تركستان الشرقية، (بالأويغورية: شەرقىي تۈركىستان) تُعرف أيضًا باسم إيغورستان، مصطلح يحمل العديد من المعاني المختلفة تِبعًا لاختلاف السياق السياسي والاستخدام. من ناحية تاريخية، في القرن التاسع عشر صكّ المؤرخون الروس الدارسون للثقافة التركية، مثل نيكيتا بيشورين، المصطلحَ بديلًا عن المصطلح الغربي تركستان الصينية، الذي كان يُشير إلى حوض تاريم الواقع في الجزء الجنوبي الغربي من مقاطعة سنجان خلال فترة حكم سلالة تشينغ. يُذكر أنّ السكان المحليين في المنطقة بكاملها أو في الصين لم يستخدموا مصطلح «تركستان» ذي الأصل الفارسي من القرون الوسطى أو إحدى اشتقاقاته، ومنذ عهد سلالة هان الحاكمة أطلقت الصين تسميتها الخاصة «الأقاليم الغربية» على تلك المنطقة المتداخلة، ومنذ القرن الثامن عشر، أُطلق اسم سنجان على الأجزاء التي سيطرت عليها الصين. أما تسمية الإيغور الخاصة لحوض تاريم هي «ألتي شهر»، والتي تعني «المُدن الستّ» بلغة الإيغور.
ابتداءً من القرن العشرين، راح الانفصاليون الإيغور ومناصروهم يستخدمون مصطلح تركستان الشرقية (أو إيغورستان) كتسميةٍ تدلّ على كامل مقاطعة سنجان، أو كاسمٍ للدولة المستقبلية المستقلّة في إقليم سنجان المعاصر الإيغوري ذي الحكم الذاتي (ومدينة أورومتشي عاصمة مفترضة لها). ويرفض الإيغور تسمية سانج (التي تعني «الحدود الجديدة» باللغة الصينية) بسبب وجهة النظر الصينية التي يعكسها الاسم، ويفضّلون تسمية تركستان الشرقية كونها تشدّد على ارتباطهم بالمجموعات الناطقة باللغة التركية غربًا. على كل حال، حتى في الكتابات ذات النزعة القومية، تُحافظ تسمية تركستان الشرقية على معناها القديم الضيّق جغرافيّاً. في الصين، يحمل المصطلح دلالات سلبية بسبب ارتباطه بالكولونيالية الأوروبية والاستخدام المعاصر مِن قبل الجماعات الانفصالية المسلحة في الإقليم. لهذه الأسباب تشجّع الحكومة الصينية على التخلي عن هذه التسمية.
تركستان الشرقية هي دولة عضو مؤسسة لمنظمة الأمم والشعوب غير الممثلة، والتي تأسست في العام 1991.[2]
الاستخدام المعاصر
يرتبط مصطح تركستان الشرقية ارتباطًا متشعّبًا بالسياسة.[3] بشكل عام، فجميع أسماء المناطق الجغرافية في وسط آسيا، لا تعكس صورةً دقيقةً عن التنوّع العرقي في المنطقة،[4] بالرغم من أن حدودها وضمّها إلى مقاطعة سنجان ما تزال موضع نزاع مفتوح. وهكذا تظهر طبيعة الخلاف على تاريخ سنجان بين كلّ من الحكومة الصينية والانفصاليين الإيغور، فطالبو الاستقلال من الإيغور يرفضون التسمية الرسمية والشائعة للمقاطعة «سنجان ذاتية الحُكم» (مثلها مثل التسمية المقابلة لها في اللغة الإيغورية، شينيانج، وهي لفظ دخيل). بينما يحافظ مصطلح «تركستان الشرقية» ذو الأصل الروسي يحافظ على الارتباط بتركستان الغربية، أو دول وسط آسيا المستقلة حاليّاً والتي كانت جزءًا من الاتحاد السوفييتي السابق.[5] ورغم ذلك، لا تقبل العديد من تلك الدول تسمية تركستان؛ فعلى سبيل المثال، يشعر شعب دولة طاجكستان الناطق باللغة الفارسية بالارتباط أكثر بإيران وأفغانستان. بالنسبة للانفصاليين الإيغور،[6][7] فـ«تركستان الشرقية» لها نفس حدود مقاطعة سنجان، أو الدولة المستقلة التي يطمحون لتأسيسها في مقاطعة سنجان.[8] يحاجج مناصرو استخدام مصطلح تركستان الشرقية أن الاسم «سنجان» يعكس الغطرسة الصينية، لأنه في حال النظر للاسم بحرفيّته في اللغة الصينية، فهو يعني «الأراضي الجديدة». دعى بعض الباحثون الصينيون إلى تغيير اسم الإقليم، أو إلى العودة لاستخدام الاسم القديم «تشيو» (الذي يعني الأقاليم الغربية)، متذرّعين بأن تسمية «سنجان» (الأراضي الجديدة) قد تُعطي الانطباع أن الإقليم مكتسبٌ حديثًا في الصين.[9] من جهة أخرى، دافع باحثون صينيون آخرون عن الاسم، وذكروا أن مملكة تشينغ هي مَن استولى على مقاطعة سنجان وأطلقت عليها هذه التسمية.
