محمد بن عبد الله اللواتى ابن بطوطه ( طنجه ، المغرب ، 1304 - 1378 ) ، رحاله مغربى اتولد فى طنجه ، قضى 28 سنه فى السفر و الرحلات. رحلته الاولى كانت للحج عن طريق شمال افريقيا و مصر.و صل مصر وهى فى قمة حضارتها و تقدمها الثقافى فى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون ( 1285 - 1341 ) فإنبهر بيها و باللى شافه فيها و وصفها بقوله : " وهى أم البلاد، و قرارة فرعون ذى الأوتاد ، ذات الأقاليم العريضة و البلاد الأريضة، المتناهية فى كثرة العمارة ، المتناهية بالحسن و النضارة .. قهرت قاهرتها الأمم، و تمكنت ملوكها نواصى العرب و العجم " .[8]
عمل رحلتين تانيين واحده للاندلس سنة 1350 و واحده للسودان الغربى سنة 1352 و بعدها رجع لفاس سنة 1354 و هناك ملى كتابه المشهور " تحفة النظار و غرائب الأمصار " على كاتب البلاط المرينى. نال الكتاب شهره كبيره و اترجم للغات كتيره.
ابن بطوطه فى مصر
بيحكى ابن بطوطه انه خرج من طنجه و فارق وطنه زى الطيور ما بتفارق عششها يوم الخميس 13 يونيه سنة 1325 ( 2 رجب 725 ) بنية الحج. و ده كان فى عهد عثمان بن يعقوب بن عبد الحق المرينى ( ابو سعيد ). مصر وقتها كان بيحكمها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تاسع سلاطين الدوله المملوكيه.
اسكندريه
وصل ابن بطوطه اسكندريه عاصمة مصر العريقه فى العصر البطلمى فى نص ابريل سنة 1325 و وصفها بإنها " الثغر المحروس ، و القطر المأنوس ، العجيبة الشأن الأصلية البنيان ، بيها ما شئت من تحسين و تحصين ، و مآثر دنيا و دين ، كرمت مغانيها ، و لطفت معانيها ، و جمعت بين الضخامة و الإحكام مبانيها ". و ذكر ان ليها اربع تبواب : باب السدره ، و باب رشيد ، و باب البحر ، و الباب الاخضر.
انبهر ابن بطوطه بمرسى اسكندريه اللى قال عنه انه عمره ما شاف فى الدنيا مرسى زيه و ما بيضاهيهوش الا مرسى قاليقوط فى الهند و مرسى سرداق فى بلاد الترك و مرسى الزيتون ( دلوقتى تشيون ) فى الصين.
شاف ابن بطوطه اطلال فنار اسكندريه و ذكر ان الملك الناصر محمد بن قلاوون كان ناوى يبنى فنار بداله. و استغرب من عمود السوارى اللى وصفه بإنه من غرايب اسكندريه و كان وقتها بارز وسط غابة نخل و ما فهمش ازاى العمود الرخام الضخم ده اترفع و اتنصب. طبع مصر خلال عصورها المختلفه كانت متطوره و متقدمه فى فنون العماره و الهندسه و كان صعب على غير المصريين فهم قدرة المصريين على تحريك الحجاره و رفع العواميد الضخمه. زى ما ابن بطوطه انبهر و استغرب رحاله قبله بكام الف سنه هو هيرودوتوس انبهر و استغرب هو كمان من قدرات المصريين و تقدم مصر.
حاكم اسكندريه كان امير اسمه صلاح الدين ، و كان عايش وقتها فى اسكندريه زكريا ابو يحى الليحانى من ملوك الدوله الحفصيه و اللى لجأ لمصر و معاه عياله اللى واحد فيهم كان اسمه " المصرى " و تانى كان اسمه " السكندرى " و سكنهم الملك الناصر فى دار السلطنه فى اسكندريه و طلعت لهم الدوله المصريه مرتب يومى يعيشو منه.
