الصيف؛ خاصةً في شهر يونيو (6.8 مم)، وأدناها في الشتاء في شهري يناير (2.5 مم)، بينما يصل المتوسط السنوي للتبخر 4.6 مم، وبمقارنة معدلات التبخر وكميات المطر خلال أشهر السنة بمدينة دسوق؛ نجد أن المدى كبير بينهما خاصةً في فصل الشتاء، حيت نجد أن كمية المطر في شهر يناير 25.1 مم، بينما معدل التبخر في هذا الشهر 2.5 مم، فيكون المدى بينهم 22.6 مم، بينما في أشهر الصيف يكون المطر نادر السقوط؛ وتصل معدلات التبخر أقصاها في هذا الفصل، ففي شهر يونيو ذو المطر النادر تكون معدلات البخر 6.8 مم، وبالتالي يكون المدى بينهم 6.8 مم.[57]
مدينة دسوق ذات تعداد سكاني متوسط إذا ما قورنت بالمدن الكبرى في مصر، مثل القاهرةوالإسكندرية.[58] فقد شهدت المدينة خلال حوالي مائة عام (من 1882 إلى 1986) نمواً سريعاً، حيث تضاعف عدد السكان ما يقرب من عشرة أمثال ما كانت عليه عام 1882، فقد تزايد عدد السكان من 8464 نسمة إلى 78316 نسمة عام 1986.
السنة
1882
1897
1907
1927
1937
1947
1960
1966
1976
1986
1996
2003
2006
2007
2008
2009
2016
2017
عدد السكان
▲ 8,464
▲ 11,878
▲ 14,837
▲ 22,237
▼ 15,368
▲ 23,725
▲ 39,473
▲ 45,580
▲ 58,700
▲ 78,316
▲ 91,318
▲ 101,74
▲ 106,827
▲ 123,715
▲ 126,759
▲ 129,604
▲ 135,336
▲ 135,725
وقد أثر ارتفاع عدد السكان سلباً على النسق البيئي للمدينة والهيراركية الحجمية لمدن محافظة كفر الشيخ[59] بسبب عدة عوامل:
ارتفاع نسبة المواليد وقلّة الوفيات لارتفاع مستوى الخدمات الصحية.
الهجرة المتزايدة إلى المدينة -خصوصاً من الريف- لأجل العمل بها، ونتج عن ذلك زيادة نسبة الذكور عن الإناث.
تقلص نسبة فرص العمل، المؤدي إلى زيادة نسبة البطالة.
قصور المرافق وعجز الخدمات عن الإيفاء بمتطلبات السكان.[61]
حسب الإحصاء الرسمي عام 2006، يلاحظ أن عدد سكان المدينة 106,827 نسمة،[62] وارتفع السكان بشكل هائل بمقدار 19,932 نسمة بسبب الهجرة، وفي عام 2009 زادوا 2845 نسمة فقط حسب التعداد التقديري السنوي.[63]
الكتلة السكنية بالمدينة تتزايد يوماً بعد يوم على حساب الأراضي الزراعية.
مشاكل سكانية
تتركز أغلب مشاكل المدينة سكانياً في منطقة الأعمال المركزية (وسط المدينة)، حيث يتركز فيها العديد من الأنشطة والخدمات التعليمية والإدارية والأسواق التجارية (الجملة والقطاعي)،[64] وكل ذلك أدى إلى:
التزاحم المروري، ووجود الكثير من العقد المرورية، وذلك بسبب ضيق معظم الشوارع، وزيادة المرور العابر الآتي من الطرق الإقليمية من داخل المدينة.
تمركز السكان في منطقة الأعمال المركزية.
زيادة الزحام بصفة مستمرة من قبل الوفود الآتية إلى المدينة، خصوصاً أوقات المناسبات والأعياد.
^محمد عبد الفتاح محمد عبد السلام، مرجع سابق، صـ: 5.
^جمال حمدان، شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان، الجزء الأول، دار الهلال، القاهرة، 1994، صـ: 811.
^وزارة الإسكان والمرافق والتنميّة العمرانيّة، مشروع تحديث المخطط العام لمدينة دسوق (حتى عام 2017) - التقرير العام 2006، صـ: 22 التكوينات الجيولوجية بمنطقة الدلتا وإقليم مدينة دسوق، الهيئة العامة للتخطيط العمراني، دسوق، 2006.
وزارة الإسكان والمرافق والتنميّة العمرانيّة، مشروع تحديث المخطط العام لمدينة دسوق (حتى عام 2017) - التقرير العام 2006، الهيئة العامة للتخطيط العمراني، دسوق، 2006.
معلومات
^مساحة المنطقة الحضرية بدون الضواحي والقرى الملاصقة التي لم تدرج ضمن أحياء المدينة رسمياً حتى الآن، مثل قرية كفر إبراهيم في أقصى جنوب المدينة.
^تُحسب على أساس معادلة: الرطوبة النسبية = (ضغط بخار الماء الفعلي ÷ ضغط بخار الماء الإشباعي) × 100، و الرطوبة النسبية = (الرطوبة النوعية ÷ الرطوبة النوعية الإشباعية) × 100.