في الاستخدام المعاصر بين الانفصاليين الإيغور، تسمية «إيغورستان» والتي تعني «بلاد الإيغور»[10] هي مرادفٌ لمقاطعة سنجان أو ستكون اسم الدولة المحتملة في الإقليم، مثل تركستان الشرقية.[11][12] ليس ثمة إجماع بين الانفصاليين فيما إذا يجب استخدام «تركستان الشرقية» أو «إيغورستان»؛ فمن ناحية تاريخية، لتسمية «تركستان الشرقية» مزية كونها اسم كيانين تاريخيين في المنطقة، بينما تتماشى تسمية «إيغورستان» مع الأفكار المعاصرة بخصوص حق تقرير المصير الإثني. تحمل إيغورستان كذلك تركيزًا مختلفًا كونها تستثني العديد من الشعوب في سنجان وليس فقط قوميّة الهان الصينية، ومع ذلك تبقى حركة «تركستان الشرقية» ظاهرةً إيغوريّة.[13] على سبيل المثال، تستثني الحركة شعب الكازاخ وقومية الهوي المسلمة مثلهم مثل الإيغور الذين يقطنون في مناطق المقاطعات الشرقية في الصين. تتجلى مشاعر حركة الانفصال على أشدّها في مجموعات الإيغور في المهجَر، والذين يمارسون ما يُطلق عليه «الانفصال السيبراني»، مشجّعين على استخدام مصطلح «تركستان الشرقية»[14] في مواقعهم على الإنترنت وفي كتاباتهم الأدبية. تاريخيّاً، كانت تسمية «إيغورستان» تُشير إلى منطقة الواحة الشمالية الشرقية «هامي-توربان». لم تعُد تُستخدم تسمية «تركستان الصينية» اليوم رغم كونها تاريخياً مرادفة لتركستان الشرقية؛ يرفضها الانفصاليون الإيغور لذكر «الصينية» فيها، وترفضها الصين لذكر «تركستان» فيها.[15]
في الصين تدلّ جميع تسميات «تركستان الشرقية»، و«إيغورستان»، وحتى تسمية «تركستان» وحدها، تدلّ على أثر الإمبريالية الغربية وجمهوريات تركستان الشرقية، والجماعات الانفصالية المسلّحة المعاصرة، مثل الحزب الإسلامي التركستاني. تعتبر الحكومة الصينية العنف الذي تتسبّب به الجماعات الانفصالية المختلفة، مثل الحزب الإسلامي التركستاني، ومنظمة تحرير تركستان الشرقية، على أنه قادمٌ من عناصر تركستان الشرقية. اعترضت البعثات الدبلوماسية الصينية على استخدام تسمية «تركستان الشرقية»، إذ تعتبر هذه التسمية ذات طابع سياسي ولم تعد صحيحة جغرافيّاً أو تاريخيّاً، وأن استخدامها يمثّل «استفزازًا» للسيادة الصين. تتعدّد التعريفات التاريخية لمصطلح «تركستان الشرقية» ومع ذلك تبقى غامضة، وهو الأمر الذي يُثبت أن المنطقة التي تُسمّى الآن سنجان لم تكن منطقةً واحدةً جغرافيّاً أو ديموغرافيّاً، بصرف النظر عن موقف الإدارة الصينية.[16]
انتهاكات حقوق الإنسان
تمارس الصين على إقليم تركستان الشرقية ذو الغالبية المسلمة انتهاكات حقوق إنسان، وتُتَّهم بمحاولة القضاء على الهوية الثقافية والدينية لمسلمي تركستان الشرقية، ووضع قيود صارمة على ممارسة الشعائر الدينية واللغة والعادات والتقاليد، وهدم المساجد والمواقع المقدسة، وكذلك الاعتقالات القسرية.[17]
تاريخ المصطلح
المصطلحات المبكرة
في الصين، كانت تسمية الأقاليم الغربية تُشير إلى المناطق الواقعة غرب ممرّ يومِن، وبشكل أكثر تحديدًا حوض باسين في سنجان التي خضعت لحُكم سلالة هان منذ العام 60 قبل الميلاد. منذ عهد سلالة هان، اضطرت الحكومات الصينية المتعاقبة للتعامل مع قضية الحركات الانفصالية وحركات التمرّد المحليّة التي خاضتها مختلف شعوب المنطقة. على أي حال، حتى عندما لم تكن منطقة سنجان خاضعةً للسيطرة السياسية الصينية،[18] فقد نشأت بين سنجان والصين علاقات وثيقة ميّزتها عن الدول المستقلة الناطقة باللغة التركية في وسط آسيا. وحّد شعب الغوكتورك الشعوب الناطقة بالتركية وأسسوا إمبراطورية شاسعة، انقسمت فيما بعد إلى خاقانات متعددة؛ ورثت خاقانية توجو الغربية السيطرة على مقاطعة سانج، ولكنها أصبحت جزءًا من الصين في عهد سلالة تانغ حتى القرن التاسع الميلادي. على أي حال، فالتسميات