دمياط و الدلتا
بعد ما قعد ابن بطوطه فى اسكندريه و قابل علماءها و اتعرف عليهم سافر على القاهره و عدى على دمنهور اللى وصفها بإنها ام مدن البحيره كلها ، و فوا اللى لفت نظره فيها انها مليانه بساتين ، و النحراويه اللى كانت مبانيها وقتها جديده ، و ابيار ودى كانت مبانيها قديمه و بتشتهر بصناعة الهدوم و بتتفوق فيها عن اى مكان تانى فى الشرق ، و المحله الكبيره اللى عجبته قوى ، و فضل يعدى على مدن و قرى مصر اللى و صفها بإنها مليانه نخل و فواكه و طيور و سمك بورى لغاية ما وصل بلطيم ( ملطين وقتها ) على بحيرة تانيس و من هناك طلع على دمياط اللى لقاها مدينه واسعه مليانه فواكه و موز كان بيتنقل منها بالمراكب للقاهره. و ذكر ابن بطوطه ان دمياط كانت فيها اغنام و طيور سمينه كتيره و فيها البان جاموسى مالهاش مثيل فى حلاوة الطعم و ان دمياط كانت بتصدر السمك البورى لبيزنطه و الشام. دمياط فى الفتره دى كانت فيها جزء حديث البنا و جزء قديم كان اتخرب وقت الحمله الصليبيه السابعه بتاعة لويس التاسع.
من دمياط سافر ابن بطوطه على فارسكور و دى بلد على النيل ما بين دمياط و المنصوره ، و هى البلد اللى اتأسر فيها الملك لويس التاسع و قواده و نبلائه. و ابن بطوطه فى فارسكور بعت له الامير المحسنى فلوس عشان يتعيش منها اكرام من المصريين للغربا.
بعد دمياط راح ابن بطوطه على مدينة اشمون الرمان و لقاها مدينه قديمه فيها مرسى صغير و بيقول انها اتنسبت للرمان بسبب كترته فيها و انها بتصدره للقاهره ، و من هناك راح على سمنود عى شط النيل و قال انها كانت مليانه مراكب و فيها اسواق كويسه ، و من سمنود ركب مركب رايح ع القاهره و وصف السكه ما بين اسكندريه و القاهره بإنها كانت عباره عن اسواق متصله.
مصر فى عهد الملك الناصر كانت بليها ثراء اقتصادى و استقرار سياسى لإن الملك الناصر كان بيعمل مشروعات اقتصاديه ضخمه مااتعملتش من ايام الفراعنه و البطالمه فعم الرخاء و الازدهار مصر و كانت كل بلاد الدنيا وقتها بتعمل الف حساب لمصر و بتحرص على ان يكون ليها علاقات كويسه بيها. بيقول المؤرخ ابن اياس عن الملك الناصر : " لم يل من ولاد الملوك قاطبة مُلك مصر أعظم من الملك الناصر محمد " .[9]
أم الدنيا
وصل ابن بطوطه العاصمه المصريه " أم البلاد و قرارة فرعون ذى الأوتاد ، ذات الاقاليم العريضه ، و البلد الأريضه المتناهيه فى كثرة العمارة ، المتناهية بالحسن و النضارة .. تموج موج البحر بسكانها .. شبابها يجد على طول العهد ، و كوكب تعديلها لا يبرح عن منزل السعد. قهرت قاهرتها الأمم ، و تمكنت ملوكها نواصى العرب و العجم. و ليها خصوصية النيل الذى أجل خطرها ، و أغناها عن أن يستمد القطر قطرها. و أرضها مسيرة شهر لمجد السير ، كريمة التربة مؤنسة لذى الغربة "
بالأوصاف دى ابتدا ابن بطوطه وصف عاصمة مصر العريقه. و ابن بطوطه ما كانش جى من منطقه متخلفه و شاف الاندلس و لف الدنيا لكن مصر وقتها ماكانش ليها مثيل و لا تقارن بأى بلد تانى. و ابن جزى كان ذكر قول الشاعر : " لعمرك ما مصر بمصر و إنما .. هى الجنة الدنيا لمن يتبصر. فأولادها الولدان و الحور عينها .. وروضتها الفردوس و النيل كوثر ". و الشاعر ناصر الدين بن ناهض : " شاطىء مصر جنة .. ما مثلها من بلد ".
بيحكى ابن بطوطه ان مصر العاصمه كان فيهه 12 ألف سقا على الجمال و 30 ألف سقا على الأرض و فى نيلها كان فيه 36 ألف مركب رايحه جايه ما بين الصعيد و اسكندريه و دمياط محمله بأنواع الخيرات. على ضفة نيل القاهره كانت منطقة الروضه و دى كانت جنينه كبيره و مكان بيتفسح فيه المصريين و لاحظ ابن بطوطه بإن المصريين " ذوو طرب وسرور و لهو " و ده طبع كان وسط منطقه مكتئبه و خشنه الطباع ، و حضر احتفال دام كذا يوم بمناسبة شفا ايد الملك الناصر من كسر و شاف الناس مبتهجه و فرحانه و الشوارع مليانه بالزينات.
