تستند إعادة بناء شخصية يسوع التاريخية على رسائل بولسوالأناجيل، وتدعم أيضًا العديد من المصادر غير الكتابية وجوده التاريخي.[18][19][20] منذ القرن الثامن عشر الميلادي، كانت هناك ثلاثة موجات من البحث العلمي منفصلة تبحث مسألة يسوع التاريخي، وكان لكل منها خصائص مميزة وطوّرت معايير بحث جديدة ومختلفة.[21][22] يؤكد الباحثون عن يسوع التاريخي عادةً أنه كان يهوديًا من الجليل، وأنه عاش في زمن كانت تسوده توقعات بمجئ المسيح المنتظروبقُرب نهاية الزمان.[23] يعزو بعض العلماء وجود العبارات التي تشير إلى نهاية العالم في الأناجيل إلى يسوع، في حين يصور آخرون "ملكوت الرب" على أنه ملكوت معنوي، وليس ذو طبيعة تشير إلى قرب نهاية العالم.[24]
غالبًا ما تختلف صور يسوع التي تشكّلت عبر التاريخ باستخدام هذه المنهجيات عن بعضها البعض، وعن الصورة التي تُصوّرها روايات الأناجيل.[25] شملت هذه الصور صورة يسوع كنبي رؤيوي يُبشّر بنهاية العالم، وكمعالج جذّاب، وكفيلسوف تشاؤمي، وكمسيح يهودي، وكنبي يدعو لتغيير المجتمع،[26][27][8]وكحاخام.[28][29] ليس هناك اتفاق كبير حول إحدى هذه الصور، أو حتى حول الطرق المستخدمة للوصول إليها،[25][30][31][5] ولكن هناك سمات متداخلة بين الصور المختلفة، وقد يتفق العلماء حول بعض السمات، ويختلفون حول سمات أخرى.[26][27][32]
يتفق جميع علماء العصور القديمة تقريبًا على وجود يسوع.[10][11][33] أكد المؤرخ مايكل غرانت أنه إذا طُبّقت المعايير التقليدية للنقد التاريخي على العهد الجديد، "فلا يمكننا رفض وجود يسوع أكثر مما يمكننا رفض وجود عدد من الشخصيات الوثنية التي لا يُشكّك في حقيقتها كشخصيات تاريخية أبدًا".[34] كما أنه ليس هناك ما يشير إلى أن الكُتّاب في العصور القديمة الذين عارضوا المسيحية شككوا في وجود يسوع.[35][36]
منذ سبعينيات القرن العشرين الميلادي، قام العديد من العلماء مثل يواكيم إريمياس وإد ساندرز وجيرد ثيسن بتتبع عناصر المسيحية في التيارات اليهودية خلال القرن الأول الميلادي، وتجاهلوا آراء الأقلية في القرن التاسع عشر الذين قالوا بأن صورة يسوع كانت مبنية على آلهة وثنية سابقة.[37] تتواجد إشارات حول يسوع في النصوص غير الكتابية، والتي يدعم حقيقيتها غالبية المؤرخين.[10] قوّضت الاختلافات بين النبوءات اليهودية المسيانية وحياة يسوع فكرة أن وجود يسوع يُعتبر اختراعًا مدراشيًّا أو تفسيرًا يهوديًا.[38]:344–351 كانت التفاصيل عن حياة يسوع في كتابات بولس، والاختلافات بين رسائله والأناجيل كافية لمعظم العلماء لرفض المزاعم الأسطورية المتعلقة ببولس.[38]:208–233[39] يقول جيرد ثيسن: «هناك إجماع علمي واسع على أنه يمكننا الوصول بشكل أفضل إلى يسوع التاريخي من خلال الرواية الإزائية.[40]» وأضاف بارت إيرمان: «إن حذف الأناجيل من السجل التاريخي ليس عادلاً ولا علميًا. [10]:73» تقول أحد الدراسات أنه إذا لم يكن يسوع موجودًا، «فإن أصل إيمان المسيحيين الأوائل يبقى لغزًا محيرًا.[38]:233» يقول إيدي وبويد إن أفضل ما يمكن أن يؤكده التاريخ هو الاحتمالية، ومع ذلك فإن احتمالية وجود يسوع عالية جدًا، ويقول إيرمان «لقد استنتج جميع المؤرخين والعلماء تقريبًا أن يسوع كان موجودًا كشخصية تاريخية.[41]:12, 21[42]» وكتب المؤرخ جيمس دان قائلًا: «اليوم تقريبًا يقبل جميع المؤرخين، سواء كانوا مسيحيين أم لا، بوجود يسوع.[43]» وفي مراجعة حول حالة الدراسات الحديثة صدرت سنة 2011م، كتب إيرمان: «لقد كان موجودًا بالتأكيد، وهو ما يتفق عليه كل باحث مختص في العصور القديمة، مسيحي أو غير مسيحي.[44]:15–22»
تقوم نظرية أسطورة يسوع على افتراض أن يسوع الناصري لم يكن موجودًا على الإطلاق، أو إذا كان موجودًا، فلم يكن له أي علاقة تقريبًا بتأسيس المسيحية والروايات الواردة في الأناجيل.[45] في القرن الحادي والعشرين الميلادي، كان هناك عدد من الكتب والأفلام الوثائقية حول هذا الموضوع. على سبيل المثال، كتب إيرل دوهرتي أن يسوع ربما كان شخصًا حقيقيًا، لكن روايات الكتاب المقدس عنه تقريبًا خيالية.[41]:12[46][47][48] استخدم العديد من المؤيدين للنظرية إدعائًا ثلاثيًا ظهر لأول مرة في القرن التاسع عشر الميلادي: أن العهد الجديد ليس له قيمة تاريخية فيما يتعلق بوجود يسوع، وأنه لا توجد إشارات غير مسيحية إلى يسوع من القرن الأول الميلادي، وأن المسيحية لها جذور وثنية و/أو أسطورية.[49][50]
يتفق علماء العصور القديمة المعاصرون على وجود يسوع، ويعتقد علماء الكتاب المقدس والمؤرخون التقليديون أن نظريات عدم وجوده دُحضت بشكل فعال.[10][12][51][52][53] يرى روبرت برايس، وهو ملحد ينكر وجود يسوع، على أن وجهة نظره تتعارض مع آراء غالبية العلماء.[54] ويقول مايكل غرانت (عالم كلاسيكي ومؤرخ) إنه «في السنوات الأخيرة، لم يجرؤ أي باحث جاد على افتراض عدم تاريخية يسوع، أو على أي حال لم يفعل ذلك سوى عدد قليل جدًا، ولم ينجحوا في التخلص من أقوى الأدلة التي تثبت عكس ذلك، وهي في الواقع وفيرة للغاية.[12]» ويقول ريتشارد بوريدج: «هناك من يزعمون أن يسوع من نسج خيال الكنيسة، وأنه لم يكن هناك يسوع على الإطلاق. يجب أن أقول إنني لا أعرف أي باحث نقدي محترم يقول ذلك بعد الآن.[51][38]:24–26»
يختلف الإنجيل الرابع، إنجيل يوحنا، اختلافًا كبيرًا عن الأناجيل الإزائية، ويعتبره العلماء بشكل عام أقل تاريخية من الأناجيل الإزائية. بحسب رأي جيمس كروسلي وروبرت مايلز، فإن إنجيل يوحنا "ذو فائدة محدودة لإعادة بناء حياة يسوع التاريخي".[62] ومع ذلك، يتفق العلماء عادةً على أن إنجيل يوحنا لا يخلو تمامًا من القيمة التاريخية: فبعض الأقوال في إنجيل يوحنا قديمة وربما أقدم من نظائرها الإزائية؛ كما إن إشاراته حول التضاريس المحيطة بالقدس غالبًا ما تكون أفضل من الإشارات الإزائية؛ وروايته بأن يسوع أُعدم قبل عيد الفصح، وليس في يوم عيد الفصح، أكثر دقة؛ ووصفه ليسوع في الحديقة والاجتماع السابق الذي عقدته السلطات اليهودية أكثر معقولية من الناحية التاريخية من القصة الإزائية الموازية لهذه القصة.[63]
يعود تاريخ رسائل بولس إلى الفترة بين 50م-60م (أي بعد ما يقرب من 20-30 سنة من الفترة الزمنية المُقدّر عمومًا أن وفاة يسوع كانت فيها)، وهي أقدم النصوص المسيحية الباقية التي تتضمن معلومات عن يسوع.[65] على الرغم من أن بولس الرسول قدّم القليل من المعلومات عن سيرة يسوع[66] إضافة إلى أنه لم يعرف يسوع أبدًا، إلا أنه كتاباته أوضحت أنه يعتبر يسوع شخصًا حقيقيًا،[ب] ويهوديًا.[67][68][69][70][ج] وعلاوة على ذلك، فقد إدعى أنه التقى مع يعقوب، شقيق يسوع.[71][د]