التي أطلقت على توجو الغربية وتوجو الغربية ليس لها علاقة تُذكر بتسميات تركستان الغربية والشرقية. حدّد الجغرافيّون العرب «تركستان» والتي تعني «أرض الترك» حدّدوها في القرنين التاسع والعاشر للميلاد على أنها المناطق الواقعة شمال شرق نهر سيحون. بالنسبة لهؤلاء الكتّاب العرب، كان الأتراك هم البدو الناطقون باللغة التركية وليس سكان الواحات المُقيمين من الناطقين باللغة الفارسية. وفقًا للموقف الرسمي الصيني، ونظرًا لموجات الهجرة المتتالية والاضطرابات السياسية التي تبِعت سقوط اتحاد الغوكتورك والغزو المغولي، فتسمية «تركستان» لم تعد تصلُح كوصف جغرافي، ولذا وجب التوقف عن استخدامها.[19]
خلال القرن السادس الميلادي، أتمّت خانية جغتاي أسلمة وتتريك شعوب منطقة سنجان الغربية والمناطق المحيطة بها، المعروفة باسم مغولستان، في حين احتفظت مملكة سلالة مينغ الصينية بالسيطرة على المناطق الشرقية. بعد سقوط سلالة مينغ، أسست مجموعة مغولية غربية نظام حكم في «طارطاريا الصينية» كما كانت تُعرف أحيانًا، أو في شرق سنجان، وتوسّعت جنوبًا إلى القسم الجنوبي من مقاطعة سنجان. في العام 1755،[10] هزمت مملكة تشينغ خانية زونغار واستولت على منطقتين في سنجان. كانت المنطقة الشمالية التي سكن فيها الزونغاريون تسمّى جونغاريا، في حين أن المناطق الجنوبية التي سيطر عليها الزونغاريون، كانت تُدعى هوتشانغ (والتي تعني باللغة الصينية، «أرض المسلمين»)، أو آلتي شهر. كان المصطلح «سنجان» وحتى تلك الفترة التاريخية يُشير إلى جميع الأراضي التي سيطرت عليها مملكة تشينغ حديثًا، ثم راح يتغيّر معناه في بلاط مملكة تشينغ ليُشير بشكلٍ حصريّ إلى جونغاريا وآلتي شهر سويّاً. في العام 1764، جعل الإمبراطور تشيان لونغ تسمية سنجان هذه اسمًا جغرافيّاً رسميّاً، وأصدر بذلك أمرًا إمبراطوريّاً يحدّد فيه سنجان «كمنطقة إدارية إقليمية». بعد أن قضى الجنرال تسو على تمرد دونجان في العام 1882، أُعيد تنظيم سنجان رسميّاً لتصبح مقاطعةً، وتمّت إشاعة الاسم سنجان في الوثائق المكتوبة، بدلًا عن الاسم التاريخي «تشيو».[9]
في نفس الوقت الذي كان فيه الصينيّون يعملون على توطيد سيطرتهم في سنجان، كان المستكشفون البريطانيون والروس يستطلعون منطقة وسط آسيا، ويضعون الخرائط لها، ويصفونها خلال عملية التنافس على التوسّع الاستعماري التي كانت دائرة فيما بينهم. قدّم العديد من الباحثون الروس المؤثّرون تسمياتٍ جديدةً للمناطق التي استكشفوها، ومثال ذلك ما قام به المستكشف الروسي تيموفسكي في العام 1805 من إعادة إحياءٍ لمصطلح «تركستان» ليُشير به إلى آسيا الوسطى، و«تركستان الشرقية» للإشارة إلى حوض تاريم إلى الشرق من آسيا الوسطى في جنوب سنجان؛ أو ما قام به عالِم الصينيّات نيكيتا بيشرون في العام 1829 عندما اقترح استخدام مصطلح «تركستان الشرقية» بديلًا عن «تركستان الصينية» للإشارة إلى المنطقة الواقعة إلى الشرق من بخارى. فكّرت الإمبراطورية الروسية مليّاً في التوسّع في سنجان،[19] والتي أطلقت عليها تسمية «بخارى الصغرى» بشكل غير رسمي. بين الأعوام 1851 و1881، احتلّت روسيا وادي إيلي في سنجان، وراحت تفاوض مملكة تشينغ بخصوص التبادل التجاري ومنحها حقوق الاستيطان للروس في المنطقة. بصرف النظر عن التسميات التي أطلقها الروس، لم يكن السكان الأصليون في آسيا الوسطى يستخدمون مصطلح «تركستان» للدلالة على مناطق سكناهم.[20]
