ثنائية العقل والجسد

شرح رينيه ديكارت لثنائيته. تمر المدخلات من الحواس إلى الغدة الصنوبرية في المخ، ومنه إلى الروح غير المادية.

في فلسفة العقل، الثنائية هي افتراض أن الظواهر العقلية، في بعض النواحي غير مادية،[1] أو أن العقل والجسد غير متوائمين.[2] وبالتالي، فإنها تشمل مجموعة من وجهات النظر حول العلاقة بين العقل والمادة، وتتناقض مع مواقف أخرى، مثل المادية في مسألة العقل والجسد.[1][2]

أيد أرسطو وجهة نظر أفلاطون حول تعدد الأرواح المتراكبة بشكل هرمي، لتتوافق مع الوظائف المميزة للنباتات والحيوانات والبشر: الروح الغذائية للنمو والتمثيل الغذائي والتي يتشارك فيها الثلاثة، وروح الإدراك من متعة وألم ورغبة، التي تخص البشر والحيوانات فقط، وملكة العقل التي يتفرّد بها البشر فقط. بالتالي، رأى أرسطو أن الأرواح الثلاث تموت بموت الجسد المادي.[3][4] أما أفلاطون، فرأى أن الروح ليست مرتبطة بالجسد المادي، واعتقد في التقمص، أي هجرة الروح إلى جسد مادي جديد.[5]

توافقت الثنائية مع فلسفة رينيه ديكارت، الذي كان يرى أن العقل غير مادي. وقد عرّف ديكارت العقل بأنه الإدراك والوعي الذاتي، وميّزه عن الدماغ بأنه موضع الذكاء.[6] لذا، فقد كان أول من صاغ مسألة العقل والجسد في صيغتها المعروفة اليوم.[7] تتناقض الثنائية مع أنواع مختلفة من الواحدية. فثنائية المادة تتناقض مع كل أشكال المادية، بينما ثنائية الخواص يمكن اعتبارها شكل من أشكال المادية الناشئة. ونظرًا لعدم تواجدها في العلوم العصبية التي تخص مسألة العقل والجسد،[8][9] التي هي قاطعة في دعم الثنائية أو الواحدية، نظرًا لعدم تمكن الماديين من تقديم رواية معقولة لكيفية إنتاج الأنظمة العصبية وعيها،[10]

أشار الثنائيون والأحاديون إلى العلاقة بين المخ والعقل بأنها علاقة ارتباط، وتجنبوا إسناد السبب لأي منهما، رغم أن علم الأعصاب يميل إلى العمل في ظل الافتراضات المادية،[11][12] والفلاسفة يميلون إلى الثنائية مع الحجج المؤيدة والمعارضة لكل شكل من أشكال الثنائية.

نظرة تاريخية مجملة

أفلاطون وأرسطو

صاغ أفلاطون نظريته الشهيرة في المُثُل، في محاورة فيدون، بوصفها ماهيات غير مادية متمايزة للأشياء والظواهر التي ندركها في العالم، والتي لا تمثل شيئًا سوى مجرد ظلال لتلك الماهيات. ويقدم أفلاطون المُثُل في محاورته بشكل واضح، بوصفها نماذج مثالية كونية، يمكننا فهم العالم عن طريقها. فيقارن أفلاطون في تشبيهه الشهير للكهف، بين الوصول إلى الفهم الفلسفي وبين الخروج إلى الشمس أو النور من كهف مظلم، إذ تُلقى ظلال خافتة مبهمة لكل ما يقع خلف هذا الكهف فوق حائطه. وليست مُثُل أفلاطون بالمادية ولا هي بالروحية أيضًا. فلا توجد في أي مكان أو زمان، ولكنها لا توجد في الذهن ولا تملأ المادة؛ فيُقال بدلًا من ذلك أن المادة تشارك في المُثُل. ومع ذلك يبقى ما كان يقصده أفلاطون غير واضحٍ بالضبط حتى بالنسبة إلى أرسطو.[5]