المصادر غير الكتابية
بالإضافة إلى المصادر الكتابية، هناك عدد من الإشارات إلى يسوع في مصادر غير مسيحية استُخدمت في التحليلات التاريخية حول وجود يسوع.[73][18]
ثالوس
يقول العالم الكتابي فريدريك بروس إن أول ذكر ليسوع خارج العهد الجديد حدث ق. 55م حين ذكره مؤرخ اسمه ثالوس. فُقد تاريخ ثالوس، مثل الغالبية العظمى من الأدب القديم، ولكن ليس قبل أن يقتبس منه الكاتب المسيحي يوليوس أفريكانوس (ق. 160م – ق. 240م) في كتابه "تاريخ العالم" (ق. 220م). فُقد هذا الكتاب أيضًا، ولكن ليس قبل أن يتناول المؤرخ البيزنطي جورجيوس سينكيلوس أحد الاستشهادات الخاصة بثالوس في كتابه "التاريخ" (ق. 800م). لا توجد وسيلة يمكن من خلالها الجزم بصحة ذلك أو حتى أي من المراجع المفقودة الأخرى، أو المراجع الجزئية، أو المراجع المشكوك فيها التي تذكر بعض جوانب حياة يسوع أو موته، ولكن عند تقييم الأدلة، من المناسب الإشارة إلى وجودها.[74]:29–33[75]:20–23
يوسيفوس وتاسيتوس
هناك فقرتان في كتابات المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس، وواحدة في كتابات المؤرخ الروماني تاسيتوس، تعتبر بشكل عام دليلاً جيدًا.[73][75]
يتضمن كتاب يوسيفوس عاديات اليهود، المكتوب حوالي سنة 93-94م، إشارتين إلى يسوع في الكتابين 18 و20. تميل وجهة النظر العلمية العامة إلى أنه على الرغم من أن المقطع الأطول، المعروف باسم شهادة فلافيانوم، إلا أنه على الأرجح غير أصلي في مجمله، كما أنه من المتفق عليه على نطاق واسع أنه كان يتكون في الأصل من نواة حقيقية، خضعت بعد ذلك للاستقراء المسيحي.[76][77] أما بخصوص المقطع الآخر، يقول لويس فيلدمان المتخصص في كتابات يوسيفوس «شكّك القليلون في صحة إشارة يوسيفوس إلى يسوع في العاديات 20، 9، 1، ("أخو يسوع، الذي كان يُدعى المسيح، واسمه كان يعقوب"). أشار بولس أيضًا إلى لقائه وتعامله مع يعقوب، شقيق يسوع، وبما أن هذا الاتفاق بين المصادر المختلفة يدعم ما ذكره يوسيفوس، لذا فإنه لا يُشكك في صحة هذا المقطع سوى عدد قليل من العلماء.[78][79][80][81]»
أشار المؤرخ الروماني تاسيتوس إلى "المسيح" وإعدامه على يد بيلاطس البنطي في كتابه الحوليات (المكتوب حوالي سنة 116م)، في الكتاب 15، الفصل 44.[82] يقول روبرت فان فورست أن النبرة السلبية للغاية في تعليقات تاسيتوس عن المسيحيين تجعل من غير المرجح أن يكون هذا المقطع قد زُوّر على يد ناسخ مسيحي،[75] وتُعد إشارة تاسيتوس الآن مقبولة على نطاق واسع كتأكيد مستقل حول صلب يسوع.[83][84]
التلمود
تشمل الإشارات الأخرى خارج العالم المسيحي تلك الإشارات المحتملة حول يسوع في التلمود. يتحدث التلمود بشيء من التفصيل عن القضايا الجنائية في إسرائيل والتي جُمعت نصوصها معًا في الفترة من 200م-500 م. يزعم يوهان ماير وبارت إيرمان بأن هذه المادة تُعد حديثة جدًا بحيث لا يمكن الاستشهاد بها كثيرًا. يوضح إيرمان أن "يسوع لم يُذكر مطلقًا في الجزء الأقدم من التلمود، المشناه، ولكنه يظهر فقط في التعليقات اللاحقة للجمارا."[85][44]:67–69 لم يُذكر يسوع بالاسم، ولكن هناك هجوم خفي حول الولادة العذرية حيث يشير إلى أنه ابنًا غير شرعي لجندي روماني يُدعى "بانتيرا"، ويشير إلى معجزات يسوع على أنها "سحرًا أسودًا" تعلمه عندما عاش في مصر (كطفل صغير). يقول إيرمان أن القليل من العلماء المعاصرين يتعاملون مع هذه الكتابات على أنها تاريخية.[44]:67[86]
مارا بار سيرابيون
هناك كاتب قديم وحيد يشير بشكل إيجابي إلى يسوع وهو مارا بار سيرابيون، وهو رواقي سرياني، كتب رسالة إلى ابنه، الذي كان يُدعى أيضًا سيرابيون، من سجن روماني يتحدث فيها عن إعدام "ملك اليهود"، ويشبّه موته بموت سقراط على يد الأثينيين. ربط بار سيرابيون موت "الملك الحكيم" بطرد اليهود من مملكتهم. وذكر أيضًا أن "الملك الحكيم" يعيش بسبب "القوانين الجديدة التي وضعها". تاريخ الرسالة محل نزاع، ولكن ربما كان بعد سنة 73م بوقت قصير.[87] لا يرى علماء مثل روبرت فان فورست أدنى شك في أن الإشارة إلى إعدام "ملك اليهود" تتعلق بموت يسوع.[88] بينما يرى آخرون مثل كريج إيفانز أن قيمة الرسالة قليلة، نظرًا لعدم تأكيد تاريخها، وغموض مصدرها.[89]
يبحث النقد التاريخي، المعروف أيضًا باسم المنهج النقدي التاريخي أو النقد الأعلى هو فرع من فروع النقد، في أصول النصوص القديمة من أجل فهم "العالم وراء النص".[90] كان الهدف الأساسي للنقد التاريخي هو اكتشاف المعنى البدائي أو الأصلي للنص في سياقه التاريخي الأصلي ومعناه الحرفي. بدأ النقد التاريخي في القرن السابع عشر الميلادي، واكتسب اعترافًا شعبيًا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين.
تشير الموثوقية التاريخية للأناجيل إلى الموثوقية والطابع التاريخي لأناجيل العهد الجديد الأربعة كوثائق تاريخية. لا تعتمد الموثوقية التاريخية على كون المصدر معصومًا من الخطأ أو خاليًا من الأجندات نظرًا لوجود مصادر تعتبر موثوقة بشكل عام على الرغم من وجود مثل هذه السمات (على سبيل المثال كتابات يوسيفوس).[91] تُعد مسألة الموثوقية محل نقاش مستمر.[92][93][94][95][96][97]
يُخضع المؤرخون الأناجيل للتحليل النقدي من خلال التمييز بين المعلومات الحقيقية والموثوقة وبين التلفيقات والمبالغات والتعديلات المحتملة.[23] نظرًا لوجود اختلافات نصية (نحو 200.000-400.000 اختلاف) وهو عدد أكثر من الكلمات الموجودة في العهد الجديد،[98] يستخدم العلماء النقد النصي لتحديد المتغيرات النصية في الأناجيل التي يمكن اعتبارها نظريًا "أصلية". للإجابة على هذا السؤال، يجب على العلماء أن يسألوا من كتب الأناجيل، ومتى كتبها، وما هو هدفهم من كتابتها،[99] وما هي المصادر التي استخدمها المؤلفون، وما مدى موثوقية هذه المصادر، وإلى أي مدى كان البُعد الزمني بين كتابة المصادر والقصص التي يروونها، وهل حُرّفت في وقت لاحق. قد ينظر الباحثون أيضًا إلى الأدلة داخل المصادر، لمعرفة ما إذا كانت المصدر، على سبيل المثال، قد أخطأ في اقتباس نصوص من التناخالعبرية، أو قدمت ادعاءات غير صحيحة جغرافيًا، أو إذا بدا أن المؤلف لديه معلومات يُخفيها، أو إذا كان المؤلف قد لفّق نبوءة. أخيرًا، يلجأ الباحثون إلى مصادر خارجية، بما في ذلك أقوال قادة الكنيسة الأوائل، والكُتّاب من خارج الكنيسة، وخاصة المؤرخين اليهود واليونانيين الرومانيين، الذين من المرجح أنهم انتقدوا الكنيسة، وإلى الأدلة الأثرية.
