توفر الأبجدية الأوغاريتية أولى الأدلة عن الترتيب الأبجدي للكتابة وأقدم الأبجديات الشامية والسامية الجنوبية، وهو ما أعطى تطورًا لأبجديات أحدث منها كالعبرية، اليونانية، واللاتينية وفي الكفة الأخرى، الأبجدية الجعزية وغيرها من الأبجديات.
كتبت الأبجدية الأوغاريتية من اليسار إلى اليمين.[1]
الأصل
عندما تم استعمال الأبجدية الأوغاريتية (1500 ق.م-1300 ق.م)، كانت أوغاريت في مركز العالم المهتم بالأدب والقراءة والكتابة واعتبرت مركزًا حضاريًا هامًا في سوريا، وكانت الحضارات تضم سوريا، كريت، قبرص، وبلاد الرافدين\عيلامومصر. وقد جمعت الأوغاريتية الخصائص الأكثر تقدمًا من الأنظمة الكتابية السابقة كالهيروغليفية والمسمارية، وهي أنظمة توجهت مع الزمن إلى تطوير أنظمتها لتصبح أكثر مقطعية وأقل من حيث الرموز الشكلية، وهو ما أنشأ ما يعرف اليوم بالأبجدية.[2]
لقد بحث الدارسون باهتمام شديد النماذج الأولية للحروف الأوغاريتية في الكتابة المسماريةلبلاد الرافدينوسوريا عمومًا، وقد تكهن البعض بأن الأبجدية الأوغاريتية قد تمثل شكلًا من أشكال الأبجدية السامية الأولية،[3] والأبجدية مشوهة لتناسب الكتابة على الألواح الطينية المرقم (قلم مدبب الطرف). وقد يكون في هذه الأبجدية بعض التأثير من الرموز المقطعية الجبيلية التي لم يكتشف عنها حتى الآن إلا القليل.[4]
وتمت الإشارة إلى اثنين من الأشكال الأساسية في الكتابة المسمارية، وتد خطي، كما في 𐎂، وأوتاد ذوات زوايا، كما في 𐎓، والتي قد تتوافق مع خطوط ودوائر في الأبجديات السامية: ثلاث حروف سامية ذات دوائر، حُفظت في اليونانية Θ, O والحرف الروماني Q، قد صنعت بأوتاد ذوات زوايا في الأوغاريتية مثل: 𐎉 طيت, 𐎓 عين، و𐎖 قوف. وحروف أخرى تبدو مشابهة أيضا مثل: 𐎅هو قد وضع افتراض بتشابهها مع الحرف اليوناني E، بينما 𐎆 وُو, 𐎔 فو، و𐎘 ثانّا تشبه الحروف اليونانية Y, Π, وΣ إذا قلبت عموديًا.[3]