مارتن بريان مولروني (من مواليد 20 مارس 1939 - 29 فبراير 2024)، سياسي كندي متقاعد شغل منصب رئيس الوزراء الثامن عشر لكندا من 17 سبتمبر 1984 إلى 25 يونيو 1993.[9]
تميزت فترة ولاية مولروني بإدخال إصلاحات اقتصادية كبرى، كتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين كنداوالولايات المتحدة الأمريكية وضريبة السلع والخدمات. قبل دخوله السلك الدبلوماسي، كان مولروني محاميًا ورجل أعمال بارز في مونتريال. خاض مولروني في وقت لاحق من حياته الانتخابات الرئاسية عن حزب المحافظين التقدميين، وفاز بأغلبية ساحقة في الانتخابات الفيدرالية الكندية عام 1984، وذلك بعد هزيمته لجون تورنر، المرشح عن الحزب الليبرالي، وإد برودبنت عن الحزب الديموقراطي الجديد، وحصل على أكثر من 50% من مجمل الأصوات للمرة الأولى منذ عام 1958 وزاد بذلك عدد مقاعد حزبه 111 مقعدًا، ليصل بذلك العدد الكلي لمقاعد حزبه إلى 211 مقعد، وهو أكبر عدد من المقاعد التي فاز بها أي حزب في التاريخ الكندي. وظل عدد الأصوات التي حصل عليها مولروني (6.3 مليون صوت) رقمًا قياسيًا حتى فاز الليبراليين في الانتخابات الفيدرالية الكندية عام 2015.
قدم مولروني إصلاحًا دستوريًا، باسم اتفاق بحيرة ميتش، في عام 1987، بهدف إقناع حكومة مقاطعة كيبك بالموافقة على التعديلات الدستورية لعام 1982. لم تصادق حكومتا مقاطعتي مانيتوبا ونيوفاونلدلاند قبل الموعد النهائي للمصادقة على القرار، وبذلك زال قرار الإصلاح الدستوري في عام 1990. تسببت هذه الخسارة بانطلاق جولة أخرى من الاجتماعات في مدينة تشارلوت تاون بين عامي 1991 و 1992. تُوجت هذه المفاوضات بتقديم مولروني لاتفاقية تشارلوت تاون التي من شأنها إحداث تغييرات واسعة النطاق في الدستور، بما في ذلك الاعتراف بكيبك كمجتمع بحد ذاته. مع ذلك، فشلت المفاوضات الهادفة لتمرير الاتفاقية بعد عرضها على استفتاء وطني في شهر أكتوبر من عام 1992.[10] تسبب انتهاء اتفاقية بحيرة ميتش في عام 1990 بحدوث انقسام في البلاد، وإطلاق شرارة إحياء النزعة الانفصالية في كيبك، وبلغ هذا الانقسام ذروته في إنشاء الكتلة الكيبيكية وصعودها.[11]
في السياسة الخارجية، عارض مولروني نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، والتقى العديد من القادة المعارضين للنظام خلال فترة ولايته. وضعه منصبه في خلاف مع الحكومتين الأمريكية والبريطانية، لكنه تمكن أيضًا من اكتساب احترامهما في مواضيع أخرى. تميزت الفترة الأولى لرئاسة مولروني بوقوع تفجير رحلة الطيران الهندية رقم 182 في عام 1985، في حادث يعد الأكبر، من حيث عدد القتلى، في التاريخ الكندي. تعرض رد مولروني على الهجوم لانتقادات شديدة. عارضت حكومة مولروني التدخل الأمريكية في نيكاراغوا تحت قيادة ريغان كثيرًا، وقبلت اللاجئين من السلفادور وغواتيمالا والعديد من الدول الأخرى التي تحكمها أنظمة قمعية كانت مدعومة من قبل إدارة ريغان.
جعل مولروني من حماية البيئة محورًا أساسيًا لعمل حكومته، وجعل من كندا أول بلد صناعي يصدق على كل من اتفاقية التنوع البيولوجي، واتفاقية التغير المناخي اللتين اتُفق عليهما في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة. أنشأت حكومته العديد من الحدائق الوطنية الهامة، منها حديقة شبه جزيرة بروس الوطنية، ومنتزه غواي هاناس الوطني، وحديقة غراسلاندز الوطنية، كما أصدرت قانون التقييم البيئي الكندي، وقانون حماية البيئة الكندي.