البحث عن يسوع التاريخي
منذ القرن الثامن عشر الميلادي، أجريت ثلاثة موجات من الأبحاث العلمية حول يسوع التاريخي، كان لكل منها خصائصه المميزة التي تستند على معايير بحث مختلفة، والتي غالبًا ما طُوّرت خلال كل مرحلة منها.[21][100][22] تتميز هذه الموجات عن المنهجية المستخدمة في عصر ما قبل التنوير، لأنها اعتمدت على المنهج التاريخي النقدي لدراسة روايات الكتاب المقدس. ورغم أن التحليل النصي للمصادر الكتابية قد بدء منذ عدة قرون، إلا أن الأبحاث حول يسوع التاريخي قدّمت أساليب جديدة وتقنيات محددة في محاولة إثبات الصحة التاريخية لاستنتاجاتها.[101]
الموجة الأولى
كانت الجهود العلمية لإعادة بناء الصورة التاريخية "الأصلية" ليسوع نتاج الشكوكية التنويرية في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي.[102] يشرح العالم الكتابي جيرد ثيسن أنه «كان مهتمًا بتقديم حياة يسوع الحقيقية تاريخيًا والتي عملت لاهوتيًا كقوة حاسمة ضد كرستولوجيا [الكاثوليكية الرومانية الراسخة].[102]» كان أول عالم يفصل بين يسوع التاريخي ويسوع اللاهوتي الفيلسوف التنويري هيرمان صمويل ريماروس.[103] اكتُشفت نسخ من كتابات ريماروس على يد إفرايم ليسينغ في مكتبة فولفنبوتل حيث كان ليسينج يعمل كأمين للمكتبة. ترك ريماروس الإذن بنشر أعماله بعد وفاته، وهو ما قام به ليسينغ بين سنتي 1774-1778م، ونشرها بعنوان "أجزاء لمؤلف غير معروف". وبمرور الوقت، أصبحت تُعرف باسم قصاصات فولفنبوتل نسبة إلى المكتبة التي كان يعمل فيها ليسينغ. ميّز ريماروس بين ما علّمه يسوع، وكيفية تصوير هذه التعاليم في العهد الجديد. وفقًا لريماروس، كان يسوع مسيحًا سياسيًا فشل في إحداث تغيير سياسي فأُعدم، ثم سرق تلاميذه جسده واخترعوا قصة القيامة لتحقيق مكاسب شخصية.[103][104]:46–48 أثار عمل ريماروس المثير للجدل رد فعل من "أبو البحث التاريخي النقدي" يوهان زيملر[الإنجليزية] الذي أصدر كتابًا بعنوان "الرد على أجزاء لمؤلف مجهول" سنة 1779م.[105] فنّد زيملر حجج ريماروس، لكن كتابه لم يكن ذات تأثير يُذكر. كانت كتابات ريماروس قد أحدثت بالفعل تغييرًا دائمًا من خلال توضيح إمكانية وجود نقد مستقل عن اللاهوت والإيمان، ومن خلال تأسيس الدراسات حول يسوع التاريخي دون نزعات طائفية.[106][104]:48
وفقًا لهومر سميث، فإن عمل ليسينغ وآخرين بلغ ذروته بصدور كتاب اللاهوتي البروتستانتيديفيد شتراوس "حياة يسوع" الصادر سنة 1835م، الذي عبّر فيه شتراوس عن استنتاجه بأن يسوع موجود، لكن ألوهيته هي نتيجة "لمادة تاريخية أعيد تشكيلها إلى شكلها المثالي من قبل المسيحيين الأوائل تحت تأثير نماذج من العهد القديم وفكرة المسيح الموجودة في سفر دانيال."[107] تضاءل الحماس الذي ظهر خلال الموجة الأولى بعد نقد ألبرت شفايتزر الصادر سنة 1906م والذي أشار فيه إلى أوجه القصور المختلفة في الأساليب المستخدمة في ذلك الوقت. بعد ترجمة كتاب شفايتزر "من ريماروس إلى فيرده" ونشره باللغة الإنجليزية تحت عنوان "البحث عن يسوع التاريخي" سنة 1910م، قدّم عنوان الكتاب حافزًا لمجال الدراسة لمدة ثمانين عامًا.[108]:779
الموجة الثانية
بدأت الموجة الثانية من دراسات البحث عن يسوع التاريخي سنة 1953م، وقدّمت عددًا من التقنيات الجديدة في البحث، لكنها خبت سريعًا في سبعينات القرن العشرين الميلادي.[109]
الموجة الثالثة
في ثمانينات القرن العشرين الميلادي، بدأ عدد من العلماء تدريجيًا في تقديم أفكار بحثية جديدة،[21][110] لتبدأ بذلك الموجة الثالثة من البحث عن يسوع التاريخي.[109][111] كانت إحدى سمات الموجة الجديدة هو الدور الذي لعبته الأبحاث الأثرية؛ يقول جيمس تشارلزورث أن العلماء المعاصرون أرادوا استخدام الاكتشافات الأثرية التي توضّح طبيعة الحياة في الجليلوالمقاطعة اليهودية خلال زمن يسوع في أبحاثهم.[112] ومن المميزات الأخرى للموجة الثالثة الطبيعة العالمية والتعاونية بين الاختصاصات البحثية،[113] بينما اقتصرت الموجتان الأوليان في الغالب على الأبحاث التي قام بها اللاهوتيون البروتستانت الأوروبيون، بينما كانت الموجة الثالثة نتاج جهد عالمي وتعاوني بين العلماء من مختلف الاختصاصات.[113] حديثًا، وجّه النقاد التاريخيون تركيزهم نحو الكتابات التاريخية في الفترة المعاصرة لحياة يسوع[114][115] أو نحو ما يتعلق بأسرته.[116][117][118][119]
مع نهاية القرن العشرين الميلادي، كتب الباحث توم هولمين أن الشكوكية التنويرية قد أفسحت المجال أمام "موقف أكثر ثقة تجاه الموثوقية التاريخية للمصادر... [حاليًا] يُميّز اعتقاد ساندرز، (بأننا نعرف الكثير عن يسوع) غالبية الدراسات المعاصرة."[120]:43 وانعكاسًا لهذا التحول، استُبدلت عبارة "البحث عن يسوع التاريخي" إلى حد كبير بعبارة "أبحاث حياة يسوع".[121]:33
زوال الأصالة و"المهمة التالية"
منذ أواخر القرن العشرين الميلادي، تزايدت المخاوف بشأن فائدة معايير الأصالة.[122] بحسب رأي لو دون، فإن استخدام مثل هذه المعايير هو شكل من أشكال "التأريخالوضعي".[123] ويقول كريس كيث بإن يسوع التاريخي "لا يمكن الوصول إليه في النهاية، ولكن يمكن افتراضه على أساس تفسيرات المسيحيين الأوائل، وكجزء من عملية أكبر لتفسير كيف ولماذا نظر المسيحيون الأوائل إلى يسوع بالطرق التي نظروا بها". ويقول أيضًا "هذان النموذجان غير متوافقين منهجيًا ومعرفيًا"، مما يدعو إلى التشكيك في أساليب وهدف النموذج الأول.[124]
في سنة 2021م، أعلن جيمس كروسلي محرر مجلة دراسة يسوع التاريخي أن الدراسات حول يسوع التاريخي انتقلت الآن إلى المهمة التالية. انتقلت "المهمة التالية" من المعايير، والهواجس المتعلقة بتفرد يسوع، والنزعة الفوقية التي لا تزال ضمنية في الأسئلة العلمية حول يهودية يسوع. بدلاً من ذلك، تركز الدراسات الرصينة الآن على التعامل مع الموضوع كجزء من ظاهرة الدين الإنسانية الواسعة، والمقارنة الثقافية، والعلاقات الطبقية، وثقافة العبيد والاقتصاد، والتاريخ الاجتماعي لدراسات يسوع التاريخي وتاريخ الاستقبال الأوسع ليسوع التاريخي.[125] ويُعد كتاب كروسلي وروبرت مايلز "يسوع: حياة في صراع طبقي"، انعكاسًا لهذا الاتجاه الجديد.[126]
المناهج
النقد النصي والمصدري والصياغي
بدأت الموجة الأولى من البحث عن يسوع التاريخي سنة 1778م، واعتمدت بالكامل تقريبًا على النقد الكتابي. بدأ ذلك النقد في البداية بنقد النصوص والمصادر، ثم تبعهما نقد الصياغة سنة 1919م، والنقد التحريري سنة 1948م.[101] بدأ نقد الصياغة كمحاولة لتتبع تاريخ المادة الكتابية خلال الفترة الشفهية قبل كتابتها بشكلها الحالي، ويمكن اعتبارها تبدأ من حيث ينتهي النقد النصي.[127] ينظر نقد الصياغة إلى كتبة الأناجيل كمحررين، وليس كمؤلفين. يمكن اعتبار النقد التحريري وليدًا لنقد المصدر ونقد الصياغة،[128] وهو يعتبر كتبة الأناجيل مؤلفين ولاهوتيين أوائل محاولًا فهم كيف قام المحرر (المُنقّح) بتشكيل الرواية للتعبير عن وجهات نظره الخاصة.[128]
معايير الأصالة
عندما شكك نقد الصياغة في الموثوقية التاريخية للأناجيل، بدأ العلماء في البحث عن معايير أخرى. فأخذوا من مجالات البحث الأخرى معايير، مثل أخذهم لبحث "معايير الأصالة" من النقد النصي، والذي بدأ يبرز تدريجيًا، حتى أصبح فرعًا متميزًا في المنهجية المرتبطة بأبحاث حياة يسوع.[120]:43–54 تُعرّف معايير الأصالة على أنها مجموعة متنوعة من القواعد المستخدمة لتحديد إذا كان حدث ما أو شخص ما من المرجح أن يكون قد حدث تاريخيًا أو قد تواجد من قبل أم لا. تُستخدم هذه المعايير في المقام الأول، ولكن ليس حصريًا، لتقييم أقوال يسوع وأفعاله.[129]:193–199[130]:3–33
