سالسا (موسيقى)

سالسا
معلومات عامة
البلد
النشأة والظهور
عقد 1920 عدل القيمة على Wikidata
أصول الأسلوب
طبول "كونغا" (Conga)، أحد الآلات الأساسية في موسيقى السالسا.

سالسا (بالإسبانية: Salsa)‏، هي نوع من الموسيقى الراقصة في أمريكا اللاتينية نشات من تهجين موسيقى السون (بالإسبانية: Son)‏ الكوبية مع ألوان أخرى من الموسيقى الكاريبية والجاز والبلوز، وقد تطورت هذه الموسيقى وحظيت بانتشار واسع في عقد ستينيات القرن العشرين على أيدي موسقيين أمريكيين لاتينيين هاجروا إلى نيويورك،[1] وتعود جذورها إلى الألوان الموسيقية التي عمّت منطقة البحر الكاريبي في العقود السابقة[2]، وقد استخدمت تسمية «سالسا» في الأصل لتوصيف أنواع مختلفة من الموسيقى اللاتينية، ولكنها اليوم أصبحت تعتبر لوناً موسيقياً مستقلاً وجزءاً مهماً من الثقافة الأمريكية اللاتينية،[3] حيث انتشرت وأدخلت تنوعات محلية، خاصة في بورتوريكو وبنما وفنزويلا وكوبا وجمهورية الدومينيكان وكولومبيا والإكوادور. وللسالسا اليوم أنواع رئيسية مختلفة، مثل السالسا الخشنة (بالإسبانية: Salsa Dura)‏، والسالسا الرومانسية (بالإسبانية: Salsa Romantica)‏، وسالسا التيمبا (بالإسبانية: Timba)‏ ذات الإيقاعات الإفريقية.[4]

أصل التسمية

طبل البونغوس

على المسرح

تعني كلمة «سالسا» في اللغة الإسبانية «صلصة»، بمعناها الذي يستخدم في تحضير الطعام، وهو استخدام ينطوي على الخلط بين أشياء متنوعة. ويختلف المؤرخون على أصل استخدامها لأول مرة في توصيف هذا النوع من الموسيقى.[5] ويعتقد المؤرخ الموسيقي ماكس سالازارأن استخدام الكلمة في الموسيقى يعود إلى أعوام الثلاثينيات، حيث لحن الموسيقي إيغناثيو بينييريو [الإنجليزية] أغنية «أعطني بعض الصلصة!» (بالإسبانية: Échame salsita)‏،[6] وهي عبارة وردت في الأغنية بمعنى تشجيع أو «تسخين» من المغني للفرقة الموسيقية.[7](ص.56)

في أواسط الأربعينيات عاد المغني الكوبي تشيو ماركيتي [الإنجليزية] إلى البلاد بعد إقامة في المكسيك، ومتأثرا بإقامته هناك سمى فرقته «صانعي الصلصة» (بالإسبانية: Conjunto Los Salseros)‏، وسجل معها عدداً من الاسطوانات. كذلك في فترة لاحقة كان المغني الكوبي بيني موريه [الإنجليزية] المقيم في مكسيكو سيتي يصرخ بفرقة العازفين «صلصة!»، بمعنى إطرائه على الموسيقى «الحارّة»، رابطاً بذلك الموسيقى بالصلصة الحارة التي تشتهر بها المكسيك.[7](ص.56)

في وصف الموسيقى

يدعي الموسيقي البورتوريكي إيتسي سانابريا أنه أول من استخدم تعبير «سالسا» لوصف هذا النوع من الموسيقى، في برنامج تلفزي كان يقدمه بهذا العنوان:

«عام 1973 قدمت البرنامج التلفزيوني «سالسا» الذي استعمل هذه الكلمة لأول مرة للإشارة إلى هذه الموسيقى. آنذاك استخدمت الكلمة، ولكن الموسيقى لم تكن قد عرّفت بعد بهذا الاسم، بل كانت تعرف بـالموسيقى اللاتينية التي كانت نطاقا واسعا ضم كل شيء، حتى موسيقى المارياشي [السكان الأصليين]. وهكذا عرّفت سالسا هذا النوع من الموسيقى بالتحديد، وهي تسمية سهلة النطق للجميع»[8][9](ص.190)

وقد كان سانابريا يعد من المؤثرين في الوسط الفني، إذ كان يصدر صحيفة «لاتين نيويورك» (بالإنجليزية: Latin New York)‏ باللغة بالإنكليزية، كما كانت العروض التي يقدمها تحظى بتغطية النيويورك تايمز والتايم والنيوزيويك، وكان للانتشار الذي يحظى به فنان لاتيني ما في الولايات المتحدة أثر كبير في بلده الأصلي [8](ص.192) يعترف سانابريا بأن تعبير «سالسا» لم يطوّر على أيدي موسيقيين، حيث أن «الموسيقيين أنفسهم كانوا مشغولين بالإبداع الموسيقي ولم يلعبوا دوراً في نشر تسمية سالسا»،[9] وهذا ما جعل لاحقاً أصل استخدام هذه التسمية محل خلاف بين الموسيقيين.

من جانبها تقول المغنية الكوبية سيليا كروز أن "السالسا اسم آخر للموسيقى الكوبية. هي مامبو، تشاتشاتشا [الإنجليزية]، رومبا، سون.. اسم يشمل كل الإيقاعات الكوبية"،[10] أما الموسيقي الأمريكي ذو الأصل البورتوريكي ويلي كولون فيرى أن السالسا لا تصف لونا موسيقيا محددا، بل هي مجموع متناغم لكل الموسيقى اللاتينية.[11] من ناحية أخرى عارض بعض الموسيقيين اللاتينيين في نيويورك في البداية تسويق الموسيقى اللاتينية تحت هذه التسمية، ومنهم المغني كوبي الأصل فرانشيسكو غريو (ماتشيتو) [الإنجليزية] الذي أكد ان «ليس هناك جديد في السالسا، بل هي نفس الموسيقى القديمة التي تعزف في كوبا منذ أكثر من خمسين عاما»، ويتفق معه بورتوريكي الأصل تيتو بوينته [الإنجليزية] الذي يقول «الصلصة الوحيدة التي أعرفها هي قنينة تدعى الكاتشب. أنا أعزف موسيقى كوبية».[12]

تشير المؤرخة الموسيقية الكوبية مايرا مارتينيز إلى أن "مصطلح سالسا يعتم على الأصل الكوبي، على تاريخ هذه الموسقيى أو على الجزء الكوبي منه. السالسا كانت طريقة لعمل ذلك حتي يتمكن رجل الأعمال جيري ماتسوشي [الإنجليزية] وفانيا [الإنجليزية] وغيرها من شركات الإنتاج الموسيقي مثل سي بي إس من الهيمنة على الموسيقى ومنع الموسيقيين الكوبيين من نشر موسيقاهم في الخارج".[8](ص.189)[13]

يعترف إيتسي سانابريا أن مارتينيز تقدم وجهة نظر كوبية دقيقة، ولكنه يشير إلى أن السالسا لم يكن مخططا لها كما تدعي مارتينيز.[8](ص.189) وفي آخر المطاف كان زخم مصطلح السالسا التسويقي كافيا لدفع معارضيه (ومنهم ماتشيتو وبوينته وموسيقيين كوبيين آخرين) إلى تبنيه، لاعتبارات تجارية.[9][14][15]

تطور موسيقى السالسا

من نجوم الخمسينيات في نيويورك: ماتشيتو غريو وشقيقته غراسييلا

ترجع جذور الموسيقى الكاريبية جزئيا إلى العبيد الأفارقة [16] الذين جلتبتهم إسبانيا إلى منطقة البحر الكاريبي، حيث تشترك مع الموسيقى الإفريقية في اعتمادها الأساسي على الآلات الإيقاعية مثل طبليّ الكونغا (بالإسبانية: el conga)‏ والبنديريتا (بالإسبانية: Pandereta)‏، وتتزاوج في السالسا الإيقاعات الكوبية مثل الكومبيا والمامبو التي تعتبر مزيجاً من التأثيرات الإسبانية والأفريقية، وأصناف محلية كوبية مثل البوليرو(بالإسبانية: Bloero)‏، واليامبو(بالإسبانية: Yambú)‏، والغواراتشا (بالإسبانية: Guaracha)‏ والغواغانكو (بالإسبانية: Guaguanco)‏، وموسيقى وإيقاعات أخرى من الدول الكاريبية مثل بورتوريكو والإكوادور، وجمهورية الدومينيكان وكولومبيا وفنزويلا.

