تأسست بعثة الناتو التدريبية في العراق في العام 2004 بناءً على طلب من الحكومة العراقية المؤقتة وفقًا لأحكام قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1546. تَمثّل هدف بعثة الناتو التدريبية في العراق في المساعدة على تطوير الهياكل والمؤسسات التدريبية لقوات الأمن العراقية كي يتمكن العراق من بناء قوة أمنية فعالة ومستدامة تلبي احتياجات الدولة. لم تكن بعثة الناتو التدريبية في العراق مهمةً قتالية، إنما كانت بعثة متميزة، تحت الإشراف السياسي لمجلس شمال الأطلسي التابع لحلف الناتو. انصبّ تركيزها العملياتي على التدريب والتوجيه. نُسّقت أنشطة البعثة مع السلطات العراقية ونائب القائد العام للتدريب والاستشارات للقوات الأمريكية في العراق، والذي كان أيضًا قائد بعثة الناتو التدريبية في العراق. انتهت مهمات البعثة في ديسمبر 2011.[1]
قدّمت بعثة الناتو التدريبية في العراق الدعم في التدريب، والاستشارات، والتوجيه من خلال ثلاثة مسارات رئيسية لأنشطتها:
تمثّل التحدي الذي واجته بعثة الناتو التدريبية في العراق في الانتقال من دورها في تقديم التدريب إلى تقديم الاستشارة للمدربين، وفي النهاية بناء قدرة العراق المستقلة على تنظيم وإدارة تدريب قوات الأمن باعتبارها جزءًا من علاقة استراتيجية أوسع مع حلف الناتو. كان العام 2010 عامًا مهمًا في تاريخ العراق، إذ واصلت الولايات المتحدة سحب قواتها القتالية، واضطلعت القوات المسلحة العراقية ووزارة الداخلية العراقية بالمزيد من المسؤوليات الأمنية. وخلال الفترة الانتقالية، تركزت الأنشطة الرئيسية للبعثة على توحيد معايير تعليم وتدريب الضباط العراقيين، وتدريب الشرطة الفيدرالية العراقية، ومساعدة مديرية أمن الحدود.
من خلال أنشطتها، ساعدت بعثة الناتو التدريبية في العراق على تمهيد الطريق لعلاقة طويلة الأمد بين قوات التحالف والعراق ضمن إطار تعاون منظم.
عملت بعثة الناتو التدريبية في العراق ضمن أربع مناطق مختلفة في مسرح العمليات:
أسهمت 23 دولة عضو في حلف الناتو ودولة شريكة لحلف الناتو أسهمت بشكل مباشر في جهود التدريب من خلال توفير الأفراد، أو التمويل، أو التبرع بالمعدات. تمثّل حضور بعثة الناتو التدريبية في العراق في قوة تكتيكية صغيرة تألّفت من 170 فردًا تقريبًا من حلف الناتو / منظمة الشراكة من أجل السلام، يمثلون 13 دولة عضوًا في الحلف (بتقديرات أغسطس 2010).[2]