عمر بن الخطاب (40 ق.هـ / 584م - 23 هـ / 644 م) الملقب بـ "الفاروق" و كنيته "ابو حفص". هو تانى الخلفاء الراشدين و أول من اتسمى بأمير المؤمنين ومن أكابر اصحاب الرسول محمد و واحد من العشرة المبشرين بالجنة، اوّل من عمل بالتقويم الهجرى. بقى خليفة المسلمين بعد وفاة الخليفة الاول ابو بكر الصديق و فى عهده فتحت العراق و مصر , ليبيا و الشام و فلسطين و بقت القدس , اللى ليها مكانة كبيرة عند المسلمين تحت سيطرتهم لاول مرة , بلاد فارس و خرسان و شرق الأناضول وجنوب ارمينيا و أفغانستان. فى عهده اتقضى على الامبراطوريه الفارسيه اللى كانت واحده من القوى العظمى فى الوقت ده , و خلى القوى العظمى التانيه الامبراطوريه البيزنطيه تفقد بلاد بتدخل للامبراطوريه دخل كبير زى مصر والشام. اشتهر بالعدل و كان له اسهامات كتيره فى سياسية و بناء الدولة و الدين و اللى طلع القانون و الوثيقة اللى اتعرفت بالعهدة العمرية لتئمين اهل الكتاب على اماكن عبادتهم و ممتلكاتهم. فى سنة 23 هـ الموافق 644 م , اغتاله واحد فارسى اسمه فيروز المعروف باسم ابو لؤلؤة فى الجامع وقت الصلاة.
حياته قبل الاسلام
اتولد فى 40 ق.هـ / 584م ,بعد سنة من السنة اللى اتسمت ب عام الفيل و بعد مولد النبى محمد بتلاتشر سنة, فى مكة ف قبيلة قريش لبنى عدى اللى كان ليها شان كبير .وهو صغير اتعلم القراءة و الكتابة , وده كان شىء نادر فى الوقت ده , و كان غاوى مصارعه و فروسيه و مهتم بالشعر. لما كبر شوية ابتدى يشتغل ف التجارة , اللى بقى كويس فيها و بقى من اغنياء قريش. كان له مكانة كبيرة و سط قبيلة قريش و كان من اشرافها و خلوه يقوم بدور السفير و كان من صلحياته انه يتكلم باسم قريش مع القبايل و البلاد التانيه و حل خلافتهم لما تحصل مشاكل. كان مشهور بالعدل و الشدة و بشجاعته و قوته.
اسلامه
قصة اسلام عمر بن الخطاب من اشهر قصص اسلام الصحابه. فى الاول كان عمر من اللى وقفوا أوصاد نشر دعوة الرسول محمد و كان بيعادى اى حد اتعرف انه اسلم و يحاول يمنع النبى من نشر دعوته و يشارك فى تعذيب اللى اسلموا من العبيد و الفقرا و اللى ملهمش مكانة كبيره فى قريش و كان قاسى و عنيف مع المسلمين و كان المسلمين بيخافوا من بطشه و من قوته. بس فى نفس الوقت كان بيعانى من صراع جوه قلبه ان دعوة النبى محمد , بتختلف عن عبادة الالهه اللى قريش بتعبدها و قسم مكة لنصين و ان الاسلام بيشكل خطوره على مركزه و سلطته بس فى نفس الوقت كان شايف ان الرسول كان معروف قبل ما يبتدى الدعوة بالصدق و الامانة و سمع كلام و دعوة الرسول و اثر فيه و كان معجب بثبات المسلمين برغم التعذيب و الاضطهاد اللى كانو بيشفوه و اقتناعهم انهم على حق. و كان النبى محمد دعى "اللَّهُمَّ أَيِّدْ الإِسْلاَمَ بِأَبِى الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ".
فى يوم قرر انه ينهى الصراع الداخلى اللى جوه ده و ان المشكلة كلها بسبب النبى فقرر انه حيقتله و يحل الموضوع , و طلع من بيته رافع سيفه و بيدور على النبى فشافه راجل يعرفه , كان مسلم و مش معلن اسلامه بسبب الاضطهاد و التعذيب , فاعلن له على نيته, فالراجل اتفزع و شاف ان مفيش وقت انه يروح يحذر الرسول و المسلمين و انه لازم يعطل عمر بأى شكل فحاول انه يخوفه من ان اهل النبى حينتقموه منه ف اصر انه حيقتل النبى فاضطهر عشان يعطله انه يقوله ان اخته فاطمة بن الخطاب و جوزها سعيد بن زيد اسلموا, و ان يشوف اهله الاول احسن, فسمع الخبر ده و اتغاظ اكثر و راح على بيت اخته. فى نفس الوقت كان اخته فاطمة بن الخطاب و جوزها سعيد بن زيد فى بيتهم مع الصحابى خباب بن الأرت اللى كان بيعلمهم الدين و بيقروا القران , لما وصل عمر للبيت سمع همهمة غريبه جوه و دق الباب فهرب خباب بن الأرت و استخبى فى اوضه ف البيت و لما فتح له سعيد بن زيد الباب و لما سئله عمر اذا كان خبر انه اسلم هو و اخته صح ولا لا , فلما قاله انه صحيح ضربه و حاولت اخته انها تحوش اخوها عن جوزها فخبطها برضه و ده ممنعهاش انها تقف قدامه فرق قلبه و هدأ فطلب انه يشوف الورقة اللى فيه قرآن مكتوب ,اللى ف ايدها فقالت " يا اخي، إنك نجسٌ على شركك، و إنه لا يمسها إلا الطاهر" و اصرت انه يتوضى و لما اتوضى فعلا و قرأ الورقة كان المكتوب فيها جزء من سورة طه, {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى * إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيل مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلاَ * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.
