هذه المقالة عن قصبة. لمعانٍ أخرى، طالع قصبة (توضيح).
هذه المقالة عن حالة مرضية. لمعانٍ أخرى، طالع توسع قصبي.
توسع القصبات Bronchiectasis
صورة مقطعية للرئة تظهر فيها القصبات الهوائية الطبيعية والمتوسعة. الشكل (ب) تظهر فيه صورة مقطعية لقصبة هوائية طبيعية. الشكل (ج) تظهر فيه صورة مقطعية لقصبة مصابة بتوسع القصبات.
توسع القصبات قد ينتج عن عدوى أو أسباب مكتسبة، وتشمل ذات الرئةوالسل ومشاكل الجهاز المناعيوالتليف الكيسي.[4][5] التليف الكيسي يتسبب بتوسع القصبات في كل الحالات تقريبا،[6] سبب توسع القصبات في 10-50٪ من الحالات غير المصابة بالتليف الكيسي غير معلوم. آلية حدوث المرض تعود لانهيار في الشعب الهوائية بسبب استجابة التهابية مفرطة.[4] الشعب الهوائية المصابة تصبح أكبر وأقل قدرة على التخلص من الإفرازات. هذه الإفرازات تزيد من البكتريا، مما ينتج عنه انسداد في الشعب الهوائية ويزيد من انهيارها.[4]
التشخيص يعتمد على أعراض الشخص المصاب، ويتم التأكد من المرض بواسطة الأشعة المقطعية.[8] يستفاد من زرع القشع في تحديد العلاج المناسب خاصة في الحالات التي تسوء بحدة[3] أو إذا كانت الإصابة قد مضى عليها أكثر من عام.[8]
يمكن أن تتدهور هذه الحالات بسبب العدوى مما يستوجب إعطاء المضادات الحيوية. يفضل استخدام أموكسيسيلين لهذه الحالات، وفي حالة التحسس لهذا العقار يستخدم إريثروميسين أو دوكسيسايكلين.[3] كما يمكن استخدام المضادات الحيوية لمنع تدهور الحالات.[4] وقد يتطلب استخدام تقنيات علاج فيزيائي لتنظيف الشعب التنفسية.[9]موسعات الشعب الهوائية قد تنفع لكن الأدلة على فائدتها غير قوية.[4] أما الكورتيكوستيرويدات المستنشقة فقد وجد أنها ليست نافعة.[10] أما الجراحة، فرغم أن استخدامها شائع لكن الدراسات حولها غير كافية.[11]زرع الرئة قد يكون خيارا لمن يعاني من مرض توسع قصبات شديد.[12] ورغم أن الكثير من الناس يعانون من مشاكل صحية واضحة بسبب المرض[4] لكن آخرين يعيشون من دون مشاكل.[3]
يصيب المرض شخصا واحدا بين كل 1000 مواطن بالغ في المملكة المتحدة،[3] وهو شائع بين النساء أكثر من الرجال ويزداد مع تقدم العمر.[4] أما في الولايات المتحدة، فتكلفة المرض السنوية تبلغ 630 مليون دولار.[4]
يعاني بعض الأشخاص المصابين بتوسع القصبات من سعال رطب منتج لقشع اخضر مصفر (قد تصل كميته إلى 240 مل (8 أونصة) يوميا). كما قد يصاب أحدهم بتوسع القصبات مع سعال دموي بغياب القشع، وهذا ما يسمى بتوسع القصبات الجاف. كما يمكن أن يكون القشع بدون لون. أما المرضى الذين يعانون من بخر فموي فهذا يدل على وجود عدوى فعالة. عدوى القصبات المتكرر وضيق التنفس دليلان على توسع القصبات.[5]
كما وجد أن المرضى المصابين بنقص ألفا 1-أنتيتريبسين معرضون للإصابة بتوسع القصبات لكن السبب غير معلوم.[26]
الفيزيولوجيا المرضية
يحدث توسع القصبات نتيجة لالتهاب مزمن يرافقه عجز عن تنظيف الإفرازات المخاطية. قد يكون هذا نتيجة لخلل خلقي يتسبب بفشل في إزالة القشع (كما في حالة خلل الحركة الهدبي الأولي) أو نتيجة لقشع أكثر كثافة (كما في حالة التليف الكيسي) أو نتيجة لعدوى مزمنة أو شديدة. الالتهاب يتسبب بتلف متفاقم في هيكل الرئة الطبيعي، وخصوصا في ألياف القصبات.[5]