حاجج أرسطو بشكل مطول ضد العديد من جوانب نظرية المُثل الأفلاطونية، مقدمًا مذهبه الخاص في الهيولية، إذ تتواجد فيه المادة والصورة معًا. وكان هدف أرسطو في خاتمة المطاف بالرغم من ذلك، هو تكملة نظرية المُثل بدلًا من رفضها. وبالرغم من رفض أرسطو القوي للوجود المستقل للمُثل الذي منحه لها أفلاطون، فإن مذهبه الميتافيزيقي يتفق بداهة مع اعتبارات أفلاطونية في كثير من الأحيان. فيُحاجج أرسطو على سبيل المثال، بأن المُثل (أو الصور الأرسطية) الجوهرية الخالدة التي لا تتغير، ليست مادية بالضرورة. وسبب ذلك أن المادة تقدم أساسًا مستقرًا للتغير في الصورة (المُثل)، فالمادة لديها قدرة دائمة على التغير. وبالتالي فإن الأبدية المفترض قيامها بذلك، سوف تستعمل تلك المقدرة بالضرورة.

وتعتبر دراسة النفس جزءًا من علم النفس الأرسطي، فيرى مقدرة البشر متمركزة في التعقل أو التفكير ومقدرة الحيوانات متمركزة في الإدراك. وتُكتسب في كلتا الحالتين النسخ الكاملة من الصور أو المُثل إما عن طريق انطباع الصور المحيطة بشكل مباشر، في حالة الإدراك، أو غير ذلك من خلال مَلَكة التأمل والفهم والتذكر. اعتقد أرسطو أن الذهن يمكنه حرفيًا افتراض أي صورة تكون موضعًا للتأمل أو التجريب، وللذهن قدرة فريدة على أن يصبح كالصفحة البيضاء لا يمتلك أي صورة أو شكل جوهري.[3]

من الأفلاطونية المحدثة إلى الفلسفة المدرسية

نشطت المدرسة الفلسفية للأفلاطونية المُحدثة في العصر القديم المتأخر، إذ زعمت أن ما هو مادي وما هو روحي عبارة عن انبثاق أو فيض عن شيء واحد. ومارست الأفلاطونية المحدثة تأثيرًا كبيرًا على الديانة المسيحية مثلما فعلت فلسفة أرسطو في الفلسفة المدرسية أو السكولاستية.[13] فكانت النفس في التراث المدرسي الذي قدمه القديس توما الأكويني، والذي دمج عددًا من المذاهب الفلسفية مع العقيدة الرومانية الكاثوليكية، عبارة عن الصورة الجوهرية للكائن البشري.[14]

