سبات الوذمة المخاطية أو غيبوبة الوذمة المخاطية (بالإنجليزية: Myxedema coma) يُعرّف كقصور درق شديد أدى لتدهور الحالة العقلية ونقص صوديوم الدم وأعراض أخرى مرتبطة ببطء وظيفة الأعضاء المتعددة، وتعتبر حالة إسعافية مع نسبة وفيات عالية.[2][5] يجب البدء بالعلاج اعتماداً على الشك السريري دون انتظار النتائج المخبرية. يرفع الشك السريري وجود ندبة استئصال درق، تاريخ مرضي لعلاج باليود المشع، أو سوابق قصور درق.
على الرغم من التسمية (سبات أو غيبوبة الوذمة المخاطية) إلا أن المرضى عادة لا يصلون بمرحلة السبات وإنما بدرجات أقل من تغير الوعي[2] (تخليط أو وسن)، وأحياناً قد نجد عند المريض أعراض ذهانية واضحة يدعى بجنون الوذمة المخاطية (بالإنجليزية: Myxedema madness).[16][17] في حال عدم علاج المريض فإنه سيصل لمرحلة السبات. قد تحدث اختلاجاتموضعة جزئية أو معممة أحياناً نتيجة نقص صوديوم الدم وكذلك سجلت عدة حالات صرعية.[18][19] بغياب الاختلاجات فإن موجودات تخطيط الدماغ الكهربائي EEG غير نوعية مع بطء ونقص سعة في الموجات ونادراً موجات ثلاثية الطور.[20] عند فحص السائل الدماغي الشوكي CSF لنفي الإنتان عند مرضى مع حمى وتغير حالة عقلية يمكن ملاحظة ارتفاع متوسط في مستوى البروتين ولكن أقل من 100 ملغ/دل.[20]
نقص صوديوم الدم
يلاحظ نقص صوديوم الدم عند نصف مرضى سبات الوذمة المخاطية، ويمكن أن يكون النقص شديد ويسبب تبدل في الحالة العقلية.[21] لدى معظم المرضى نقص في القدرة على طرح الماء الحر بسبب زيادة الهرمون المضاد للإدرار (أرجينين فازوبريسين)[22] أو ضعف وظيفة الكلية[23] كما أن بعض المرضى قد يكون لديهم قصور كظر مرافق. يعد هذا الاضطراب عكوس عند العلاج بالهرمونات الدرقية.
انخفاض درجة الحرارة
يشاهد انخفاض درجة الحرارة لدى العديد من المرضى بسبب نقص توليد الحرارة المرتبط بنقص الاستقلاب.[13] قد لا يلاحظ هبوط الحرارة في البداية لأن مقياس الحرارة الإلكتروني لا يسجل انخفاض الحرارة الشديد. لا يكون كل المرضى منخفضي درجة الحرارة وإنما نجد مرضى مع حرارة جسم طبيعية. إن شدة هبوط الحرارة مرتبط مع ارتفاع نسبة الوفيات في قصور الدرق الشديد.
يعتمد على التاريخ المرضيوالفحص الفيزيائي واستبعاد الأسباب الأخرى للسبات. عند الشك بسبات الوذمة المخاطية تسحب عينة دم قبل البدء بالعلاج لقياس TSH، FT4، Cortisol، عادة يكون تركيز FT4 منخفض جداً، وTSH إما أن يكون مرتفع في حال كان السبب بدئي أو قد يكون منخفض أو طبيعي أو مرتفع بشكل خفيف (حتى 10 mu/L) مما يشير لقصور درق ثانوي (مركزي). قد يكون لدى مرضى قصور الدرق الثانوي قد يكون لديهم قصور نخامة شامل وبالتالي قد نجد أيضاً قصور كظر مرافق، كما أن استجابة النخامة للشدة بإفراز ACTH قد يكون ضعيف في قصور الدرق الشديد.[29] وكذلك المرضى مع أمراض مناعية قد يكون لديهم قصور كظر ودرق بدئي لذا يجب قياس الكورتيزول.
العلاج
في حال الشك بسبات الوذمة المخاطية يجب عدم انتظار النتائج المخبرية، إذ أنها حالة إسعافية تدبر مباشرة بما أن الوفيات عالية حتى مع العلاج. يتضمن العلاج:
الكورتيزونات السكرية
لحين نفي قصور كظر مرافق يجب إعطاء جرعات شدة من الكورتيزونات السكرية (مثل هيدروكورتيزون 100 ملغ).[5]
الهرمونات الدرقية
يفضل بعض الأطباء إعطاء ليفوتيروكسين لوحده بينما يفضل آخرون إعطاء علاج مختلط من ليفوتيروكسينوليوتيرونين معاً،[2][5][30][31] حيث تنصح الجمعية الأمريكية للدرق بذلك.[32] حيث تعطى الهرمونات الدرقية وريدياً[5] لأن الامتصاص الهضمي يكون قليل.[33] مع الانتباه لإعطاء جرعات منخفضة عند المسنين وذوي الأمراض القلبية.[32]
تتم المتابعة بقياس FT4وT3 كل يومين لتقييم فعالية العلاج وتجنب فرط الجرعات.[32] عادة ما يلاحظ التحسن السريري والمخبري خلال أسبوع. عند تحسن الحالة العامة (استعادة الوعي، تحسن الحالة العقلية، تحسن الوظيفة القلبية والرئوية) يمكن تحويل المريض للشكل الفموي من T4.