نشوء حيوي


النشوء الحيوي أو التكوين العضوي[1] هو إنتاج كائنات حية جديدة أو عضيات خلوية. من الناحية النظرية، يعود النشوء الحيوي في المقام الأول إلى لويس باستور وينص على الاعتقاد بأن الكائنات الحية المعقدة تأتي فقط من كائنات حية أخرى عن طريق التكاثر. أي أن الحياة لا تنشأ بشكل عفوي من مادة غير حية، وهو الموقف الذي اتخذه التولد الذاتي.[2][3] يمكن تلخيص ذلك في العبارة اللاتينية Omne vivum ex vivo  «كل حياة [هي] من حياة.» عبارة أخرى مشابهة هي العبراة اللاتينية Omnis cellula e cellula «كل الخلايا [هي] من الخلايا.» هذا الاستنتاج هو واحد من التصريحات الرئيسية في نظرية الخلية.

النشوء الحيوي والنشوء الذاتي

صيغ مصطلح النشوء الحيوي بواسطة هنري تشارلتون باستيان حيث يعني نشوء جيل من أشكال الحياة من مواد غير حية غير أن توماس هنري هكسلي اختار مصطلح النشوء الذاتي وعرّف النشوء الحيوي بأنه تولّد حياة من حياة أخرى سابقة.[4] نشوء جيل من الحياة من مادة غير حية يسمى النشوء الذاتي (أو التولد التلقائي)، ويحدث خلال عملية تطور جزيئي وكيميائي على مدى ملايين السنين.[5][6][7][8][9]

قد يشير مصطلح النشوء الحيوي أيضا إلى العمليات الكيميائية الحيوية في الكائنات الحية (انظر اصطناع حيوي).

الجيل العفوي ونفيه

كان اليونانيون القدماء يعتقدون أن الكائنات الحية يمكن أن تنشأ تلقائيا إلى حيز الوجود من مواد غير حية، وأن الإلهة غايا يمكن أن تجعل الحياة تنشأ من تلقاء نفسها من الحجارة – وهي عملية تعرف باسم الجيل العفوي. لم يتفق أرسطو، لكنه كان لا يزال يعتقد أن المخلوقات يمكن أن تنشأ من كائنات حية مختلفة أو من التربة. أنواع من مفهوم الجيل العفوي كانت لا تزال قائمة حتى أواخر القرن السابع عشر، ولكن في نهاية القرن السابع عشر، بدأت سلسلة من الملاحظات والحجج والتي أفقدت هذه الأفكار مصداقيتها في نهاية المطاف. قوبل هذا التقدم في الفهم العلمي بمعارضة كبيرة، بمعتقدات خاصة وبأحكام فردية مسبقة والتي كثيرا ما أثبتت الحقائق.

وليام هارفي (1578-1657) كان من الدعاة الأوائل أن كل شيء في الحياة بدأ من بيضة.. فرانشيسكو ريدي، الطبيب الإيطالي والذي أثبت في وقت مبكر من عام 1668 أن أعلى أشكال الحياة لم تنشأ تلقائيا من خلال إظهار أن النغفة تأتي من بيض الذباب.[10] ولكن أنصار الجيل العفوية ادعوا أن هذا لا ينطبق على الميكروبات واستمروا في حمل أفكار الجيل العفوي. محاولات دحض الجيل العفوي للحياة من مواد غير حية استمرت في أوائل القرن التاسع عشر عن طريق ملاحظات وتجارب فرانز شولزه وتيودور شوان.[11] في عام 1745 أضاف جون نيدهام مرقة دجاج إلى قارورة وقام بغليها. تركها بعد ذلك لتبرد ثم انتظر. نمت الميكروبات واعتبرها نشوء حياة عن طريق الجيل العفوي. في عام 1768 كرر لازارو سبالانساني تجربة نيدهام لكنه أخرج كل الهواء من القارورة فلم يحدث أي نمو للبكتريا.[12] كرر كل من هاينريش شرودر (1810-1885) وتيودور فون دوش وفي عام 1859، شرودر فقط تجربة هيلمهولتز للترشيح[13] وأظهرت أن الجسيمات الحية يمكن إزالتها من الهواء عن طريق ترشيح الهواء خلال صوف وقطن.

في عام 1864، أعلن لويس باستور أخيرا عن نتائج تجاربه العلمية. في سلسلة من التجارب المشابهة لتجارب نيدهام وسبالانزاني، أكد باستور أن الحياة لا يمكن أن تنشأ في مناطق لم تلمسها حياة أخرى سابقة. نتائج باستور التجريبية تم تلخيصها في عبارته اللاتينية Omne vivum ex vivo والتي تعني «كل حياة تنشأ من حياة».[14][15]

بعد الحصول على نتائجه، قال باستور: «الجيل العفوي هو حلم».

انظر أيضا

المراجع

  1. ^ نزار مصطفى الملاح، معجم الملاح في مصطلحات علم الحشرات (بالعربية والإنجليزية)، الموصل: جامعة الموصل، ص. 118، QID:Q118929029
  2. ^ Pasteur's Papers on the Germ Theory نسخة محفوظة 08 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ لويس باستور
  4. ^ Strick، James (15 أبريل 2001). "Introduction". Evolution & The Spontaneous Generation. Continuum International Publishing Group. ص. xi–xxiv. ISBN:978-1-85506-872-8. مؤرشف من الأصل في 2014-01-01. اطلع عليه بتاريخ 2012-08-28.
  5. ^ Spiegel، David S.؛ Turner، Edwin L. (10 يناير 2012). "Bayesian analysis of the astrobiological implications of life's early emergence on Earth". PNAS. ج. 109 ع. 2: 395–400. arXiv:1107.3835. Bibcode:2012PNAS..109..395S. DOI:10.1073/pnas.1111694108. مؤرشف من الأصل في 2019-12-14. اطلع عليه بتاريخ 2012-12-29.
  6. ^ Orgel LE (1998). "The origin of life--a review of facts and speculations". Trends Biochem Sci. ج. 23 ع. 12: 491–5. DOI:10.1016/s0968-0004(98)01300-0. PMID:9868373. مؤرشف من الأصل في 20 نوفمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. Life, therefore, originated on or was transported to the earth at some point within a window of a few hundred million years that opened about four billion years ago. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  7. ^ Sharov، Alexei A. (12 يونيو 2006). "Genome increase as a clock for the origin and evolution of life". Biology Direct. ج. 1: 1–17. DOI:10.1186/1745-6150-1-17. PMID:16768805.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  8. ^ Vieru، Tudor (14 يناير 2011). "Life Is 10 Billion Years Old". سوفت بيديا. مؤرشف من الأصل في 2018-11-20. اطلع عليه بتاريخ 2013-03-01.
  9. ^ Wesson، Paul S. (أكتوبر 2010). "Panspermia, Past and Present: Astrophysical and Biophysical Conditions for the Dissemination of Life in Space". Space Science Reviews. ج. 156 ع. 1–4: 239–252. arXiv:1011.0101. Bibcode:2010SSRv..156..239W. DOI:10.1007/s11214-010-9671-x. مؤرشف من الأصل في 2019-04-26. اطلع عليه بتاريخ 2013-03-02.
  10. ^ Levine R, Evers C. "The Slow Death of Spontaneous Generation (1668-1859)". مؤرشف من الأصل في 2008-04-26. اطلع عليه بتاريخ 2013-04-18.
  11. ^ Herbst, Judith (2013). Germ Theory. Twenty-First Century Books. ص. 18–20. ISBN:1467703710. مؤرشف من الأصل في 2016-05-18.
  12. ^ The controversy over spontaneous generation نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ McKendrick، John Gray (1899). Hermann Ludwig Ferdinand von Helmholtz. Fisher Unwin. ص. 162. ISBN:978-1-150-66769-5. مؤرشف من الأصل في 2020-01-27.
  14. ^ The microbial world: a look at things small نسخة محفوظة 28 يوليو 2016 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ Biogenesis and Abiogenesis: Critiques and Addresses نسخة محفوظة 27 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.