تحتل بلدية حد الصحاري موقعا جغرافيا متميزا جعل منها مركز عبور هام ونقطة التقاء تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، وهي تقع في الشمال الشرقي لولاية الجلفة شمال الأطلس الصحراوي، وجنوب الأطلس التلي مما جعلها تتميز بمناخ شديد البرودة شتاء بمتوسط برودة تقدر ب : 11.5 إلى 1.1 مما جعل المنطقة تعرف ظروفا طبيعية قاسية، يبلغ ارتفاعها 870 متر على مستوى سطح البحر، تعداد سكانها يقدر ب : 30023 نسمة حسب إحصائيات 2008، وبمساحة تقدر ب : 85029 هكتار، كما أن المنطقة تعرف بجبالها (جبل الصحاري الظهري) يقع بين خطي طول : 3.30 و 3.00 شمالا وخط عرض 35.00 و 35.30 شرقا تتخلله غابات وغطاء نباتي متنوع.
إن أصل التسمية (زنزاش) إنما يعود إلى حقبة تاريخية منحدرة ولعلها تلك القبائل الزناتية البربرية التي سكنت المنطقة (المشتل) واستقرت بها وحصنت بجبالها هذه القبائل كانت تسمى قبائل بني سنجاس وهذه التسمية هي نفسها (زنزاش) تقع بين إمارتي هاز وأشير كانت تابعة للدولة الإدريسية تحت اسم زاقز الشرقي
مدينة حد الصحاري يحدها من الشرق بلدية عين أفقه ومن الشمال بلدية البيرين ومن الغرب بلدية عين وسارة ومن الجنوب بلدية حاسي بحبح. كانت حد الصحاري تابعة لبايلك التيطري من العهد التركي إلى غاية الاستعمار الفرنسي أين صارت البلدية تحت اسم زنزاش سنة 1959 سنة 1991 تم ترقيتها إلى دائرة تحتوي على ثلاث بلديات حد الصحاري – عين أفقه – بويرة الأحداب
تتربع على مساحة إجمالية تقدر ب : 169673 كلم2 (مساحة الدائرة). تعتبر بلدية حد الصحاري منطقة فلاحية رعوية مثلها مثل معظم بلديات الولاية ويغطي نبات الحلفاء نسبة كبيرة من أراضيها حيث تشغل مساحة 16579 هكتار من مجموع مساحتها الإجمالية، وتتمركز في حيز طبيعي يتميز بالتضاريس تتخله أراضي سهبية ومجموعة من السلاسل الجبلية، وتغطي الغابات مساحة 18400 ه، أعلى نقطة بها فقنونة تقع في جبال القعدة على علو 1363 متر يسودها مناخ شبه جاف بارد شتاء وحار صيفا، مع تذبذب في تساقط الأمطار (250 – 300 ملم سنويا).
إن الفلاحة تعد القطاع الوحيد الذي يعتمد عليه سكان البلدية :
الزائر لهذه لمنطقة في قلب جبال الصحاري وهي منطقة رائعة قد يجد أن عمرانها قد اندثر ولم يبق منه إلا الشيء القليل والقليل جدا، وهذا بكل تحفظ لأننا نشك أن تكون ربما مدنا هي الآن تحت أطنان من الأتربة والحجارة، لأن هذه المنطقة لم تعرف أبدا زيارات ميدانية مهتمة بالآثار والتاريخ لهذا قد يتساءل الزائر سؤال المتعجب أين عمرانها ؟
إلا أنه لا يمكن بأي حال تجاهل تلك القصور التي شيدت والتي لا زالت آثارها شاهدة على عظمتها ومكانتها رغم تعرض أغلبها إلى النهب والهد وحتى قلع الحجارة.
القصور الموجودة بجبال الصحاري : (بأرض المشنتل)
الغرف، المغارات أو الكهوف :
المقابر :
مقابر لمريق - مقبرة الفقنونة - مقبرة حاسي التوتة - مقبرة رملاية الخرفي
مقبرة بن سديرة : يقال أن سديرة رجل متعبد أثاره باقية إلى اليوم - مقبرة الخنوس.
المناطق الوعرة :
وهي اليوم تنقرض وتنعدم تموت موتا بطيئا بفعل عوامل فتاكة وما أكثرها في زمن النسيان.
