تحتاج هذه المقالة كاملةً أو أجزاءً منها إلى تدقيق لغوي أو نحوي. فضلًا ساهم في تحسينها من خلال الصيانة اللغوية والنحوية المناسبة.(أغسطس 2015)
الونديون أو الوند، هو الاسم التاريخي للسلاف الذين سكنوا شمال شرق ألمانيا حاليًا. فهو لا يشير إلى شعب متجانس، بل إلى شعوب أو قبائل أو مجموعات مختلفة حسب مكان وزمان استخدامه. في العصر الحديث، توجد مجتمعات تعرف باسم الونديين في سلوفينيا والنمسا ولوساتيا والولايات المتحدة (مثل تكساس ويندز)[1] وأستراليا.[2]
في أوروبا الناطقة بالألمانية خلال العصور الوسطى، تم تفسير مصطلح "الونديين" على أنه مرادف لـ "السلاف" واستخدم بشكل متقطع في الأدب للإشارة إلى السلاف الغربيينوالسلاف الجنوبيين الذين يعيشون داخل الإمبراطورية الرومانية المقدسة.[3][4]
الشعوب «الوندية» على مر التاريخ
يشيع الاعتقاد بأن الشعوب الجرمانية قد أطلقت هذا المسمى العرقي على قبائل وينيتي، وأنها بعد عصر الهجرات أطلقته على جيرانها الشرقيين الجدد، السلاف (انظر العلاقة بين الوينيتي والسلاف لمزيد من التفاصيل).
استخدم الألمان في الجنوب أسماء مثل Winde بدلاً من Wende وأطلقوه أيضًا كما فعل ألمان الشمال على السلاف الذين ربطت بينهم صلات مختلفة، ومنهم على سبيل المثال البولابياني ذوي الأصول البافارية السلافيسية أو السلوفينيين (وما يزال انتشار الأسماء وسلوفينيسكا بيستريسا دليلاً واضحًا على وجود مثل هذه الجماعات التاريخية).
وكنتيجة لعملية الاندماج التي أعقبت استقرار الوجود الألماني، تبنت العديد من قبائل السلاف المتواجدة غرب نهر الأودر الثقافة الألمانية وتحدثوا بلسانها. وما تزال بعض المجتمعات الريفية التي لا تربطها علاقات قوية مع الألمان متمسكة باستخدام اللغات السلافية الغربية يطلق على أفرادها الونديون. ومع الانحسار التدريجي لاستخدام اللغات السلافية المحلية، بدأ مسمى الونديون في الاختفاء ببطء أيضًا.
جاء بطليموس في المجلد الثالث من كتابه الجغرافيا، على ذكر قبائل تدعى وينداي كانت تعيش مع غيرها من القبائل على شواطئ بحر البلطيق في منتصف القرن الثاني. وعلى الرغم من أن بعض العلماء الأوائل قد حدد هوية جماعات وينداي بأنها قبائل الونديين،[5] فإنه وفقًا للحقائق اللغوية، تختلف بعض وجهات النظر الأكاديمية الحديثة قائلة أن وينداي جماعات تختلف من المنظور اللغوي العرقي عن السلاف، وبالتالي لا يمكن عدها من الجماعات الوندية.[6]
عصور الازدهار (500–1000)
بحلول الألفية الأولى، وأثناء هجرات السلافية والتي فصلت الجماعة العرقية السلافية المكونة حديثًا إلى جماعات جنوبية، وشرقية، وغربية، انتقلت بعض جماعات السلاف الغربية إلى مناطق تمتد بين إلبهونهر الأودر - لتنتقل من الشرق إلى الغرب، ومن الجنوب إلى الشمال. وهناك تقبلت تلك الجماعات اندماج السكان الجرمانيين الذين لم يرتحلوا عن المنطقة أثناء عصر الهجرات. وهكذا استخدم جيرانهم الألمان المسمى الذي كان يطلق على شعوب شرق نهر إلبه على السلاف، مطلقين عليهم الونديين كما كانوا يسمون الوندي من قبل وربما الوندال أيضًا.
وفي الوقت الذي وصل فيه الونديون إلى البقعة المسماة جرمانيا سلافيسا كمجموعات متجانسة ضخمة، فإنها سرعان ما انقسمت إلى قبائل متعددة صغيرة، تفصل قطاعات كبيرة من الغابة إحدى قرى القبائل الصغيرة عن غيرها. كما اشتُقت أسماؤهم القبلية من اسم المكان المتواجدين به، مقلدين في بعض الأحيان التقليد الجرماني (مثل هفلر من هافل (Havel)، روجاني من روجيان). وعن المستوطنات القبلية، فقد تم تأمينها بمدن مبنية بالخشب والطين، حيث يمكن للسكان اللجوء إليها عند تعرضهم لغارات من القبيلة المجاورة أو لاستخدامها كحصون أو قواعد حربية.
بينما توحدت بعض القبائل في وحدات أكبر وتنظيم أشبه بالدوقيات. ومن أمثلة ذلك، أبوترايتس والتي نشأت من الوحدة بين قبائل هولشتاين وقبائل مكلنبورغ الغربية وتولى قيادتها دوقات عرفوا بغزواتهم المتكررة في ساكسونيا الألمانية. في حين أن قبائل لوتيشي نتجت عن اتحاد القبائل التي كانت تعيش بين الأبوترايتس والبوميرانيان. ولم تتحد تلك القبائل تحت إمرة دوق واحد، ولكنها حافظت على استقلالها مع اجتماع زعمائها في معبد رثرا بين الحين والآخر لاتخاذ القرارات المشتركة.