لما خلص قرأءة قرر انه يسلم فطلع خباب بن الأرت من مخبئه و ارشده عن مكان النبى مع صحابته فى دار الأرقم بن الأرقم. لما وصل لحد مكان النبى كان خبر نية عمر انه يقتل الرسول وصل , و احتشد عدد من المسلمين يدافعوا عن النبى , فلما دخل مسكه حمزة بن عبد المطلب عم النبى , فامره النبى انه يسيبه و اعلن عمر اسلامه ففرح باسلامه النبى و الصحابة كلهم , بعد ما اسلم على طول قال للنبى " يا رسول الله، ألسنا على الحق؟ , فقال الرسول " نعم" , فرد عمر " ففيمَ الاختفاء؟! , فخرج المسلمين كلهم لاول مرة و اعلنوا اسلامهم و صلوا صلاة علانية قدام الناس كلها و محدش قدر يتعرض لهم ولا يئذوا و كان عدده الاربعين ف اللى اسلموا. بعد كده اتحول عمر للدفاع عن المسلمين اللى بيتعذبوا و ابتدى يوقف اضطهادهم و كان بيشترى عبيد مسلمين و بيحررهم.
فى وقت الهجرة المسلمين من مكة للمدينة , كان الوثنين بيمنعوا المسلمين انهم يهاجروا و يسيبوا مكة و عشان كده كان المسلمين بيهاجروا فى السر , بس عمر اعلن انه حيهاجر قدام الناس كلها و اتحدى الوثنين انهم يمنعوه و محدش استجرأ انه يحاول يمنعه من خوفهم منه و طلع معاه فى حمايته 20 مسلم اغلبهم من الفقرا و الضعاف اللى مكنوش عارفين يهاجروا.
خلافته
لما احس الخليفه ابو بكر انه قارب موته , جمع الصحابه من المهاجرين و الأنصار و استشارهم عن رأيهم ف تولى عمر الخلافه من بعده , فقالوا انه مناسب و احسن واحد يتولى المنصب ده , بس كان فيه ناس متخوفين من ان عمر يبقى خليفه عشان شدة و غلظة و القوة اللى عمر بن خطاب كان معروف بيها , بس اقتنعوا انه مناسب للمنصب , لما وصل الكلام ده لعمر قال للناس «"بلغنى أن الناس هابوا شدتي، وخافوا غلظتى او قالوا قد كان عمر يشتد علينا ورسول الله بين أظهرنا، بعدين اشتد علينا و أبو بكر والينا دونه؛ فكيف و صارت الامور إليه؟ أيها الناس إنى قد وُليت اموركم، أيها الناس فاعلموا أن تلك الشدة قد أُضعفت لكن إنما تكون على اهل الظلم">>. و لما توفى ابو بكر اتولى عمر الخلافه.
عهد عمر بن الخطاب كان فيه انجازات اداريه و حضاريه و توسع لدولة الخفا الراشدين , فهو اول من استخدم التقويم الهجرى بعد مشوره للصحابى على بن ابى طالب , و اول من عمل الدواوين زى بيت المال ( وزارة الماليه دلوقتى) و دار الدقيق ( وزارة التموين دلوقتى) للدولة و اهتم بعمل مدن جديده زى الكوفه و البصره و وسع الجامع النبوى و خلى الجزيه , الضريبه اللى بيدفعها اهل الكتاب عشان ميدخلوش الجيش فى مقابل حمايتهم , بتتطبق على حسب المستوى المعيشى و الاجتماعى و كان بيعفى منها اللى مكنش يقدر يدفعها. من اشهر الحاجات اللى عملها عمر بن الخطاب هو القانون و الوثيقة اللى اتعرفت بالعهدة العمرية لما المسلمين فتحوا القدس , و امن المسيحين على كنايسهم و ممتلكاتهم و انهم لهم كل الحقوق و الواجبات و منع و جرم اى تعرض لهم. و عمل قوانين جديده للجيش زى فترة للتجنيد الاجبارى للشباب , حرس الحدود , و حدد خدمة العساكر فى الجيش ( و حددها 4 شهور) , و قسم الجيش لقوات احتياطيه نظاميه و عمل ديوان للجيش لكتابة تقراير و كلف مترجمين و قضاه و اطباء انهم يرافقوا الجيش.
فى يوم الاربع 26 ذى الحجة سنة 23 هـ/ الموافق 644 م فى صلاة الفجر و هو بيؤم الناس فى الجامع و لما سجد فى الصلاة , طعنه بخنجر مسموم تلات طعنات واحد فارسى اسمه فيروز و معروف باسم ابو لؤلؤة , اللى حاول يهرب و ضرب تلاتشر واحد (مات منهم سبعة) و هو بيحاول يهرب وفى الاخر انتحر قبل ما يتمسك. الناس شالت الخليفه اللى كان لسه عايش لبيته و كلف عبد الرحمن بن عوف انه يكمل الصلاة بالناس. قبل ما يموت اختار ستة من الصحابة الكبار و هم عثمان بن عفان ، على بن ابى طالب ، طلحة بن عبيدالله ، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن ابى وقاص و كلفهم انهم يختاروا واحد منهم انه يبقى خليفة و ادلهم تلات ايام عشان يختاروا و فى الاخر اختاروا عثمان بن عفان عشان يبقى خليفة للمسلمين.