المدارس و البيمارستان المنصورى
لاحظ ابن بطوطه ان القاهره فيها اعداد كبيره من المدارس قال عنها " لا يحيط واحد من بحصرها لكثرتها " ، و وصف الزوايا اللى المصريين كانو بيسموها " خوانق " ، و بيقول ان الامرا كانو بيتنافسو على بنا الزوايا دى لفعل الخير و كانت كل زاويه مخصصه لطايفه معينه من الفقرا اللى كانو غالبيتهم اجانب صوفيين ، و كانو بيعيشو فيها على حساب الامير اللى بيأكلهم و بيدفع لهم مرتبات شهريه يتعيشو منها. و شاف ابن بطوطه البيمارستان المنصورى فخر مصر فى العصر المملوكى فى بين القصرين و ده كان مستشفى ضخمه بناها السلطان المنصور قلاوون و افتتحها سنة 1283 بحضور علما و امرا مصر و كانت مزوده بقاعات محاضرات لتعليم الطب و معامل للادويه و عيادات لعلاج الامراض المختلفه على ارقى نظم اياميها. العلاج فى البيمارستان المنصورى و الكشف و الكونسولتو و الادويه و الاكل و الشرب كانت ببلاش على حساب الدوله المصريه للغنى و الفقير و الحر و العبد. و لحد لو حد عيان مات فيه كانت الدوله بتتكفل بالجنازه و الدفن .[10]
القرافه
ابن بطوطه زار قرافة القاهره اللى مالهاش مثيل فى الدنيا ، و ذكر ان المصريين كانو بيبنو فيها مبانى جميله حيطانها متزينه و شكلها زى البيوت. قرافة القاهره ما كانتش مجرد مقابر زى فى البلاد التانيه لكن كانت منطقة جناين المقابر فيها بتشبه الفيلات و البيوت و لدرجة ان المصريين الاغنيا و الامرا كانو بيحبو يسكنو فيها ، و جنب الترب كانت بتتبنى مدارس و زوايا فكانت القرافه عباره عن مدافن و منطقه سكنيه. الميراث ده لسه موجود فى قرافة القاهره لغايه دلوقتى و الناس اللى عايشه فيها النهارده مش حاجه جديده. بيقول ابن بطوطه ان فى قرافة القاهره مدافن مالهاش حصر للعلما و الصالحين.
طبع ما فاتش ابن بطوطه انه يزور الاهرامات و يتكلم عنها. وصفها بإنها " من العجائب المذكورة على مر الدهور " و قال عنها شوية معلومات خرافيه على قد ما كانت الناس بتعرف اياميه لإن فى الوقت ده ماكانش معروف غير تاريخ مصر الخرافى.
دوران المحمل المصرى
دوران المحمل كان من الاحتفالات اللى حضرها ابن بطوطه فى مصر و وصفه بإنه كان يوم مشهود. دوران المحمل كان احتفال خروج كسوة الكعبه كل سنه من القاهره تحت اشراف سلطان مصر الملقب بـ خادم الحرمين الشريفين. قبل توجه الكسوه للحجاز كانت بتتحط فى هودج على جمل و بيتلف بيها فى شوارع القاهره وسط فرق الموسيقا و استعراضات فرسان المماليك المبهره على الحصنه. فى اليوم ده كانت القاهره بتتزين و كان المصريين رجاله و ستات و عيال بييخرجو فى الشوارع يتفرجو. بعد الاحتفالات كان المحمل بيروح على الحجاز و قدامه امرا مصر و وراهم الحجاج و الدكاتره المصريين اللى كانو بيروحو مع المحمل عشان يعالجو الناس اللى بتعيا فى الحج .[11][12] بيقول ابن بطوطه ان فى اليوم المشهود ده فى شهر رجب كان بيطلع القضاه الاربعه و وكيل بيت المال و المحتسب و معاهم الفقها و الامرا و يروحو على بيت السلطان اللى هو قلعة الجبل ، و هناك كان بيطلع لهم الجمل و عليه كسوة الكعبه و قدامه الامير المكلف بالاشراف على الحج اللى كان بيتسمى " امير الحج " و معاه عسكر مصر المكلفين بحماية القافله و السقايين اللى كانو بيسقو الحجاج فى السكه ، و يطوفو بالمحمل فى شوارع القاهره.