ديكارت وتلاميذه

بدأ ديكارت في كتابه «تأملات في الفلسفة الأولى»، في مسائلة معتقداته السابقة التي يمكن الشك فيها، من أجل الوصول إلى معتقدات يقينية مؤكدة.[7] واكتشف بقيامه بذلك، أنه يمكنه الشك في كونه يمتلك جسدًا (فربما كان يحلم بذلك أو أن شيطانًا ماكرًا صوّر له هذا الخداع)، لكنه لم يستطع الشك في كونه يمتلك ذهنًا. منح ذلك ديكارت، معرفته المحدودة الأولى بأن الذهن والجسد عبارة عن أشياء مختلفة. فالذهن بالنسبة لديكارت عبارة عن شيء مُفكر، وجوهر غير مادي. وهذا الشيء هو ماهية نفسه التي تستطيع الشك والاعتقاد والأمل والتفكير. والجسد هو الشيء الموجود (أو الممتد)، إذ يُنظم الوظائف الجسدية الطبيعية مثل القلب والكبد. وتمتلك الحيوانات وفقًا لديكارت، جسدًا فقط دون نفسٍ (وهو الأمر الذي يميز البشر عن الحيوانات). ويناقش ديكارت هذا التمييز بين الذهن والجسد في التأمل السادس من كتابه، على النحو التالي: لديّ فكرة واضحة ومتميزة عن نفسي بوصفها شيئًا مفكرًا، وليس شيئًا ممتدًا، وفكرة واضحة ومتميزة عن الجسد بوصفه شيئًا ممتدًا وليس شيئًا مُفكرًا. والله قادرٌ على خلق ذلك، مهما يكون ما أستطيع تصوره بشكل واضح ومتميز. ويتمركز الطرح الذي يُسمى بالثنائية الديكارتية، نسبة إلى ديكارت، في أنه بينما يتمايز الذهن كجوهر غير مادي من الناحية الأنطولوجية عن الجسد كجوهر مادي، فإنهما يتداخلان معًا بشكل سببي. وتستمر تلك الفكرة في الظهور بشكل بارز في العديد من الفلسفات غير الأوروبية. فينتج من الأحداث الذهنية أحداثٌ مادية والعكس بالعكس. ولكن يؤدي ذلك إلى مشكلة جوهرية بالنسبة للثنائية الديكارتية وهي: كيف يمكن للذهن اللامادي أن يؤثر بأي شيء في الجسد المادي والعكس بالعكس؟ يُعرف ذلك أحيانًا باسم (مشكلة النظرية التفاعلية).

كافح ديكارت نفسه من أجل الوصول إلى إجابة ملائمة على تلك المشكلة. فاقترح في خطاب له إلى الأميرة إليزابيث من بوهيميا، أميرة البالاتين، أن الأرواح تتفاعل مع الجسد من خلال الغدة الصنوبرية، وهي غدة صغيرة توجد في مركز الدماغ بين نصفي الكرة المخيين.[7] وارتبط أيضًا مصطلح الثنائية الديكارتية في أحيان كثيرة، مع ذلك المفهوم الأكثر تحديدًا للتفاعل السببي عن طريق الغدة الصنوبرية. ومع ذلك لم يكن هذا التفسير مرضيًا: فكيف يمكن للذهن اللامادي أن يتفاعل مع الغدة الصنوبرية المادية؟ ونتيجة لتلك الصعوبة في الدفاع عن نظرية ديكارت، فقد اقترح بعض أتباعه من أمثال أرنولد جونكلس ونيقولا مالبرانش، تفسيرًا مختلفًا: تتطلب كافة التفاعلات بين الذهن والجسد التدخل المباشر من الله. فالحالات الملائمة للذهن والجسد وفقًا لهؤلاء الفلاسفة، كانت مجرد مناسبات لمثل هذا التدخل وليست أسبابًا حقيقية. ودافع أصحاب هذا المذهب في المناسبة، عن أطروحة قوية ترى أن كل الأفعال السببية قد اعتمدت بشكل مباشر على الله، بدلًا من تدعيم القول بأن كل الأفعال السببية كانت طبيعية فيما عدا تلك التي بين الذهن والجسد.[15]

الصياغات المعاصرة

هناك نظريات جديدة تدافع عن الثنائية، إضافة إلى تلك النظريات التي نوقشت بالفعل وعلى وجه التحديد في صورتها المسيحية والديكارتية. فيُحاجج الفيلسوف الأسترالي دافيد تشالمرز (المولود في 1966) بشأن ثنائية طبيعانية، إذ يرى وجود فجوة تفسيرية بين الخبرة الذاتية والخبرة الموضوعية لا يمكن سدها عن طريق النزعة الردية (أو الاختزالية)، لأن الوعي على الأقل من الناحية المنطقية، له استقلال ذاتي عن الخصائص الفيزيائية التي تتبعه. فيتطلب المنظور الطبيعاني لثنائية الخواص وفقًا لشالمزر، فئة أساسية جديدة للخصائص الموصوفة عن طريق قوانين التابعية: فيكون التحدي مماثلًا لفهم الظاهرة الكهربية بناء على النماذج الميكانيكية والنيوتونية السابقة على ظهور معادلات ماكسويل.