وفي عام 983، شاركت معظم قبائل الونديين في انتفاضة كبيرة ضد الإمبراطورية الرومانية المقدسة، والتي كانت قد أرسلت بعثات تبشيرية مسيحية في وقت سابق، وكذلك ضد المستعمرات الألمانية، والمؤسسات الألمانية الإدارية ( مثل مارك ألماني وبلانجر مارك في الأراضي الوندية الوثنية. حققت الانتفاضة نجاحًا أدى إلى تأخر الهيمنة الألمانية لحوالي قرنين من الزمان.
عصور الاضمحلال (1000-1200)
بعد هذا النصر، وقع الونديون تحت ضغط متزايد من الألمان، والدانماركيينوالبولنديين. شن البولنديون غزوات متكررة على أقليم بوميرانا. كما داهم الدانماركيون شواطئ البلطيق بين الحين والآخر، (وبدورهم رد الونديون على تلك الغارات بأخرى مماثلة). بينما سعت الإمبراطورية الرومانية المقدسة مستعينة بالمرغريف جاهدة لاستعادة مقاطعاتها الحدودية.
وفي 1068 أو 1069، انطلقت حملة ألمانية نتج عنها تدمير معبد رثرا، وهو أحد أكبر المعابد الوثنية للونديين. ومنذ ذلك الحين تحول المركز الديني للونديين إلى معبد أركونا. وخلال الفترة ما بين 1124 و1128، تم تعميد البوميرانيان وبعض أفراد لوتيشي واعتنقوا المسيحية. وفي عام 1147، بدأت الحملات الصليبية على الونديين.
وفي عام 1168 وأثناء الحملات الصليبية الشمالية، قامت الدانمارك بشن حملة صليبية بقيادة الأسقف أبشالوم والملك فالديمار الأكبر ضد قبيلة ونديي روجيا لإجبارهم على الدخول في المسيحية. فقاموا بالاستيلاء وتدمير حصن معبد أركونا الوندي، وحطموا تمثال المعبود الوندي، سفانتفيت. ومع استسلام ونديي روجيان، سقط المعقل الوثني المستقل الأخير للونديين في يد القوات المسيحية الإقطاعية المحاصِرة.
ومنذ القرن الثاني عشر وحتى الرابع عشر، تدفق المستعمرون الألمان إلى الأراضي الوندية واستقروا هنالك بأعداد كبيرة، لتتحول المنطقة من ثقافة السلاف إلى الثقافة الألمانية. إذ تلقى المستوطنون دعوات من الدوقات المحليين والأديرة لإعادة تعمير الأرض التي دمرتها الحروب، وكذلك زراعة الغابات والتربة الثقيلة التي لم تكن قد استصلحت من قبل، فضلاً عن تأسيس مدن جديدة تصبح جزءًا من «التوسع الألماني الشرقي».
اندمج معظم الونديين في الشعب الألماني، مما أدى إلى اختفائهم بوصفهم أقلية عرقية باستثناء أجزاء من الصوربيين. صمدت اللغة البولابية حتى بداية القرن التاسع عشر في الولاية الألمانية المعروفة حاليًا باسم سكسونيا السفلى.[7] وإلى الآن، ما تزال العديد من الأماكن وبعض العائلات في ألمانيا الشرقية تحمل أسماء ذات أصول وندية. كما أن دوقات مكلنبورغ بولاية روغنوبوميرانا ذوي أصول وندية.
وخلال الفترة ما بين 1540و1973، كان يلقب ملك السويد رسميًا باسم ملك السويد، والقوط والوند (وفي الترجمات اللاتينية ملك Suiones, Goths and Vandals) (بالسويدية. Svears, Götes och Wendes Konung).
استخدم مسمى «الونديين» تاريخيًا في السياقات التالية:
شاع استخدام اسم Wenden بين المتحدثين باللغة الألمانية حتى منتصف القرن التاسع عشر للإشارة إلى السلوفينيين. ومع انتشار اللفظ slowenisch (سلوفيني بالألمانية) للإشارة إلى اللغة السلوفينية و Slowenen (سلوفيني بالألمانية) للإشارة إلى الشعب السلوفيني، أصبحت الكلمات windisch وWinde أو Wende ذات إيحاءات مهينة. ومن الممكن ملاحظة التطور ذاته في حالة السلوفينيين المجر الذين كانوا يعرفون باسم "Vends".
كما كان يستخدم أيضًا للإشارة إلى السلوفاكيين في النصوص الألمانية عام 1400 قبل الميلاد.
وعن المؤرخ الفنلندي، ماتي كلينج، فإنه ذكر أن الكلمات «ونديين» أو "Vandals" كانت تستخدم في المصادر الإسكندنافية بين الحين والآخر لتعني كل الشعوب التي تعيش على الشاطئ الشرقي من بحر البلطيق من بوميرانا إلى فنلندا، متضمنة بعض الشعوب الفنلندية. ولكن وجود هؤلاء الونديين الفنلنديين المفترض هو أمر لم يتم التحقق منه. وبالفعل وفي القرن الثالث عشر كان هناك شعبًا يدعى الونديين أو Vends يعيشون في شمال لاتفيا بالقرب من مدينة ويندن ولكننا لم نتمكن من معرفة ما إذا كانوا ذوي أصول سلافية بالفعل كما تدل أسماؤهم أم لا. وعلى الرغم من ذلك، يعتقد بعض الباحثون بوجود علاقة تربط بينهم وبين الفوتيان الذين يتحدثون الفنلندية.
^Schenker, Alexander M. (1996). The Dawn of Slavic: an Introduction to Slavic Philology. New Haven: Yale University Press, 1996. ISBN 0-300-05846-2; p. 3-5;