مجددين الاسلام فى الدين الاسلامى هو عالم او مجموعة من العلما يبعتهم الله على راس كل 100 سنة لتجديد علوم الدين عن طريق الاجتهاد والاصلاح وترك التقليد، وده بيرجع لحديث بيقول: «ان الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد ليها دينها».
قال الامام جلال الدين السيوطى فى رسالته "تقرير الاستناد فى تفسير الاجتهاد": "ومن الأحاديث الدالة على استمرار الاجتهاد لقيام الساعة، و لوجود أشراطها: قوله صلى الله عليه وسلم: "يبعث الله على رأس كل مائة سنة، من يجدد لهذه الأمة أمر دينها".
والمجدد ممكن يكون واحد أو أكتر، علشان لفظ (من) فى الحديث يتقال على الواحد ويتقال على الجمع، وعشان كده الحافظ ابن حجر العسقلانى فى "فتح البارى" والحافظ ابن كثير فى "دلائل النبوة" والحافظ ابن الأثير فى "جامع الأصول" أشاروا لامكانية حمل الحديث على عمومه فيبقى فى كل عصر مجموعة من المجددين من العلما والقادة المصلحين الربانيين، ينفون عن الاسلام تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وده اللى أشار ليه حديث العدول، اللى بيقول: (أنه يحمل ده الدين من كل خلف عدوله)، بصيغة الجمع، ولم يقل: عدل واحد منهم، قال المناوى: قال الذهبى: لفظ (مَنْ) فى الحديث للجمع لا للمفرد، وقال ابن كثير: "وقد ادعى كل قوم فى امامهم أنه المراد بده الحديث، والظاهر والله أعلم أنه يعم حملة العلم من كل طائفة، وكل صنف من أصناف العلما من مفسرين ومحدثين وفقهاء ونحاة ولغويين لمش ذلك من الأصناف"، وقال كمان فى (جامع الأصول): "تكلموا فى تأويل ده الحديث، وكل أشار لالقائم اللى هو من مذهبه، وحمل الحديث عليه، والأولى العموم، (من) على الواحد والجمع، ولا يختص كمان بيها الفقهاء، انتفاع الأمة يكون كمان بأولى الأمر، و أصحاب الحديث، والقراء، والوعاظ، لكن المبعوث ينبغى كونه مشاراً ليه فى دى الفنون". وقال الحافظ ابن حجر العسقلانى فى الفتح: "نبه بعض الأئمة على أنه لا يلزم أن يكون فى رأس كل قرن واحد بس،لكن الأمر فيه كمان ذكره النووى فى حديث: (لسه طائفة من أمتى ظاهرين على الحق) من أنه يجوز أن يكون طائفة متعددة من أنواع المؤمنين، ما بين شجاع وبصير بالحروب، وفقيه ومحدث ومفسر، وقائم بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وزاهد وعابد، ولا يلزم اجتماعهم فى بلد واحد،لكن يجوز اجتماعهم فى قطر واحد، وتفرقهم فى الأقطار، ويجوز تفرقهم فى بلد ويكونو فى بعض دون البعض".ومنهم الشيخ بدر الدين الحسنى والشيخ الغزالى و الامام الشافعى والامام احمد بن حنبل ....وغيرهم الكثيرون...
معنى التجديد
اتفق العلما على ان التجديد مش معناه المساس بكل حاجة فى القرآن والسنة الصحيحة من أحكام قطعية، ولا المساس بثوابت العقيدة من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم التانى لكنه تشغيل للعقل والفكر فى مشاكل الحياة المعاصرة لاستنباط الأحكام المناسبة ليها من أدلتها الشرعية، فالتجديد ليه ضوابط و أسس يقوم عليها ومش معناه الانفلات من كل قيد أو بداية للتفريط فى الثوابت علشان فى حاجات ماتقبلش التجديد والتغيير والتبديل زى الصلاة والصوم والزكاة والحج، والأخلاق برضو ماتقبلش التجديد علشان الناس فى كل زمان ومكان اتفقوا على ان الفضائل فضائل والرذائل رذائل.
