يشير مصطلح اليزيدية في العراق أو الإيزيدية في العراق إلى أتباع اليزيدية في العراق الذين يقيمون في مناطق شيخان وسميل وزاخو وتلكيف وبعشيقة وبحزاني والمناطق المحيطة بجبال سنجار في قضاء سنجار.[1][2] وفقًا للتقديرات، بلغ عدد اليزيديين في العراق نحو 700000 نسمة.[3][4][5] ووفقًا لمنظمة يزدا، كان عدد اليزيديين في العراق قبل أغسطس 2014 أكثر من نصف مليون.[6]
مناطق وجود اليزيديين
تشمل مناطق وجود اليزيديين في العراق سنجار وتلكيف والحمدانية وشيخان في محافظة نينوى في شمال غرب العراق، وقضاء سميل وقضاء زاخو في محافظة دهوك.
التاريخ
بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية، قُسمت الأراضي التي عاش فيها اليزيديون بين أربع دول تأسست على بقايا الإمبراطورية العثمانية. في 1921، أسس الحلفاء المنتصرون دولة العراق تحت الانتداب البريطاني، وتأثرت حدودها بشدة بمصالح البريطانيين وطموحات الدول الأوروبية. اختير فيصل بن حسين من قبل بريطانيا ليصبح ملك العراق الأول.[7]
رفض اليزيديون سلطة الملك فيصل ورفضوا كل حُكم عربي. وقدموا تقارير وعرائض إلى الكولونيل البريطاني في الموصل يطالبون فيها بالامتناع عن منح المسلمين المناصب الإدارية في مناطقهم ويؤكدون رغبتهم في تولي الحكم المباشر تحت سلطة بريطانيا. ذكر جون غيست أن الأقليات في ولاية الموصل دُعيت بعد الحرب العالمية الأولى للتعبير عن آرائهم بما يتعلق بمصيرهم، وكتب عن اليزيديين:
«جاء في الإعلان اليزيدي، الذي وقعه باسم الأمة اليزيدية في ولايتي ديار بكر والموصل نحو 50 شخصًا، بينهم القياديون اليزيديون جميعهم، أنهم يرغبون في أن يكونوا رعايا لبريطانيا العظمى إذ قالوا إنهم لن يوافقوا أبدًا على وجود حكومة عربية عليهم».
جاء موقف اليزيديين بسبب خلفية عائلة الملك فيصل المسلمة، ما أثار مخاوفهم من الاضطهاد على أيدي المسلمين كما حصل معهم إبان الحكم العثماني، ولذلك فضلوا العيش تحت حكم بريطانيا، الدولة المسيحية. في 1925، أنشأت عصبة الأمم لجنة دولية وأرسلتها إلى المناطق الواقعة ضمن ولاية الموصل من أجل حل قضية الموصل وتنظيم استفتاء لاستطلاع رأي سكان الموصل فيما إذا كانوا يريدون الانضمام إلى تركيا أو العراق. رفض اليزيديون الحكم التركي، ووفقًا لنتائج استفتاء 1925، صوت اليزيديون في ولاية الموصل للانضمام إلى العراق شرط أن يكونوا تحت الحماية المباشرة للانتداب البريطاني أو الأوروبي.
انطلقت الحملة العراقية الأولى ضد اليزيديين بعد تأسيس الدولة عام 1925 عندما أرادت حكومة العراق تنفيذ مشروع «الجزيرة» الذي كان يهدف إلى إخلاء القرى اليزيدية ومصادرة الأراضي الزراعية فيها لتوزيعها على أفراد من المجموعات الكبيرة من القبائل العربية الشمرية، ثم نقل سكانها اليزيديين إلى مدن جماعية تُبنى لهم. قوبلت هذه الخطة بمعارضة شديدة من اليزيديين، وخاصة من داود الداود، أحد زعماء قبائلهم في سنجار.
كانت الأقليات غير المسلمة، وخاصة اليزيدية، محظورة من المشاركة في مؤسسات الدولة، على الرغم من أن عصبة الأمم عدّت اليزيديين أقلية مثل اليهود والمسيحيين، ما ضمن حقوقهم في العراق. في عام 1925، كان لليهود والمسيحيين ممثلون في المجلس التأسيسي (البرلمان العراقي)، وفق الحصص الممنوحة لهم من قبل الحكومة العراقية بناءً على تعداداتهم السكانية. أما بالنسبة لليزيديين، كانت الإحصائيات السكانية غير متسقة في ذلك الوقت. بين عامي 1920 و1947، تراوحت تقديرات عدد اليزيديين بين 26000 و30000، ومع ذلك، لم يكن لهم ممثلون في البرلمان العراقي منذ تأسيس الملكية العراقية حتى عام 1947. لكن الوزارات الحكومية خلال العقد الأخير من الملكية، الذي استمر حتى عام 1958، ضمّت ممثلًا يزيديًا من منطقة سنجار.