الصعيد
ساب ابن بطوطه القاهره و اتجه على الصعيد و عدى على منية القائد و دى كانت مدينه صغيره على الشط الغربى للنيل تابعه لبنى سويف و كانت مشهوره بصناعة الكتان ، و من هناك راح على مدينة بوش اللى وصفها بإنها كانت اكتر مدينه فى مصر فيها كتان و كانت بتصدره لنواحى مصر و شمال افريقيا ، و بعد بوش راح على دلاص و دى كمان كانت مدينه مشهوره بالكتان ، و بعد ما زار ببا سافر على البهنسا و وصفها بإنها مدينه واسعه بيتصنع فيها صوف نوعه كويس و هناك استضافه الشيخ صالح العجمى و قعده فى بيته. من البهنسا راح على منية ابن الخصيب و دى مدينة المنيا دلوقتى و وصفها بإنها مدينه واسعه مبنيه غلى شط النيل و فيها مدارس و زوايا. وبيحكى انه دخل الحمام هناك فلقى الناس ما بتغطيش نفسها فزعل قوى و راح لوالى المدينه الامير شمس الدين و اشتكى فنادى المشرفين على الحمامات و قالهم الناس لازم تتغطى.
من منية ابن الخصيب سافر ابن بطوطه على مدينة منلوى و وصفها بإنها مدينه صغيره فيها حداشر معصرة سكر و ان الفقرا فيها بيتسمح لهم بدخول المعاصر و اخد السكر ببلاش. من منلاوى راح على منفلوط ولقاها مدينه جوها نقى و فيها مبانى جميله و بيتصنع فيها نوع من العسل بيتعمل من القمح و بيتسمى " النيدا " و بيتباع فى اسواق مصر. من هناك سافر على اسيوط اللى قال عنها انهالكن جميله فيها اسواق بديعه و القاضى بتاعها كان اسمه شرف الدين عبد الرحيم و كان بيتلقب بإسم " حاصل ما تم " وده لإن الفقرا لما كانو بيروحوله لطلب المساعده كانو بيقولوله " حاصل ما تم " يعنى " ما فضلش من المال الحاصل حاجه " فلزقت فيه الجمله و بقت لقبه.
اخميم
بعد اسيوط ابن بطوطه زار مدينة اخميم و لقاها " مدينه عظيمه ، اصيلة البنيان، عجيبة الشأن " و استغرب لما شاف فيها اثار مصر القديمه و عليها الرسومات الفرعونيه و اللغه الهيروغليفى اللى اياميها ما كانش حد عارف هى ايه بالظبط لغاية ما فسرها شامبوليون. بيقول ابن بطوطه عن معبد اخميم : " بيها البربى المعروف بإسمها و هو مبنى بالحجارة، فى داخله نقوش و كتابه للأوائل لا تفهم فى ده العهد، و صور الأفلاك و الكواكب و يزعمون أنها بنيت و النسر الطائر ببرج العقرب و بيها صو الحيوانات و سواها". الخرافات عن تاريخ مصر القديم كانت اياميها منتشره بسبب الجهل بالتاريخ الحقيقى اللى اتعرف فى قرون لاحقه بعد ما اتفسر الهيروغليفى و اتعرف تاريخ مصر لكن ابن بطوطه كان مدرك ان التفسيرات اياميها كانت خرافيه فبيقول : " و عند الناس فى دى الصور أكاذيب لا يعرج عليها ". و دى ملحوظه ذكيه مع انه كان عايش فى القرن تلاتاشر خصوصاً إذا عرفنا ان رغم انتشار العلم و المعلومات و تدوين العلما لتاريخ مصر الحقيقى لسه فى القرن واحد وعشرين فى المنطقه العربيه ناس بتردد خرافات من العصور الوسطى. ملحوظه مهمه تانيه ذكرها ابن بطوطه و هى ان اخميم كان فيها راجل اسمه الخطيب دمر جزء من مبانى المعبد و بنى مدرسه بالحجاره و الناس كانت بتقول عنه انه " استفاد ما بيده من المال من ملازمته لهذه البرابى ". معابد مصر استنزفت عبر التاريخ و حجارتها كانت بتستخدم فى بنا الاسوار و القلاع و المدارس زى فى حالة " الخطيب " و غيره ، و عملية نهب المقابر الفرعونيه و سرقة الدهب منها كانت بتحصل بإستمرار و ده ضيع جزء كبير من تراث مصر. معبد اخميم اللى شافه ابن بطوطه فى القرن تلتاشر ما فضلش منه تقريب حاجه.