البدايات - أعوام الثلاثينيات والأربعينيات في كوبا

يرى الكثيرون من المؤرخين الموسيقيين عناصر كثيرة من مكونات السالسا في أغاني السون مونتونو التي قدمها في الثلاثينيات والأربعينيات موسيقيون مثل أرسينيو رودريغس وفرقة شابوتين، وروبرتو فاتس،[17] وقد أعيد إنتاج الكثير من أغاني تلك الفترة على أيدي فرق سالسا ظهرت لاحقا، مثل فرقة سونورا بونثينيا وجوني باتشيكو). من جانب أخر طور لون جديد، وهو المامبو، على أيدي موسيقيين من أمثال كاشاو، وبيني موريه وداماسو بييريز باردو، وقد انتقل موريه إلى المكسيك حيث عزفت موسيقاه فرق موسيقية كبرى.[18]

أعوام الخمسينيات والستينيات في نيويورك

سيليا كروز وفرقة سونورا ماتانثيرا

في فترة الخمسينيات كانت نيويورك تعج بموسيقيي المامبو القادمين من أمريكا الوسطى والجنوبية، من أمثال بيريز برادو ولوسيانو بوزو ومونغو سانتاماريا وماتشيتو وتيتو بوينته الذين لمعوا في قاعة رقص بالاديوم. ويشير الخبير المؤرخ الموسيقي إد موراليس إلى أن تفاعل الموسيقى الأفرو-كوبية والجاز في نيويورك قد أثر بشدة على كلا النوعين، فالموسيقيون الذين عُدّوا لاحقا من مجددي المامبو مثل ماريو ماوزا وتشانغو بوزو بدؤوا مسيرتهم الموسيقية في نيويورك في أعمال مع أهم قامات الجاز في المدينة، مثل كاب كالواي وإيلا فتزجيرالد وديزي غيليسبي، ويقول موراليس: «إن الاتصال بين موسيقيي الجاز من أمريكا الشمالية والموسيقيين الأفرو-كوبيين كان بديهيا، وكانت خشبة نيويورك بجمهورها الموسيقي المعتاد على التجديد، مهيئة لصعود موسيقى المامبو»، ويشير أيضا إلى أن موسيقى المامبو هي ما مهد الطريق لانتشار السالسا في العقود التالية.[19]

إضافة إلى ذلك انتشرت موسيقى التشاتاتشا التي تطورت عن "التشارانغا" [الإنجليزية] الكوبية، حيث كان هناك في نيويورك في مطلع الستينيات عدة فرق تعزف هذه الموسيقى، أشهرها التي قادها موسيقيون من أمثال الدومينيكاني جوني باتشيكو، وتشارلي بالميري [الإنجليزية]، ومونغو سانتاماريا [الإنجليزية] وراي باريتو، الذين أصبحوا لاحقا نجوم السالسا.

في عام 1952 انتقل الموسيقي أرسينيو رودرييغز إلى نيويورك لفترة قصيرة، جالباً معه موسيقى السون مونتونو (صوت الجبل) [الإنجليزية]، وعلى الرغم من نجاحه كان محدودا بسبب تراجع الاهتمام بالمامبو في نيويورك، ولكن موسيقاه القائمة على لازمة الغواخيو [الإنجليزية] أثرت بموسيقيين كثرعزف معهم (مثل تشانو بوزو، وماتشيتو، وماريو باوزا)، كما نالت موسيقى التومباو [الإنجليزية] الإيقاعية التي قدمها عازف البيانو ليلي مارتينيز [الإنجليزية]، وعازف البوق فيليكس تشابوتين [الإنجليزية]، والمغني والإيقاعي روبرتو فاز [الإنجليزية] أهمية كبرى في العقود التي تلت.[20](ص.91 - 94)

في عام 1966 أغلقت صالة البالاديوم بعد فقدانها رخصة تقديم المشروبات الكحولية،[8](ص.247) وتراجعت في تلك الفترة موسيقى المامبو لصالح ألون مهجنة جديدة مثل البوغالو، والجالاجالا والشينغالينغ، التي لاقت انتشارا كبيرا، وإن قصير الأمد،[21] وتظهر عناصر من «البوغالو» في موسيقى كل من تيتو بوينته وإد بالميري وماتشيتو، وحتى لدى أرسينيو رودريغيز، وقد أبدى بوينته لاحقا استياءه من تلك الموسيقى: «كانت رديئة، وقد سجلتها آنذاك تماشيا مع السائد».[8](ص.246) ومن الأمثلة على أغنيات البوغالو التي لاقت رواجا آنذاك أغنيات «بانغ بانغ» لفرقة جو كوبا، و«أي لايك ات لايك ذات» لبيتر رودريغس وفرقته.

في أعوام الستينيات أسس جوني باتشيكو ورجل الاعمل الأمريكي إيطالي الأصل جيري ماسوتشي شركة «فانيا» للإنتاج الموسيقي، وقدما الكثير من الفنانين الذين أصبحوا لاحقاً نجوم السالسا التاريخيين، ومنهم ويلي كولون، وسيليا كروز، ولاري هارلو، وراي باريتو، والبورتوريكيين هكتور لافو [الإنجليزية] وإسماعيل ميراندا [الإنجليزية]. صدرت أول اسطوانة أنتجتها شركة فانيا في عام 1964 وهاجمها النقاد لكون 10 من أغانيها الـ11 إعادة إنتاج لأغان أصدرها في الماضي فنانون كوبيون مثل سونورا ماتانثيرا وتشابوتين وفرق أخرى. وفي عام 1968 جمع باتشيكو فنانين كبارا مثل الإيقاعي لو راميريز وعازف الباص بوبي فالنيتين والملحن لاري هارلو مشكّلا فرقة فانيا أول ستارز (نجوم فانيا) [الإنجليزية]، وفي هذه الأثناء سجلت الفرقة البورتوريكية لا سونورا بونثينيا [الإنجليزية] اسطوانتين يحمل عنواناهما أسماء أغان لأرسينو رودريغز.

أعوام السبعينيات - السونغو في كوبا والسالسا في نيويورك

روجر دوسن

شهدت أعوام السبعينيات مسارين متوازيين في تطور موسيقى السون الكوبية في كل من هافانا التي راج فيها مصطلح سونغو [الإنجليزية]، ونيويورك حيث راج مصطلح «سالسا». في كوبا ما بعد الثورة بدات فرقة لوس فان فان [الإنجليزية] بقيادة عازف الباص خوان فورمل [الإنجليزية] بتطوير موسيقى السون ابتداء من أواخر الستينيات، حيث أدخل السونغو على السون التقليدي عناصر إيقاعية من الرومبا الكوبية [الإنجليزية] والفانك والروك، وقد قدّم الإيقاعي تشانغيتو [الإنجليزية] إضافات مهمة إلى السونغو تميز من خلالها أكثر عن البنية القديمة القائمة على السون الجبلي والمامبو،[22] واستدخل آلات حديثة مثل الغيتار الكهربائي والباص الكهربائي.[23]

استدخلت السونغو عناصر من موسيقى أمريكا الشمالية مثل الجاز والروك والفانك مضيفة إياها بطرق مختلفة إلى الموسيقى التقليدية، وبينما كانت السالسا تضيف تطعّم نقلات الأغنية التقليدية بعناصر موسيقية أخرى، يعد السونغو تهجينا حقيقيا في كل من اللحن والإيقاع. يشير المحلل الموسيقي كيفين مور إلى أن[24]