ويدافع الفيلسوف الأسترالي فرانك جاكسون (المولود في 1943) بشكل مشابه عن الثنائية، فقد أعاد إحياء نظرية الظواهر اللاحقة (أو فوق-ظاهرية)، والتي ترى أن الحالات الذهنية لا تلعب أي دور في الحالات الفيزيائية. ويُحاجج جاكسون بشأن وجود نوعين من الثنائية. النوع الأول هو ثنائية الجوهر والتي تفترض وجود صورة ثانية غير مادية من الواقع. ويكون الجسد والروح في تلك الصورة، عبارة عن جوهرين مختلفين. والنوع الثاني هو ثنائية الخواص، والتي تقول بأن الجسد والروح عبارة عن خصائص مختلفة لنفس الجسد. فيزعم جاكسون أن وظائف الذهن أو الروح تتسم بكونها داخلية، خبرات شديدة الخصوصية لا يمكن للآخرين ملاحظتها، ومن ثمّ لا يمكن للعلم أن يصل إليها (حتى الآن على الأقل). فيمكننا أن نعرف كل شيء عن مهارة الخفاش في تحديد الموقع عن طريق الصدى على سبيل المثال، لكننا لن نعرف أبدًا كيف يواجه الخفاش تلك الظاهرة.

مراجع

  1. ^ ا ب Hart, W.D. (1996) "Dualism", in A Companion to the Philosophy of Mind, ed. Samuel Guttenplan, Oxford: Blackwell, pp. 265-7.
  2. ^ ا ب Crane، Tim؛ Patterson، Sarah (2001). "Introduction". History of the Mind-Body Problem. ص. 1–2. the assumption that mind and body are distinct (essentially, dualism)
  3. ^ ا ب Aristotle (c. mid 4th century BC) On the Soul (De anima), ed. R.D. Hicks, Cambridge: Cambridge University Press, 1907; Books II-III trans. D.W. Hamlyn, Clarendon Aristotle Series, Oxford: Oxford University Press, 1968.
  4. ^ Aristotle (c. mid 4th century BC) Metaphysics (Metaphysica), ed. W.D. Ross, Oxford: Oxford University Press, 1924, 2 vols; Books IV-VI, trans. C.A. Kirwan, Clarendon Aristotle Series, Oxford: Oxford University Press, 1971; Books VII-VIII trans. D. Bostock, Clarendon Aristotle Series, Oxford: Oxford University Press, 1994; Books XIII-XIV trans. J. Annas, Clarendon Aristotle Series, Oxford: Oxford University Press, 1976.
  5. ^ ا ب Plato (390s-347 BC) Platonis Opera, vol. 1, Euthyphro, Apologia Socratis, Crito, Phaedo, Cratylus, Theaetetus, Sophistes, Politicus, ed. E.A. Duke, W.F. Hicken, W.S.M. Nicoll, D.B. Robinson and J.C.G. Strachan, Oxford: Clarendon Press, 1995.
  6. ^ Robinson, Howard, "Dualism", The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Fall 2003 Edition), ed. Edward N. Zalta, http://plato.stanford.edu/archives/fall2003/entries/dualism/. نسخة محفوظة 2020-05-31 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ ا ب ج Descartes, R. (1641) Meditations on First Philosophy, in The Philosophical Writings of René Descartes, trans. by J. Cottingham, R. Stoothoff and D. Murdoch, Cambridge: Cambridge University Press, 1984, vol. 2, pp. 1-62.
  8. ^ Crick، Francis (1998). "Consciousness and Neuroscience". Cereb. Cortex. ج. 8 ع. 2: pp. 97–107. DOI:10.1093/cercor/8.2.97. مؤرشف من الأصل في 2016-10-28. اطلع عليه بتاريخ 2012-11-30. {{استشهاد بدورية محكمة}}: |صفحات= يحتوي على نص زائد (مساعدة) والوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)
  9. ^ Bunge، Mario (2010). Matter and Mind (The Mind-Body Problem). Boston: Boston Studies in the Philosophy of Science. ص. pp 143-157. ISBN:978-90-481-9224-3. {{استشهاد بكتاب}}: |صفحات= يحتوي على نص زائد (مساعدة)
  10. ^ Koch، Christof (يوليو 2009). "Do Not Underestimate Science". Science. ج. 325 ع. 5939: 392. DOI:10.1126/science.325_392b. مؤرشف من الأصل في 2015-09-24. اطلع عليه بتاريخ 2012-11-14.
  11. ^ Dehaene، Stanislas (2002). The Cognitive Neuroscience of Consciousness. MIT. ص. 4. ISBN:978-0262541312.
  12. ^ Smart، J.J.C. (فبراير 1981). "Physicalism and emergence". Neuroscience. ج. 6 ع. 2. DOI:10.1016/0306-4522(81)90049-X. مؤرشف من الأصل في 2015-09-24.
  13. ^ Whittaker (1901) The Neo-Platonists, Cambridge: Cambridge University Press.
  14. ^ http://www.newadvent.org/summa/1075.htm#article2 نسخة محفوظة 2012-01-19 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ Schmaltz, Tad, "Nicolas Malebranche", The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Summer 2002 Edition), ed. Edward N. Zalta, http://plato.stanford.edu/archives/sum2002/entries/malebranche/ نسخة محفوظة 2019-08-08 على موقع واي باك مشين.