في ضوء الشكوك التي نتجت في منتصف القرن العشرين عن طريق نقد الصياغة فيما يتعلق بالموثوقية التاريخية للأناجيل، تحول العبء في دراسات يسوع التاريخي من محاولة التعرف على حياة يسوع الحقيقية إلى محاولة إثبات صحتها. وبالتالي فإن المعايير التي طُوّرت ضمن هذا الإطار هي أدوات توفر الحجج فقط لإثبات الأصالة، لا لنفيها.[120]:43 وفي سنة 1901م، بدأ تطبيق معايير الأصالة بطريقة مختلفة، حيث كان غالبًا ما يُطبّق بشكل غير سليم مدفوعًا بهدف محدد مسبقًا.[102][120]:40–45 في العقود الأولى من القرن العشرين الميلادي، قدّم فرانسيس بوركيت وبرنت ستريتر أُسس منهجية استخدام البراهين المتعددة. وأضافت الموجة الثانية للبحث معيار الإحراج.[101] وبحلول الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي، أُضيف معيار التماسك أيضًا. بحلول سنة 1987م، عدّد دينيس بولكوف 25 معيارًا منفصلاً استخدمها العلماء لاختبار الأصالة التاريخية بما في ذلك معيار "المعقولية التاريخية".[101][129]:193–199
النقد
انتقد عدد من العلماء المناهج المختلفة المستخدمة في دراسة يسوع التاريخي، من ناحية، بسبب الافتقار إلى الدقة في أساليب البحث؛ ومن ناحية أخرى، لكونهم مدفوعين بـ "أجندات محددة" تفسر المصادر القديمة لتناسب أهداف محددة.[131][132][133] بحلول القرن الحادي والعشرين الميلادي، أُهملت التوجهات "المتطرفة" التي انتهجها المُكثرون في القرن التاسع عشر الميلادي الذين قبلوا جميع الأناجيل، والمُقلّلون الذين رفضوها تمامًا في أوائل القرن العشرين الميلادي، وبدأ العلماء في التركيز على ما هو محتمل تاريخيًا وما هو معقول عن يسوع.[134][135][136]
المعمودية والصلب
هناك خلاف واسع بين العلماء حول تفاصيل حياة يسوع المذكورة في روايات الإنجيل، وحول معنى تعاليمه.[17] يختلف العلماء حول تاريخية أحداث محددة مذكورة في الروايات الإنجيلية ليسوع،[17][25] لكن معظم العلماء المعاصرين يعتبرون معموديةوصلب يسوع حقائقًا تاريخيةً.[14][137]
يُعد تواجد يوحنا المعمدان في نفس الإطار الزمني ليسوع، وإعدامه في نهاية المطاف على يد هيرودوس أنتيباس التي ذكرها المؤرخ يوسيفوس فلافيوس في القرن الأول الميلادي، ويعتبرها الأغلبية الساحقة من العلماء المعاصرين حقيقة تاريخية.[138][139] إحدى الحجج المؤيدة لتاريخية معمودية يسوع على يد يوحنا المعمدان هو معيار الإحراج، أي أنها قصة لم تكن الكنيسة المسيحية الأولى ترغب في ابتكارها، لأنها تعني أن يسوع كان خاضعًا ليوحنا.[140][141][142] هناك حجة أخرى استخدمت لصالح تاريخية المعمودية، وهي أن هناك العديد من الوثائق التي تشير إليها، وهو المعيار الذي يُطلق عليه عادةً معيار الإثبات المتعدد.[143] من الناحية التقنية، لا يضمن الإثبات المتعدد الأصالة، لكنه يحدد فقط قِدَمْ الوثيقة.[144] ومع ذلك، بالنسبة لمعظم العلماء، فإن هذا المعيار مع معيار الإحراج يُضيفان مصداقية لمعمودية يسوع على يد يوحنا المعمدان لاعتباره حدثًا تاريخيًا.[143][145][146][147]
يرى جون بول ميير صلب يسوع كحقيقة تاريخية، ويقول أنه بناءًا على معيار الإحراج، ما كان للمسيحيين أن يخترعوا الموت المؤلم لقائدهم.[148] ويقول أيضًا أن هناك عددًا من المعايير الأخرى - معيار الإثبات المتعدد (أي التأكيد بأكثر من مصدر واحد)، ومعيار التماسك (أي أنه يتوافق مع العناصر التاريخية الأخرى) ومعيار الرفض (بمعنى أنه لا يتعارض مع المصادر القديمة) - ساعدت على تأكيد صلب يسوع كحدث تاريخي.[148] ذكر إيدي وبويد أنه ثَبُتَ الآن بقوة أن هناك تأكيد غير مسيحي على صلب يسوع، في إشارة إلى ذكر الحدث في وثائق يوسيفوس فلافيوسوتاسيتوس.[84]
يعتبر معظم باحثي وعلماء الموجة الثالثة من البحث عن يسوع التاريخي مسألة الصلب لا جدال فيها،[16][148][149][150] كما يؤيدها بارت إيرمان[150]وجون دومينيك كروسان[16] وجيمس دان.[14] وعلى الرغم من اتفاق العلماء على تاريخية صلب يسوع، إلا أنهم يختلفون حول السبب والسياق. على سبيل المثال، يدعم كل من إد ساندرزوباولا فريدريكسن تاريخية صلب يسوع، لكنهم يؤكدون أن يسوع لم يتبّأ بصلبه، وأن تنبئه بالصلب هو قصة مسيحية.[151] كما يرى المؤرخ اليهودي غزا فرمش أن صلب يسوع حدثًا تاريخيًا، لكنه يعتقد أنه كان بسبب تحدي يسوع للسلطة الرومانية.[151] من ناحية أخرى، يرى موريس كيسي وجون بول ميير أن يسوع تنبأ بموته، وأن ذلك التنبؤ عزّز إيمان أتباعه بقيامته.[152][153]
عناصر تاريخية أخرى
بالإضافة إلى العنصرين التاريخيين المعمودية والصلب، تختلف درجات اليقين عند الباحثين حول جوانب أخرى مختلفة من حياة يسوع، مما جعلها غير متفق عليها عالميًا بين العلماء، مثل:[154]
دعا يسوع تلاميذه: يرى جون بول ميير دعوة التلاميذ نتيجة طبيعية للمعلومات المتاحة عن يسوع.[15][154][155] يقبل نيكولاس رايت أن هناك اثني عشر تلميذاً، لكن يرى أن قائمة أسمائهم لا يمكن تحديدها على وجه اليقين. لا يتفق جون دومينيك كروسان على ذلك، قائلاً إن يسوع لم يدع التلاميذ، وكان لديه نهج «مفتوح للجميع» بشكل متساوٍ، ولم يفرض أي تسلسل هرمي وكان يكرز للجميع على قدم المساواة.[15][ه]
عاش يسوع فقط في الجليل واليهودية:[162] ويرفض معظم العلماء أن هناك أي دليل على أن يسوع البالغ قد سافر أو درس خارج الجليل واليهودية. يقول ماركوس بورغ أن المزاعم بأن يسوع البالغ سافر إلى مصر أو الهند لا تستند إلى أي أُسس تاريخية.[163] ويقول جون دومينيك كروسان أن كُل النظريات المقدمة لملء الفجوة البالغة 15-18 عامًا بين بداية حياة يسوع وبداية خدمته لم تدعمها دراسات حديثة.[164][165] يشير التلمود إلى "يسوع الناصري" عدة مرات ويعتقد علماء مثل أندرياس كوستنبرجر وروبرت فان فورست أن بعض هذه الإشارات يُقصد بها يسوع.[166][165] لم تُذكر الناصرة في الكتاب العبري، وتصورها الأناجيل المسيحية على أنها قرية غير ذات أهمية، وهو ما يبدو من الآية التي جاءت في إنجيل يوحنا 1 :46 : «أمنَ الناصرةِ يُمكِنُ أن يَخرُجَ شيءٌ صالِـحٌ؟».[167] يقول كريج كينر أن القول بأن يسوع كان من الناصرة، وهي قرية صغيرة غامضة لا يستحق الاختراع.[167][168] ويتفق جيرد ثيسن مع هذا الاستنتاج.[169]
دعوة يسوع للتلاميذ: يرى جون بول ميير أن دعوة التلاميذ هي نتيجة طبيعية للمعلومات المتوفرة عن يسوع.[154][15][155] يقبل نيكولاس رايت فكرة أنه كان هناك اثنا عشر تلميذاً، لكنه يرى أن قائمة أسمائهم لا يمكن تحديدها بشكل مؤكد. ولا يوافقه جون دومينيك كروسان على ذلك، مشيرًا إلى أن يسوع لم يدعو تلاميذًا، وكان لديه نهج المساواة "منفتح للجميع"، ولم يفرض أي تسلسل هرمي ووعظ الجميع على قدم المساواة.[15] ومع ذلك، يختلف جيمس كروسلي وروبرت مايلز وجمعًا من العلماء غيرهم مع كروسان، بحجة أنه "يجب علينا تبديد المفاهيم الرومانسية القائلة بأن هذه الحركة كانت بكل فخر حركة مساواة وتقدمية وفق معاني الليبرالية الراديكالية المعاصرة"، وبدلاً من ذلك أشاروا إلى أنه ربما كان الأعضاء الاثني عشر الأساسيون "لجنة مركزية أو مكتبًا سياسيًا يتغير أعضاؤه أحيانًا".[174]
الإدعاءات حول مظهر يسوع أو أصله العرقي هي في الغالب غير موضوعية، فهي مبنية على القوالب النمطية الثقافية والاتجاهات الاجتماعية بدلاً من التحليل العلمي.[176][177][178]
كان الموضوع الرئيسي لتعاليم يسوع هو ملكوت الله، وقدم هذه التعاليم من خلال الأمثال التي كانت مفاجئة ومربكة في بعض الأحيان.[183]
علّم يسوع خُلُق التسامح، كما في مثال «إن ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر».[183] في إطار الأخلاق التقليدية "للتسامح المسيحي" هناك بعض وجهات النظر المختلفة بشكل كبير حول نوعية التسامح الذي علّمه يسوع بالضبط.[184]
يشير إجماعًا علميًا ناشئًا إلى أن يسوع ودائرته الداخلية إدعوا درجة من الخدمة الرجولية المتشددة بأنفسهم ليكونوا مثالًا للعالم.[185]
