يُعتبر القُلاء التَنفسي أحد الأَنواع الأربعة للاضطرابات الناجِمة عن اختلال التَوازن الحمضي القاعدي، كما يتم تَصنيف القُلاء الَتنفسي حَسب سُرعة الحَدوث إلى حاد وَمزُمن، ويتعمد تَشخيص كُل منها على التغير في الرقم الهيدروجيني بالإضافة إلى بعض الأعراض الأُخرى كنقص الكالسيوم وانخفاض ضغط الدَم وَغيرها.
التعريف
يُعرف القُلاء التَنَفُسي بِشكل مُفصل[6] على أَنهُ اضطِراب سَريري ناجِم عَن فَرط تَهويةالحُويصلات الهَوائية والمُرتبط بِنقص الضغط الجُزئي لثاني أُكسيد الكربون الشِرياني (PaCO2) أَو الضغط الجزئي لثاني أُكسيد الكَربون (PCO2) وبِالتالي زِيادة النِسبة بين البيكربونات إِلى الضَغط الجُزئي لثاني أُكسيد الكربون وَزيادة الرَقم الهيدروجيني pH بِحيث يُصبح قاعِدياً فِي الحَالات الحادة مِن القُلاء التَنفسي وَيَقترب مِن الطَبيعي فِي الحالات المُزمنة.
وهيَ حالة طَويلة الأَمد، حيث يُصبح لِكل انِخفاض بمقدار 10 ملم زئبقي في الضغط الجزئي لثاني أُكسيد الكَربون في الدَم الشرياني، هُنالك انخفاض مُماثل بِمقدار 5 مل مكافئ/لتر في أيون البيكربونات بِسَبب التَعويض مِما يُقلل من تأثير القُلاء الناجِم عن الانخفاض في الضغط الجزيئي لثاني أكسيد الكربون في الدَم، وهذا ما يُسمى بِـ التَعويض الأيضي (التَعويض الاستِقلابي)، ويُمكن حِساب التَغير في الرَقم الهَيدروجيني بالمُعادلة التالية:
الأعراض والعَلامات
علامات وأَعراض القُلاء التَنفسي مُرتبطة بالانخفاض في مستويات ثاني أُكسيد الكَربون في الدَم، وَتَشمل خَدران الأطراف. وبِالإضافة لذلك قَد يُؤثر القُلاء على تَوازن أَيون الكالسيوم في الجِسم، وَيُسبب أَعراض مَرض نَقص كالسيوم الدَم (مِثل التَكززوَالإِغماء) مَع عدم وجود انخفاض إجمالي في مستويات الكالسيوم في الدَم، وبالرَغم من ذلك فَإنَّ القُلاء التَنفُسي المُزمن يُؤدي إلى فَرط فُوسفاتاز الدَّم وَمرض نقص كالسيوم الدَم، عن طَريق تَحفيز الكِلى لِمقاومة هُرمون الدريقات.[10]
يُعتبر الانخفاض في تَركيز أيونات الهيدروجين في الدَورة الدَموية النتيجة الصافية لهذا التَفاعل، حَيث يُؤدي هذا الانخفاض إلى زيادة الرَقم الهيدروجيني، وكنتيجة جانِبية للتفاعل يَحصل انخفاض في تركيز أيونات الكالسيوم في الدَم.[14]
الحَمل: يَحصل أثناء الحَمل ارتفاع في مُستوى هُرمون البروجيسترون، الذي يقوم بدوره بتحفيز مركز التنفس في الدِماغ مُسبباً في بعض الحالات مَرض القُلاء التَنفسي لَلمرأة الحامِل، وَيعتبر القُلاء التنفسي المُزمن هوَ الأكثر شيوعاً أثناء الحَمل.[17]
يُمكن إجراء فَحص فيزيائي سَريع في حالة القُلاء التَنفسي اعتمادا على وُجود تَنفس سَريع وَعميق لَدى الشَخص.
العِلاج
يَهدف عِلاج القُلاء التَنفسي إلى تَصحيح العَوامل المُسببة للمرض، فلا تتم مُعالجة المَرض بشكل مُباشر، حَيث يَقوم الأطباء بطمأنة المَريض للتَخفيف من الضغط النَفسي كخطوة عِلاجية أُولى ولتجنب مُضاعفات المَرض، ثُمَ يتم دفعِه للتَنفس بِكيس فارِغ،[22] أَو باستخدام قِناع يَسمح بإعادة تَنفس ثاني أكسيد الكربون وذلك للتَخفيف من حِدة الأعراض.