Read other articles:

Telephone Exchange, Great Hampden Is located in Memorial Road, and was previously named Hampden Row, 2008 Hampden Row is a historic hamlet in the Chiltern Hills of Buckinghamshire, England. It is located in Great Hampden parish. At the 2011 Census the population of the hamlet was included in the civil parish of Great and Little Hampden. 51°42′N 0°46′W / 51.700°N 0.767°W / 51.700; -0.767 vteWycombe District Buckinghamshire Unitary Council elections County Counci...

 

Icelandic official and politician You can help expand this article with text translated from the corresponding article in Icelandic. (January 2022) Click [show] for important translation instructions. Machine translation, like DeepL or Google Translate, is a useful starting point for translations, but translators must revise errors as necessary and confirm that the translation is accurate, rather than simply copy-pasting machine-translated text into the English Wikipedia. Do not translat...

 

ジョン・フォーサイスJohn Forsyth第13代アメリカ合衆国国務長官任期1834年7月1日 – 1841年3月4日大統領アンドリュー・ジャクソンマーティン・ヴァン・ビューレン前任者ルイス・マクレーン後任者ダニエル・ウェブスターアメリカ合衆国上院議員ジョージア州選出任期1829年11月9日 – 1834年6月27日前任者ジョン・M・バーリン後任者アルフレッド・カスバート(英

Pour les articles homonymes, voir Musée d'art et d'histoire. Musée d'Art et d'Histoire de DreuxLe musée d'Art et d'Histoire de Dreux.Informations généralesNom local Musée Marcel-DessalType MunicipalOuverture 1950Dirigeant Damien ChantrenneVisiteurs par an 14 126 (2019)Site web www.dreux.com/le-museeCollectionsCollections Archéologie, arts décoratifs, beaux-arts, histoireProvenance Ancienne collégiale Saint-Étienne de Dreux (partiellement)Nombre d'objets 33 500BâtimentArticle d...

 

Archives départementales des Hauts-de-Seine Le bâtiment des Archives départementales. Présentation Coordonnées 48° 53′ 42″ nord, 2° 12′ 45″ est Pays France Ville Nanterre Adresse 137, avenue Joliot-Curie Fondation 1968 Informations Site web http://archives.hauts-de-seine.fr modifier  Les archives départementales des Hauts-de-Seine sont une direction du conseil départemental des Hauts-de-Seine. Elles sont situées à Nanterre. Contrairement ...