بعد سلسلة من ضم الأراضي في وسط آسيا، رسّخت روسيا مكتسباتها في منطقة غرب جبال بامير تحت اسم محافطة تركستان، أو «تركستان الروسية» في العام 1867. في هذا الوقت، بدأ الكتاب الغربيّون يميّزون بين تركستان الروسية وتركستان الصينية. رغم إقرار الأجانب بأن سنجان كانت حكومةً صينية، ووجود أسماء صينية للمنطقة، فقد فضّل بعض الرحّالة استخدام «الأسماء التي أبرزت السمات التركية، أو الإسلامية، أو الآسيوية الوسطى، أي السمات غير الصينية». أما بالنسبة للرحّالة البريطانيين والكتابات الإنجليزية في ذلك الوقت، فلم يكن ثمة إجماعٍ على تسمية واحدة لسنجان؛ واستُخدمت أكثر من تسمية لتُشير بشكل متبادل إلى نفس المعنى: تركستان الصينية، تركستان الشرقية، وسط آسيا الصينية، سيرينديا، وسنكيانغ.[21] حتى القرن العشرين، اعتاد السكان الأصليون أن يستخدموا لمدنهم وواحاتهم أسماء تعكس «تصوّرًا ذاتيّاً لمناطقهم»، وكانت هذه الأسماء تتسع وتنكمش حسب الحاجة، مثل كاشغاريا من كاشغار لتعني سنجان الجنوبية الغربية. أشارت تسميات «آلت شهر» أو «المدن الستّ» مجتمعةً إلى ستّ مدنٍ غير محددة بدقّة في جنوب جبال تيان شان.[13]
بدايات القرن العشرين
في العام 1912، أطاحت ثورة جمهورية بحُكم سلالة تشينغ وأسست جمهورية الصين. مع فرار يوان داهوا آخر ملوك تشينغ من سنجان، تسلّم أحد معاونيه، يانغ زينغشين، مقاليد الحكم في المقاطعة وألحقها اسميّاً بجمهورية الصين في مارس من العام نفسه. في العام 1921، وضع الاتحاد السوفييتي تعريفًا رسميّاً للإيغور على أنهم شعوب مستقرة ناطقة باللغة التركية من تركستان الصينية، وذلك تبعًا لسياسة الاتحاد السوفييتي في بناء الدول في وسط آسيا. في بدايات الثلاثينيات من القرن العشرين، هبّت عبر أرجاء سنجان عدة حركات تمرّد ضد حكم خليفة يانغ، جين شورين، وعادةً ما كان قادتها من المسلمين الصينيّين.[19] أصبحت «تركستان الشرقية» لواءً ينضوي تحته الشعوب الناطقة باللغة التركية والتي تدين بالإسلام للثورة على السلطات الصينية.[22] في 12 نوفمبر 1933، أعلن الانفصاليون الإيغور قيام جمهورية تركستان الشرقية من طرفٍ واحد، مصرّين على استخدام تسمية «تركستان الشرقية» للتأكيد على انفصالهم عن الصين وعلى توجّههم المعادي لها، ولكن الجمهورية الوليدة كانت قصيرة الأجل. منحت تجربة جمهورية تركستان الشرقية الحياةَ للمصطلح الجغرافي تركستان الشرقية، إلا أنها هُزمت سريعًا أمام أمير الحرب الصيني شينغ شيكاي الذي حكم سنجان لعقدٍ كامل بعد العام 1934 بدعمٍ وثيق من الاتحاد السوفييتي.[20]
في نهاية المطاف على كل حال، استغل الاتحاد السوفييتي الانتقال الحاصل في السلطة من شينغ إلى مسؤولي الحزب القومي الصيني (الكومينتانغ) لإنشاء جمهورية دمية تحت اسم تركستان الشرقية الثانية (1944-1949)، في مقاطعة كازاخ ذات الحكم الذاتي وذلك لاستغلال ثرواتها المعدنية، وبرر هذه الحركة فيما بعد على أنها حركة تحرر وطنية ضد نظام الحزب القومي الصيني «الرجعي».[23] نتيجةً لإجراءات البرامج والسياسات المعادية لشعب الهان الصيني وإقصاء «الوثنيين» أو «غير المسلمين» من الحكومة الانفصالية، مثّل قادة الحزب القومي الصيني المستقرين في أورومتشي مثّلوا جاذبيّةً ارتبطت بالتاريخ الصيني الطويل في المنطقة لتبرير سيطرتهم على سنجان. ردّاً على ذلك، أنتج المؤرخون السوفييت سجلات تأريخية تعديليّة لمساعدة جمهورية تركستان الشرقية على تبرير دعاويها بأحقية السيادة في الإقليم، كان منها عبارات على شاكلة «إن الإيغور هم أقدم شعب تركي»[5] قدّم إسهاماتٍ في الحضارة البشرية. بشكلٍ تقليدي، فقد اعتبر الباحثون سنجان «وسطًا ثقافيّاً راكدًا» مقارنةً بدول وسط آسيا خلال العصر الذهبي للإسلام. تحت تأثير إعجابهم الشديد بالحكومة الانفصالية، نشر الدبلوماسيون الأمريكان والبريطانيون كتاباتهم الخاصة بتأريخ المنطقة. يستند القوميون الإيغور المعاصرون فيما ينشرونه من كتابات اليوم على التأريخ السوفييتي الذي كُتب خصيصًا خلال دعمه لجمهورية تركستان الشرقية.[5]
أواخر القرن العشرين