«هذه الألحان التي لم تكن معروفة في الموسيقى الكوبية استدخلت من موسيقى البوب الأمريكية الشمالية وزعزعت حدود القوالب الموسيقية اللحنية التي كانت الموسيقى الشعبية الكوبية وفية لها حتى ذلك الوقت»

في نفس الوقت زاوجت فرقة إيراكيري [الإنجليزية] الكوبية جاز البيبوب مع الفانك وطبول الباتا [الإنجليزية] وعناصر فلكلورية أفرو-كوبية، وقدمت فرقة أوركسترا ريتمو أورينتال نوعا مختصرا من السون وقريبا من الرومبا، وقدم الموسيقي إيليو ريفي مساهمات مهمة في تطوير موسيقى التشانغي [الإنجليزية] الشعبية.[25] على الجانب الآخر استعمل مصطلح «سالسا» في نيويوك السبعينيات لأول مرة في تسويق أنواع متعددة من الرقصات اللاتينية، فيما يرى الكثير من الموسيقيين أن السالسا قد اتخذت منحى مستقلا يحتوي على هوية أمريكية لاتينية جامعة، كما أشار أستاذ الموسيقى وعازف البوق كرسيتوفر واشبورن:[26]

يأتي هذا الرابط اللاتيني الجامع بالسالسا من ما يصفه فيليكس باديلا بعملية «لتننة» ظهرت في الستينيات وسوّقتها شركة تسجيلات فانيا بصورة واعية. بالنسبة لفانيا كانت لتننة السالسا بهدف مجانسة المنتج وتقديم صوت بورتوريكي - أمريكي لاتيني يراه كل ذوي الأصول الأمريكية اللاتينية في الولايات المتحدة معبرا عنهم ويشترونه. وقد حفزت النجاحات الأولى فانيا إلى التوسع في اتجاه بلدان أمريكا اللاتينية وترويج السالسا هناك، ما أدى إلى توسيع سوقها. ولكن في المقابل ظهرت طيلة فترة السبعينيات فرق سالسا من كولومبيا وجمهورية الدومينكان وفنزويلا ودول لاتينية أخرى، لحنت وأدت موسيقى ترتبط بخلفياتها وتجاربها الثقافية الذاتية، وموضعت السالسا معبرا ثقافيا عن هذه البلدان أيضا.

أما في الولايات المتحدة فلاقت السالسا انتشارا واسعا في مطلع السبعينيات، ففي عام 1971 كانت حفلات مهرجان نجوم فانيا تملأ مقاعد ملعب اليانكي الذي كان يتسع لحوالي 65 ألف متفرج،[10](ص.488 - 489) وانتقل مركز الموسيقى إلى مانهاتن، وبالتحديد إلى ملهى شيتا الليلي [الإنجليزية] الذي قدم فيه رالف ميركادو الكثير من نجوم السالسا البورتوريكيين إلى جمهور أمريكي لاتيني ينمو باطراد. كما ظهرت في أعوام السبعينيات فرق سالسا جديدة من نيويورك، مثل فرق أنجيل كاناليس، وأندي هاربو، وتشينو رودريغز (الذي كان من أوائل البورتوريكيين من أصل صيني الذين التقطهم صاحب شركة فانيا جيري ماسوتشي، وأصبح لاحقا مدير حجوزات للعدد من نجوم فانيا)، وواين غوربيا، وإيرني أوغوستو، وأوركسترا راي جاي، وأوركسترا فويغو، وأوركسترا سيمارّون وغيرها. كما تمكنت المغنية سيليا كروز التي كانت قد بدأت مسيرتها المهنية الناجحة في موطنها كوبا من الاندماج في هذه الحركة الجديدة، لتنال لقب «ملكة السالسا».[27][28][29]

كما أضاف لاري هارلو بعدا جديدا بتسجيله أوبرا «هومي» (بالإنجليزية: Hommy)‏ في عام 1973، التي تأثرت بألبوم فرقة ذا هو «تومي»، ووصلة السالسا «العرق اللاتيني» (بالإسبانية: La Raza Latina)‏، التي تعرضت لانتقادات. في عام 1975 قدم روجر دوسن عرض «السالسا يوم الأحد» على إذاعة WRVR FM، التي أصبحت أكثر برامج الإذاعة استماعا في نيويورك بجمهور تجاوز ربع مليون مستمع كل أحد، والمفارقة هي انه رغم تجاوز عدد سكان نيويورك من ذوي الأصول اللاتينية المليونين، لم يكن في المدينة آنذاك إذاعة إف إم بالإسبانية. وبالإضافة إلى خبرات دوسن في عزف طبول الكونغا ومعارفه الموسيقية حيث عمل مع فرقة فرانكي دانتي للسالسا وكذلك مع عازف سكسفون الجاز آرشي شيب، ابتدع دوسن برنامج حفلات «السالسا تلتقي الجاز» (بالإنجليزية: Salsa Meets Jazz)‏ الأسبوعي في ملهى فيليج جاز، حيث ظهر عازفو الجاز مع فرق سالسا معروفة، مثل العازف دكستر غوردون وفرقة ماتشيتو، وساعد دوسون بذلك في توسيع جمهور السالسا وتقديم فنانين جدد مثل فرقة أنجيل كاناليس مزدوجة اللغة، التي لم يسنح لها آنذاك بعد الظهور على الإذاعات الإسبانية على الموجة المتوسطة. وقد حاز برنامجه على عدة جوائز من قراء مجلة لاتين نيويورك ومجلة سالسا ماغازين التي كان يصدرها إيزي سانابرياآنذاك، واستمر حتى نهاية الثمانينيات إذ غيرت إذاعة WRVR محتوى البرنامج إلى موسيقى الكانتري.[5](ص.48)

وعلى الرغم من انفتاح السالسا على التجريبية ورغبتها باستدخال تأثيرات غير كوبية مثل الجاز والروك والبومبا [الإنجليزية] والبلينا [الإنجليزية]، ووجود صنف هجين من المامبو والجاز، فإن نسبة ما أنتجه ملحنو السالسا في نيويورك من خارج نطاق القوالب الموسيقية الكوبية كانت ضئيلة، على العكس مما أنتجه ملحنو السونغو في كوبا نفسها.[30][31] ويعتقد البعض أن هوية السالسا اللاتينية الأمريكية الجامعة كانت كامنة في وسطها الثقافي أكثر من بنيتها الموسيقية.[26](ص.40) ومن الممكن هنا استثناء أعمال إيدي بالميري وماني كويندو [الإنجليزية] اللذان اعتبرا ميالين إلى المغامرة أكثر من كبار نجوم فانياـ فقد استدخلت الفرقتان عناصر أعمق من الجاز وكذلك من موسيقى "الموزمبيق" [الإنجليزية] الكوبية الحديثة، وعرفتا بعازفي بوق كبار مثل باري روجرز، ويشير آندي غونزاليس، عازف الباص الذي ظهر مع كلا الفرقتين: «كنا نرتجل، ونفعل ما كان ماليز ديفيس يفعله: نعزف مواضيع ونرتجل مواضيع الأغاني، ولا نتوقف عن العزف طيلة المقطوعة».[8](ص.290)

أعوام الثمانينيات وولادة موسيقى التيمبا

أوسكار دي ليون - 2011

في فترة الثمانينيات بدأت عدة دول أمريكية لاتينية مثل كولومبيا وفنزويلا وبنما بإنتاج موسيقى سالسا خاصة بها[10](ص.379، 502)، وكان اثنان من كبار نجوم تلك الفترة الفنزويلي أوسكار دي ليون [الإنجليزية] والكولومبي جو أرويو،[26](ص.182 - 183) كما ظهر أيضا فرقة فروكو إي سوس تيسوس [الإنجليزية]، ومجموعة نيش [الإنجليزية] والبنمي روبين بليدز. في تلك الفترة كذلك استقبلت كوبا لأول مرة مغني سالسا عالميين، حيث قام أوسكار دي ليون عام 1983 بجولة موسيقية هناك لاقت صدى واسعا، كما حظي ألبوم روبين بليدز «سييمبرا» (بالإسبانية: Siembra)‏ بانتشار واسع في الجزيرة واستعارت أغانيه فرق كوبية طيلة الثمانينيات.[32]