قام الباحثون المشاركون في الموجة الثالثة من البحث عن يسوع التاريخي وما تلاها ببناء مجموعة متنوعة من الصور واللمحات حول شخصية يسوع.[26][27][189] ومع ذلك، هناك القليل من الاتفاق العلمي حول هذه الصور، أو الأساليب المستخدمة في بنائها.[25][30][31][190] تختلف غالبًا صور يسوع التي شكّلها البحث عن يسوع التاريخي عن بعضها البعض، وعن الصورة الموضحة في روايات الأناجيل.[25] تتضمن هذه الصور صورة يسوع باعتباره نبيًا رؤيويًا، أو معالجًا جذّابًا، أو فيلسوفًا تشاؤميًا، أو مسيحًا يهوديًا، أو نبيًا يدعو للتغيير الاجتماعي،[26][27] وليس هناك الكثير من التوافق العلمي على أي من هذه الصور، أو حتى الأساليب المستخدمة لبنائها.[25][30][31] ومع ذلك، هناك سمات متداخلة بين هذه الصور المختلفة، وقد يتفق العلماء على بعض السمات، ويختلفون على بعضها الآخر.[26][27][32] إن تكوين مفهوم عن "يسوع التاريخي" كان محدودًا نظرًا لاقتطاع العلماء المعاصرين من المصادر، واستنتاجهم لنتائج لا يمكنها سوى توضيح أجزاء فقط مما قد يكون عليه "يسوع الحقيقي" أو "يسوع التاريخي".[191] مثل هذه المفاهيم هي مجرد مخططات أو نماذج قد تخبرنا عن يسوع التاريخي ولكنها لن تكون أبدًا الصورة الحقيقية؛ مثلما تتواجد النماذج في العلوم الطبيعية التي تخبرنا عن الظواهر دون تحديد سبب معين لحدوثها.[192] يقول ويليام هيرزوغ أن: "ما نسميه يسوع التاريخي هو تركيب لأجزاء وقطع من المعلومات التاريخية والتكهنات حوله التي نقوم بتجميعها وبنائها وإعادة بنائها. ولهذا السبب، فإن يسوع التاريخي هو، على حد تعبير ميير فكرة تجريدية وبناء حديث."[193]
تضع الدراسات المعاصرة التي تُمثل الموجة الثالثة وما بعدها يسوع بقوة ضمن إطار يهودي. كان يسوع واعظًا يهوديًا علّم بأنه هو الطريق إلى الخلاصوالحياة الأبدية وملكوت الله.[24] كان معيار المعقولية أول المعايير التي استخدمتها الموجة الثالثة لتمييز التفاصيل التاريخية استنادًا إلى عوامل البيئة اليهودية التي عاش فيها يسوع، وتأثير يسوع على المسيحية. كان إد ساندرز وغزا فرمش وجيرد ثيسن، وكريستوف بورشارد، وجون دومينيك كروسان من أبرز علماء الموجة الثالثة. على النقيض من وجهة نظر شفايتزر، فقد دافع بعض علماء أمريكا الشمالية مثل بيرتون ماك عن يسوع غير الرؤيوي، واعتبروه شخصًا حكيمًا تشاؤميًا أكثر منه واعظًا يبشّر بنهاية العالم.[194] نظرًا لكون يسوع عاش فقيرًا، فإن المقاربات التاريخية الراسخة المرتبطة بدراسة الفقراء في الماضي مثل التاريخ الجزئي، تُعد ذات صلة بدراسة حياته.[195]
وجهات نظر التيارات الرئيسية
على الرغم من الاختلافات الكبيرة بين وجهات نظر العلماء حول الصورة المناسبة ليسوع، إلا أنه يمكن تجميع وجهات النظر السائدة التي يدعمها عدد من العلماء معًا بناءً على موضوعات أساسية معينة ومتميزة.[26][27] غالبًا ما تتضمن هذه الصور عناصر متداخلة، كما أن هناك اختلافات بين مؤيدي كل صورة. تعرض الأقسام التالية صور التيارات الرئيسية التي يدعمها العديد من العلماء.[26][27]
نبي رؤيوي
تؤكد وجهة نظر النبي الرؤيوي في المقام الأول على إعداد يسوع لرفاقه اليهود لنهاية الزمان. كان أول مؤيد لهذه الفرضية هو ألبرت شفايتزر في كتابه الذي صدر سنة 1906م بعنوان "البحث عن يسوع التاريخي".[196] تضع أعمال إد ساندرز وموريس كيسي يسوع في سياق الرؤية الأخروية اليهودية.[197][198]:169–204[199]:199–235 يتفق بارت إيرمان مع وجهة نظر شفايتزر بأن يسوع توقع نهاية العالم خلال زمانه، وبني بعض وجهات نظره على الحجة القائلة بأن أقدم مصادر الأناجيل (والتي افترض أنها أولوية مرقس[الإنجليزية]) والأصحاحان الرابع والخامس من رسالة تسالونيكي الأولى، اللذان كتبا على الأرجح بنهاية سنة 52م، قدّما يسوع في صورة أكثر رؤيوية بكثير من بقية المصادر المسيحية الأخرى التي كُتبت مع نهاية القرن الأول الميلادي، مؤكّدًا أن الرسائل الرؤيوية خفتت تدريجيًا.[200] بينما لا يرى دالي أليسون أن يسوع لم يكن يعتقد بإطار محدد لنهاية الزمان، لكن أليسون يرى أن يسوع بشّر بمذهبه الخاص حول "أحداث نهاية الزمان" التي أشارت لها تعاليم ما بعد السبي اليهودية،[201] ويُنظر إلى تعاليم يسوع حول نهاية الزمان كشكل من أشكال الزهد.[32] تتلاقى وجهة النظر حول يسوع النبي الرؤيوي مع وجهات نظر أخرى، كما في أعمال جيمس كروسلي وروبرت مايلز اللذان يعتبرون تعليم يسوع حول نهاية الزمان وسيلة ثقافية ذات مصداقية ناتجة عن الاضطرابات الاجتماعية والمادية في الجليل واليهودية.[4]
معالج جذاب
يرى غزا فرمش أن صورة المعالج الجذّاب تُقدّم يسوع كرجل تقي ومقدس، تشبه صورته الصور التي صوّرها التلمود لشخصيات يهودية مثل حنينا بن دوسا[الإنجليزية]وهوني راسم الدائرة[الإنجليزية]، وتُقدّم يسوع على أنه حسيدي.[202][203] يرى ماركوس بورغ يسوع باعتباره رجل روحاني جذاب، أو متصوف أو شخص ذو بصيرة متصل بروح الله. ويقول بورغ أن هذا النوع من الشخصيات الدينية تتضمن أفعالهم أعمالًا كشفاء المرضى،[204] كما يراه شخصية غير أخروية ولم يكن ينوي تأسيس ديانة جديدة، لكن رسالته جعلته على خلاف مع القوى اليهودية في عصره القائمة على "سياسات القداسة".[32] ويتفق كل من ساندرز وكيسي على أن يسوع كان أيضًا معالجًا يتمتع بشخصية جذّابة، لكنهما رأيا أيضًا أنه بالإضافة إلى ذلك كان نبيًا رؤيويًا.[198]:132–168[199]:237–279
فيلسوف تشاؤمي
قدّمت صورة الفيلسوف التشاؤمي يسوع على أنه تشاؤمي، وحكيم متجوّل، وفيلسوف يبشر برسالة تغيير تشاؤمية ومتطرفة تدعو إلى إلغاء الهيكل الهرمي للمجتمع في عصره.[32][205] يعتقد جون دومينيك كروسان أن يسوع لم يُصلب لأسباب دينية، بل لأن تعاليمه الاجتماعية تحدّت مركز السلطة الذي تسيطر عليه السلطات اليهودية.[205] ويعتقد كروسان أن الجليل كان مكانًا تتفاعل فيه الثقافة اليونانية واليهودية بشكل كبير،[206] مع كون جدارا، التي تقع على بعد مسيرة يوم على الأقدام من الناصرة، كانت مركزًا للفلسفة التشاؤمية.[207][208] فيما يرى بيرتون ماك أيضًا أن يسوع كان تشاؤميًا، وكانت تعاليمه مختلفة تمامًا عن تعاليم عصره لدرجة أنها صدمت الجمهور وأجبرتهم على التفكير، غير أن ماك كان يرى أن موته كان عرضيًا، وليس بسبب تحديه للسلطة اليهودية.[32]
تضع صورة المسيح اليهودي التي رسمها نيكولاس رايت يسوع ضمن الرؤية اليهودية حول النفي والعودة، وهي الفكرة التي استخدمها لبناء وجهة نظره حول مفهوم الأمل في القرن الأول الميلادي.[32] يعتقد رايت أن يسوع كان المسيح، وزعم بأن قيامة يسوع كانت حدثًا ماديًا وتاريخيًا.[205] تُعد صورة رايت حول يسوع أقرب وجهات نظر العلماء إلى وجهة النظر المسيحية التقليدية، وحتى مع ابتعاده في بعض آراه عن التقليد المسيحي، إلا أن آرائه لا تزال قريبة منهم.[205] كما يدعم ماركوس بوكموهل وبيتر ستولماخر وبرانت بيتر وجهة النظر القائلة بأن يسوع جاء ليعلن نهاية المنفى الروحي اليهودي، ويعلن عن حقبة مسيانية جديدة يقوم فيها الله بتحسين هذا العالم من خلال إيمان شعبه.[209][210]
نبي التغيير الاجتماعي
تضع صورة نبي التغيير الاجتماعي يسوع في المقام الأول كشخص تحدى الهياكل الاجتماعية التقليدية في عصره.[211] يرى جيرد ثيسن ثلاثة عناصر رئيسية في أنشطة يسوع جعلته يُحدث تغييرًا اجتماعيًا: وضعه كابن للإنسان، ومجموعة التلاميذ المقربين الذين تبعوه، ومؤيديه المحليين أثناء رحلته عبر الجليل ويهوذا. يذهب ريتشارد هورسلي إلى أبعد من ذلك حيث يُقدّم يسوع كمصلح أكثر تطرُّفًا بدأ حركة شعبية.[212] ويتبنّى ديفيد كايلور أفكارًا قريبة من أفكار هورسلي، لكنها ذات تركيز ديني أكثر، وتبني تصرفات يسوع على لاهوت العهد، ورغبته في تحقيق العدالة.[212] وقدّمت إليزابيث فيورينزا منظورًا نسويًا يرى في يسوع المصلح الاجتماعي الذي أدت أفعاله مثل قبول الأتباع من النساء إلى تحرير بعض النساء في عصره.[205][213]
دافع جيمس كروسلي وروبرت مايلز عن وجهة نظر مادية تاريخية دقيقة حول يسوع كمؤسس ديني استجاب للظروف المادية المتداخلة في الجليل ويهوذا بطرق ثقافية ذات مصداقية مثل النقاشات القانوني بين اليهود، وإعلان الألفية الثوري.[4] زعم صمويل براندون، وفرناندو بيرميجو روبيو، ورضا أصلان بأن يسوع كان ثوريًا مناهضًا للرومان حاول الإطاحة بالحكم الروماني في فلسطين وإعادة تأسيس مملكة إسرائيل.[214][215][216]
الحاخام