مع نهاية الحرب الأهلية الصينية في العام 1949، ونظرًا لحالة سنجان المقسّمة بين قوات الحزب القومي الصيني وانفصاليّي جمهورية تركستان الشرقية،[24] أقنعت القيادة الشيوعية الصينية كِلا الحكومتَين بالاستسلام وقبول الانضواء تحت حكومة جمهورية الصين الشعبية، وفاوضتهم على تأسيس الحكومات الإقليمية الشيوعية في ينينج وديهوا. في 1 أكتوبر 1955، أطلق زعيم جمهورية الصين الشعبية، ماوتسي تونغ، على سنجان تسمية «منطقة الإيغور ذاتية الحكم»،[25] الأمر الذي أدى إلى خلق هوية إيغورية مرتبطة بالمنطقة المعنيّة حلّت محلّ الهويات الإيغورية التقليدية المحليّة أو القائمة على مناطق سكنهم. رغم أن الاتحاد السوفييتي في البداية سعى لحظر المنشورات التاريخية التي أنجزتها برامج الدراسات دعمًا لرواية الإيغور التاريخية، فقد أحيا برنامج دراسات الإيغور بعد الخلاف السوفييتي- الصيني في الستينيات من القرن العشرين كجزء من حربه الأيديولوجية ضد الصين.[26] أُشهِر مصطلح «تركستان الشرقية» في الأعمال الأكاديمية، ولكن على نحوٍ غير متّسق، فقد استُخدم مصطلح «تركستان الشرقية» للإشارة إلى منطقة ضمن سنجان تقع جنوب جبال تيان شان، مطابِقة لمنطقة حوض تريام؛ في حين أن المناطق الواقعة شمال جبال تريام كانت تُسمى جونغاريا أو زونغاريا.[27]
خلال النزاع الصيني-السوفييتي، حاجج المؤرخ الإيغوري تورسون رحيموف لصالح الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي في كتابه المعنون «مصير الشعوب غير الصينية في جمهورية الصين الشعبية» في العام 1981، حاجج أن «كلّاً مِن تركستان الشرقية وجونغاريا تعرّضتا للغزو الصيني وغُيّر اسمُهما على إثره إلى سنجان».[28] من حين لآخر استخدم رحيموف مصطلحيّ تركستان الشرقية وجنغاريا بشكل متبادل. في الوقت ذاته، وخلال الثورة الثقافية الصينية وكجزء من الحملات الدعائية الثورية ضد القوميّات المحليّة، ربطت الحكومة بين مصطلح تركستان الشرقية والنزعة الانفصالية لدى الإيغور و«العناصر الأجنبية المعادية»، وحظرت استخدامه. يذكر المؤرخ القومي الإيغوري تورغون ألماس في كتابه «الإيغور» أن الروايات التاريخية التي يستند إليها القوميون الإيغور كان السوفييت قد حشدوها لتدعيم مواقفهم التاريخية «على أساس متين» في الأعمال السوفييتية للدراسات التركية، وأنها كانت متأثرة تأثرًا شديدًا بانحيازات المؤرخين السوفييت الذين كتبوا بعضها جزئيّاً. فرّخ التأريخ السوفييتي إصدارات التاريخ الإيغوري الموجودة في كتاب الإيغور. زعم المؤرخ ألماس أن وسط آسيا كانت «موطن الإيغور الأصلي» وأنها كانت «المهد التاريخي الذهبي للحضارة العالمية». أدت الاتجاهات العالمية الناجمة عن تفكّك الاتحاد السوفييتي في تسعينيات القرن العشرين، وصعود الإسلاموية عالميّاً،[29][30] والميول القومية التركية، أدت إلى إحياء المشاعر الانفصالية في سنجان وسببت موجةً من العنف السياسي الذي شهد مقتل 162 شخصًا بين الأعوام 1990 و2001. في العام 2001 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، رفعت حكومة الصين الحظر عن استخدام الإعلام الرسمي لمصطلح «إيغورستان» أو «تركستان الشرقية»،[31] وذلك في إطار انفتاحها على العالم بخصوص العنف السياسي في سنجان وفي نداء للمجتمع الدولي للمساعدة في ردع إرهابيي تركستان الشرقية.[19]
في 29 فبراير 2017، أعلنت حكومة مقاطعة جيرا في ولاية خوتان، بسنجان الصينية أنها ستدفع مكافأة مالية لكل مَن يبلّغ عن أولئك الذين يضعون شعار النجمة والهلال على ملابسهم أو أشيائهم الشخصية، أو مَن توجد كلمات «تركستان الشرقية» على حافظات هواتفهم، أو حقائبهم، أو مجوهراتهم.[32]
^ ابجBellér-Hann, Ildikó (2007). Situating the Uyghurs between China and Central Asia. Ashgate Publishing. ص. 4–5, 32–40.
