الحاجب، وتلقب ببوابة الأطلس المتوسط، (بالأمازيغية: ⵍⵃⴰⵊⴱ)هي مدينة وجماعة مغربية جبلية ذات طابع حضري، وعاصمة إقليم الحاجب ضمن جهة فاس مكناس، يبلغ عدد سكانها156 267 نسمة حسب الإحصاء العام لسنة2024 . تشتهر مدينة الحاجب بوفرة المنابع المائية العذبة، وتبعد عن مدينة مكناس بمسافة 32 كلم ،و 60كلم جنوب غرب فاس وهي أكبر المدن التي تتواجد في إقليم الحاجب.
اصل التسمية
وقد سميت الحاجب، الموجودة اليوم على مقربة من مدن فاس ومكناس هناك شمال الأطلس المتوسط، بهذا الاسم لأنها ظلت تحجب الحركات المسلحة لقبائل الأطلس ضد العاصمة الإسماعيلية مكناس، حيث السلطان المولى اسماعيل. بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الذي منحها نسيجا جبليا أشبه بالحاجب الطبيعي الذي يحيط بها، خصوصا وأن ثمة منابع مياه عذبة كعين خادم، وعين المدني و عين الله... التي تحمي المدينة وتمنحها جمالية فريدة من نوعها ، يزيدها الطقس المعتدل و الاخضرار اي كل من الاشجار و الزهور المتواجدة في المنتزهاك كعين الذهيبة و الحدائق العمومية ، والذي قد تصل فيه الحرارة صيفا إلى الأربعينو في فصل الشتاء مع تساق الثلوج و هبوب الرياح تنخفض درجة الحرارة .و في الوقت الذي يتراوح معدلها ما بين 18 و36 درجة، جمالا ورونقا اخر[5]
تاريخ
الموحدون
يرجع تاريخ المدينة إلى العصر الموحدي (القرن 12) حيث كانت تسمى جامع الحمام وكانت عبارة عن قصبة عسكرية مهمة بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي على طريق القوافل المتجهة أو القادمة من تافيلالت. فقدت الحاجب أهميتها ابتداء من القرن 15، حيث تعرضت للتخريب، كما ذكر ذلكذ الحسن الوزان الذي وجد المنطقة عبارة عن أطلال وأسوار مهجورة. [بحاجة لمصدر]
العلويون
تسمية «الحاجب» ظهرت في عهد السلطان المولى إسماعيل، الذي اتخذها كموقع عسكري، نظرا لتضاريسها االتي تشكل حجابا واقيا للعاصمة مكناس ضد هجمات قبائل الأطلس المتوسط.[6] أعيد بناء القصبة في عهد الحسن الأول، سنة 1880 كمركز مراقبة للطريق السلطانية الرابطة بين مكناسوتافيلالت، وأيضا لصد هجمات قبائل المنطقة (بني مطير وكروان) ضد مكناس.[7] وهي القصبة التي شكلت النواة الأولى لمركز حضري بهذه المنطقة.[8]
الاستعمار الفرنسي
عند احتلال الموقع من طرف القوات الفرنسية في 1911، اكتسب الموقع أهمية كبرى في المراقبة السياسية والعسكرية لقبائل الأطلس المتوسط، التي استمرت في مقاومة الاستعمار إلى غاية ثلاثينات القرن العشرين. قامت الحماية الفرنسية بتقسيم منطقة قبيلة بني مطير إلى منطقتين، شمالية (تحت امرأة القايد حدو نهموشة) وجنوبية (عين على رأسها القايد إدريس أورحو).[9]
الاستقلال
بعد الاستقلال حافظت الحاجب على أهميتها العسكرية باحتضانها لإحدى أكبر ثكنات القوات المسلحة الملكية للتدريب العسكري، والتي تساهم في اقتصاد المدينة. ارتقت المدينة لعاصمة لإقليم الحاجب سنة 1991.[10]
جغرافيا
الموقع
تقع مدينة الحاجب على ارتفاع 1200 متر فوق سطح البحر، عند نقطة التقاء هضبة سايس وجبال الأطلس المتوسط، تتواجد الحاجب على مسافة 32 كلم جنوب مدينة مكناس، وعلى مسافة 60 كلم جنوب غربي مدينة فاس، بمقدمة جبال الأطلس المتوسط.[بحاجة لمصدر] تحد مدينة الحاجب من جهة الشمال الشرقي جماعة آيت نعمان، في حين تحدها جماعة إقدار من باقي الجهات. [11]
التضاريس
تعبر المدينة أجراف صخرية تقسمها إلى جزأين، الأحياء الموجودة في العالية (الحاجب العالي أو حي كانتينا) والأحياء المتواجد في السافلة (الحاجب السفلي) جنوبا. تضم هذه الأجراف العديد من المغارات، أشهرها المغارة التي تشبه وجه الأسد. [بحاجة لمصدر]
المنابع المائية
تتميز مدينة الحاجب بكثرة العيون المائية العذبة، وأشهرها:
مناخ المدينة جبلي رطب، بارد شتاء ومعتدل إلى حار صيفا. تتراوح درجات الحرارة الدنيا بين 0 و 16 درجة مئوية والعليا بين 12 و 32 درجة مئوية، تشهد المدينة تساقطات ثلجية غير منتظمة. [بحاجة لمصدر]
السكان
بلغ عدد سكانها 34.516 نسمة حسب الإحصاء العام لسنة 2014، يتوزعون على 8.633 أسرة. اللغات الرائجة في المنطقة هي العربية المغربية والأمازيغية[11]
الاقتصاد
الفلاحة
تعتبر مدينة الحاجب مركزا تجاريا لتسويق المنتجات الفلاحية والحيوانية والغابوية للإقليم، خاصة في السوق الأسبوعي ليوم الإثنين، لكن رغم ذلك تشهد المدينة منافسة اقتصادية كبيرة من مدينة مكناس ذات الجاذبية الاقتصادية العالية.[10] من بين المنتجات الفلاحية التي تشتهر بها مدينة الحاجب ونواحيها، النباتات الطبية والعطرية مثل اليانسون[10] وزيت الزيتون، والعسل، ومشتقات الحبوب والنباتات العطرية.[12]
الصناعة
تمارس في مدينة الحاجب الصناعة التقليدية، خاصة صناعة النسيج، ومن أهم منتجاتها:[12]
زربية الأطلس.