والتجديد عكس الجمود والتقليد، و هو لا يتعارض مع الحديث اللى بيقول ان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار، علشان التطور والتغيير سنة الله فى خلقه، بنلاقى ده فى تعاقب الليل والنهار واختلاف الفصول ال 4 والمد والجزر والكسوف والخسوف والانسان فى مراحل عمره المختلفة. فالمجدد لازم يجتهد عشان يواكب عصره ويتقدم، ومن أمثلة التجديد مناداة الشيخ رفاعة الطهطاوى بتعليم البنات زى الولاد، و كان معاصريه بيرفضو تعليمهم ويعتقدو ان ده من الدين فبين ليهم ان ده غلط، كمان رأى الشيخ محمد عبده فى التماثيل والصور انها مش حرام علشان سبب التحريم كان عشان عبادة الناس ليها، فلما راح السبب والناس مابقتش تعبدها بقت فن جميل حلال.
رد الامام الرازى على من يطعن فى عقيدته فى كتابه "اعتقادات فرق المسلمين والمشركين" قائلا:
"فان الأعداء والحساد لسه يطعنون فينا وفى ديننا مع ما بذلنا من الجد والاجتهاد فى نصـرة اعتقاد أهل السنة والجماعة. ويعتقدون أننى لست على مذهب أهل السنة والجماعة، ولم تزال تلامذتى وتلامذة والدى فى سائر أطراف العالم يدعون لدين الحق، والمذهب الحق، و أبطلوا كل البدع".
ذكر شيخ الاسلام قاضى القضاة الامام تاج الدين السبكى فى "طبقات الشافعية الكبرى" تحت عنوان "قاعدة فى المؤرخين نافعة جداً"، فقال:
فان أهل التاريخ ممكن حطو من أناس، أو رفعوا أناساً، اما لتعصب، أو لجهل، أو لمجرد اعتماد على نقل من لا يوثق به، أو مش ذلك من الأسباب، والجهل فى المؤرخين اكتر منه فى أهل الجرح والتعديل، كمان التعصب، قل أن رأيت تاريخاً خالى من كده.
وأما تاريخ شيخنا الذهبى غفر الله له، فانه على حسنه وجمعه، مشحون بالتعصب المُفرط، لا واخذه الله، فلقد اكتر الوقيعة فى أهل الدين، أعنى الفقرا اللى هم صفوة الخلق، واستطال بلسانه على كثير من أئمة الشافعيين و الحنفيين، ومال فأفرط على الأشاعرة، ومدح فزاد فى المُجسمة. ده و هو الحافظ المِدره، والامام المبجل، فما ظنك بعوام المؤرخين؟
فالرأى عندنا لا يقبل مدح ولا ذم من المؤرخين، الا بما اشترطه امام الأئمة، وحبر الأمة، و هو الشيخ الامام الوالد رحمه الله تعالى، قال، ونقلته من خطه فى مجاميعه: يُشترط فى المؤرخ الصدق، و اذا نقل يعتمد اللفظ دون المعنى، و أن لا يكون ذلك اللى نقله أخذه فى المذاكرة، وكتبه بعد ذلك، و أن يسمى المنقول عنه؛ فهذه شروط 4 فيما ينقله.
ويُشترط فيه كمان لما يُترجمه من عند نفسه، ولما عساه يطول فى التراجم من المنقول ويقصر، أن يكون عارف بحال صاحب الترجمة، علم، ودين، وغيرهما من الصفات، وده عزيز جداً، و أن يكون حسن العبارة، عارف بمدلولات الألفاظ، و أن يكون حسن التصور، لحد يتصور حال ترجمته كل حال ذلك الشخص، ويعبر عنه بعبارة لا تزيد عليه ولا تنقص عنه، و أن لا يغلبه الهوى، فيخيل ليه هواه الاطناب فى مدح من يحبه، والتقصير فى غيره،لكن يكون مجرداً عن الهوى، و هو عزيز جداً و اما أن يكون عنده من العدل ما يقهر به هواه، ويسلك طريق الانصاف. فهذه 4 شروط تانيه، ولك أن تجعلها خمسة؛ علشان حسن تصوره وعلمه، قد لا يحصل معهما الاستحضار حين التصنيف، فتجعل حضور التصور زائداً على حسن التصور، والعلم. فهذه تسعة شروط فى المؤرخ. و أصعبها الاطلاع على حال الشخص فى العلم؛ فانه يحتاج لالمشاركة فى علمه، والقرب منه لحد يعرف مرتبته. انتهى.[66]
ولقد وقفت فى "تاريخ الذهبي" على ترجمة الشيخ الموفق ابن قدامة الحنبلي، والشيخ فخر الدين ابن عساكر، و أطال تلك، وقصر هذه، و أتى بما لا يشك الثبت أنه لم يحمله على ذلك لكن ده أشعري، وذلك حنبلي، وسيقفون بين يدى رب العالمين.
