تضخم القولون (بالإنجليزية: Megacolon) هو تمدد غير طبيعي في القولون (الأمعاء الغليظة).[1] يكون التمدد غالبًا مصحوبًا بشلل في حركات الأمعاء. وفي الحالات القصوى، يتصلب البراز إلى كتل صلبة داخل القولون، تُسمّى ورم برازي (fecalomas)، والتي يمكن أن تتطلب عملية جراحية لإزالتها.
يعتبر قولون الإنسان مُتضخّمًا بشكل غير طبيعي إذا كان قطره أكبر من 12 سم[2] في الأعور (عادة ما يكون أقل من 9 سم[3])، أو إذا كان أكبر من 6.5 سم في المنطقة السينية المستقيمة وإذا كان أكبر من 8 سم في القولون الصاعد. وعادةً ما يكون القولون المستعرض أقل من 6 سم قُطْرًا.
يمكن أن يكون تضخم القولون إما حادًا أو مزمنًا. ويمكن أيضا أن يُصنَّف وِفقًا للسبب.[4]
العلامات والأعراض
تشمل العلامات والأعراض الخارجية الإمساك لمدة طويلة جدا، انتفاخ البطن وألم البطن غير المُحتمَل، وعند الفحص؛ يمكن الإحساس بكتلة صلبة من البراز. وفي تضخُّم القولون السمي: حمى، وانخفاض مستوى البوتاسيوم في الدم، وعدم انتظام دقات القلبوالصدمة. لُوحظت قرحة برازية في بعض الأحيان في تضخم القولون المزمن، والتي قد تؤدي إلى ثقب في جدار الأمعاء في حوالي 3% من الحالات، مما يؤدي إلى تعفن الدم و خطر الموت.
السبب
تضخم القولون الخِلقي
بعض الأدوية
تضخم القولون المُكتَسب، هناك العديد من الأسباب المحتملة:
يُسمَّى أيضًا مرض هيرشسبرونغ، وهو اضطراب خلقي في القولون، يحدث عند غياب الخلايا العصبية من الضفيرة العضلية المعوية في جدرانه، المعروفة أيضًا باسم خلايا العقدة. مرض هيرشسبرونغ اضطراب نادر (1:5000)، ويكون مدى انتشاره بين الذكور أربع مرات أكثر من الإناث. يتطور المرض في الجنين خلال المراحل المبكرة من الحمل. يرتبط الاستعداد الوراثي لمرض هيرشسبرونغ بكروموسوم 13 حيث تحدث طفرة مغلطة في منطقة فائقة الحفاظ تعطل وظائف مستقبلات الـ W276C. وقد ظهر ارتباط سبعة جينات أخرى بذلك. وإذا لم يُعالَج المريض يمكن أن يحدث التهاب الأمعاء.
في وسطوجنوب أمريكا، كان حدوث تضخم القولون المزمن الأكثر شيوعًا هو الذي لوحظ في حوالي 20% من المرضى المصابين بمرض شاغاس. يحدث مرض شاغاس نتيجة الكروزية المثقبية، أوالي سوطي ينتقل عن طريق البراز من حشرة بالعة الدم، بق الحشاشين، عندما تتغذى عليها. يمكن أن يكون مرض شاغاس ِمُكتسبًا أيضًا، من خلال نقل الدم أو زرع الأعضاء، ونادرًا مايحدث عن طريق الأغذية الملوثة (على سبيل المثال: عصير القصب). هناك العديد من النظريات حول كيفية تضخم القولون (و أيضًا تضخم المريء) في داء شاغاس. كان الطبيب النمساوي-البرازيليالطبيبوالطبيب الشرعي فريتز أول من اقترح الفرضية العصبية استنادًا إلى تدمير الضفيرة العصبية أورباخ في جدران الأمعاء في مرضى شاغاس. يؤدي تدمير الجهاز العصبي اللاإرادي إلى فقدان الانقباض الطبيعي للعضلات الملساء وبالتالي التمدد التدريجي للجدار لاحقًا. أثبتت أبحاثه مايلي، عن طريق تحديد عدد الخلايا العصبية في الجهاز العصبي اللاإرادي في الضفيرة العصبية أورباخ:
انخفض عدد الخلايا العصبية بشدة في جميع أنحاء الجهاز الهضمي.