^Sheridan، Michael (27 يوليو 2008). "Islamist bombers target Olympics". London: الصنداي تايمز. مؤرشف من الأصل في 2019-12-23. اطلع عليه بتاريخ 2011-02-05. The group may be allied with the East Turkestan Islamic Movement – designated a terrorist organisation by the US, China and several other countries – which seeks independence for the Muslim Uighur people of China's far west province of Xinjiang, which Uighur separatists call East Turkestan.{{استشهاد بخبر}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
^ ابRahman، Anwar (2005). Sinicization Beyond the Great Wall: China's Xinjiang Uighur Autonomous Region. Troubador Publishing Ltd. ص. 20–26.
^ ابVan Wie Davis, Elizabeth (يناير 2008). "Uyghur Muslim Ethnic Separatism in Xinjiang, China". Asia-Pacific Center for Security Studies. مؤرشف من الأصل في 2019-11-16. The desired outcome by groups that use violence is, broadly speaking, a separate Uyghur state, called either Uyghuristan or Eastern Turkistan, which lays claim to a large part of China.... The largest [Muslim] group, the Hui who have blended fairly well into Chinese society, regard some Uyghurs as unpatriotic separatists who give other Chinese Muslims a bad name.... China's official statement on "East Turkestan terrorists" published in January 2002 listed several groups allegedly responsible for violence
^Meyer، Karl Ernest؛ Brysac, Shareen Blair (2006). Tournament of Shadows: The Great Game and the Race for Empire in Central Asia. بيزيك بوكس[لغات أخرى]. ص. 347. Stein repeatedly crossed 18,000-foot passes, settling down to work in the deserts of Chinese Turkestan. It took 182 packing cases to hold the finds of his third expedition (1913-16) to the region he preferred calling Serindia, from the Greek word for China, Seres, meaning silkworm.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
^"Sinkiang: Land at the Back of Nowhere". LIFE. ج. 15 ع. 24: 95–103. ديسمبر 1943. The Chinese rule Sinkiang. Every now and then (1970, 1932) they have to contend with a rebellion of the Moslem masses, usually led by Chinese-speaking Moslems.
^"none". Canadian Slavonic Papers. Canadian Association of Slavists. ج. 17: 352. 1975. [Tursun Rakhimov] is not only the author and editor of a number of Uighur linguistic studies, but also an expert on articles about the persecution of the national minorities in the PRC. One may say that this 'personal union' of the Uighur scholar and the Soviet propagandist once more illustrates the intense interdependence of the status of the Soviet Uighurs and their role in Soviet Policy.
^Hughes، William (1892). A Class-Book of Modern Geography. G. Philip & son. ص. 238. Zungaria includes the wild and desolate region between the Thian-Shan and the Altai Mountains, and is bounded by Eastern Turkestan on the south, and by Russian Central Asia on the west.
^Covarrubias، Jack؛ Lansford، Tom (2007). Strategic Interests in the Middle East: Opposition and Support for US Foreign Policy. Ashgate Publishing. ص. 91.
^Roy، Olivier (2005). Turkey Today: A European Country?. Anthem Press. ص. 20.