و كمان ما أحسن قول الشيخ الامام: "وأن لا يغلبه الهوى"؛ الهوى غلاب الا من عصمه الله تعالى.
وقوله: "فاما أن يتجرد عن الهوى، أو يكون عنده العدل ما يقهر به هواه" عندنا فيه زيادة، فنقول: قد لا يتجرد من الهوى، ولكنه لا يظنه هوى،لكن يظنه لجهله، أو لبدعته حق؛ و علشان كده لا يتطلب ما يقهر به هواه؛ علشان المستقر فى ذهنه أن محق، وده كمان يفعل كثير من المتخالفين فى العقائد بعضهم فى بعض، ف مش ضرورى أن يقبل قول مُخالف فى العقيدة على الاطلاق، لكن يكون ثقة، و روى شيئاً مضبوطاً عاينه أو حققه.
وقولنا: "مضبوطاً" احترزنا به عن رواية مالا ينضبط، من الترهات اللى لا يترتب عليها عند التأمل و دخلق شيء.
وقولنا: "عاينه أو حققه" ليخرج ما يرويه عن من غلا أو رخص ترويجاً لعقيدته.[67]
وبسبب العقائد انتقد الذهبى من بعض معاصريه خصوصا تلميذه تاج الدين السبكى فى كذا موضع من كتابه "طبقات الشافعية الكبرى" وفى كتابه التانى "معيد النعم"، فقال فى ترجمته من الطبقات: "وكان شيخنا - والحق أحق ما قيل، والصدق أولى ما آثره ذو السبيل - شديد الميل لآراء الحنابلة، كثير الازدراء بأهل السنة، اللى اذا حضروا كان أبو الحسن الاشعرى فيهم مقدم القافلة، ف علشان كده لا ينصفهم فى التراجم، ولا يصفهم بخير الا و رغم منه أنف الراغم. صنف التاريخ الكبير، وما أحسنه لولا تعصب فيه، و أكمله لولا نقص فيه و أى نقص يعتريه".
وذكر فى موضع تانى أنه نقل من خط صلاح الدين العلائى، و هو من تلاميذ الذهبى والمتصلين بيه، أنه قال: "الشيخ الحافظ شمس الدين الذهبى لا أشك فى دينه وورعه وتحريه فيما يقوله الناس، ولكنه غلب عليه مذهب الاثبات، ومنافرة التأويل، والغفلة عن التنزيه، لحد أثر ذلك فى طبعه انحرافا شديدا عن أهل التنزيه، وميلا قويا لأهل الاثبات، فاذا ترجم لواحد منهم يطنب فى وصفه ب كل ما قيل فيه من المحاسن، ويبالغ فى وصفه، ويتغافل عن غلطاته ويتأول له ما أمكن، و اذا ذكر أحدا من الطرف التانى كامام الحرمين و الغزالى ونحو هما لا يبالغ فى وصفه، ويكثر من قول من طعن فيه، ويعيد ذلك ويبديه، يعتقده دينا، و هو لا يشعر، ويعرض عن محاسنهم الطافحة، فلا يستوعبها، و اذا ظفر لاحد منهم بغلطة، ذكرها. كمان فعله فى أهل عصرنا، اذا لم يقدر على واحد من منهم بتصريح يقول فى ترجمته: والله يصلحه، ونحو ذلك وسببه المخالفة فى العقائد".
