الغنية لطالبي طريق الحق، كتاب للإمام عبد القادر الجيلاني.
يقع في ثلاث مجلدات، ذكر فيه ثلاثة علوم، فابتدأ بالفقه في باب العبادات ثم العقائد والفرق الإسلامية، ثم الأخلاق والآداب الإسلامية والمواعظ الحسنة (التصوف)، نشرة عدة نشرات تجارية ونشر محققا أيضا ولكن أهم تحقيق له هو ما قام بتحقيقه الدكتور فرج توفيق الوليد أستاذ الفكر الإسلامي - كلية الشريعة بجامعة بغداد، سنة 1983 استنادا إلى مخطوطات عديدة مع شروحات وتخريجات في الهامش وتعد أكبر تحقيق لهذا الكتاب وبتكليف من إدارة الأوقاف القادرية ببغداد.[1]
سبب تسمية الكتاب بالغنية هو القناعة التي وصل لها الجيلاني بأن العلم والفقه الحقيقي هو الذي ينعكس على سلوك الإنسان نتيجة يقينه بأن الآخرة خيرٌ من الأولى، وهو بذلك يذم ما يسمى علوماً دينية وتبنى على الإغراق في التفاصيل الفقهية وترتيب المناظرات والفوز بها، وقد قسم الكتاب إلى أربع أجزاء بعد مفدمة عن العلم والتفريق بين أنواعه.
معظم ما كتبه الجيلاني في الغنية يبدأ عادة بشرح واستدلال بآية من القرآن الكريم ثم بحديث ثم بأخبار الصحابة ثم بأخبار الصالحين.
إن الجدال والنقاش والرد على استدلالات أصحاب الفرق الضالة والمنحرفة يعد أبرز معالم منهج الإمام الجيلاني في الغنية. فقد اشتهر بمناظراته لأصحاب الملل والمذاهب المخالفة مثل المعتزلة، والمرجئة، والخوارج، والشيعة، والكرامية، والفلاسفة، وغيرهم، والمتتبع للكتاب يجد كثيراً من رده على أصحاب هذه المذاهب.[2] فقد كان مجادلاً ماهراً حيث كان يثير الأسئلة ويسرد أدلة الخصم بكل دقة وأمانة، ثم يرد عليها وينقضها بأسلوب يتمثل بالعلمية والمنهجية والموضوعية.[3]
قد بنى الجيلاني كتابه على أربعة أرباع، على النحو الاتي: