ينحدر محمد سليم من أسرة «العوا الشامية» التي لا يزال العدد الأكبر من أبنائها يعيش في دمشق. اختار جده عبد الله سليم العوا الانتقال والإقامة في الإسكندرية بمصر منذ حوالي عام 1880 / 1881 وتزوج من سيدة يعود أصلها لمدينة سوهاج بصعيد مصر.
شمل جد ووالد العوا أول قانون يصدر للجنسية في مصر الذي اعتبر كل مقيم على أرضها منذ يوم 1 يناير1914م مصري الجنسية. وبذلك لم يحمل كل من جد ووالد محمد سليم العوا سوى الجنسية المصرية وذلك كون الجد رعية عثمانية شأنه شأن سائر المشمولين بحكم الدولة العثمانية التي لم تكن فيها جنسيات على أساس بلد الميلاد أو الإقامة.[3]
عمل مستشارًا قانونيًا لدى حزب الوسط الذي أسسه منشقون عن الإخوان المسلمين في التسعينيات، وحاول الحصول على ترخيص للحزب فووجه طلبه بالرفض أربع مرّات، ولم ينال الحزب الاعتراف الرّسميّ حتّى خلع مبارك، فنال الاعتراف الرّسمي بعد ثورة 25 يناير.
كان عضوًا باللجنة الدولية لإعادة النظر في قوانين السودان الإسلامية 1986–1987 (لجنة من ثمانية من العلماء ورجال القانون شكلتها حكومة السودان-بعد إسقاط حكم الرئيس جعفر نميري - للنظر في القوانين الإسلامية واقتراح تعديلها بما يجعلها أكثر اتفاقًا مع الشريعة الإسلامية وملاءمة لواقع السودان، وقد قدمت اللجنة تقريرها إلى الحكومة السودانية وتم اعتماد توصياتها بقرار الجمعية التأسيسية في السودان).
العمل السياسي
قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر باعتقال محمد سليم العوا عام 1965 في سياق حملة اعتقالات لتصفية صفوف الإخوان، وحُكم عليه بالانتماء لجماعة محظورة، وعندها ترك منصب مستشار النائب العام وسافر إلى لندن لينال الدكتوراه.
عندما اشتد الاقتتال الداخلي بين الجماعة الإسلامية والدولة المصرية في بداية تسعينات القرن العشرين، كان للعوا دور بارز في وقف العنف. عن هذا الدور كتب عصمت الصاوي، أحد قيادات الجماعة بالمنوفية، «دشن [العوا] مشروعا للحوار كأسلوب بديل للتخاطب بدلا ً من الرصاص والقنابل.. وضمنه خطوات إجرائية لإنهاء القتال ووقف العنف وحقن الدماء»، مستشهدًا بالخطاب الذي أرسله العوا للرئيس المصري محمد حسني مبارك عام 1993.[4]
استطاع العوا على مدار الأعوام التالية أن ينجح في فرض مشروعه بمساعدة قيادات الجماعة الإسلامية التي أعلنت مبادرة وقف العنف التي أيدها.[5][6] ولعب العوا دورًا كذلك في الإفراج عن متعلقيهم بالتعاون مع السلطات المصرية.[7]
كان العوا ممن يعارضون بشدة مشروع توريث الحكم لجمال مبارك.[1]
ملصقات الدعاية الخاصة بسليم العوا للاتخابات الرئاسية المصرية 2012.