تقدم صورة الحاخام فكرة أن يسوع كان مجرد حاخام سعى إلى إصلاح أفكار معينة داخل اليهودية. ترجع هذه الفكرة إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، عندما سعى العديد من اليهود الليبراليين إلى التأكيد على الطبيعة اليهودية ليسوع، ورأوا فيه شيئًا من الإصلاح اليهودي القديم،[217] ويُعد الحاخام إميل هيرش من أبرز داعمي هذا الرأي.[218] صوّر بروس شيلتون في كتابه "الحاخام يسوع: سيرة ذاتية حميمة" يسوع على أنه تلميذ متدين ليوحنا المعمدان رأى أن مهمته هي إعادة الهيكل إلى النقاء، وتطهير الرومان والكهنة الفاسدين من وسطه.[219] وتوصّل الباحث الإنجيلي المحافظ أندرياس كوستنبرجر في كتابه "يسوع كحاخام في الإنجيل الرابع" إلى استنتاج مفاده أن معاصري يسوع كانوا ينظرون إليه على أنه حاخام.[29]
في سنة 2012م، نُشر كتاب "كوشر يسوع" للحاخام الأرثوذكسيشمولي بوتيتش الذي اتخذ فيه بوتيتش موقفًا مفاده أن يسوع كان حاخامًا يهوديًا حكيمًا ومتعلمًا ملتزمًا بالتوراة. يقول بوتيتش إنه كان عضوًا محبوبًا في الجالية اليهودية. وفي الوقت نفسه، يقال إن يسوع احتقر الرومان بسبب قسوتهم، وحاربهم بشجاعة. ويقول الكتاب أنه لم يكن لليهود أي علاقة على الإطلاق بقتل يسوع، بل إن اللوم في محاكمته وقتله يقع على عاتق الرومان وبيلاطس البنطي. ويذكر بوتيتش بوضوح أنه لا يؤمن بيسوع باعتباره المسيح اليهودي. وفي الوقت نفسه، يرى بوتيتش أن "اليهود لديهم الكثير ليتعلموه من يسوع - ومن المسيحية ككل - دون قبول ألوهية يسوع. هناك أسباب عديدة لقبول يسوع كرجل يتمتع بحكمة عظيمة، وتعاليم أخلاقية جميلة، وروح وطنية يهودية عميقة.[220]" واختتم كتابه، فيما يتعلق بالقيم اليهودية المسيحية، أن "الصلة بين القيم اليهودية والمسيحية هي يسوع نفسه.[221]"
وجهات نظر التيارات غير الرئيسية
قدّم عدد من العلماء بصورة فردية صور أخرى، مثل:
يدعم بن ويذرينجتون وجهة نظر "ذو الحكمة"، ويذكر أن من الأفضل فهم يسوع على أنه معلم الحكمة الذي رأى نفسه تجسيدًا لحكمة الله.[205][213]
يعتبر جون بول ميير يسوع يهوديًا هامشيًا، مستندًا على وجهة النظر القائلة بأن يسوع همّش نفسه عن عمد بعدة طرق، أولاً عن طريق التخلي عن مهنته كنجار ليصبح واعظًا دون أي وسيلة لدعمه، ثم جداله ضد تعاليم وتقاليد ذلك الوقت في الوقت الذي لم تكن له أي تدريب حاخامي رسمي.[32][205]
افترض حاييم ماكوبي أن يسوع كان فريسيًا، وأن المواقف المنسوبة إلى الفريسيين في الأناجيل تختلف تمامًا عما نعرفه عنهم، وأنه في الواقع كانت آراءهم مشابهة جدًا لتلك المنسوبة إلى يسوع.[223] كما يرى هارفي فالك أن يسوع هو فريسي قديم أو إسيني.[224]
ينظر مورتون سميث إلى يسوع على أنه ساحر، وهي وجهة نظر مبنية على صورة يسوع في المصادر اليهودية اللاحقة، وعلى كتابات منحولة مثل إنجيل مرقس السري.[225]
يرى ليو تولستوي أن يسوع دافع عن اللاسلطوية المسيحية (على الرغم من أن تولستوي لم يستخدم أبدًا مصطلح "اللاسلطوية المسيحية"؛ إلا أن مراجعات كتابه بعد نشره سنة 1894م هي التي صاغت هذا المصطلح).[226]
يعتقد الأطباء النفسيون أوسكار بانيتسا[227][228][229] وجورج دي لوستن[230] وويليام هيرش[231] وويليام سارجانت[232] وأنتوني ستور[233][234][235] وراج بيرسود[236] وعالم النفس تشارلز بينيه-سانجلي[237] وآخرون أن يسوع كان يعاني من اضطراب عقلي أو حالة نفسية.[238] ارتكزت هذه النظرية على أن مرقس 3: 21 ذكرت أنه عندما سمع أهله ذلك خرجوا ليمنعوه، لأنهم قالوا: "إنه مختل". يقول عالم النفس فلاديسلاف فيتفيكي أن يسوع واجه صعوبات في التواصل مع العالم الخارجي، وعانى من اضطراب الهوية الانفصامية (المعروف سابقًا باسم اضطراب تعدد الشخصيات)، مما جعله مصابًا بالفصام أو حتى حالة فصامية.[239][240] في الفترة من 1998م إلى 2000م، قام المؤلف البولندي ليزيك نوفاك بتأليف دراسة قام فيها، استنادًا إلى تاريخه الخاص بأوهام الإرسالية والأفكار المبالغة في تقدير قيمتها والمعلومات الواردة في الأناجيل، بمحاولة إعادة بناء نفسية يسوع[241] بعيني النبي الرؤيوي.[242]
^That Jesus had a brother named James is corroborated by Josephus.[72]
^Additional elements: * Bible scholars James Beilby and Paul Eddy write that consensus is "elusive but not entirely absent".[156] According to Beilby and Eddy, "Jesus was a first-century Jew, who was baptized by John, went about teaching and preaching, had followers, was believed to be a miracle worker and exorcist, went to Jerusalem where there was an "incident", was subsequently arrested, convicted and crucified."[157] * Amy-Jill Levine has stated that "there is a consensus of sorts on the basic outline of Jesus' life. Most scholars agree that Jesus was baptized by John, debated with fellow Jews on how best to live according to God’s will, engaged in healings and exorcisms, taught in parables, gathered male and female followers in Galilee, went to Jerusalem, and was crucified by Roman soldiers during the governorship of Pontius Pilate (26–36 CE)."[158]
^ ابAmy-Jill Levine in The Historical Jesus in Context edited by Amy-Jill Levine et al. 2006 Princeton Univ Press (ردمك 978-0-691-00992-6) pp. 1–2
^Ehrman, Bart D. (1999), Jesus: Apocalyptic Prophet of the New Millennium (ردمك 0195124731) Oxford University Press pp. ix–xi
^Ehrman, Bart (2003). The New Testament: A Historical Introduction to the Early Christian Writings. New York: Oxford University Press. (ردمك 0-19-515462-2), chapters 13, 15
^ ابWebb، Robert؛ Bock، Darrell، المحررون (13 مارس 2024). Key Events in the Life of the Hstorical Jesus: A Collaborative Exploration of Context and Coherence. Tübingen: Mohr Siebeck. ص. 1–3. ISBN:9783161501449.
^ ابجدهIn a 2011 review of the state of modern scholarship, Bart Ehrman (a secular agnostic) wrote: "He certainly existed, as virtually every competent scholar of antiquity, Christian or non-Christian, agrees, based on certain and clear evidence." B. Ehrman, 2011 Forged: writing in the name of God (ردمك 978-0-06-207863-6). pp. 256–257
^ ابRobert M. Price (an atheist who denies the existence of Jesus) agrees that this perspective runs against the views of the majority of scholars: Robert M. Price "Jesus at the Vanishing Point" in The Historical Jesus: Five Views edited by James K. Beilby & Paul Rhodes Eddy, 2009 InterVarsity, (ردمك 028106329X) p. 61
^ ابجMichael Grant (a classicist) states that "In recent years, 'no serious scholar has ventured to postulate the non-historicity of Jesus' or at any rate very few, and they have not succeeded in disposing of the much stronger, indeed very abundant, evidence to the contrary." in Jesus: An Historian's Review of the Gospels by Michael Grant (2004) (ردمك 1898799881) p. 200
^ ابجJesus Remembered by James D. G. Dunn 2003 (ردمك 0-8028-3931-2) p. 339 states of baptism and crucifixion that these "two facts in the life of Jesus command almost universal assent".
^ ابجدهوزProphet and Teacher: An Introduction to the Historical Jesus by William R. Herzog (2005) (ردمك 0664225284) pp. 1–6
^ ابجCrossan، John Dominic (1995). Jesus: A Revolutionary Biography. HarperOne. ص. 145. ISBN:978-0-06-061662-5. That he was crucified is as sure as anything historical can ever be, since both Josephus and Tacitus ... agree with the Christian accounts on at least that basic fact.
^ ابجJesus as a Figure in History: How Modern Historians View the Man from Galilee by Mark Allan Powell 1998 (ردمك 0-664-25703-8) pp. 168–173
^ ابVan Voorst, Robert E. (2000). Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence (ردمك 0-8028-4368-9).