على الرغم من استمرار تهميشهم في بعض الجوانب، تحسن وضع اليزيديين بعد انتهاء الحكم العثماني، إذ حصلوا على بعض من حقوقهم الدينية التي ضمنها الدستور العراقي الأول في 1925. أعلنت المادة 13 من الدستور العراقي في 1925 الإسلام دينًا رسميًا للدولة، ولكنها نصت أيضًا على أن الحكومة العراقية يجب أن تحترم الديانات غير الإسلامية، وضمنت الحقوق الدينية للأقليات، بما في ذلك الحق في أداء الشعائر الدينية بحرية. وعلى الرغم من عدم ذكرهم في ذلك الدستور بالاسم، فإن الحكومة اعترفت باليزيدية دينًا مستقلًا في قوانين أخرى. تراجعت الحكومة البعثية عن هذا الاعتراف لاحقًا، وأنكرت -مثل العثمانيين- دين اليزيدية، مدعية أن أصوله إسلامية. وفقًا للدستور العراقي في 1925، من حق الأقليات الدينية إدارة شؤونها الإدارية الدينية الخاصة بها، ووفقًا لتوصية ولاية الموصل، أُنشئ المجلس الروحي اليزيدي رسميًا في عام 1930، وهو موجود اليوم.
ثورة 1935
في عام 1934 صدر قانون التجنيد العسكري الشامل في العراق، وفي العام اللاحق أرادت الحكومة العراقية فرض القانون على اليزيديين، وطالب اليزيديون في سنجار بإعفائهم من التجنيد أو السماح لهم بالخدمة في وحدة يزيدية صرفة، وهو ما رفضته الحكومة. أدى هذا إلى ثورة مجموعة من اليزيديين في سنجار بقيادة داود الداود، زعيم قبيلة الميهركان. وخشية أن تمتد الثورة إلى مناطق يزيدية أخرى، شنت الحكومة حملة عسكرية بالطائرات المسلحة. سحقت السلطات الثورة في النهاية واعتُقل معظم المشاركين فيها أو قُتلوا. ودُمرت 11 قرية يزيدية، وهرب داود إلى سوريا مع عدد قليل من أتباعه.[8]
في الوقت نفسه، كانت الحكومة العراقية تستخدم القبائل العربية وتحرضها ضد اليزيديين من أجل تحقيق أهدافها السياسية. في بداية الحرب العالمية الثانية، واجهت المناطق التي يسكنها اليزيديون، وخاصة سنجار، الإهمال والمضايقات من الحكومة العراقية، التي كانت تفرض سياسات تدعم قبائل شمر العربية ضد اليزيديين في سنجار. مُنحت مساحات كبيرة من الأراضي لعجيل الياور، وهو زعيم قبلي من شمر قريب من جبل سنجار. بسبب ذلك، دعم اليزيديون أي حركة ضد الحكومة العراقية.
في عام 1941، أيد اليزيديون الحركة المؤيدة للألمان بقيادة رشيد عالي الكيلاني ضد السلطة الموالية للبريطانيين في العراق. وعندما تأسست «حكومة الدفاع الوطني» برئاسة الكيلاني في أبريل 1941، أرسل الأمير اليزيدي سعيد علي بك برقية عبر فيها عن دعمه لحكومة الكيلاني الجديدة. وذهب ممثلون عن اليزيديين من الموصل إلى بغداد لتهنئة الكيلاني على تأسيس حكومته.
الثورة العراقية 1958
حصل اليزيديون على بعض من حقوقهم خلال فترة الحكم الملكي مثل إدارة شؤونهم الدينية، إلا أنهم شاركوا في الحركات أو الثورات التي كانت تهدف إلى تغيير السلطة الحاكمة في العراق آملين أن يؤدي ذلك إلى تحسّن أوضاعهم. شارك اليزيديون الذين كانوا جنودًا في الجيش العراقي في فترة الحكم الملكي مع جنود آخرين في ثورة 14 تموز 1958، التي قادها عبد الكريم قاسم وأتباعه. وبعد انتصار الثورة، أصبح بعض من الجنود اليزيديين حراسًا مقربين من عبد الكريم قاسم في مسكنه ببغداد.
حظيت الثورة بدعم الأغلبية من اليزيديين في سنجار، الذين علقوا اللافتات وأقاموا المظاهرات والاحتفالات الوطنية الداعمة للثورة. في المقابل، كان بعض المسلمين السنجاريين المتدينين غير راضين عن تغيير السلطة الحاكمة لأنهم رأوا فيها رمزًا دينيًا.
في 14 أغسطس 2007، تعرض اليزيديون في العراق إلى تفجيرات في سنجار، أدت إلى مقتل 796 شخصًا.[9]
في 3 أغسطس 2014، ارتكب تنظيم الدولة الإسلامية إبادة جماعية ضد اليزيديين في منطقة سنجار في شمال العراق، أدت إلى مقتل 5000 إلى 10000 يزيدي واختطاف 6000 إلى 7000 امرأة وطفل يزيدي آخرين.
الفرار والهجرة
فر كثير من اليزيديين من العراق بسبب الاضطهاد. وهاجر أكثر من 75 ألفًا إلى ألمانيا منذ 2015.[10]
شخصيات بارزة
نادية مراد (ناشطة يزيدية في مجال حقوق الإنسان وحائزة على جائزة نوبل للسلام)
محمود إيزيدي (مقاتل في البيشمركة اليزيدية)
بير خيدير سليمان (كاتب ومدرس وبرلماني)
الشيخ علي إلياس (بابا شيخ الحالي)
حازم تحسين بك (مير/أمير اليزيديين الحالي)
خورتو حجي إسماعيل (بابا شيخ السابق)
تحسين سعيد (مير/أمير اليزيديين السابق)
هيموي شرو (زعيم قبلي يزيدي من القرن التاسع عشر)
حيدر شيشو (مؤسس وقائد قوة حماية ايزيدخان)
إيزيدي ميرزا (حاكم الموصل في القرن السابع عشر، زعيم وبطل يزيدي)