بعدين ذكر السبكى أن الحال أزيدو ده وصف العلائى، فقال: " اللى أدركنا عليه المشايخ النهى عن النظر فى كلامه، وعدم اعتبار قوله، وماكانش يستجرئ أن يظهر كتبه التاريخية الا لمن يغلب على ظنه أنه لا ينقل عنه ما يعاب عليه".[68]
محمد بن عبد الوهاب: انتقده عدد كبير من العلما وحذرو منه ومن دعوته، زي: الشيخ سليمان بن عبد الوهاب أخو محمد بن عبد الوهاب فى كتابه "الصواعق الالهية فى الرد على الوهابية"، ومفتى الحنابلة بمكة المتوفى سنة 1295 هجرية الشيخ محمد بن عبد الله النجدى الحنبلى فى كتابه "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة"، ومفتى الشافعية بمكة أحمد زينى دحلان فى كتابه "فتنة الوهابية"، وشيخ الأزهر محمد الأحمدى الظواهرى فى كتابه "يهود لا حنابلة" (والكتاب ده ممنوع من التداول وصعب تلاقيه)، و الكوثرى فى كتابه "تحذير الخلف من مخازى أدعياء السلف"، والامام الربانى مجدد الألف التانى أحمد السرهندى فى كتابه "الحق المبين فى الرد على الوهابيين"، و عبد الله بن علوى الحداد فى كتابه "مصباح الأنام وجلاء الظلام فى رد شبه البدعى النجدى اللى أضل بيها العوام"، وكتابه "السيف الباتر لعنق المنكر على الأكابر"، و اسماعيل التميمى فى كتابه "المنح الالهية فى طمس الضلالة الوهابية"، والشيخ حسن الشطى الحنبلى فى كتابه "النقول الشرعية فى الرد على الوهابية"، والامام محمد بن اسماعيل الأمير الصنعانى (مدحه فى البداية وبعدين تراجع عن موقفه)، ومفتى الديار التونسية الشيخ عمر المحجوب، و يوسف الدجوى، وغيرهم، واعتبره الفقيه الحنفى ابن عابدين من الخوارج اللى بينتحلو مذهب الحنابلة ويكهربو خالف اعتقادهم ومذهبهم ويستبيحو قتلهم.
يقول ابن عابدين فى حاشيته رد المحتار: "مطلب فى أتباع عبد الوهابالخوارج فى زماننا قوله: (ويكفرون أصحاب نبينا (ص)) علمت أن ده مش شرط فى مسمى الخوارج،لكن هو بيان لمن خرجوا على سيدنا على رضى الله تعالى عنه، و الا فيكفى فيهم اعتقادهم كفر من خرجوا عليه، كمان وقع فى زماننا فى اتباع عبد الوهاب اللى خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة، لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمين و أن من خالف اعتقادهم مشركون، واستباحوا بكده قتل أهل السنة وقتل علمائهم، لحد كسر الله تعالى شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم عساكر المسلمين سنة 3 وثلاثين ومائتين و ألف".[79]
وده برضو رأى الشيخ أحمد الصاوى المالكى فى حاشيته (يعنى تعليقه) على تفسير الجلالين فى سورة فاطر الآية 6 قال:
"وقيل دى الآية نزلت فى الخوارج اللى يحرفون تأويل الكتاب والسنة ويستحلون بكده دماء المسلمين و أموالهم كمان هو مشاهد دلوقتى فى نظائرهم، وهم فرقة بأرض الحجاز يقال لهم الوهابية يحسبون أنهم على شيء ألا انهم هم الكاذبون، استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله دول حزب الشيطان ألا ان حزب الشيطان هم الخاسرون، نسأل الله الكريم أن يقطع دابرهم". ملحوظة: بعض النسخ الحديثة محذوف منها الجزء ده.[80][81][82][83]
الألبانى: انحرف عن عقيدة ومذهب أهل السنة والجماعة فى حاجات كتير، ووضح ده عبد الله الهررى فى كتابه "تبين ضلالات الألبانى شيخ الوهابية المتمحدث"، و حبيب الرحمن الأعظمى فى كتابه "الألبانى شذوذه و أخطاؤه"، و عبد الله بن الصديق الغمارى فى كتابه "القول المقنع فى الرد على الألبانى المبتدع"، وكتاب "ارغام المبتدع الغبى بجواز التوسل بالنبي"، و حسن بن على السقاف فى كتابه "تناقضات الألبانى الواضحات"، وكتاب "البشارة والاتحاف بما بين ابن تيمية والألبانى فى العقيدة من الاختلاف"، و محمود سعيد ممدوح فى كتابه "التعريف بأوهام من قسم السنن لصحيح وضعيف".[88][89][90][91][92]
أرجوزة السيوطى
صنف الامام السيوطى أرجوزة سماها "تحفة المهتدين بأخبار المجددين" بين فيها أسماء المجددين من القرن الاولانى لالقرن التاسع الهجري، قال فيها:
↑ أبAzra, Azyumardi (2004). The Origins of Islamic Reformism in Southeast Asia part of the ASAA Southeast Asia Publications Series. University of Hawaii Press. p. 18. ISBN9780824828486. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameter: |coathors= (help); External link in |وصلة= (help)