^ ابJesus as a Figure in History: How Modern Historians View the Man from Galilee by Mark Allan Powell, Westminster John Knox Press (1999) (ردمك 0664257038) pp. 19–23
^ ابجSanders, E. P. The historical figure of Jesus. Penguin, 1993.
^ ابجدهوزThe Cradle, the Cross, and the Crown: An Introduction to the New Testament by Andreas J. Köstenberger, L. Scott Kellum 2009 (ردمك 978-0-8054-4365-3) pp. 124–125
^ ابجدهوزThe Cambridge History of Christianity, Volume 1 by Margaret M. Mitchell and Frances M. Young (2006) (ردمك 0521812399) p. 23
^"Jesus as Rabbi". PBS. مؤرشف من الأصل في 2024-01-03. اطلع عليه بتاريخ 2020-03-03. four Aramaic words appear as titles for Jesus: Rabbi, or teacher; Amen, or prophet; Messias, or Christ; and Mar, or Lord
^ ابجJesus Research: An International Perspective (Princeton–Prague Symposia Series on the Historical Jesus) by James H. Charlesworth and Petr Pokorny (2009) (ردمك 0802863531) pp. 1–2
^ ابجImages of Christ (Academic Paperback) by Stanley E. Porter, Michael A. Hayes and David Tombs (2004) (ردمك 0567044602) T&T Clark p. 74
^ ابجدهوزحFamiliar Stranger: An Introduction to Jesus of Nazareth by Michael James McClymond (2004) (ردمك 0802826806) pp. 16–22
^Jesus Now and Then by Richard A. Burridge and Graham Gould (2004) (ردمك 0802809774) p. 34
^ ابجدEddy، Paul Rhodes؛ Boyd، Gregory A. (2007). The Jesus Legend: A Case for the Historical Reliability of the Synoptic. Grand Rapids, Michigan: Baker Academic. ISBN:978-0801031144.
^Sykes, Stephen W. (2007). "Paul's understanding of the death of Jesus". Sacrifice and Redemption. Cambridge University Press. pp. 35–36. (ردمك 978-0521044608).
^Bart Ehrman, Did Jesus Exist? Harper Collins, 2012, p. 12, "Earl Doherty defines the view...In simpler terms, the historical Jesus did not exist. Or if he did, he had virtually nothing to do with the founding of Christianity." Further quoting as representative the fuller definition provided by Doherty in Jesus: Neither God Nor Man. Age of Reason, 2009, pp. vii–viii: it is "the theory that no historical Jesus worthy of the name existed, that Christianity began with a belief in a spiritual, mythical figure, that the gospels are essentially allegory and fiction, and that no single identifiable person lay at the root of the Galilean preaching tradition."
^Richard Dawkins (2007). The God Delusion. Lulu.com. ص. 122. ISBN:978-1430312307.
^"The Messiah Myth: The Near Eastern Roots of Jesus and David" Thomas L. Thompson Basic Book Perseus Books' 2005
^"Jesus Outside the New Testament" Robert E. Van Voorst, 2000, pp. 8–9
^Price, Robert M. (2009). "Jesus at the Vanishing Point". In Beilby, James K.; Eddy, Paul R. (eds.). The Historical Jesus: Five Views. InterVarsity Press. pp. 55–83. ISBN 978-0-8308-3868-4
^Robert E. Van Voorst Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence Eerdmans Publishing, 2000. (ردمك 0802843689) p.16 states: "biblical scholars and classical historians regard theories of non-existence of Jesus as effectively refuted"
^James D. G. Dunn "Paul's understanding of the death of Jesus" in Sacrifice and Redemption edited by S. W. Sykes (2007) Cambridge University Press (ردمك 052104460X) pp. 35–36 states that the theories of the non-existence of Jesus are "a thoroughly dead thesis"
^Robert M. Price "Jesus at the Vanishing Point" in The Historical Jesus: Five Views edited by James K. Beilby & Paul Rhodes Eddy, 2009 InterVarsity, (ردمك 028106329X) p. 61
^"Jesus Christ". Encyclopædia Britannica. 2010. Encyclopædia Britannica Online. مؤرشف من الأصل في 2023-10-31. اطلع عليه بتاريخ 2010-11-27. The Synoptic Gospels, then, are the primary sources for knowledge of the historical Jesus
^Vermes, Geza. The authentic gospel of Jesus. London, Penguin Books. 2004.
^Van Voorst, Robert E. (2000). Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence (ردمك 0-8028-4368-9). p. 83
^Flavius Josephus; Maier, Paul L. (December 1995). Josephus, the essential works: a condensation of Jewish antiquities and The Jewish war (ردمك 978-0-8254-3260-6) pp. 284–285
^P. E. Easterling, E. J. Kenney (general editors), The Cambridge History of Latin Literature, p. 892 (Cambridge University Press, 1982, reprinted 1996). (ردمك 0-521-21043-7)
^Tuckett، Christopher (2001). "8. Sources and Methods". The Cambridge Companion to Jesus. Cambridge: Cambridge University Press. ص. 123. ISBN:978-0521796781. Tacitus' reference to Jesus is extremely brief, but it shows no evidence of later Christian influence and hence is widely accepted as genuine. It does then provide independent, non-Christian evidence at least for Jesus' existence and his execution under Pilate.
^ ابEddy؛ Boyd (2007). The Jesus Legend: A Case for the Historical Reliability of the Synoptic Jesus Tradition. Baker Academic. ص. 127. ISBN:978-0-8010-3114-4.
^Ehrman، Bart D.؛ Evans، Craig A.؛ Stewart، Robert B. (2020). Can we trust the Bible on the Historical Jesus?. Westminster John Knox Press. ص. 12–18. ISBN:9780664265854.
^Ehrman، Bart D.؛ Evans، Craig A.؛ Stewart، Robert B. (2020). Can we trust the Bible on the Historical Jesus?. Westminster John Knox Press. ISBN:9780664265854.
^Craig Evans, "Life-of-Jesus Research and the Eclipse of Mythology," Theological Studies 54 (1993) p. 13-14 "First, the New Testament Gospels are now viewed as useful, if not essentially reliable, historical sources. Gone is the extreme skepticism that for so many years dominated gospel research. Representative of many is the position of E. P. Sanders and Marcus Borg, who have concluded that it is possible to recover a fairly reliable picture of the historical Jesus."
^“The Historical Figure of Jesus," Sanders, E.P., Penguin Books: London, 1995, p. 3.
^Fire of Mercy, Heart of the Word (Vol. II): Meditations on the Gospel According to St. Matthew – Dr Erasmo Leiva-Merikakis, Ignatius Press, Introduction
^Paul Rhodes Eddy & Gregory A. Boyd, The Jesus Legend: A Case for the Historical Reliability of the Synoptic Jesus Tradition. (2008, Baker Academic). 309-262.
^Rollman، H. (1998). "Johann Salomo Semler". في McKim، Donald K. (المحرر). Handbook of Major Bible Interpreters. Downers Grove: InterVarsity Press. ص. 43–45, 355–359. ISBN:978-0-83081-452-7.
^Brown، Colin (1998). "Reimarus, Hermann Samuel". في McKim، Donald K. (المحرر). Historical Handbook of Major Biblical Interpreters. Downer's Grove, Illinois: InterVarsity Press. ص. 346–350. ISBN:978-0-8308-1452-7.
^ ابRobert E. Van Voorst Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence Eerdmans Publishing, 2000. (ردمك 0-8028-4368-9) pp. 2–6
^The Symbolic Jesus: Historical Scholarship, Judaism and the Construction of Contemporary Identity by William Arnal, Routledge 2005 (ردمك 1845530071) pp. 41–43
^Criteria for Authenticity in Historical-Jesus Research by Stanley E. Porter, Bloomsbury 2004 (ردمك 0567043606) pp. 28–29
^"Jesus Research and Archaeology: A New Perspective" by James H. Charlesworth in Jesus and archaeology edited by James H. Charlesworth 2006 (ردمك 0-8028-4880-X) pp. 11–15
^ ابSoundings in the Religion of Jesus: Perspectives and Methods in Jewish and Christian Scholarship by Bruce Chilton, Anthony Le Donne, and Jacob Neusner (2012) (ردمك 0800698010) p. 132
^Mason, Steve (2002), "Josephus and the New Testament" (Baker Academic)
^Tabor, James (2012)"Paul and Jesus: How the Apostle Transformed Christianity" (Simon & Schuster)
^Eisenman, Robert (1998), "James the Brother of Jesus: The Key to Unlocking the Secrets of Early Christianity and the Dead Sea Scrolls" (Watkins)
^Butz, Jeffrey "The Brother of Jesus and the Lost Teachings of Christianity" (Inner Traditions)
^Tabor, James (2007), "The Jesus Dynasty: The Hidden History of Jesus, His Royal Family, and the Birth of Christianity"
^Price، Robert M. (14 سبتمبر 2007). "The New Testament Code: The Cup of the Lord, The Damascus Covenant, and the Blood of Christ – By Robert Eisenman". Religious Studies Review. ج. 33 ع. 2: 153. DOI:10.1111/j.1748-0922.2007.00176_38.x. ISSN:0319-485X.
^The Westminster Dictionary of Christian Theology by Alan Richardson 1983 (ردمك 0664227481) pp. 215–216
^ ابInterpreting the New Testament by Daniel J. Harrington (1990) (ردمك 0814651240) pp. 96–98
^ ابDenton، Donald L. Jr. (2004). "Appendix 1". Historiography and Hermeneutics in Jesus Studies: An Examination of the Work of John Dominic Crossan and Ben F. Meyer. New York: T&T Clark Int. ISBN:978-0-56708-203-9.
