نسب يسوع المسيح يسجل في موضعين من الإنجيل، في متى 1: 1-17، ولوقا 3: 23-38. وبينما يعيد إنجيل متى النسبة إلى إبراهيم، يعيدها إنجيل لوقا إلى آدم للدلالة على صلة المسيح بالبشرية جمعاء. أما إنجيل متى فلدلالة على كون يسوع هو المسيح المنتظر. وتعتبر سلسلة الأنساب هامة للغاية، إذ كان وحسب نبؤات العهد القديم فإن المسيح يجب أن يكون من سبط يهوذا، ومن ثم من ذرية داود وهو ما حققه المسيح؛ وبالتالي أيضًا فإن سلالة نسب المسيح هي سلالة ملكية تندرج من سلسلة ملوك مملكة إسرائيل الموحدة؛ ونبويّة، إذ إنها تنحدر من إبراهيم وإسحق ويعقوب ومن ثم داود.[1]
يقسم هذا التاريخ العبري إلى ثلاث فترات كل منها أربعة عشر جيلاً وفي ذلك تورية لمجموع أرقام حروف كلمة ‹دَوَدَ› أي داود. ومن المرجح، في كلا سلسلتي الأنساب، وجود عدد أكبر من المذكورين، فرغم أن اليهود قد أبدوا اهتمامًا خاصًا في تدوين سلاسل النسب إلا أنه من العادة أن تضغط هذه السلاسل التاريخية بمعنى أنها لا تدرج كل جيل من الأجداد محدودًا باسمه، خصوصًا في حال لم يأت بمآثر في حياته، أي أن كلمة «ولد» أو «أنجب» يمكن أن تعني أن من أنجبه كان أحد أحفاده وليس بالضرورة ابنه مباشرة، وهذا ما يتضح بشكل حاسم من العددين 11 و12.[2]
يحوي النسب في إنجيل متى على ستة وأربعين شخصًا على مدار ألفي عام، وقد تباينوا كثيرًا من شخصياتهم أو أصولهم أو حالتهم الإيمانية، كما تحوي السلسلة على كثير من النصوص التي تربط العهد الجديد بالعهد القديم. (انظر مثلاً راعوث 4: 18).
سلسلتي النسب
حسب تفسيرات آباء الكنيسة، فإن إنجيل متى يضع النسبة من يوسف وهو الأب الشرعي ليسوع حسب القوانين المرعيّة سواءً في الشريعة اليهودية أو في القوانين الرومانية؛ بينما يضع إنجيل لوقا النسب من ناحية مريم العذراء التي أخذ منها يسوع طبيعته الجسديّة حسب العقائد المسيحية، ومن المعروف أنه حسب التقليد فإن لوقا التقى مريم ونقل منها أحداث الفصول الأولى من إنجيله، وهذا ينسجم مع ذكره نسب يسوع منها. على أنّ مريم لا تذكر في السلسلة لأنّ من عادة اليهود عدم وضع اسم الزوجة واعتبار التزج ابنًا شرعيًا لحماه بعد الزواج، أما إغفال ذكر يواقيم فيعود حسب أغلب التفسيرات لكون هالي أخاه الأكبر المتوفى ما يتوجب حسب الشرع الموسوي، أن يقيم لأخيه نسبًا بزواجه من أرملته، على أن تعتبر ثمرة هذا الزواج ابنًا في الشرع لابن المتوفي وليس للأب الحقيقي؛ أو أن يواقيم لقبًا أو اسمًا آخر لهالي، نقله التقليد. هناك عدة تفسيرات أخرى تختص هذه النقطة.[3][4]