قبل جولة أوسكار دي ليون كان الكوبيون يرفضون السالسا باعتبارها تقليدا رديئا للموسيقى الكوبية، ويعتقد البعض أن جولة دي ليون أعادت الاعتبار إلى بعض القوالب القديمة وشجعت على تطور التيمبا [الإنجليزية] بعد فترة من التجريب على أيدي فرق مثل لوس فان فان وأوركسترا ريتمو أورينتال وأوركستري ريفي، وفرقة أدالبيرتو ألفاريز [الإنجليزية] والسون 14، وفرقة رومبافانا [الإنجليزية]، وأوركسترا مارافياس دي فلوريدا، وفرقة الجاز «إيراكيري».[33]

انطلقت موسيقى التيمبا على أيدي فرقة إيراكيري التي تحولت لاحقا إلى إن غي لا باندا [الإنجليزية] بقيادة خوزيه لويس كورتيز (إل توسكو)، وتحسب الكثير من أغنيات التيمبا على تيار السالسا العام أكثر مما تحسب على الموسيقى الكوبية في العقد السابق، فعلى سبيل المثال تجمع أغنية «لا إكسبرسيفا» (بالإسبانية: La expresiva)‏ للفرقة المذكورة بين إيقاعات السالسا والتيمبا، ويعزف طبالو الكونغا تقاسيم أقرب للتومباو القائم على السون الجبلي منها لموسيقى السونغو. ولهذه الأسباب يعرف موسيقيون كوبيون موسيقى آواخر الثمانينيات بأنها «السالسا الكوبية»، مستعملين بذك لأول مرة مصطلح السالسا في توصيف موسيقى كوبية، وواضعين الموسيقى الكوبية في حركة السالسا.[15] في أواسط التسعينيات أصدرت شركة إنتاج التسجيلات الكاليفورنية بيمبي ريكوردس (بالإنجليزية: Bembé Records)‏ سلسة من الاسطوانات المدمجة لفرق كوبية، جزءا من سلسلة أسمتها «السالسا الكوبية» (بالإسبانية: Salsa cubana)‏.

على الرغم من ذاك مر هذا اللون بعدة تطورات، فقد قدم إيقاعيو التومباو إيقاعات أغنى وأكثر تعقيدا مما هو عليه في سالسا نيويورك، وتأثر بعض العازفين بتقنية «الإزاحة النغمية» (بالإنجليزية: harmonic displacement)‏ التي ابتدعه عازف البيانو الكوبي غونزالو روبالكابا، وكذلك كانت كوبا المكان الذي التقت فيه السالسا مع الهيب هوب لأول مرة، وفي ذلك عدة أمثلة من المقاطع التي تظهر في ألبوم إن جي لا باندا «في الشارع» (بالإسبانية: en la calle)‏ التي تجمع بين إيقاعات الغواغوانكو (نوع فرعي من الرومبا) والهيب هوب.

في تلك الفترة ترك الموسيقيون الكوبيون أثرا على الجاز أكثر مما تركوا على السالسا في الولايات المتحدة، وقد تعجب الفنانون الكوبيون الذين لجؤوا إلى الولايات المتحدة في الثمانينيات من الموسيقى اللاتينية هناك، ورؤوها موسيقى كوبية قديمة من الخمسينيات.[30](ص.7) مع ذلك كان هناك في الولايات المتحدة وعي ببعض التطورات الموسيقية في كوبا، فقد سجل تيتو بوينته ألحان إيراكيري «سمك وخبز» (بالإسبانية: Bacalao con pan)‏ في عام 1980، كما سجل روبين بليدز أغنية لوس فان فان «تحرّك!» (بالإسبانية: Muevete)‏ عام 1985، كما تبتنت الفرقتان البورتوريكيتان باتاكومبيلي بقيادة جيوفاني هيدالغو، وتسابيروكو (بالإنجليزية: Zaperoko)‏ موسيقى السونوغو كليا، بإشراف من الإيقاعي الكوبي تشانغيتو.

ظهرت في فترة الثمانينيات كذلك ألوان أخرى من السالسا، مثل السالسا الرومانسية والسالسا الإيروتيكية، التي احتوت على كلمات تدور حول هذه المواضيع، ومن الممكن تتبع آثار السالسا الرومانسية حتى ألبوم «ليال ساخنة» (بالإسبانية: Noches Calientes)‏ للمغني خوزيه ألبرتو (الكناري)، وقد رأى البعض السالسا الرومانسية صيغة مميّعة إيقاعيا من السالسا، واعتبرها منتقدوها في أواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات لا تعدو أن تكون صيغة «تجارية» ومخففة من البوب اللاتيني، وضعت فيها أغنيات حب عاطفية تحت إيقاعات أفرو-كوبية، حيث لا مكان للارتجالات الموسيقية أو للكلمات التي تتناول الواقع المعاش، اللذان تتميز بهما السالسا الكلاسيكية. من فناني هذا اللون أومار ألفان، وبالمر هيرنانديز، وخورخي لويس بيلوتو.

أعوام التسعينيات: بوينيا فيستا، التيمبا، سالسا البوب

فرقة لوس فان فان

تميزت موسيقى التسعينيات بما عرف ب«انفجار التيمبا» (بالإسبانية: timba explosion)‏ في كوبا، وبسالسا البوب (بالإنجليزية: Pop salsa)‏ في الولايات المتحدة. وفي اتجاه معاكس حقق ألبوم بوينا فيستا سوشيال كلوب [الإنجليزية] الذي تعاون فيه عازف الغيتار الأمريكي راي كودر مع مجموعة من قدامى المغنين الكوبيين نجاحا عالميا، حيث حقق أعلى أرقام مبيعات نالتها اسطوانة كوبية في التاريخ، وتبعه فيلم وثائقي للمخرج فيم فيندرز عن هذه المجموعة رشح لجائزة الأوسكار. ومع أن هذا الألبوم أعاد تقديم أغاني سون وبوليرو تقليدية لم تعد آنذاك رائجة في كوبا، فقد دفع إلى ازدياد الاهتمام العالمي بالموسيقى الكوبية عموماً، وأدى تزامنه مع فترة انفتاح كوبا للسياحة الخارجية في التسعينيات إلى انتشار الكثير من الفرق الموسيقية التي عادت إلى تقديم هذه الألوان التقليدية.[34][35]

سالسا البوب

في الولايات المتحدة أنتج سيرجيو جورج عدة ألبومات اختلطت فيها السالسا مع أنواع حديثة من البوب، بالاشتراك مع فنانين بورتوريكيين مثل تيتو نييفس [الإنجليزية] ولا إنديا [الإنجليزية] ومارك أنتوني، وأنتج كذلك لفرقة السالسا اليابانية أوركسترا دي لا لوس [الإنجليزية]، ولبريندا كي. ستار، وسون باي فور [الإنجليزية]، وفيكتور مانويل [الإنجليزية]، وللمغنية الأمريكية كوبية الأصل غلوريا استيفان التي حققت أيضا نجاحا في السوق الناطق بالإنكليزية بأغانيها ذات الطابع اللاتيني والكلمات التي تغلب فيها الإنكليزية.[10](ص.488 - 499)

في الغالب لم يكن القالب الإيقاعي عامل التلحين الأهم في هذه الأغنيات، ولم ير سرجيو جورج ضيرا في ذلك:[26](ص.191)

«مع مرعاة الإيقاع، إلا أنه ليس دوما الأهم في موسيقاي، فالمسألة الأهم في ذهني هي قابلية التسويق. نجاح الأغنية هو المهم. عندما توقفت عن محاولة إثارة الانطباع لدى الموسيقيين وبدأت بالتواصل مع ما يسمعه الناس في الشارع، بدأت بكتابة أغنيات ناجحة. بعض الأغاني، وخاصة تلك التي بالإنكليزية ومصدرها الولايات المتحدة، لا يمكن وضعها في قوالب إيقاعية».