^Hägerland، Tobias، المحرر (2016). "Problems of Method for studying Jesus and the scriptures". Jesus and the Scriptures: Problems, Passages and Patterns. New York: Bloomsbury T&T Clark. ISBN:978-0-56766-502-7.
^Clive Marsh, "Diverse Agendas at Work in the Jesus Quest" in Handbook for the Study of the Historical Jesus by Tom Holmen and Stanley E. Porter (2011) (ردمك 9004163727) pp. 986–1002
^John P. Meier "Criteria: How do we decide what comes from Jesus?" in The Historical Jesus in Recent Research by James D. G. Dunn and Scot McKnight (2006) (ردمك 1575061007) p. 124 "Since in the quest for the historical Jesus almost anything is possible, the function of the criteria is to pass from the merely possible to the really probable, to inspect various probabilities, and to decide which candidate is most probable. Ordinarily, the criteria can not hope to do more."
^The Historical Jesus of the Gospels by Craig S. Keener (2012) (ردمك 0802868886) p. 163
^Jesus in Contemporary Scholarship by Marcus J. Borg (1994) (ردمك 1563380943) pp. 4–6
^Jesus of Nazareth by Paul Verhoeven (2010) (ردمك 1583229051) p. 39
^ ابCraig Evans, 2006 "Josephus on John the Baptist" in The Historical Jesus in Context edited by Amy-Jill Levine et al. Princeton Univ Press (ردمك 978-0-691-00992-6) pp. 55–58
^The new complete works of Josephus by Flavius Josephus, William Whiston, Paul L. Maier (ردمك 0-8254-2924-2) pp. 662–663
^Jesus as a figure in history: how modern historians view the man from Galilee by Mark Allan Powell 1998 (ردمك 0-664-25703-8) p. 47
^Who Is Jesus? by John Dominic Crossan, Richard G. Watts 1999 (ردمك 0664258425) pp. 31–32
^Jesus of Nazareth: An Independent Historian's Account of His Life and Teaching by Maurice Casey 2010 (ردمك 0-567-64517-7) p. 35
^ ابJohn the Baptist: prophet of purity for a new age by Catherine M. Murphy 2003 (ردمك 0-8146-5933-0) pp. 29–30
^Jesus and His Contemporaries: Comparative Studies by Craig A. Evans 2001 (ردمك 0-391-04118-5) p. 15
^An introduction to the New Testament and the origins of Christianity by Delbert Royce Burkett 2002 (ردمك 0-521-00720-8) pp. 247–248
^The relationship between John the Baptist and Jesus of Nazareth: A Critical Study by Daniel S. Dapaah 2005 (ردمك 0-7618-3109-6) p. 91
^ ابجJohn P. Meier "How do we decide what comes from Jesus" in The Historical Jesus in Recent Research by James D. G. Dunn and Scot McKnight 2006 (ردمك 1-57506-100-7) pp. 126–128, 132–136
^Blomberg, Craig L. (2009). Jesus and the Gospels: An Introduction and Survey. (ردمك 0-8054-4482-3) pp. 211–214
^ ابEhrman, Bart D. (2008). A Brief Introduction to the New Testament. (ردمك 0-19-536934-3) p. 136
^ ابA Century of Theological and Religious Studies in Britain, 1902–2002 by Ernest Nicholson 2004 (ردمك 0-19-726305-4) pp. 125–126
^Amy-Jill Levine in The Historical Jesus in Context edited by Amy-Jill Levine et al. 2006 Princeton Univ Press (ردمك 978-0-691-00992-6) p. 4
^ ابPaul L. Maier "The Date of the Nativity and Chronology of Jesus" in Chronos, kairos, Christos by Jerry Vardaman, Edwin M. Yamauchi 1989 (ردمك 0-931464-50-1) pp. 113–129
^The Cradle, the Cross, and the Crown: An Introduction to the New Testament by Andreas J. Köstenberger, L. Scott Kellum 2009 (ردمك 978-0-8054-4365-3) p. 114
^Geoffrey Blainey; A Short History of Christianity; Viking; 2011; p. 3
^Green, Joel B.; McKnight, Scot; Marshall, I. Howard (1992), Dictionary of Jesus and the Gospels. InterVarsity Press. p. 442
^The Historical Jesus in Recent Research edited by James D. G. Dunn and Scot McKnight 2006 (ردمك 1-57506-100-7) p. 303
^Crossan, John Dominic; Watts, Richard G. (1999). Who Is Jesus?. (ردمك 0664258425) pp. 28–29
^ ابVan Voorst, Robert E. (2000). Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence Wm. B. Eerdmans Publishing Co.. (ردمك 0-8028-4368-9) pp. 177–118
^Kostenberger, Andreas J.; Kellum, L. Scott; Quarles, Charles L. (2009). The Cradle, the Cross, and the Crown: An Introduction to the New Testament (ردمك 0-8054-4365-7). pp. 107–109
^ ابThe Life and Ministry of Jesus by Douglas Redford 2007 (ردمك 0-7847-1900-4)-p. 32
^The Historical Jesus of the Gospels by Craig S. Keener 2012 (ردمك 0802868886) p. 182
^Theissen & Merz 1998، صفحة 165. "Our conclusion must be that Jesus came from Nazareth."
^Ehrman، Bart D.؛ Evans، Craig A.؛ Stewart، Robert B. (2020). Can we trust the Bible on the Historical Jesus? (ط. First). Westminster John Knox Press. ص. 6–8. ISBN:9780664265854.
^Herzog, W. R. (2005). Prophet and teacher: An introduction to the historical Jesus. Louisville, Ky: Westminster John Knox Press. p. 6
^ ابSanders، E. P. (1993). The Historical Figure of Jesus. London; New York; Ringwood, Australia; Toronto, Ontario; and Auckland, New Zealand: Penguin Books. ISBN:978-0-14-014499-4.
^ ابجدهوزThe Cradle, the Cross, and the Crown: An Introduction to the New Testament by Andreas J. Köstenberger, L. Scott Kellum 2009 (ردمك 978-0-8054-4365-3) pp. 117–125
^Falk, Harvey (2003) "Jesus the Pharisee: A New Look at the Jewishness of Jesus"
^Mark Allan Powell, Jesus as a figure in history: how modern historians view the man from Galilee p. 56; Morton Smith, Jesus the magician: charlatan or Son of God?
^Panizza, Oskar (1898). "Christus in psicho-patologischer Beleuchtung". Zürcher Diskuszjonen (بالألمانية). 5 (1): 1–8. OCLC:782007054.
^Düsterberg, Rolf (1988). Die gedrukte Freiheit: Oskar Panizza und die Zürcher Diskussjonen. Europäische Hochschulschriften; Reihe 1, Deutsche Sprache und Literatur; 1098 (بالألمانية). Frankfurt am Main: P. Lang. pp. 40–91. ISBN:3-8204-0288-8.
^Müller, Jürgen (1990). Oskar Panizza: Versuch einer immamenten Interpretation (بالألمانية). Würzburg. pp. 248–256. OCLC:923572143.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^de Loosten, George (1905). Jesus Christus vom Standpunkte des Psychiaters = Jesus Christ from the Standpoint of a Psychiatrist (بالألمانية). Bamberg: Handels-Druckerei. OCLC:31247627.
^Sargant، William (22 أغسطس 1974). "The movement in psychiatry away from the philosophical". The Times: 14. ISSN:0140-0460. Perhaps, even earlier, Jesus Christ might simply have returned to his carpentry following the use of modern [psychiatric] treatments.
^Binet-Sanglé, Charles (1908–1915). La folie de Jésus = The Madness of Jesus (بالفرنسية). Paris: A. Maloine. Vol. 1–4. LCCN:08019439. OCLC:4560820.
^Murray، Evan D.؛ Cunningham، Miles G.؛ Price، Bruce H. (سبتمبر 2011). "The Role of Psychotic Disorders in Religious History Considered". Journal of Neuropsychiatry and Clinical Neurosciences. ج. 24 ع. 4: 410–426. DOI:10.1176/appi.neuropsych.11090214. ISSN:1545-7222. OCLC:823065628. PMID:23224447.
Barnett، Paul W. (1997). Jesus and the Logic of History (New Studies in Biblical Theology 3). Downers Grove, Illinois: InterVarsity Press. ISBN:978-0-85111-512-2.
Bauckham، Richard (2011). Jesus: A Very Short Introduction. Oxford, UK: Oxford University Press. ISBN:978-0-19-957527-5.
Beilby، James K.؛ Eddy، Paul Rhodes (2009)، "The Quest for the Historical Jesus: An Introduction"، في Beilby، James K.؛ Eddy، Paul Rhodes (المحررون)، The Historical Jesus: Five Views، Downers Grove, Illinois: InterVarsity Press، ISBN:978-0-83083-868-4
Vermes, Géza Jesus the Jew: A Historian's Reading of the Gospels. SCM Classics:2001, (ردمك 0-334-02839-6)
Witherington III، Ben (1997) [1995]. The Jesus Quest: The Third Search for the Jew of Nazareth (ط. 2nd). InterVarsity Press. ISBN:0830815449. OCLC:33244038.
Wright, N. T. Christian Origins and the Question of God, a projected six-volume series of which three have been published under:
v. 1, The New Testament and the People of God. Augsburg Fortress Publishers: 1992.;
v. 2, Jesus and the Victory of God. Augsburg Fortress Publishers: 1997.;
v. 3, The Resurrection of the Son of God. Augsburg Fortress Publishers: 2003.
Wright, N. T. The Challenge of Jesus: Rediscovering who Jesus was and is. IVP 1996
Yaghjian, Lucretia. "Ancient Reading," in Richard Rohrbaugh, ed., The Social Sciences in New Testament Interpretation. Hendrickson Publishers: 2004. (ردمك 1-56563-410-1).