^Joshua Lipes, Jilil Kashgary (4 أبريل 2017). "Xinjiang Police Search Uyghur Homes For 'Illegal Items'". إذاعة آسيا الحرة. ترجمة: Mamatjan Juma. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16. اطلع عليه بتاريخ 2019-12-16. A second announcement, issued Feb. 28 by the Chira (Cele) county government, said those who report individuals for having "stitched the 'star and crescent moon' insignia on their clothing or personal items" or the words "East Turkestan"—referring to the name of a short-lived Uyghur republic—on their mobile phone case, purse or other jewelry, were also eligible for cash payments.
Georgian Orthodox monastery in Gurjaani, Georgia This article has an unclear citation style. The references used may be made clearer with a different or consistent style of citation and footnoting. (September 2021) (Learn how and when to remove this template message) Vachnadziani monasteryVachnadziani monastery, SWReligionAffiliationGeorgian Orthodox ChurchLocationLocation Gurjaani Municipality, GeorgiaShown within KakhetiShow map of KakhetiVachnadziani monastery (Georgia)Show map of GeorgiaG...
Confederación Perú-Boliviana Confederación 1836-1839BanderaEscudo Lema: Firme por la Unión Himno: Himno Nacional del Perú (de facto)noicon¿Problemas al reproducir este archivo? Mapa de la Confederación Perú-BolivianaCapital TacnaEntidad ConfederaciónIdioma oficial Español • Otros idiomas Quechua, aimara y otras lenguas de pueblos originariosSuperficie • Total 2 917 000 km²Gentilicio confederado/a perú-boliviano/a peruviano/aReligión CatolicismoMoned...
Alexi Vergara Q. Información personalNombre completo Alexi Emannuelle Vergara QuezadaNacimiento 27 de agosto de 1987 (36 años) Santiago, ChileResidencia Lo PradoNacionalidad ChileCiudadanía ChilenoFamiliaPadres Alexi Benedicto Vergara Escobar Dorila Marianela Quezada GuajardoCónyuge Brenda Palma (2021-presente)EducaciónEducación Licenciado en Comunicación Social, Periodismo.Educado en Universidad Academia de Humanismo CristianoInformación profesionalOcupación Asistente de la edu...
Salah satu bangunan hunian apartemen di Jalan Puri Indah Raya, The Royal Site Tower St. Moritz Apartement. Jalan Puri Indah Raya adalah salah satu jalan di Jakarta. Jalan ini adalah jalan utama di kawasan Puri Indah. Jalan ini melintang sepanjang 2,6 kilometer dari Persimpangan Jalan Lingkar Luar Barat sampai Persimpangan Jalan Pesanggrahan dan Jalan Puri Kembangan (Pasar Puri Indah). Jalan ini berada di Jakarta Barat. Jalan ini melintasi kelurahan Kembangan Selatan, Kembangan, Jakarta Barat....
Tuhan digambarkan dapat berbuat apa saja karena dia omnipoten Omnipoten adalah sifat yang dikenakan kepada Tuhan yang berarti Maha Kuasa.[1] Kemahakuasaan Tuhan sehingga Dia begitu bebas dan tidak terpengaruh apa pun dan siapa pun dari luar diri-Nya sendiri.[1] Dengan sifat ini, Tuhan diandaikan punya daya kreatif yang mutlak, tidak tergantung pada semua materi yang ada sehingga Dia benar-benar tidak dapat dibatasi,[1] sedangkan manusia dan ciptaan selalu dibatasi oleh...
التهاب الجلد الألتماسي التحسسي التهاب الجلد الألتماسي التحسسيالتهاب الجلد الألتماسي التحسسي معلومات عامة الاختصاص الأمراض الجلدية (علم المناعة) من أنواع التهاب الجلد التماسي، ومرض الموقع التشريحي بشرة[1] الإدارة أدوية أليميمازين تعديل مصدري - تعديل ...
Moroccan politician Not to confuse with the Wali of Meknes Sidi Mohamed al-Hadi ben Aissa, see also Mohamed Benaissa (footballer) Mohamed BenaissaMinister of Foreign AffairsIn officeApril 1999 – 15 October 2007Preceded byAbdellatif FilaliSucceeded byTaieb Fassi FihriAmbassador of Morocco to the United StatesIn office1993 – April 1999Preceded byAbdeslam JaïdiSucceeded byvacant (1999-2002)Aziz MekouarMinister of CultureIn office1985–1992Succeeded byMohammed Allal Sinace...