من الممكن اعتبار مارك أنتوني واحدا من منتجات سيرجيو جورج الإبداعية، فقد صعد من موسيقي لاتيني شاب إلى قائد فرقة على الرغم من قلة معارفه عن البنية الموسيقية، وقد ظهر ذلك على خشبة المسرح عام 1994 بعد انطلاقته في عالم السالسا بقليل. ففي أثناء وصلة عزف منفرد على البيانو توجه إلى الإيقاعي وأمسك بعصاة وحاول أن يرافق العازف إيقاعياً، وبدى عنا جليا أنه لا يعرف الكثير عن الإيقاع. بعد ذلك بقليل أشار في مقابلة إضاعية في بورتوريكو أن نجاحه التجاري دليل على أن المرء لا يحتاج إلى معرفة الكثير في الإيقاع حتى ينجح في الموسيقى اللاتينية، وقد أثار هذا التعليق ضجة وتعليقات صحفية سلبية في كل من بورتوريكو ونيويورك، توقف أنتوني بعدها عن الخوض في هذا الموضوع على العلن، ولم يعد إلى الضرب الإيقاعي على الخشبة إلى أن تلقى دروسا خاصة في الإيقاع.[26](ص.192)

التيمبا

في كوبا ظهر ما عرف بـ"انفجار التيمبا"، الذي بدأ بألبوم فرقة تشارانغا هابانيرا [الإنجليزية] "الحمى ترتفع" (بالإسبانية: Me Sube La Fiebre)‏ في عام 1992، وكفرقة إن غي لا باندا، استخدمت تشارانغا هبانيرا تقنيات جديدة مثل تغيير المفاتيح الموسيقية وإيقاعات تومباو خاصة بالأغنية، ولكن اسلوبهم الموسيقي كان مختلفا جدا واستمر بالتغير والتطور مع كل ألبوم. مرت تشارانغا هابانيرا بثلاثة مراحل تطورأسلوبي في التسعينيات تظهر في ألابيمها الثلاثة.[36] نجم آخر من تلك الفترة كان مؤلف الأغاني المعروف بـ""مانولين، طبيب السالسا" [الإنجليزية]، الذي كان من الهواة واكتشفه إل توسكو قائد فرقة إن غي لا باندا وهو في كلية الطب، وقد ضم فريق مانولين الإبداعي عدة مؤلفين مثل لويس بو وتشاكا نابوليس، وقد لعبت شخصية مانولين الكارزمية إلى جانب قدراته الفنية دورا مهما وكان له تأثير كبير في الوسط الفني، حيث وصفه الموسيقي الأمريكي ريغي جاكسون بأنه "القشة التي تحرّك المشروب".[36]

لم يكد مصطلح «السالسا» يجد موطئ قدم في كوبا حتى استعيض عنه بمصطلح «تيمبا». من فرق التيمبا الكوبية المعروفة إلى جانب فرقة مانولين آنفة الذكر فرق«سكر أسود» (بالإسبانية: Azúcar Negra)‏، وهافانا دي بريميرا (بالإسبانية: Havana d'Primera)‏، وكليماكس (بالإسبانية: Klimax)‏، وباوليتو إف غي [الإنجليزية]، وسالسا مايور (بالإسبانية: Salsa Mayor)‏، وتييمبو ليبري (بالإسبانية: Tiempo Libre)‏، وباتشيتو ألونسو إي سو كنيكني (بالإسبانية: Pachito Alonso y sus Kini Kini)‏، وبامبوليو [الإنجليزية]، ولوس دان دان (بالإسبانية: Los Dan Den)‏، وآلان بيريز، وإيزاك ديلغادو [الإنجليزية]، ومانوليتو إي سو ترابوكو [الإنجليزية] وبوبي إي لوس كي سون سون (بالإسبانية: Pupy y Los que Son Son)‏.

على الرغم من التواصل الإيجابي والتبادل الإبداعي بين فناني التيمبا الكوبيين والسالسا النيويوركيين ظل اللونان منفصلين نوعا ما ومخاطبين لجمهورين مختلفين، ومع ذلك حصلت فرقة لوس فان فان الكوبية في عام 2000 على أول جائزة غراني لأفضل ألبوم سالسا [الإنجليزية].

في كولومبيا ظلت السالسا لوناً ذا شعبية وظهر فنانون وفرق مثل سونورا كاروسيليس [الإنجليزية]، وكارلوس فيفس وأوركسترا غواياكان (بالإسبانية: Orquesta Guayacan)‏، ومجموعة نيش [الإنجليزية]، وكيكي سانتاندر [الإنجليزية]، وخوليان كوياثوس، وأصبحت مدينة كالي تعرف عاصمةً للسالسا.[10](ص.504) أما في فنزويلا فقدمت فرقة كابي جاز (بالإسبانية: Cabijazz)‏ مزيجا فريدا وحديثا بين السالسا القريبة من التيمبا وتأثيرات قوية من الجاز.

سالسا مطلع القرن - التيمبا المهجنة

في العشرية الأولى من القرن أنتجت بعض فرق التيمبا موسيقى هجينة من السالسا والتيميا والهيب هوب والريغيتون (مثل أغنية غوزاندو إن لا هابانا (بالإسبانية: Gozando en la Habana)‏ لفرقة تشارانغا هابانيرا، ولوكو كون أونا موتو (بالإسبانية: Loco con una moto)‏ لبوبي إي لوس كي سون).[37][38] بعد ذلك بسنوات قليلة ظهرت فرقة الريغيتون الكوبية "خينتي دي ثونا" (أهل المنطقة) [الإنجليزية]، كما أنتج مارك أنتوني أغنية التيمبا/ريغيتون «لا غوثاديرا» (بالإسبانية: La Gozadera)‏ التي حظيت بانتشار واسع فاق المليار مشاهد على موقع يوتيوب. كما عرف في تلك الفترة نوع يدعى «كوباتون»، الذي كان في الغالب قائما على الريغيتون مع بعض سمات السالسا أو التيمبا.

السالسا الإفريقية

أوركسترا باوباب في عرض من العام 2017

حظيت الموسيقى الكوبية بشعبية واسعة في بلدان جنوب الصحراء الإفريقية في أواسط القرن العشرين، لقربها ولغرابتها في نفس الوقت.[39] تذكر موسوعة إفريقيا:

في بداية أعوام الأربعينيات حظيت مجموعات السون الأفروكوبية مثل سباعي هابانيرو وثلاثي ماتاموروس بشعبية واسعة في منطقة الكونغو بعد بث أغانيها مباشرة من إذاعة الكونغو البلجيكي، وهي إذاعة ذات بث قوي في مدينة ليوبولدفيل (كنشاسا اليوم). وقد ازدهرت نوادي الموسيقى واستوديوهات التسجيل والحفلات المويسيقية التي قدمتها فرق كوبية في ليوبولدفيل وعززت انتشار الموسيقى الكوبية في أعوام الأربعينيات والخمسينيات.[40]

بدأت الفرق الكونغولية بعزف موسيقى كوبية وغناء الكلمات بالإسبانية، وسرعان ما بدؤوا بعمل أغانيهم الخاصة على الطراز الكوبي بكلمات فرنسية أو بلغة اللينغالا السائدة في غرب الكونغو. سمى الكونغوليون هذه الموسيقى الجديدة «رومبا»، مع أنها في الحقيقة قائمة على السون، وقد كيف الأفارقة أغاني الغواخيو الكوبية للعزف بالجيتار الكهربائي ومنحوها طابعهم الإقليمي الخاص.تجاوزت هذه الموسيقى القائمة على عزف الغيتار حدود الكونغو باطّراد واستدخلت تنويعات محلية، وأدى ذلك إلى نشوء أنواع محلية متميزة مثل السوكوس [الإنجليزية].[41]

لعبت الموسيقى الكوبية دورا كبيرا في تطور عدة أنواع من الموسيقى الشعبية الإفريقية، ويشير الباحث جون ستروم روبرتس إلى أن «الموسيقى الكوبية، ثم بصورة متزايدة موسيقى السالسا القادمة من نيويورك، قد قدمت التأثيرات الأهم والأطول أمدا، والتي تغلغلت في الموسيقى الشعبية أعمق من تقليدات سطحية لصرعات قصيرة الأمد. لقد بدأ التواصل مع كوبا مبكرا ودام عشرين عاما على الأقل، حيث استوعب بالتدريج وأعيدت أفرقته»،[42] حيث تعد إعادة إنتاج القوالب الإيقاعية الأفرو-كوبية في إفريقيا اكتمالا لدورتها.