عادة ما يؤدي السل داخل القصبي إلى توسع القصبات، إما بسبب تضيق القصبات أو بسبب جر ثانوي بسبب تليف.[27]
التشخيص
يمكن تشخيص توسع القصبات سريريا أو بواسطة تصوير طبي.[5][28] جمعية طب الصدر البريطانية تطلب تأكيد جميع حالات توسع القصبات المرتبط بالتليف الكيسي بواسطة الأشعة المقطعية.[13] يمكن للأشعة المقطعية أن تكشف عن عيوب شجرة في برعم والقصبات المتوسعة والتكيسات مع حدودها الواضحة.[5]
للوقاية من توسع القصبات، يجب تلقيح الأطفال ضد أمراض معينة مثل الحصبةوالسعال الديكيوذات الرئة وأنواع أخرى من عدوى الجهاز التنفسي الحادة التي تحدث في الطفولة. رغم أنه لم يتم العثور على دليل أن التدخين سبب مباشر في توسع القصبات لكنه من المؤكد أن التدخين مهيج ويجب تجنبه لمنع حدوث عدوى (مثل التهاب القصبات) بالإضافة للمضاعفات الأخرى.[29]
يمكن استخدام أنواع مختلفة من المعالجة بالهواء المكيف الضغط لإبطاء تفاقم هذا المرض المزمن والحفاظ على نظافة الشعب الهوائية وترقيق الإفرازات. ومن العلاجات الأساسية الأخرى، استخدام المضادات الحيوية بشراسة لعلاج عدوى الشعب الهوائية ومنع الدورة التخريبية للعدوى وأضرار القصبات الهوائية وتكرار العدوى. كما ينصح عادة بالتلقيح المنتظم ضد ذات الرئة والسعال الديكي والإنفلونزا، إن بقاء مؤشر كتلة الجسم صحيا والزيارات المنتظمة للطبيب قد يكون لها تأثير مفيد في منع تفاقم المرض. إن نقص تأكسج الدموفرط ثنائي أكسيد الكربون في الدموضيق النفس والمدى الشعاعي قد تؤثر كثيرا من معدلات الوفيات بسبب المرض.[30]
العلاج
يتضمن علاج توسع القصبات التحكم في العدوى والإفرازات وتخفيف انسدادات الشعب الهوائية وإزالة الأجزاء المتضررة من الرئة جراحيا أو بانصمام الشريان ومنع المضاعفات. هذا يتضمن استخدام المضادات الحيوية لفترات طويلة لمنع العدوى الضارة،[31] بالإضافة لذلك التخلص من السوائل المتراكمة بواسطة النزح الوضعيوالعلاج الفيزيائي للصدر. إن النزح الوضعي مع وجود معالج طبيعي ومعالج للأمراض التنفسية أعمدة أساسية في العلاج.[5][13] كما يظهر أن تقنيات تنظيف الشعب الهوائية نافعة.[9]
قد تستخدم الجراحة لإزالة توسع القصبات الموضعي لأجل التخلص من الانسدادات التي يمكن أن تفاقم المرض.[32]
الالتزام بعلاج الستيرويد المستنشق باستمرار يمكن أن يقلل من إنتاج القشع ويقلل انسدادات الشعب الهوائية لفترة من الزمن، ويساعد في منع تفاقم المرض، لكن هذا العلاج لا ينصح باستخدامه للأطفال.[13] يعد ديبروبيونات البكلوميتازون من العلاجات شائعة الاستخدام،[33] لكنه ليس مرخص الاستخدام في أي بلد. أما مسحوق مانيتول الجاف المستنشق فقد منحته إدارة الغذاء والدواء حالة دواء يتيم ليستخدم للمرضى المصابين بتوسع القصبات والتليف الكيسي.[34]
الانتشار