ومرض القُلاء التَنفسي لا يُعد من الأمراض المُهددة لِحياة المُصاب إلا في حالة زِيادة الرَقم الهيدروجيني عن 7.5، وفي حال حُصول ذلك لا يَتم مُعالجة المَريض بِشكلٍ مُباشر، وذلك لأن القُلاء التنفسي يُحدث كاستجابة لِبعض المُحفزات وبالتالي العِلاج سَيكون غَير مُناسب وله مُضاعفات خَطيرة ما لم يَتم التَحكم في المُحفزات المَرضية قبل بَدء العِلاج، فإذا تم عِلاج الأشخاص المصابين بالقُلاء التنفسي الحاد بشكل مُباشر وَسريع وتم تَصحيح الضغط الجزئي لثاني أكسيد الكربون (PaCO2) وإعادته إلى مستواه الطبيعي دون التَحكم بالمُحفزات المَرضية، فإن جِسم المَريض قَد يُحدث حُماض أيضي بسبب تَراجع التَعويض الكَلوي[23] للانخفاض في نسبة البيكربونات المَصلية، كَما يتم استِخدام حاصِرات المُستقبِلات الأدرينالية البيتاوية للسَيطرة على آثار ارتفاع عَمل هرمون الأدرينالين، الذي إذا لم تتم السيطرة عَليه قد يؤدي إلى مُتلازمة فرط التَهوية.[24]
الاستِشارة الطِبية
بِشكل عام قَد يَحتاج الطَبيب أثناء عِلاجه للمِرض لاستشارة بعض الأخصائيين، وخصوصاً في حالة وجود تاريخ مَرضي سابق، أو وجود مشاكل في الفَحص البدني للمَريض، أو وجود خَلل غير متوقع في الفحوصات المِخبرية وفي الصُور الإشعاعية.[25]
الأطفال
يُصاب الأَطفال بالقُلاء التَنفسي، ولكن حدة المَرض تَكون بنسبة أَقل ممن هم أَكبر منهم سِناً، وَتكون الأَعراض المُرافقة للمرض أَقل حدة وآثاراً على الطِفل،[26] وَيحدث القُلاء التَنفسي لَدى الأَطفال بسبب نَقص تَأكسج الدَم، أو وجود أَمراض رئوية داخِلية وخارجية لَدى الطِفل، وقد يكون السَبب نتيجة لِلعلاج الطِبي أثناء التَنفس الصِناعي المُفرط.
الحَوامل
يُعتبر الحَمل أَحد أَسباب حُدوث مَرض القُلاء التَنفسي،[27] حَيث يرتفع مُستوى هُرمون البروجيسترون أَثناء الحَمل، الذي يقوم بدوره بتحفيز مركز التنفس في الدِماغ مُسبباً في بعض الحالات مَرض القُلاء التَنفسي لَلمرأة الحامِل، وَيعتبر القُلاء التنفسي المُزمن هوَ الأكثر شيوعاً أثناء الحَمل. وَيَعتقد العُلماء أَن انخفِاض الضغط الجُزئي لثاني أُكسيد الكَربون أثناء الحَمل يُسهل قُدرة الجَنين على التَخلص من نُفايات عَملية الأَيض الهوائي.[28]
عِلم الأوبئة
في عِلم الأوبئة يُعتبر القُلاء التَنفسي من أَكثر الاضطرابات شيوعاً نَتيجة اختلال التَوازن الحِمضي القاعدي، وَيعتمد مَدى تُواجد وخُطورة هذا المَرض على نَوع المُسبب المَرضي، كَما تعتمد نسبة الوَفيات على طَبيعة السَبب الكامِن وراء المُسبب المَرضي.
[29]
في الثَقافة الشَعبية
ذَكر الكاتِب مايكل كرايتون مَرض القُلاء التَنفسي في رَوايته سُلالة أندروميدا[30] (The Andromeda Strain) وهي روايته الأُولى التُي نُشرت تَحت اسمه الحَقيقي، حَيث تَعرض الرواية بَقاء شَخصين فَقط على قَيد الحَياة بِسبب تَعرُضِهما لِجرثومة مرضية مُعدية كانت في بداية الأَمر غير مَعروفة، ثُم تُظهر تحقيقات العُلماء أَن كِلا الشَخصين يَمتلكان رقم هيدروجيني غير طَبيعي، فالأَول هوَ طِفل مُصاب بالقُلاء التَنفسي بسبب كَثرة البُكاء المُستمر، والآخر هوَ رَجل كَبير بالسِن يَشرب ستيرنو (هوَ وقود سام مصنع من الكُحول بشكل أساسي، كان بعض المُشردين يشربونه لرخص ثمنه)، ونتيجةً لذلك يُصبح مِن الواضح أن الجُرثومة لا تَستطيع البَقاء في نِطاق ضَيق لدرجة الحُموضة.