أما إعادة إنتاج القوالب الموسيقية الكوبية فقد لاقت فوارق كبيرة في تلقيها، فبفضل تأثير الموسيقى الكوبية أصبحت التسلسلات التآلفية الأولى والرابعة والخامسة والسادسة الشائعة في الموسيقى الكوبية تسمع في جميع أنحاء القارة الإفريقية، وهذه الكوردات تتبع النظرية الموسيقية الغربية. على الرغم من ذلك يشير عالم الموسيقى غيرهارد كوبيك [الإنجليزية] إلى أن مؤدو الموسيقى الشعبية الإفريقية قد لا ينظرون إلى هذه التألفات بنفس الطريقة «إن الدورة النغمية دو-فا-صول-فا (I، IV، V، VI) السائدة في موسيقى الكونغو/زائير الشعبية لا يمكن أن تعرف بصفتها نقلات من القرار إلى التحت-ثابتة إلى الجواب ثم العودة لتنتهي عند التحت-ثابتة، فالمؤدون يرونها في نفس الأهمية ولا يرون فيها تراتبية ا كما هو الحال في الموسيقى الغربية».[43]

كانت أكثر أغاني موجة الموسيقى الكوبية في أفريقية على شاكلة السالسا، وفي عام 1947 قدم نجوم فانيا عرضا في زائير أمام ثمانين ألف مشاهد في ملعب كينشاسا، وقد صور هذا العرض في فيلم «على الهواء في إفريقية» (بالإنجليزية: Live from Africa)‏ الذي ظهر في المملكة المتحدة بعنوان «جنون السالسا» (بالإنجليزية: Salsa Madness)‏، وقد كان هذا العرض في سياق مهرجان موسيقي أقيم بالتزامن مع مباراة الملاكمين محمد علي كلاي وجورج فورمان. ومع أن الأنماط المحلية كانت منتشرة ومستقرة في تلك الفترة، لاقت السالسا رواجا واسعا في عدة بلدان إفريقية، خاصة في غامبيا والسنغال ومالي، وكانت موسيقى الملاهي الليلية المفضلة في السنغال في أعوام الخمسينيات والستينيات.[44] تعزف الفرقة السنغالية أوركسترا بوباب [الإنجليزية] موسيقى سالسا أساسية باستعمال طبول الكونغا والتيمبال، مضيفة إليها آلات قبائل الوولوف والماندينكا الموسيقية وكلماتها.

في حين ترى المؤرخة سو ستيوارد[21](ص.157) انتشار السالسا في إفريقية عودة إلى الأرض الإفريقية الأم، تعتبر الباحثة ليز واكسر هذا الانتشار عملية تبادل ثقافي مركّبة بين دول العالم الثالث.[20] ومنذ أواسط التسعينيات ينشط فنانون أفارقة كبار مثل بامبينوو ديابيتي، وريكاردو ليمفو [الإنجليزية]، وإسماعيل لو [الإنجليزية]، وسالف كيتا، في مشروع أفريكاندو [الإنجليزية] في نيويورك مع زملاء من الولايات المتحدة.