ظهر تضخم القولون فقط عندما كان هناك انخفاض أكثر من 80٪ في عدد الخلايا العصبية
ظهرت هذه الأمراض نتيجة لاختلال السيطرة العصبية المتكاملة على التمعج (انقباض العضلات الحلقي) في تلك الأجزاء والذي يكون ضروريًا بقوة للحث على القيام بالبلعة المعوية من البراز.
يبدو أن تضخم القولون مجهول السبب وتضخم القولون نتيجة داء شاغاس لديهم نفس السبب، أي تدمير الضفيرة العضلية المعوية. لكن لم يتم بعد تحديد لماذا تسبب الكروزية المثقبية تدميرها. وهناك أدلة على وجود أعصاب محددة، فضلًا عن رد فعل نظام المناعة غير المنضبط.
التشخيص
يتحقق التشخيص بشكل أساسي عن طريق التصوير الشعاعي العادي والمتباين والتصوير بالموجات فوق الصوتية. تفيد دراسة علامات عبور القولون في التمييز بين جمود القولون وأسباب الإعاقة الوظيفية للمَنفذ. في هذا الاختبار، يبتلع المريض بلعة قابلة للذوبان في الماء ويتم الحصول على الأفلام في وقت لاحق بعد يوم و3 و5 أيام. يُظهر المرضى الذين يعانون من جمود القولون علامة انتشار في جميع أنحاء الأمعاء الغليظة، في حين يُظهر المرضى الذين يعانون من انسداد المنفذ تراكمات بطيئة للعلامات في بعض الأماكن. ويمكن أيضًا أن يُستخدم تنظير القولون لاستبعاد الأسباب المُعيقة الميكانيكية. قد يساعد قياس الضغط الشرجي على تمييز الأشكال المُكتسبة من الخِلقية. يُنصَح بأخذ خزعة من المستقيم لإجراء التشخيص النهائي لتضخم القولون الخِلقي.
العلاج
وتشمل العلاجات الممكنة:
في الحالات المستقرة، يكون استخدام الملينات، وكذلك التعديلات في النظام الغذائي وعادات التبرز فعالًا.
يُستخدم الكورتيزون وغيره من الأدوية المضادة للالتهابات في تضخم القولون السمي.
منع انحشار البراز وتخفيف الضغط باستخدام أنابيب شرجية وأنابيب أنفية معدية.
عندما يتأزم تضخم القولون وتفشل الإجراءات التحفظية في استعادة العبور، قد يكون من اللازم إجراء عملية جراحية.
يمكن أيضًا استخدام بيثانيكول لعلاج تضخم القولون عن طريق عمله الكوليني المباشر وتحفيزه للمستقبلات المسكارينية مما يؤدي إلى إحداث تأثير مماثل للجهاز العصبي اللاودي.
هناك العديد من الطرق الجراحية لعلاج تضخم القولون، مثل استئصال القولون (إزالة القولون بأكمله) مع مفاغرة لفائفية مستقيمية (ربط القطاعات المتبقية من اللفائفي والمستقيم)، أو استئصال المستقيم والقولون الكلي (إزالة القولون، والسيني والمستقيم)، يليه فغر اللفائفي أو يليه مفاغرة لفائفية شرجية.
تتضمَّن هذه المقالة معلوماتٍ طبَّيةٍ عامَّة، وهي ليست بالضرورة مكتوبةً بواسطة متخصِّصٍ وقد تحتاج إلى مراجعة. لا تقدِّم المقالة أي استشاراتٍ أو وصفات طبَّية، ولا تغني عن الاستعانة بطبيبٍ أو مختص. لا تتحمل ويكيبيديا و/أو المساهمون فيها مسؤولية أيّ تصرُّفٍ من القارئ أو عواقب استخدام المعلومات الواردة هنا. للمزيد طالع هذه الصفحة.