^Effects of respiratory alkalosis and acidosis on myocardial blood flow and metabolism in patients with coronary artery disease، Anesthesiology Department: Kazmaier S, Weyland A, Buhre W, et al، Oct ,1998، ص. 831-7 {{استشهاد}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة) والوسيط |تاريخ الوصول بحاجة لـ |مسار= (مساعدة)
^Adrogué، HJ؛ Madias، NE (يونيو 2010). "Secondary responses to altered acid-base status: the rules of engagement". Journal of the American Society of Nephrology : JASN. ج. 21 ع. 6: 920–3. DOI:10.1681/ASN.2009121211. PMID:20431042.
^Respiratory Alkalosis, Treatment، Merck Manuals Professional Edition website: James L. Lewis, III, MD، Feb, 2013، مؤرشف من الأصل في 9 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ أغسطس 22, 2015{{استشهاد}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
^Acidosis and Alkalosis، Harrison's Principles of Internal Medicine 16th: Kasper DL, Braunwald E, Fauci AS, Hauser Sl, Longo DL, Jameson JL، 2005، ص. 1-270 {{استشهاد}}: الوسيط |تاريخ الوصول بحاجة لـ |مسار= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: مكان (link)
"Respiratory Alkalosis". Ryland P Byrd, Jr, MD Professor of Medicine, Division of Pulmonary Disease and Critical Care Medicine, James H Quillen College of Medicine, East Tennessee State University. 31 يوليو 2015. مؤرشف من الأصل في 2020-03-02. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-20.
Respiratory Alkalosis(PDF)، University of California San FranciscoADVANCED: Department of Medicine ,Respiratory Care، 2001، مؤرشف من الأصل(PDF) في 2017-10-26، اطلع عليه بتاريخ 2015-08-20
Respiratory Alkalosis(PDF)، Paul Young، 13 ديسمبر 2007، مؤرشف من الأصل(PDF) في 2016-10-07، اطلع عليه بتاريخ 2015-08-20{{استشهاد}}: الوسيط غير المعروف |[publication-place= تم تجاهله (مساعدة)
Acid-Base Balance, Murray and Nadel's Textbook of Respiratory Medicine. 4th ed، Philadelphia, PA: Elsevier Saunders: Mason RJ, Broaddus VC, Murray JF, Nadel JA، 2005، ص. Vol 1: 192-93 {{استشهاد}}: الوسيط |تاريخ الوصول بحاجة لـ |مسار= (مساعدة)
Clinical tetany by forced respiration، JAMA، 1922، ص. 78:1193-95 {{استشهاد}}: الوسيط |تاريخ الوصول بحاجة لـ |مسار= (مساعدة)
The effects of want of oxygen on respiration، Haldane JS, Poulton EP، 1908، ص. 37:390-407 {{استشهاد}}: الوسيط |تاريخ الوصول بحاجة لـ |مسار= (مساعدة)
Neurologic complications of respiratory disease، Kirsch DB, Jozefowicz RF، Feb ,2002، ص. 20(1):247-64 {{استشهاد}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة) والوسيط |تاريخ الوصول بحاجة لـ |مسار= (مساعدة)
The pathophysiology of hyperventilation disorders، Gardner WN، Feb ,1996، ص. 109(2):516-34 {{استشهاد}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة) والوسيط |تاريخ الوصول بحاجة لـ |مسار= (مساعدة)
Fluid, Electrolyte, and Acid-Base Disorders، New York: Springer-Verlag: In Family Medicine Principles and Practices. 5th ed، 1998 {{استشهاد}}: الوسيط |تاريخ الوصول بحاجة لـ |مسار= (مساعدة)
Respiratory Alkalosis، Nurseslabs website: Matt Vera, RN، 1 مايو 2013، مؤرشف من الأصل في 2016-12-26، اطلع عليه بتاريخ 2015-08-22
تتضمَّن هذه المقالة معلوماتٍ طبَّيةٍ عامَّة، وهي ليست بالضرورة مكتوبةً بواسطة متخصِّصٍ وقد تحتاج إلى مراجعة. لا تقدِّم المقالة أي استشاراتٍ أو وصفات طبَّية، ولا تغني عن الاستعانة بطبيبٍ أو مختص. لا تتحمل ويكيبيديا و/أو المساهمون فيها مسؤولية أيّ تصرُّفٍ من القارئ أو عواقب استخدام المعلومات الواردة هنا. للمزيد طالع هذه الصفحة.