لا توجد احصائيات حالية حول انتشار توسع القصبات، لكن يعتقد أن استخدام المضادات الحيوية واللقاحات جعلت انتشار المرض ينحسر،[35] لكن المرض ما زال منتشرا في البلدان منخفضة النمو والتي لا يحصل فيها المواطنون على رعاية صحية كافية.[36][37]
في الولايات المتحدة، يعد المرض غير شائع، وبحسب احصائيات تعود لعقد ثمانينات القرن العشرين كان هنالك بحدود 100000 حالة مرتبطة بعوامل بيئية أو متفطرات لانموذجية.[38][39][40]
يحدث توسع القصبات المرتبط بالتكيس الليفي بنسبة حالة واحد لكل 2500 ولادة طفل أبيض، مما يجعل التكيس الليفي السبب الأول لتوسع القصبات في الدول الصناعية.[41]
يصيب المرض شخصا واحدا بين كل 1000 مواطن بالغ في المملكة المتحدة.[3]
التاريخ
رينيه لينيك مخترع السماعة الطبية استخدم اختراعه لاكتشاف توسع القصبات أول مرة عام 1819،[42] وأجرى ويليام أوسلر أبحاثا أوسع حول المرض أواخر القرن التاسع عشر. علما بأنه يعتقد أن ويليام أوسلر شخصيا توفي من مضاعفات توسع قصبات غير مشخص.[43]
^ ابجدهوزحطNational Institute for Health and Care Excellence (أغسطس 2010). "Bronchiectasis". مؤرشف من الأصل في 2016-09-18.
^ ابجدهوزحطيMcShane، PJ؛ Naureckas، ET؛ Tino، G؛ Strek، ME (15 سبتمبر 2013). "Non-cystic fibrosis bronchiectasis". American Journal of Respiratory and Critical Care Medicine. ج. 188 ع. 6: 647–56. DOI:10.1164/rccm.201303-0411CI. PMID:23898922.
^ ابجدهوزحطNicki R. Colledge؛ Brian R. Walker؛ Stuart H. Ralston، المحررون (2010). Davidson's principles and practice of medicine. illustrated by Robert Britton (ط. 21st). Edinburgh: Churchill Livingstone/Elsevier. ISBN:978-0-7020-3085-7.
^ ابLee، AL؛ Burge، A؛ Holland، AE (31 مايو 2013). "Airway clearance techniques for bronchiectasis". The Cochrane database of systematic reviews. ج. 5: CD008351. DOI:10.1002/14651858.CD008351.pub2. PMID:23728674.
^Kapur، N؛ Bell، S؛ Kolbe، J؛ Chang، AB (21 يناير 2009). "Inhaled steroids for bronchiectasis". The Cochrane database of systematic reviews ع. 1: CD000996. DOI:10.1002/14651858.CD000996.pub2. PMID:19160186.
^Corless، JA؛ Warburton، CJ (2000). "Surgery vs non-surgical treatment for bronchiectasis". The Cochrane database of systematic reviews ع. 4: CD002180. DOI:10.1002/14651858.CD002180. PMID:11034745.
^Corris، PA (يونيو 2013). "Lung transplantation for cystic fibrosis and bronchiectasis". Seminars in respiratory and critical care medicine. ج. 34 ع. 3: 297–304. DOI:10.1055/s-0033-1348469. PMID:23821505.
^ ابجدهHill، Adam T؛ Pasteur, Mark؛ Cornford, Charles؛ Welham, Sally؛ Bilton, Diana (1 يناير 2011). "Primary care summary of the British Thoracic Society Guideline on the management of non-cystic fibrosis bronchiectasis". Primary Care Respiratory Journal. ج. 20 ع. 2: 135–40. DOI:10.4104/pcrj.2011.00007. PMID:21336465.