 

Artikel ini membutuhkan rujukan tambahan agar kualitasnya dapat dipastikan. Mohon bantu kami mengembangkan artikel ini dengan cara menambahkan rujukan ke sumber tepercaya. Pernyataan tak bersumber bisa saja dipertentangkan dan dihapus.Cari sumber: Ani Idrus – berita · surat kabar · buku · cendekiawan · JSTOR Ani Idrus Ani Idrus (25 November 1918 – 9 Januari 1999) adalah seorang wartawati senior yang mendirikan Harian Waspada bersama sua...

Penghargaan Golden Globe Golden Globe Award (Inggris)Penghargaan terkini: Golden Globe Awards ke-74Penghargaan Golden GlobeDeskripsiTerbaik dalam film dan televisiNegaraAmerika SerikatDipersembahkan olehHollywood Foreign Press Association sejak 1943Diberikan perdana20 Januari 1944; 79 tahun lalu (1944-01-20)Situs webgoldenglobes.comSiaran televisi/radioSaluranNBC Penghargaan Golden Globe adalah penghargaan untuk film dan program televisi Amerika Serikat, yang diberikan setiap tahun dalam...

 

L'Étranger/Orang Asing Halaman kulit edisi pertama.PengarangAlbert CamusNegaraPrancisBahasaDiterjemahkan dari Bahasa PrancisGenreAbsurdisme, EksistensialismePenerbitLibraire Gallimard, UK Penguin Classics, Penerbit DjambatanTanggal terbitPrancis 1942, Inggris 1943, Indonesia 1985Jenis mediaCetakHalaman117 hal. (edisi UK Penguin Classics)ISBNISBN 0-14-118250-4 L’Étranger (Bahasa Prancis: “Orang Asing”) adalah sebuah karya sastra berbentuk roman karangan Albert Camus. Roman da...

 

This template was considered for deletion on 2020 July 1. The result of the discussion was no consensus. Serbia Template‑class Serbia portalThis template is within the scope of WikiProject Serbia, a collaborative effort to improve the coverage of Serbia on Wikipedia. If you would like to participate, please visit the project page, where you can join the discussion and see a list of open tasks.SerbiaWikipedia:WikiProject SerbiaTemplate:WikiProject SerbiaSerbia articlesTemplateThis template d...

2003 studio album by Daniele SepeAnime CandideStudio album by Daniele SepeReleasedSeptember 30, 2003RecordedOctober 1999–November 2002GenreWorldLength57:13LabelDunyaProducerDaniele SepeDaniele Sepe chronology Senza Filtro(2002) Anime Candide(2003) Professional ratingsReview scoresSourceRatingAllmusic [1] Anime Candide is a 2003 album by Daniele Sepe. Track listing All songs by Sepe unless noted 'Ndunielle Il Lupo E l'Agnelle Anime Candide (Lacobeli, Sepe) Ce Me Pe Ti Zog? Va...

 

Popularly joked about proposed flag for New Zealand Laser Kiwi flagUse ProposedProportion1:2DesignA black flag charged with a New Zealand fern and a kiwi shooting a green laser beam from its eye.Designed byLucy Gray The Laser Kiwi flag, originally titled Fire the Laser, was designed in 2015 by Lucy Gray as a proposed flag of New Zealand for the 2015–2016 New Zealand flag referendums. It has since become a social media phenomenon that has created ongoing interest in the design. Backgrou...

 

One-handed manual alphabet This article does not cite any sources. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: Korean manual alphabet – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (December 2009) (Learn how and when to remove this template message) The Korean manual alphabet is used by the Deaf in South Korea who speak Korean Sign Language. It is a one-handed a...

Species of bird Grey thornbill Conservation status Least Concern (IUCN 3.1)[1] Scientific classification Domain: Eukaryota Kingdom: Animalia Phylum: Chordata Class: Aves Order: Passeriformes Family: Acanthizidae Genus: Acanthiza Species: A. cinerea Binomial name Acanthiza cinerea(Salvadori, 1876) Synonyms Gerygone cinerea Salvadori, 1876 The grey thornbill, ashy gerygone or mountain gerygone (Acanthiza cinerea) is a species of bird in the family Acanthizidae. It is found in ...