Viaje apostólico del papa Francisco a México Papa Francisco en Palacio NacionalLocalizaciónPaís MéxicoLugar Ciudad de México Ecatepec San Cristóbal de Las Casas Tuxtla Gutiérrez Morelia Ciudad JuárezDatos generalesEstado finalizadaTipo Viaje apostólico[1]Ingreso GratuitoÁmbito NacionalOrganizador Eugenio Lira Rugarcía Conferencia del Episcopado Mexicano Gobierno de MéxicoHistóricoFecha 12 de febrero al 17 de febrero de 2016Fecha de fin 17 de febrero de 2016Frecuencia Úni...
French botanist and agronomist (1746–1824) Georges Louis Marie Dumont de Courset. Georges Louis Marie Dumont de Courset (16 September 1746 – 3 September 1824) was a French botanist and agronomist. Born near Boulogne, he studied in Paris and showed an aptitude for music and drawing. He joined the military when he was 17 and became a second lieutenant. Sent to the south of France, he visited the Pyrenees and caught a passion for botany. He gave up his military career and returned home to bu...
رودمدان - قرية - تقسيم إداري البلد إيران المحافظة كرمان المقاطعة عنبر أباد الناحية الناحية المركزية (مقاطعة عنبر أباد) القسم الريفي قسم أمجز الريفي (مقاطعة عنبر أباد) إحداثيات 28°36′46″N 58°03′19″E / 28.61278°N 58.05528°E / 28.61278; 58.05528 السكان التعداد السكاني 90 ن...
The New Orleans Pelicans are a professional basketball team in the National Basketball Association (NBA). The team commenced play in 2002 after the NBA granted founder George Shinn an expansion franchise to play in New Orleans. The Pelicans' establishment was unusual compared to most modern expansion teams in that New Orleans' roster was not stocked through an expansion draft. Instead, Shinn transferred the entire basketball organization (including player contracts) of his former team, the Ch...
Canadian horror film by Éric Falardeau ThanatomorphoseDirected byÉric FalardeauWritten byÉric FalardeauStarringKayden Rose, Émile Beaudry, Eryka Cantieri, Roch-Denis GagnonCinematographyBenoît LemireEdited byBenoît LemireProductioncompaniesBlack Flag Pictures, ThanatoFilmsDistributed byBounty FilmsRelease date October 2, 2012 (2012-10-02) Running time100 minutesCountryCanadaLanguageEnglish Thanatomorphose is a 2012 Canadian body horror film directed by Éric Falardeau. It...
Cet article est une ébauche concernant l’Union européenne et le droit. Vous pouvez partager vos connaissances en l’améliorant (comment ?) selon les recommandations des projets correspondants. Office européen de lutte antifraudeHistoireFondation 1999CadreSigle (en) OLAFType Service department of the European CommissionSiège Ville de BruxellesOrganisationEffectif 400 employésSite web ec.europa.eu/anti_fraudmodifier - modifier le code - modifier Wikidata L'Office européen de...
2011 novel by Annabel Pitcher First edition (publ. Orion Books)My Sister Lives On The Mantelpiece is a 2011 novel written by Annabel Pitcher. It won the 2012 Branford Boase Award,[1] and received at least 25 other award nominations.[2] Plot summary Ten-year-old Jamie Mathews moves to the Lake District from London with his 15-year-old sister Jasmine and alcoholic father after their mother has an affair and leaves them. Jasmine's twin sister, Rose, was killed on September 9 in t...
South Korean actress In this Korean name, the family name is Moon. Moon Chae-wonMoon in 2018Born (1986-11-13) November 13, 1986 (age 37)Daegu, South KoreaOccupationActressYears active2007–presentAgentYNK Entertainment by IOK CompanyKorean nameHangul문채원Hanja文彩元Revised RomanizationMun Chae-wonMcCune–ReischauerMun Ch'aewŏn Moon Chae-won (Korean: 문채원; born November 13, 1986) is a South Korean actress. Moon first attracted attention in 2008 in her supporti...
Norwegian Skating AssociationFormation27 February 1893TypeSports associationHeadquartersOslo, NorwayMembership 7,000Official language NorwegianPresidentMona AdolfsenWebsitewww.skoyteforbundet.no The Norwegian Skating Association (Norwegian: Norges Skøyteforbund, NSF) is the main skating authoritative body in Norway. It oversees speed skating, figure skating, short track speed skating on ice, and more recently inline and roller skating. The Norwegian Skating Association was founded on 27 Febr...
Map of the Northwest Shelf Transition The Northwest Shelf Transition, also known as Bonaparte Coast,[1] is a biogeographic region of Australia's continental shelf. It adjoins the Kimberley region of Western Australia and the adjacent coast of the Northern Territory. Geography The Northwest Shelf Transition includes the coastal waters and continental shelf of northeastern Western Australia and the northwestern Northern Territory, between Cape Leveque and the Tiwi Islands. It has an are...