^ ابHassan، Isaac (8 ديسمبر 2006). "Bronchiectasis". eMedicine Specialties Encyclopedia. Gibraltar: WebMD. مؤرشف من الأصل في 2008-10-29. اطلع عليه بتاريخ 2007-06-22.
^Lamari NM, Martins ALQ, Oliveira JV, Marino LC, Valério N; Martins; Oliveira; Marino; ValRio (2006). "Bronchiectasis and clearence [ك] physiotherapy: emphasis in postural drainage and percussion". Braz. J. Cardiovasc. Surg. (بالبرتغالية). 21 (2). DOI:10.1590/S1678-97412006000200015. {{استشهاد بدورية محكمة}}: zero width joiner character في |عنوان= في مكان 54 (help)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Catanzano، Tara (5 سبتمبر 2005). "Primary Tuberculosis". eMedicine Specialties Encyclopedia. Connecticut: WebMD. مؤرشف من الأصل في 2008-10-20. اطلع عليه بتاريخ 2007-06-22.
^Onen ZP, Eris Gulbay B, Sen E, Akkoca Yildiz O, Saryal S, Acican T, Karabiyikoglu G؛ Gulbay؛ Sen؛ Yildiz؛ Saryal؛ Acican؛ Karabiyikoglu (2007). "Analysis of the factors related to mortality in patients with bronchiectasis". Respir Med. ج. 101 ع. 7: 1390–97. DOI:10.1016/j.rmed.2007.02.002. PMID:17374480.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Evans DJ, Bara AI,Greenstone M؛ Bara؛ Greenstone (2007). Evans، David J (المحرر). "Prolonged antibiotics for purulent bronchiectasis in children and adults". Cochrane Database Syst Rev ع. 2: CD001392. DOI:10.1002/14651858.CD001392.pub2. PMID:17443506.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Chang A, Grimwood K, Mulholland E, et al. Bronchiectasis in indigenous children in remote Australian communities. Med J Aust. 2002. 117:200-204.
^Singleton R, Morris A, Redding G, et al. Bronchiectasis in Alaska Native children: causes and clinical courses. Pediatr Pulmonol. 2000 Mar. 29(3):182-7. on Medlineنسخة محفوظة 03 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
^Kennedy TP, Weber DJ. Nontuberculous mycobacteria. An underappreciated cause of geriatric lung disease. Am J Respir Crit Care Med. 1994 Jun. 149(6):1654-8. on Medlineنسخة محفوظة 09 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
^Koh WJ, Kwon OJ. Bronchiectasis and non-tuberculous mycobacterial pulmonary infection. Thorax. 2006 May. 61(5):458; author reply 458. on Medline, full textنسخة محفوظة 09 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
^Wickremasinghe M, Ozerovitch LJ, Davies G, et al. Non-tuberculous mycobacteria in patients with bronchiectasis. Thorax. 2005 Dec. 60(12):1045-51. on Medline, full textنسخة محفوظة 03 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
^Nikolaizik WH, Warner JO. Aetiology of chronic suppurative lung disease. Arch Dis Child. 1994 Feb. 70(2):141-2. on Medline, Full textنسخة محفوظة 07 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
تتضمَّن هذه المقالة معلوماتٍ طبَّيةٍ عامَّة، وهي ليست بالضرورة مكتوبةً بواسطة متخصِّصٍ وقد تحتاج إلى مراجعة. لا تقدِّم المقالة أي استشاراتٍ أو وصفات طبَّية، ولا تغني عن الاستعانة بطبيبٍ أو مختص. لا تتحمل ويكيبيديا و/أو المساهمون فيها مسؤولية أيّ تصرُّفٍ من القارئ أو عواقب استخدام المعلومات الواردة هنا. للمزيد طالع هذه الصفحة.