ميليشيا النمور بدأت فى اكتوبر 1968 فى السعديات مسقط راس كميل شمعون رئيس حزب الوطنيين الأحرار تحت اسم "كتيبة النمور اللبنانيه" (بالفرنساوي:Brigade des Lionceaux Libanais) , على اسم كميل شمعون (اسمه بالكامل: كميل نمر شمعون) . الميليشيا كان بيقودها و بيشرف على تدريبها و تمويلها سكرتير الدفاع فى الحزب نعيم بردقان اللى اتقتل اثناء المعارك فى يناير 1976 . مسك الميليشيا من بعدو داني شمعون ابن كميل شمعون.
مقر قيادة ميليشيا النمور كان فى منطقة سوديكو فى حي الاشرفيه فى بيروت , لكن بعدها اتنقلت لمارينا الصفرا , و هى مارينا للمراكب من منطقة كسروان 25 كيلومتر شمال بيروت , و فضلت هناك لغاية حل الميليشيا بعد مجزرة الصفرا 1980.
التنظيم و التمويل
تحت قيادة دانى شمعون ميليشيا النمور سنة 1978 كانت تاني اكبر ميليشيا فى الجبهه اللبنانيه . النمور كانوا مسلحين باسلحه اليه حديثه , و بعد تفكك الجيش اللبنانى الرسمي قدروا يستولوا على كميه من الاسلحه التقيله و المدرعات اللى كانت فى معسكرات الجيش المهجوره .
على الرغم من ان النمور ماقدروش يحققوا نفس مستوى الانضباط و التدريب العالي اللى كان عند قوى الكتايب النظاميه او ميليشيا التنظيم , الا ان عددهم وصل 4000 مقاتل متوزعين على وحدات للصاعقه و المشاه و المدفعيه بالإضافه لسلاح الاشاره و فرقه طبيه و وحده للدعم اللوجستي . و على الرغم من ان هيئة القياده فى ميليشيا النمور كانت من الموارنه , الا ان كتير من الافراد فى الرتب التحتانيه كان فيهم روم ارثوذكس و دروز و شيعه كان بيتم تدريبهم فى معسكرات سريه من سنة 1968 فى مناطق السعديات و المتن و كسروان و غيرها.
النمور كمان اتلقوا دعم لوجستي و تمويل مالي من الدول العربيه اللى كانت بتحارب الشيوعيه زي مصر فى وقت السادات و الاردن و السعوديه من اول سنة 1974 , و بعدين من اسرائيل و سوريا من اول سنة 1977 .
اسرائيل كانت بتقدم دعم فني فى تدريب عناصر النمور , و بتوفر لهم اسلحه تقيله و دبابات إم 50 سوبر شرمان .
ميليشيا النمور كانت شغاله بشكل اساسي فى بيروت الشرقيه و جبيل و طرابلس و فى مناطق المتن و جبل لبنان و كسروان و زحله فى سهل البقاع . و فى الجنوب كانوا ناشطين فى منطقة جبل عامل و هناك عناصر النمور ساهمت بقوه فى انشاء و دعم جيش لبنان الجنوبي بالتعاون مع اسرائيل.
اخطاء و خطايا النمور
عناصر النمور كانوا معروفين بوحشيتهم و دمويتهم فى القتال , و ده ظهر فى اشتراكهم مع ميليشيا التنظيم و ميليشيا الكتايب و حراس الارز فى مدبحة الكرنتيناومدبحة تل الزعتر ضد المدنيين الفلسطينيين سنة 1976.
تمويل النمور كان بييجي بشكل اساسي من ثروة كميل شمعون الشخصيه , بالإضافه للاتاوات اللى كانت الميليشيا بتلمها بشكل غير قانوني من اهالي المناطق و الاحياء السكنيه اللى كانت تحت سيطرتهم . و ده كان السبب فى رغبة النمور فى ضم مناطق جديده لسيطرتهم , حتى لو كان على حساب حلفائهم فى الجبهه اللبنانيه اللى حاربوا ضدهم فى مايو 1979 فى سباق داخلي للسيطره على عين الرمانه و فرن الشباك.
النمور كمان سيطروا على مينا ضبيه و حطوه تحت ادارة جوزيف عبود السواق الشخصي بتاع كميل شمعون . و اشرفوا من خلاله على عمليات تهريب مخدرات كان ايرادها بيستخدم لتمويل الميليشيا و الحزب لغاية سنة 1980 .
تورط النمور فى مذابح اباده جماعيه و انشغالهم بجمع الاتاوات و النهب المسلح للمناطق اللى كانت تحت سيطرتهم بالاضافه لتورطهم فى تجارة المخدرات كانت سبب فى تشتيت مقاتلين النمور و تخريب عقيدتهم القتاليه . و ده كان سبب خسارتهم منطقة اقليم الخروب اللى فيها مناطق التجنيد و التدريب بتاعتهم , بالاضافه لخسارتهم منافد بحريه استراتيجيه زي الدامور و الجيه فى 1976. كمان العلاقات الداخليه بين قيادة النمور و بين المكتب السياسي لحزب الوطنيين الاحرار اتوترت لما كميل شمعون رئيس الحزب دعم التدخل السوري فى لبنان , فى الوقت اللى دانى شمعون قائد النمور و ابن كميل شمعون كان بيدين التدخل السوري بقوه. و عشان الحزب يلم الموضوع و مايبانش انه فقد السيطره على جناحه العسكري , كميل شمعون عرض ضم النمور ضمن الميليشيا المشتركه للقوات اللبنانيه تحت القياده الموحده لبشير الجميل . لكن داني شمعون رفض ضم الميليشيا بتاعتو تحت قائد كتائبي , و ده كان السبب المباشر فى مجزرة الصفرا فى 7 يوليو 1980 اللى قامت بيها القوات اللبنانيه بقيادة بشير الجميل و هجموا فيها على مقر قيادة النمور و قتلوا اكتر من 500 مقاتل من النمور بمنتهى الوحشيه .
تم تهريب داني شمعون على سوريا و منها على منفاه فى اوروبا بعد ما سلم قيادة النمور لأخوه الكبير دوري شمعون . و فى يوليو 1980 صدر امر من كميل شمعون بحل ميليشيا النمور , و بشكل تلقائي تم ضم كل قواتها و اسلحتها و معسكرات تدريبها للقوات اللبنانيه فى اكتوبر من نفس السنه.
محاولة احياء الميليشيا مره تانيه
بعد الغزو الاسرائيلي للبنان و اغتيال بشير الجميل فى 1982 , ظهرت فرصه اودام حزب الوطنيين الأحرار لإحياء النمور مره تانيه بين 1983 - 1984 , لكن المره دي كان داني شمعون فى المنفى , و الحزب ماقدرش يجمع اكتر من 100 مقاتل بتسليح متواضع , خدم معظمهم كحرس شخصي لكميل شمعون و قيادات الحزب من غير ما يكون ليهم اثر كبير على مجريات الحرب .
فى اكتوبر 1987 دانى شمعون رجع لبنان عشان يخلف ابوه فى رياسة الحزب لكن مع اغتيال داني سنة 1990 و نهاية الحرب الاهليه , تم حل ميليشيا النمور نهائياً و تم تسريح افرادها.
قيادات النمور فى المشهد السياسي دلوقتي
بعض من قيادات النمور المعروفين بتطرفهم القومي المسيحي بيدعموا حالياً العماد ميشال عون.