المراجع

  1. ^ "Salsa: la música latina que nació en Nueva York" (بالإسبانية المكسيكية). Archived from the original on 2021-10-01. Retrieved 2022-03-28. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |fecha= تم تجاهله يقترح استخدام |date= (help), الوسيط غير المعروف |fechaacceso= تم تجاهله يقترح استخدام |access-date= (help), and الوسيط غير المعروف |obra= تم تجاهله يقترح استخدام |work= (help)
  2. ^ "Historia y Origen de la Salsa" (بالإسبانية). Archived from the original on 2021-11-22. Retrieved 2022-03-28. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |fecha= تم تجاهله يقترح استخدام |date= (help), الوسيط غير المعروف |fechaacceso= تم تجاهله يقترح استخدام |access-date= (help), الوسيط غير المعروف |idioma= تم تجاهله يقترح استخدام |language= (help), and الوسيط غير المعروف |sitioweb= تم تجاهله يقترح استخدام |website= (help)
  3. ^ "Origins of Salsa Music". Pimsleur.com. مؤرشف من الأصل في 2021-08-16.
  4. ^ "¿Qué le debe la salsa nuestro país?" (بالإسبانية). Archived from the original on 2019-08-29. Retrieved 2022-03-28. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |fechaacceso= تم تجاهله يقترح استخدام |access-date= (help) and الوسيط غير المعروف |obra= تم تجاهله يقترح استخدام |work= (help)
  5. ^ ا ب Maunel, Peter (1988). Popular Musics of the Non-Western World: An Introductory Survey (بالإنجليزية). Oxford University Press. p. 46. ISBN:0-19-505-342-7. Archived from the original on 2022-03-30.
  6. ^ Salazar 1991; Waxer 2002, p. 6; Morales 2003, pp. 56–59. Morales dates the song to 1932.
  7. ^ ا ب Morales, ED (2003). The Latin Beat (بالإنجليزية). Da Capo Press. ISBN:0-306-81018-2.
  8. ^ ا ب ج د ه و ز ·       Boggs, Vernon W., ed. (1991). Salsiology: Afro-Cuban Music and the Evolution of Salsa in New York City. Westport, Connecticut: Greenwood Press.
  9. ^ ا ب ج "Izzy Sanabria - What is Salsa? (www.mamboinnradio.com)". يوتيوب. mamboinnradio.com. مؤرشف من الأصل في 2022-03-11. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-28.
  10. ^ ا ب ج د ه Steward, Sue (2000). "Salsa: Cubans, Nuyoricans and the Global Sound". In Broughton, Simon; Ellingham, Mark; McConnachie, James; Duane, Orla (eds.). World Music: Latin & North America, Caribbean, India, Asia and Pacific. Vol. 2. London: Rough Guides. pp. 488–506. ISBN 978-1-85828-636-5.
  11. ^ Fuentes, Leonardo (2003). Faces of Salsa: A Spoken History of the Music. Smithsonian Books. ISBN 978-1588340801., p. 59
  12. ^ Sanabria، Izzi (2005). "What is Salsa? Where and How Did it Start?". salsa magazine. مؤرشف من الأصل في 2012-04-26. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-28.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  13. ^ Lam، Rafael (14 فبراير 2019). "Mayra A. Martinez: A fighter for Cuban music". Radio Cadena Habana. مؤرشف من الأصل في 2021-08-16. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-28.
  14. ^ In 1983, Machito won a Grammy Award in the Best Latin Recording category for Machito and his Salsa Big Band '82 Timeless CD 168.
  15. ^ ا ب Mauleón, Rebeca (1993). Salsa: Guidebook for Piano and Ensemble. Petaluma, California: Sher Music, p. 80
  16. ^ Christopher (Fall 1995). Clave: The African Roots of Salsa. Kalinda!, newsletter for the Center for Black Music Research. نسخة محفوظة 27 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ "Lili Martinez y la improvisación". مؤرشف من الأصل في 2021-08-17. اطلع عليه بتاريخ 2021-04-15.
  18. ^ Díaz Ayala, Cristóbal: Música cubana, del Areyto a la Nueva Trova, Ediciones Universal, Miami Florida, 1993. p. 194.
  19. ^ Morales، Ed (2003). The Latin Beat: Rhythms and Roots of Latin Music from Bossa Nova to Salsa and Beyond. Da Capo Press. ص. 41. ISBN:978-0306810183. مؤرشف من الأصل في 2021-08-18.
  20. ^ ا ب Waxer, Lise 2002. Situating Salsa: Global Markets and Local Meanings in Latin Popular Music. Routledge. ISBN 0815340206, p. 12
  21. ^ ا ب Steward, Sue 1999. Salsa: the musical heartbeat of Latin America. Thames & Hudson, London. p. 60
  22. ^ Quintana, José Luis "Changuito". History of Songo. Warner Brothers VHS video (1996). Quintana, José Luis "Changuito" (1998) Changuito: A Master's Approach to Timbales. Alfred Publishing Co. (ردمك 978-0-7692-1435-1).
  23. ^ Borges-Triana، Juaquín (212-05-21). "Van Van… ¡Vamos, que viene el tren!". ek caimán Babudo. مؤرشف من الأصل في 17 أغسطس 2021. اطلع عليه بتاريخ 2022-04-04. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  24. ^ Moore, Kevin (2011). ""The Roots of Timba, Part II; Juan Formell y Los Van Van."". Timba.com. مؤرشف من الأصل في 2011-04-08. اطلع عليه بتاريخ 2012-04-14.
  25. ^ Lapidus, Ben (2008) Origins of Cuban Music and Dance; Changüí p. 114-116. Lanham, MA: Scarecrow Press. (ردمك 978-0-8108-6204-3)
  26. ^ ا ب ج د ه ·       Washburne, Christopher (2008). Sounding Salsa: Performing Latin Music in New York City. Temple University Press. ISBN 978-1-59213-315-4., p. 105
  27. ^ Pareles, Jon (14 December 1992). "Review/Pop; The Queen of Latin Music Takes It From the Top". Retrieved January 27, 2014. نسخة محفوظة 5 مارس 2022 على موقع واي باك مشين.
  28. ^ "Celia Cruz's Shoes". National Museum of American History, Smithsonian Institution. مؤرشف من الأصل في 2015-09-25. اطلع عليه بتاريخ 2008-06-09.
  29. ^ "The Life and Music of Celia Cruz". Smithsonian Institution. مؤرشف من الأصل في 2021-10-19. اطلع عليه بتاريخ 2013-10-21.
  30. ^ ا ب Gerard, Charley (1989). Salsa! The Rhythm of Latin Music. Crown Point, Indiana: White Cliffs, p. 7..'"
  31. ^ Fuentes، Leonardo (2003). Faces of Salsa: A Spoken History of the Music. Smithsonian Books. ISBN:978-1588340801.
  32. ^ Moore, Kevin 2011 p. 73. Beyond Salsa Piano v. 11. César "Pupy" Pedroso: The Music of Los Van Van, Part 2. Santa Cruz, CA: Moore Music/Timba.com.(ردمك 1460965426)
  33. ^ "Roots of timba". مؤرشف من الأصل في 2021-08-16. اطلع عليه بتاريخ 2021-04-16.
  34. ^ Barton، Laura (22 مارس 2015). "Buena Vista Social Club: the legends look back". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 2022-04-24. اطلع عليه بتاريخ 2022-04-25.
  35. ^ "Interview with Juan de Marco González in Havana, by Betty Arcos, host, "The Global Village" Pacifica Radio 1 January 1998". Buena Vista Social Club site. Public Broadcasting Service (PBS). Retrieved 23 March 2007. نسخة محفوظة 2022-03-23 على موقع واي باك مشين.
  36. ^ ا ب ·       Moore, Kevin 2011 Beyond Salsa Piano v. 16.ISBN 1460965426
  37. ^ Sullivan, Al (16 October 2016). "Trash truck worker competes for a Latin Grammy: Local Cuban exile fulfills dream as musician" نسخة محفوظة 22 March 2018 على موقع واي باك مشين.. The Hudson Reporter.
  38. ^ van Boeckel, Rik (19 September 2006). "Reggaeton a lo Cubano: From Cuba to the Rest of the World" نسخة محفوظة 22 March 2018 على موقع واي باك مشين.. 'LA'Ritmo.com: Latin American Rhythm Magazine. Retrieved 21 March 2018.
  39. ^ Nigerian musician Segun Bucknor: "Latin American music and our music is virtually the same"—quoted by Collins 1992 p. 62
  40. ^ The Encyclopedia of Africa v. 1. 2010 p. 407.
  41. ^ Roberts, John Storm. Afro-Cuban Comes Home: The Birth and Growth of Congo Music. Original Music cassette tape (1986).
  42. ^ Roberts, John Storm. Afro-Cuban Comes Home: The Birth and Growth of Congo Music. Original Music cassette tape (1986). 20: 50. Afro-Cuban Comes Home: The Birth and Growth of Congo Music.
  43. ^ Kubik, Gerhard 1999. Africa and the Blues. Jackson, MS: University Press of Mississippi. ISBN 1-57806-145-8, p. 105.
  44. ^ tapleton, Chris, and Chris May 1990. African Rock: The Pop Music of a Continent. New York: Dutton, 116-117.

روابط خارجية

أمثلة موسيقية على موقع يوتيوب

Read other articles:

American judge For the English artist, see Edward Carter Preston. Edward Preston in 1885 Edward Preston (17 February 1831 – 17 January 1890) was a lawyer and judge originally from England who served in the Kingdom of Hawaii. Early life Edward Preston was born 17 February 1831 in London, England. In 1852 he sailed to Melbourne, Australia, and then practised law in Christchurch, New Zealand in the firm Wynn Williams & Co.[1] Hawaiian citizenship He married in 1852, and came to the...

 

Overview of the architecture in Japan Kinkaku-ji, Kyoto, originally built in 1397 (Muromachi period) Japanese architecture (日本建築, Nihon kenchiku) has been typified by wooden structures, elevated slightly off the ground, with tiled or thatched roofs. Sliding doors (fusuma) and other traditional partitions were used in place of walls, allowing the internal configuration of a space to be customized for different occasions. People usually sat on cushions or otherwise on the floor, traditi...

 

Satpura-Nationalparkसतपुड़ा राष्ट्रीय उद्यान   IUCN-Kategorie II Landschaft im Satpura-NationalparkLandschaft im Satpura-Nationalpark Satpura-Nationalpark (Madhya Pradesh) 22.578.233333333333Koordinaten: 22° 30′ 0″ N, 78° 14′ 0″ O Lage: Madhya Pradesh, Indien Besonderheit: Tigerreservat, Biosphärenreservat Nächste Stadt: Pipariya Fläche: 524,370 km² Gründung: 1981 i3i6 Der Satpura-Nationalpark (...

Стрімчак-скеля Дірявий каміньКраїна  УкраїнаРозташування Україна,Закарпатська область, Тячівський районПлоща 5Засновано 1969Оператор КБЗПосилання Стрімчак-скеля Дірявий камінь — геологічна пам'ятка природи місцевого значення. Об'єкт розташований на території Тя...

 

Prosesi Reales Cofradías Fusionadas di Malaga Capirote[1] adalah sebuah topi lancip berbentuk kerucut yang dipakai di Spanyol. Topi tersebut adalah bagian dari seragam beberapa persaudaraan yang meliputi Nazarenos dan Fariseos pada perayaan Paskah dan adegan ulang di beberapa kawasan pada Pekan Suci di Spanyol dan di San Luis Potosi, Meksiko. Referensi ^ Diccionario de la lengua castellana lbsTopiDaftar topiBudaya BaratFormal Pria Atas Opera Wanita Juliet KeagamaanKekristenanBarat Bi...