خلال فترة ولايته الثانية، اقترح مولروني تفعيل ضريبة على المبيعات الوطنية تحت مسمى ضريبة السلع والخدمات لتحل محل ضريبة مبيعات الشركات المصنعة. تسببت حالة الاستياء من ضريبة السلع والخدمات الجديدة، والجدل الدائر حول اعتمادها من قبل مجلس الشيوخ، إضافة إلى عوامل أخرى مرتبطة بالركود الاقتصادي في أوائل تسعينيات القرن العشرين وانهيار اتفاقية شارلوت تاون، إلى انخفاض شعبية مولروني كثيرًا، الأمر الذي دفعه في نهاية المطاف إلى الاستقالة وتسليم السلطة إلى كيم كامبل. أصبحت كامبل رئيسة مجلس الوزراء الكندي التاسعة عشر في 25 يونيو من عام 1993.[12]
أولى سنوات حياته
وُلد مارتن بريان مولروني في 20 مارس من عام 1939، في بلدة بيه كومو النائية والواقعة في الجزء الشرقي من مقاطعة كيبك الكندية، لأبويين إيرلنديين كاثوليكيين، ماري إيرين (ماري أوشيا قبل الزواج) وبنديكت مارتن بريان مولروني،[13] الذي كان عاملًا كهربائيًا في أحد مصانع الورق في المنطقة. نظرًا لعدم وجود مدارس ثانوية كاثوليكية تدرِّس مناهجها باللغة الإنجليزية في بلدة بيه كومو، أكمل مارتن بريان مولروني تعليمه الثانوي في مدرسة داخلية خاصة بالروم الكاثوليك تديرها جامعة سانت توماس وتقع في ضاحية تشاذام في مدينة ميراميشي بمقاطعة نيو برونزويك الكندية. في عام 2001، أطلقت إدارة جامعة سانت توماس اسم أحد أحدث مبانيها الأكاديمية على اسم مولروني تكريمًا له. اعتاد بنديكيت مارتن بريان مولروني العمل ساعات إضافية داخل المعمل، كما كان يعمل في إصلاح الأعطال، بعيدًا عن عمله الروتيني، بغية كسب أموال إضافية لتعليم أبنائه، وتشجيع ابنه الأكبر على الالتحاق بالجامعة.[14]
اعتاد مورلي رواية قصص ناشر الصحف روبرت آر ماكورميك، الذي أسست شركته بلدة بيه كومو. كان مولروني يغني أغانٍ باللغة الإيرلندية لماكورميك،[15] الذي كان يكرمه في كل مرة بخمسين دولارًا.[16] نشأ مارتن بريان مولروني متحدثًا اللغات الإنجليزية والفرنسية بطلاقة.[17]
عائلته
في 26 مايو من عام 1973، تزوج مارتن بريان مولروني ميلا بيفنيكي، ابنة الطبيب الصربي ديمتري ميتا بيفنكي، من سراييفو.[18] كونها ربة منزل، ناشدت زوجة مولروني تلك الديموغرافية كثيرًا، خصوصًا في ردودها على انتقادات النسويات البارزات (بما في ذلك تعليقات شيلا كوبس). أظهرت العديد من الدبابيس التي استخدمت في الحملات الانتخابية، واللائقة من الناحية السياسية، وجه مولروني ووجه زوجته بيفنيكي، وتحدث رئيس وزراء أونتاريو، بيل ديفيس، لبريان فقال: »ستمنحك ميلا أصواتًا أكثر من تلك التي ستتمكن أنت من جمعها بنفسك».[19]
تمتلك عائلة مولروني أربعة أبناء، كارولين وبنديكت (بن) ومارك ونيكولاس. شاركت ابنة مولروني الوحيدة،[20] كارولين في انتخابات زعامة حزب المحافظين التقدمي في أونتاريو لعام 2018، إلا أنها خسرتها لصالح منافسها دوغ فورد، وتمثل حاليًا الحزب عن منطقة يورك سيمكو الانتخابية، وتشغل منصب وزيرة النقل في أونتاريو، ووزيرة الشؤون الخارجية والفرانكوفونية في أونتاريو. أما ابنه بن، فيعمل مقدمًا لبرنامج المنوعات «صباحك» على قناة سي تي في الكندية، بينما يعمل كل من مارك ونيكولاس في قطاع الخدمات المالية في تورنتو.[21]
مولروني هو جد لويس لافام الثالث، والتوأم بيرس لافام وإليزابيث ثيودورا لافام وميراندا بروك لافام من ابنته كارولين. وهو جد التوأم بريان جيرالد ألكسندر وجون بنديكت ديمتري وابنته إيزابيل فيرونيكا (المعروفة باسم آيفي) من ابنه بن وزوجته جيسيكا. حضر التوأم عرس الأمير هاري وميغان ميركل في 19 مايو من عام 2018 بصفتهم صبية الزفاف وحملة وشاح العروس. حضر العرس أيضًا والدهما، وكانت أختهما واحدة من وصيفات الشرف.