استمرت سفرية ابن بطوطه على الجنوب فوصل قنا و هناك شاف جامع الولى عبد الرحيم القناوى و قابل حفيده شهاب الدين احمد فى المدرسه السيفيه. و من قنا راح على الاقصر لكن ما اتكلمش على معابدها ، و منها على ارمنت فلقاها مدينه صغيره على شط النيل فيها جناين و هناك استضافه قاضيها اللى نسى اسمه. بعد ارمنت سافر اسنا اللى وصفها بإنها " مدينه عظيمه، متسعة الشوارع، ضخمة المنافع " و لاحظ انها مليانه مدارس و زوايا و جناين و فيها سوق كويس و هناك استضافه و اكرمه قاضى القضاه شهاب الدين بن مسكين. راح ابن بطوطه مدينة ادفو اللى كان بينها و بين اسنا مسيرة يوم و ليله فى الصحرا و بعدين عدى النيل و دخل مدينة العطوانى و هناك اجر جمل وسافر مع جماعه من العرب فى الصحرا الفاضيه و زار حميثرا اللى لقاها مليانه ضباع فقضى هو و العرب اللى معاه ليلتهم فى محاربتها ، و هجم ضبع من دول على حمله و قطعه و اكل معظم البلح اللى كان فيه. بعد مشى خمستاشر يوم وصل مدينة عيذاب اللى سكانها سود اسمهم " بجاه " و بيقول انهم ماكانوش بيورثو البنات و بيركبو جمال بيسموها " صهب " و بيعيشو على لبنها. المدينه حسب قوله كان تلتها ملك مصر و تلتينها كانو بتوع ملك البجاه. لما وصل عيذاب لقى ملك البجاه فى معارك مع الترك و خرم المراكب فإتعذر على ابن بطوطه يعى البحر الاحمر للحجاز فرجع مع العرب على الصعيد و وصل قوص و منها رجع القاهره تانى بات فيها ليله سافر بعدها على بلبيس اللى لقاها مدينه كبيره فيها جناين كتيره لكن مافيهاش حاجه تستحق الذكر و منها طلع على الصالحيه و دخل سينا و عدى على السواده و الوارده و الطيب و العريش و الخروبه و هناك نزل فى فنادق كانو بيسموها " خان " ، كل خان من دول كان فيه دكان يشترى منه المسافر احتياجاته.
قطيا
وصل ابن بطوطه قطيا ، و قطيا دى حسب قوله كانت بوابه على حدود مصر و هناك المسافر الخارج و الداخل مصر كان بيتعرض للتفتيش و التجار كانو لازم يدفعو ضرايب على اللى معاهم و كانت المنطقه دى متراقبه لمنع تسلل الجواسيس و المخربين لجوه مصر. رئيس ديوان الحدود اياميها كان امير اسمه عز الدين استاذ القمارى و اهتم بيه و اكرمه و خلاه يعدى مع كل اللى كانو معاه من غير مشاكل لما عرف انه مغربى لإن المغاربه كانو بيتعاملو كويس و بيعدو بسهوله. من قطيا راح على غزه و دخل الشام.
بعد رحله طويله عريضه زار فيها بلاد كتيره رجع ابن بطوطه على المغرب عن طريق مصر ، و لما وصل غزه لقاها فاضيه بسبب موت ناس كتير منها بالوبا اللى اتعرف فى التاريخ بإسم " الموت الاسود " ( 1347 - 1350 ) ، و دخل مصر و وصل دمياط و منها على فارسكور و سمنود و ابو صير و المحله الكبيره و نحراريه و ابيار و دمنهور و اسكندريه و منها على القاهره و لقى ان السلطان الناصر محمد بن قلاوون اتوفى و ان حاكم مصر هو السلطان حسن ابن الناصر محمد. من القاهره راح تانى على عيذاب و عدى البحر الاحمر على جده و منها على مكه عشان يعمل عمره و من هناك رجع مصر تانى عن طريق غزه و غادر مصر فى مركب و رجع على المغرب .