- لأن السكان الأوائل كانوا بعيدين عن الصنائع وهم حتما من البدو - لأن الرومان والفرس والفراعنة كلهم أقوام اهتموا بالعمران دراية بالصنائع والحرف وخاصة البناء. - بعض الآثار التي وجدت مدفونة تؤكد ذلك (الجِرار-المطاحن) الحجارة الكبيرة – أسس البناءات الضخمة
أصولهم من بني هلال، وهم العرب الهلاليين النازحين من نجد واليمن
الصحاري كونهم من العرب الهلاليين النازحين من نجد واليمن بعاداتهم العربية الإسلامية فقد كانوا ولا يزالون يحافظون على صفات العرب الأوائل فهم كرماء والكرم شيمتهم والشجاعة والبسالة إلى حد التهور والشفقة والرقة، يعشقون الحرية ويحترمون رجالات العلم وكبار القبيلة يخضعون لهم طائعين مختارين ولقد كان السحاري إلى يوم قريب يمثلهم رجل تشتمل فيه ميزات كثرة فيجعلونه كبيرهم وسيد قبيلتهم وكبير جماعتهم، يحفظ نظامهم، ويقضي المشاكل أينما كانت وإليه تترجه وفود الزائرين وعليه إكرامهم.
والصحاري بطبعهم وأوليتهم من البدو فهم كثيرو الاهتمام بتربية الماشية وغيرها ويعرفون بها وتعرف بهم فمنها رزقهم، وصوفها لباسهم.
دخل الأتراك أرض الجزائر سنة 920ه/1514م بداية من بجاية فطردت الإسبان ثم مدينة جيجل ثم مدينة الجزائر سنة 922 ه - 1516م، بعد أن أخضعها الإسبان لهم، وفرضوا على أهلها دفع الجزية، ونذكر فيمن استنجد بالأتراك يومئذ أحمد بن القاضي الزواوي، وقد جاء في رسالته وهو يخاطب عروج قائلا : “إن بلادنا بقيت لك أو لأخيك أو للذئب” ه1.
وكانت بويرة الصحاري يومئذ غير بعيدة عن الأحداث خاصة ما تعلق بالاضطرابات السياسية والانقلابات الاجتماعية التي عمت الجزائر آنذاك لكن الصحاري لم يعبئوا بهذه الاضطرابات فقد مر وأن عايشوا أكثر منها فالتفوا حول سادتهم ورؤسائهم من شيوخ القبائل ورفضوا أي سلطة مركزية عثمانية كبقية المواطن المتاخمة للصحراء وبحكم موقع بويرة الصحاري الطبيعي المنيع فقد كانت فيه متعة وحصانة وأمن.
لذلك حين تفرغت الدولة التركية من تحرير السواحل الجزائرية التفتت إلى توسيع نطاق حكمها وأدركت يومئذ أن هؤلاء الأعراب قد أعلنت عصيانها عن الحكومة التركية فلم تخضع لأداء الضريبة فخرج دايات الجزائر عن حربهم ضد هؤلاء الأهالي فتحركوا اتجاه (زنينة – آفلوا – عين ماضي – تاجموت – الأغواط) والصحاري كانوا يمثلوا فيها القسط الأكبر بحكم تواجدهم واستقرارهم هناك وارتكبت مجازر شنيعة فنشبت بناحية الأغواط وبادية الحضنة ثورة عارمة وامتد لهيبها إلى نواحي سطيف، المدية، بوسعادة وبويرة الصحاري، ولم تكن طبعا بمعزل عن هذه الأحداث فإخوانهم وأبناء عمومتهم في الأغواط والمدية وبوسعادة قد أنزل بهم الأتراك مجازر رهيبة وكانوا في مستوى هذه الثورات وشاركوا إخوانهم إلا أن قوة الأتراك عددا وعدة وإسلومتهم إلى واقع الخضوع للسلطة التركية، وهكذا ومن ذاك التاريخ استقر الأتراك ببويرة الصحاري.
و أنشأوا قلاع لهم في جبال الصحاري ولعل آثار الحجارة المسماة (أحجار الترك) دلالة على استقرار الأتراك فأصبحت (بويرة الصحاري) تابعة لبايلك التيطري، وقد سماها الأتراك (بويرة الصحاري) نظرا لكثرة ينابيعها المائية ونسبة إلى سكانها الصحاري وكان ذلك من حوالي 1552 م إلى 1556 م تحديدا في ولاية صالح رايس.
لا تكاد تفرق بينهم وبين إخوانهم في باقي الأمصار فهم محافظون وممسكون بتعاليم دينهم الحنيف، فمن بين الصناعات التقليدية في حد الصحاري :
1- الصوف : ويصنع منه:
- الزريبة – الحنبل – البرنوس-القشابية (البرجد)- الفليج – الخمري – الصماط- (يصنع من الصوف والشعر) – الكسى – الدرى – الطريقة – الكاسر.
2- الحلفاء : ويصنع منها - الفرتالة – الحصير – الساجد – الصناج – المنداف – الطبق – الكسكاس – الشيرية – البردعة – الخرج – القنونة – الباقل – الضرصاية- السعفة – القدحية – المحقن.
عدد الشهداء بدائرة حد الصحاري: 32 شهيدا
وتعتبر معركة المعمرة من أهم المعارك وأشهرها لهذا سنقوم بالتفصيل فيها