أعلن العوا في 18 يونيو 2011 ترشحه للانتخابات المصرية لمنصب رئيس الجمهورية 2012 في مؤتمر صحفي بعد مطالبات عدة من قبل مؤيديه ومحبيه.[11]
وقدم أوراق ترشحه يوم 4 أبريل 2012 مؤيدًا من 30 نائبًا منتخبًا بالبرلمان ما بين نواب مستقلين ونواب من حزب النور السلفي وحزب الوسطوحزب البناء والتنمية.[12]
أشاد عدد من الساسة والمفكرين المصريين بترشحه لمنصب الرئاسة من بينهم المستشار محمود الخضيري، أحد زعماء حركة استقلال القضاء ونائب بمجلس الشعب. فصرح الخضيري قائلا «العوا هو الرئيس الذي إذا نجح في الانتخابات الرئاسية القادمة ستكتمل فرحتنا لأننا بحاجة إلى رئيس يتقي الله في شعب مصر».[13]
قرر العوا إطلاق برنامجه الانتخابي من قلعة صلاح الدين بالقاهرة يوم 1 مايو2012. يعود سبب اختيار قلعة صلاح الدين لتعكس بعبقها التاريخي إحدى أولويات برنامجه في استعادة مكانة مصر التاريخية الرائدة إسلاميًا وأفريقيًا وعربيًا.[14] استعرض العوا في هذا المؤتمر أهم محاور برنامجه السياسي الذي اتخذ له شعار «بالعدل..تحيا مصر»، واصفا العدل بالعمود الفقري لبرنامجه. حضر المؤتمر عدد ضخم من مؤيدي العوا والشخصيات العامة، من بينهم المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين بالغرب كمال الهلباوي ورئيس مجمع اللغة العربيةحسن الشافعي ووزير الاقتصاد الأسبق محمد سلطان أبو علي ورئيس رابطة النوبيين أحمد إسحاق وآخرون.[15]
حاز العوا على المركز السادس من بين 13 مرشح بعد أن حصل على 235 ألفا و374 صوتا أي ما يساوي 1% من إجمالي الأصوات الصحيحة.[16]
بعد الانتخابات
انتخب مجلسا الشعبوالشورى في يونيو 2012 العوا ضمن 100 شخصية ليشكلوا الجمعية التأسيسية المنوطة بكتابة دستور جديد للبلاد. ولكن تغيب العوا عن حضور جلسات الجمعية بسبب مرض ابنته إلى أن حضر للمرة الأولى في جلسة 29 أغسطس 2012.[17]
يتسم فكر محمد سليم العوا بالاعتدال والبعد عن الصدام، حتى أصبح من رواد الحوار الوطني المصري.[19] وقد وصفه البعض بأنه أحد المفكرين الإسلاميين القلائل الذين أبدو محاولة جادة في تعريف ماهية الإسلام السياسي في مجتمع حديث.[20]
مكث العوا لسنوات على بلورة أفكاره في مشروع له آليات للتنفيذ سماه «المشروع الإسلامي الحضاري الوسطي» وقد سخر له الكثير من المؤلفات والكتب.[19] وهو المشروع الذي وصفه باتساعه للمسلم ولغير المسلم المسيحي واليهودي ومعتنقي الأديان الوضعية وغير المتدينين بأي دين.[21] ويهتم هذا المشروع بالإنسان كمقوِم أساسي لا تقوم نهضة حضارية بدونه، ولتحقيق ذلك يعتني المشروع ببناء المؤسسات القادرة على إعادة تكوين الإنسان المصري من خلال برامج وخطط تنموية.[19]
لدى محمد سليم العوا ثلاثة بنات وولدين، أكبرهم فاطمة دكتورة بالقانون وتعمل في منظمة الصحة العالمية، وتليها سلوى دكتورة باللغة العربية وتدرس بجامعة عين شمسوجامعة برمنجهام البريطانية، ثم أحمد وهو صيدلي حصل على الدكتوراه بجامعة أنديانا الأمريكية، ثم مريم مهندسة معمارية، وأصغرهم عبد الرحمن دكتور أسنان.[18]
توفيت أم أولاده الخمسة عام 1994.[18] ثم تزوج بالسيدة أماني العشماوي، والتي كان لديها ثلاثة أولاد من زيجة سابقة.[23] أماني العشماوي هي كريمة حسن العشماوي أحد قيادات الإخوان المسلمين البارزين والذي كان ممن هاجروا مصر عندما شنّ عبد الناصر حملته على الإسلاميين في أواسط الخمسينيات من القرن العشرين.[1] وبعد وفاة هذه الأخيرة في يسمبر 2017 [24]، تزوج بالسيدة أمل العشماوي.[بحاجة لمصدر]
الخبرات العملية
مدير مكتب محاماة واستشارات قانونية.
الأمين العام السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
مستشار مكتب التربية العربي لدول الخليج-الرياض-المملكة العربية السعودية 1979-1985.
أستاذ مشارك، ثم أستاذ الفقه الإسلامي والقانون المقارن بقسم الدراسات الإسلامية-جامعة الرياض (الملك سعود حاليا)-الرياض-المملكة العربية السعودية 1974-1979.
دراسات في قانون التحكيم، دار الكتب القانونية - مصر القاهرة - المحلة الكبرى 2009.
شارك في إعداد وتحرير كتاب: مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والإسلامية-المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب التربية العربي لدول الخليج 1985.
شارك في تحرير كتاب التربية العربية والإسلامية (وهو مرجع في ثلاثة مجلدات، يجمع أصول التربية الإسلامية ومفكريها ومدارسها، وصدر المجلد الأول منه عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم-تونس 1987، والمجلدان الثاني والثالث عن مجمع آل البيت بالأردن ومكتب التربية العربي لدول الخليج بالرياض عام 1988.