زرابي الحنبل. (نوع من السجاد الأمازيغي).
الخيام الأطلسية (الزعرية)، ومعداتها مثل تارحاليت (مكان حفظ أدوات إعداد وتحضير الحبوب).
تتوفر مدينة الحاجب على ثكنة عسكرية وطنية تساهم في الإنعاش الاقتصادي للمدينة.[10]
الموارد الطبيعية
سنة 2018، تم اكتشاف منجم للزنك بمنطقة أشماش ضواحي مدينة الحاجب، بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 750 طنا.[13]
السياحة
تتوفر مدينة الحاجب على مؤهلات سياحية طبيعية وتراثية مهمة، لكن قطاع السياحة في المدينة ليس متطورا، رغم تواجدها بين ثلاثة أقطاب سياحية مهمة هي مدينة فاسومكناسوإفران. سنة 2019، تم إطلاق برنامج تأهيل وتثمين عيون المدينة (عين الذهيبة، عين مدني، عين خادم وعين بوتغزاز) باستثمار مشترك، قيمته 59 مليون درهم، بين جهة فاس مكناسومجلس الإقليم والمجلس البلدي. ومن بين أهم المعالم السياحية للمدينة:[14]تعول مدينة الحاجب على تنوع عيونها المائية لتعزيز جاذبيتها للسياح المحليين والأجانب، ومع ارتفاع درجات الحرارة، تتحوَّل هذه المنتزهات الى اماكن يلج لها الناس لاحياء ارواحهم.
منتزه عين الذهبية
عين خادم
عين مدني
عين بوتغزاز
قصبة الحاجب التاريخية
وهذه المواقع بطبعها الجميل الجادب لعدد مهول من الزوار، قد صارت من اهتمامات المجالس المنتخبة والمجتمع المدني. وتبين لنا هذا الاهتمام البارز من خلال موافقتها، مؤخرا ، على مشروع إعادة تأهيل أربعة من الموارد المائية الطبيعية المدكورة سابقا بالحاجب وهي (عين ذهيبة) و(عين مدني) و(عين خادم) و(عين بورغزاز)، بما يقارب 59 مليون درهم مغربي.
ويأتي هذا المشروع تنفيذا لتوصيات صودق عليها في اخر لقاء تشاور فيه فاعلون محليون طالبوا بتعزيز وجهة الحاجب السياحية من خلال الاستفادة من ما يتمتع به الحاجب من كنوزمنها الطبيعية و الحضارية و ما الى دلك. وفق نائب رئيس المجلس البلدي مصطفى حكيم الذي أضاف أن تحقيق هذا الهدف يمر بالضرورة عبر تأهيل عيون المدينة.
مؤسسة التفتح لتربية و التربية و التكوين . الذي يهدف إلى نشر و تعزيز الثقافة الفنية و تطوير مهارات التلاميذ في المجالات الأساسية(المسرح،الموسيقى الفنون التشكيلية، الصوت والصورة بالإضافة إلى اللغتين الإسبانية و الألمانية) وكذا تنمية روح الإبداع و التجديد و المبادرة لدى التلاميذ، بالإضافة إلى التعريف بالجوانب الإيجابية للموروث الوطني كمنطلق للتجديد و الإبداع. افتتحت بتاريخ 18 يوليوز 2023 .كما يستفيد من هذه الاشطة تلاميذ و تلميذات مؤسسات التربية والتعليم العمومي و الخصوصي بصفة مجانية ويتم التكوين داخل المؤسسة عبر ثلاث مراحل:مرحلة الاستئناس تليها مرحلة تعميق المعارف الفنية و الثقافية ثم مرحلة تطوير المهارات، وتسلم شهادة الاستحقاق عند نهاية كل مرحلة.
المعالم
منتزه عين ذهيبة
هي عين مائية بمدينة الحاجب تمت تهيئتها لتصبح منتزها حضريا سياحيا ومتنفسا لساكنة المدينة، تم تشييد هذا المنتزهر على مساحة 5 هكتارات، ويتوفر على مسارات للمشي وفضاء للرياضة، وأماكن للتنزه، وألعاب للأطفال، ومرافق صحية، وموقف للسيارات. تمت تهيئة منتزه عين ذهيبة من خلال شطرين، خصصت للشطر الأول ميزانية 18 مليون درهم، والشطر الثاني ميزانية 14 مليون و236 ألف درهم، بشراكة بين مجلس جهة فاس مكناس وعمالة إقليم الحاجب وجماعة الحاجب. [16][17]