 

1998 soundtrack album by various artistsStreets Is WatchingSoundtrack album by various artistsReleasedMay 12, 1998 (US)September 12, 1998 (UK)Recorded1994, 1997–1998StudioD&DGenreEast Coast hip hophardcore hip hopLength51:25LabelRoc-A-FellaDef JamProducerJay-Z (exec.)Kareem Biggs Burke (exec.)Damon Dash (also exec.)AK47Darrell 'Digga' BranchDave GDinky BinghamDJ Clue?Irv GottiJaz-OKen Duro IfillMahoganyM.O.P.Tone CaponeTy FyffeBarry SalterChristiónSingles from Streets Is Watchi...

主要地方道 鳥取県道156号 鳥取港湖山停車場線一般県道 鳥取港湖山停車場線 地図 ■テンプレート(■ノート ■使い方) ■PJ道路 鳥取県道156号鳥取港湖山停車場線(とっとりけんどう156ごう とっとりこうこやまていしゃじょうせん)は鳥取港(鳥取市)とJR山陰本線湖山駅(JR貨物湖山オフレールステーション)を結ぶ一般県道である。 概要 路線名称は鳥取港湖山停車...

 

Jalur BaltikJalur Baltik di Lituania.Nama lainRantai Kemerdekaan BaltikTanggal23 Agustus 1989 (1989-08-23)LokasiRSS Estonia, RSS Latvia, RSS LituaniaPartisipan±2 juta orangSitus webbalticway.net Jalur Baltik atau Rantai Baltik atau juga Rantai Kemerdekaan [1] (bahasa Estonia: Balti kett, bahasa Latvia: Baltijas ceļš, bahasa Lituania: Baltijos kelias, bahasa Rusia: Балтийский путь) adalah sebuah demonstrasi politik yang damai, yang terjadi pada tan...

 

Samar's 2nd congressional districtConstituencyfor the House of Representatives of the PhilippinesBoundary of Samar's 2nd congressional district in SamarLocation of Samar within the PhilippinesProvinceSamarRegionEastern VisayasPopulation454,953 (2020)[1]Electorate336,756 (2022)[2]Major settlements 16 LGUs Cities Catbalogan Municipalities Basey Calbiga Daram Hinabangan Jiabong Marabut Motiong Paranas Pinabacdao San Jose de Buan San Sebastian Santa Rita Talalora Villareal Zumarra...

EEBUS (gesprochen: „E-Ebus“) steht für eine auf Standards und Normen basierte Kommunikationsschnittstelle, die jedes Gerät und jede technische Plattform unabhängig von Hersteller und Technologie frei nutzen kann. EEBUS verfolgt dabei das Ziel, Energieversorgern und Haushalten den Austausch von Anwendungen und Diensten zur Erhöhung der Energieeffizienz zu ermöglichen. Konkret steht EEBUS für eine gemeinsame und herstellerübergreifende Sprache für Energiemanagement im Internet of Th...

 

Esta página cita fontes, mas que não cobrem todo o conteúdo. Ajude a inserir referências. Conteúdo não verificável pode ser removido.—Encontre fontes: ABW  • CAPES  • Google (N • L • A) (Março de 2019) Primeira Guerra Ítalo-Etíope Data 1895 – 1896 Local Etiópia Desfecho Vitória etíope Tratado de Adis Abeba Beligerantes  Reino da Itália Império Etíope Rússia França Comandantes Humberto I Oreste Ba...

 

Este artículo o sección necesita referencias que aparezcan en una publicación acreditada.Este aviso fue puesto el 12 de septiembre de 2020. Rebelión de Felipe de la Garza Localización de la RebeliónFecha 1822Lugar Nuevo Santander, MéxicoResultado Victoria ImperialistaBeligerantes Republicanos Primer Imperio Mexicano Comandantes Felipe de la Garza Agustín de IturbideZenón FernándezManuel Gómez PedrazaAntonio López de Santa Anna Vicente GuerreroNicolás Bravo Fuerzas en combate 500 ...

42°41′43″N 23°19′47″E / 42.69528°N 23.32972°E / 42.69528; 23.32972The Central Military Club The Central Military Club (Bulgarian: Централен военен клуб, Tsentralen voenen klub) is a multi-purpose monument of culture building in the centre of Sofia, the capital of Bulgaria, located on Tsar Osvoboditel Boulevard and Georgi Rakovski Street. It serves the Bulgarian Army and is administered by the Executive Agency of Military Clubs and Informa...

 

Church in Avenida Getulio Vargas Curitiba PR, BrazilImaculado Coração de Maria (ICM)23°32′30″S 46°39′18″W / 23.54167°S 46.65500°W / -23.54167; -46.65500LocationAvenida Getulio Vargas Curitiba PRCountryBrazilDenominationRoman Catholic Igreja do Imaculado Coração de Maria (English: Church of the Immaculate Heart of Mary) (ICM) is a church located in São Paulo, Brazil. It is located in the district of Santa Cecilia, and was built between 1897 and 1899, re...

 

The HonourableKathleen SatchwellSatchwell (1985)Gauteng Division of the High Court Personal detailsAlma materRhodes University Kathleen Satchwell, commonly known as Kathy Satchwell, is a judge of the Gauteng Division of the High Court (formerly the South Gauteng High Court) in South Africa. Biography She was educated at Rhodes University in the 1960s.[1] She was a prominent human rights attorney in the 1990s. Satchwell was also involved with court cases of the Mandela United Football ...

1971 absurdist satirical black comedy film directed by Arthur Hiller For other uses, see Hospital (disambiguation). The HospitalArtworkDirected byArthur HillerWritten byPaddy ChayefskyProduced by Howard Gottfried Paddy Chayefsky StarringGeorge C. ScottDiana RiggBarnard HughesRichard A. DysartStephen ElliottAndrew DuncanDonald HarronNancy MarchandNarrated byPaddy ChayefskyCinematographyVictor J. KemperEdited byEric AlbertsonMusic byMorris SurdinDistributed byUnited ArtistsRelease date December...

 

English gynaecologist (1913–1988) Patrick SteptoeBornPatrick Christopher Steptoe(1913-06-09)9 June 1913Oxford, EnglandDied21 March 1988(1988-03-21) (aged 74)Canterbury, EnglandAlma mater King's College London St George's Hospital Medical School He also worked at Oldham General hospitalKnown forIn vitro fertilisationSpouse Sheena Kennedy ​(m. 1943)​[2]ChildrenAndrew Steptoe and one daughter [2]Awards CBE FRS[1] Scientific ca...

 

Pierre Louis Parisis Pierre Louis Parisis (17 August 1795 – 1866) was the Roman Catholic bishop of the Bishopric of Langres in Haute-Marne, France, from 1835 to 1851.[1] In 1851, he succeeded Hugues de La Tour d'Auvergne-Lauragais as Bishop of Arras. Biography Parisis was born in 1795 in Orléans, the son of a baker. In 1819 he was ordained a priest for the diocese of Orléans. Bishop of Langres In 1834 he was appointed to succeed Jacques-Marie-Adrien-Césaire Mathieu as Bishop ...

Venerable Orden Tercera Franciscana y Hermandad Franciscana de la Oración en el Huerto Oración en el Huerto de los OlivosLocalizaciónPaís  EspañaLocalidad San Cristóbal de La LagunaSede canónica Convento de Santa Clara de AsísDatos generalesFundación 25 de junio de 2003Titulares Señor de la Oración en el Huerto de los OlivosTronos 1ProcesionesDía y hora Lunes Santo y Viernes SantoSitio oficial[editar datos en Wikidata] La Venerable Orden Tercera Franciscana y H...

 

История ла́кцев (самоназвание — лак), коренного народа Дагестана, принадлежащего к Кавкасионскому антропологическому типу, охватывает период с V века нашей эры до настоящего времени. Исторической столицей лакцев (Лакии) является селение Кумух, расположенное в центре ...

 

Strategi Solo vs Squad di Free Fire: Cara Menang Mudah!