 

Nelson K. Doi, född 1 januari 1922 i Pahoa på Hawaii, död 16 maj 2015 i Waimea på ön Hawaii,[1] var en amerikansk demokratisk politiker. Han var Hawaiis viceguvernör 1974–1978. Doi studerade vid University of Hawaii. Han blev 1954 invald i Hawaiiterritoriets senat där han tjänstgjorde 1955–1959. Han var sedan ledamot av delstaten Hawaiis senat fram till 1969. Doi tillträdde 1974 som viceguvernör. Han efterträddes 1978 av Jean King. Källor ^ Former Lt. Gov. Nelson Doi dies on H...

 

Canadian professional wrestler (1944–1978) For the Royal Canadian Chief Petty Officer of the Navy, see Michel Vigneault (sailor). Michel MartelBirth nameMichel VigneaultBornOctober 4, 1944Quebec City, Quebec, CanadaDiedJune 30, 1978(1978-06-30) (aged 33)Ponce, Puerto RicoCause of deathHeart attackProfessional wrestling careerRing name(s)The LumberjackMad Dog MartelMichel MartelMitchell MartelBilled height6 ft 0 in (183 cm)Billed weight242 lb (110 kg)Billed from...

This template was considered for deletion on 17 February 2014. The result of the discussion was withdrawn.

 

Paghimo ni bot Lsjbot. 18°08′44″N 98°44′34″E / 18.14547°N 98.74286°E / 18.14547; 98.74286 Doi Phi Suea (ดอยผีเสื้อ) Doi Phi Sua Bukid Nasod  Thayland Lalawigan Chiang Mai Province Gitas-on 762 m (2,500 ft) Tiganos 18°08′44″N 98°44′34″E / 18.14547°N 98.74286°E / 18.14547; 98.74286 Highest point  - elevation 982 m (3,222 ft) Width 2.7 km (2 mi) Height 220 m (722 ft) Timezone ICT (U...

 

Paghimo ni bot Lsjbot. 10°37′14″S 121°34′51″E / 10.6206°S 121.58075°E / -10.6206; 121.58075 Pulau Raijua Randjoewa, Bendjoer, Rai Jua, Poelau Rae Djoewa, Poelau Raidjoea, Pulau Raidjua Pulo Nasod  Indonesya Lalawigan Provinsi Nusa Tenggara Timur Gitas-on 88 m (289 ft) Tiganos 10°37′14″S 121°34′51″E / 10.6206°S 121.58075°E / -10.6206; 121.58075 Area 38.34 km2 (15 sq mi) Timezone CIT (UTC+8) GeoNames 2056964 Pulo a...

هذه المقالة يتيمة إذ تصل إليها مقالات أخرى قليلة جدًا. فضلًا، ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالات متعلقة بها. (أبريل 2023) متلازمة بورا، والمعروفة أيضًا باسم اضطراب النمو العصبي المرتبط بـ بورا، هي اضطراب وراثي جديد نادر يتميز بالتأخر في النمو والكلام، ونقص الضغط عند الولادة، و...

 

Fernsehsendung Titel Lena – Liebe meines Lebens Produktionsland Deutschland Originalsprache Deutsch Genre Telenovela, Drama Erscheinungsjahre 2010–2011 Länge 45 Minuten Episoden 180 in 1 Staffel Ausstrahlungs­turnus Montag–Freitag Titelmusik Tone Damli Aaberge – Butterflies Produktions­unternehmen Wiedemann & Berg Television,Endemol Deutschland,Koproduktion ZDF/ORF/SF Produktion Max Wiedemann,Quirin Berg,Jan Richard Schuster Musik Curt Cress, Joe Dachtler, Manuel ...

 

Strategi Solo vs Squad di Free Fire: Cara Menang Mudah!