فرط تيروزين الدم I، ويعرف أيضاً بفرط تيروزين الدم الكبدي الكلوي، هو أشد أنواع فرط تيروزين الدم، وينشأ نتيجة نقص في إنزيم فوماريلاسيتوسيتات هدرولاز (fumarylacetoacetase FAH)، وهذا الإنزيم يحفز الخطوة الأخيرة من استقلاب التيروزينوالفينيل الانين مما يؤدي إلى تراكم كميات كبيرة من الحمض الاميني التيروزين في الدم والأنسجة. يتميز هذا المرض باضطراب متفاقم للكبد مما يؤدي إلى خلل في الانابيب الكلوية يسبب نقص الفسفور في الدم والتالي إلى الكساح (يسمى الكساح الفسفوري). بداية ظهور أعراض المرض تختلف من شخص لآخر، بعضهم يظهر في مرحلة الطفولة والبعض في مرحلة المراهقة. في أسوأ صور المرض قد يعاني المصاب من فشل الكبد الحاد في غضون أسابيع بعد الولادة، بينما في أخف صوره قد يعاني المريض من الكساح بشكل رئيسي في التيروزينميا المزمن. المرضى الذين لم يعالجوا، يموتون من تليف الكبد أو سرطان الكبد في سن مبكرة.
الوراثة
معدل الإصابة العالمي لهذا المرض الوراثي النادر هو حوالي 1 في 100,000 شخص. تعتبر النرويج من أكثر الدول تأثرا حيث يصيب حوالي 1 من كل 60,000 إلى 74,000 فرد.[2] تعتبر منطقة الكيبيك في كندا هي الأكثر اصابة عالميا حيث يصاب حوالي 1 من كل 16,000 فرد وتحديدا في منطقة ساغيناي لاك سانت جان كيبيك حيث يعتبر فرد من كل 1846 مصابا بهذا المرض.[3]
الفيزيولوجيا المرضية
يعتبر فقدان كفاءة إنزيم هيدروليز فيوميريل استيت والذي يحفز الخطوة الاخيرة من عملية تحلل التيروزين هو المسبب الرئيسي لهذا المرض. يقوم هذا الإنزيم تحويل الفيوميريل استيت إلى فيومارات واستيت وسكسنيت.
يتراكم الفيوميريل استيت في الكبد وانابيب الكلى ويسبب اضرار اكسدة للخلايا وحمضها النووي، مما يؤدى إلى تلف الخلايا أو اضرار بوظائفها أو وظائف جيناتها. من هذه الاضرار عرقلة بناء البروتين وعرقلة عملية استحداث الجلوكوز في الكبد وعرقلة وظائف الخلايا الموجودة في الانابيب القريبة للكلى مما يؤدي إلى خلل عام في وظائف الامتصاص والوظائف الأخرى لهذه الانابيب مسببا ما يعرف ب متلازمة فانكوني.[4]
أظهر Hostetter وغيره (1983)، أن تلف الكبد بدأت في مرحلة ما قبل الولادة وأن فرط تيروزين الدم تظهر فقط بعد الولادة.[5]
العلامات والأعراض
عادة ما يكون الوضع الطبيعي عند الولادة، والأطفال الذين يعانون من هذا المرض غالبا ما تتطور الأعراض خلال الأشهر القليلة الأولى من الحياة. هذه الأعراض يمكن أن تختلف اختلافا كبيرا.
في كثير من الأحيان، يفشل الطفل في اكتساب الوزن وعادة ما يكون منزعجا.
وتتضمن الأعراض المبكرة الأخرى الحمى والإسهال والقيء وتضخم الكبد (حتى يبدو بطن الطفل منتفخا)، كما تظهر الكدمات (وهي بقع خضراء أو بنية على الجلد)، واليرقان (حيث يبدو الجلد والعين أصفر اللون)، وقد يحدث نزيف في الأنف.
إذا تركت دون علاج، يمكن أن يؤدي هذا المرض إلى الفشل الكبدي القاتل.
هبوط سكر الدم، وزيادة بروتين يسمى AFP تحدث غالبا في الأطفال الرضع. في حالة عدم المعالجة، قد يحدث فشل في الكبد والكلى، وغالبا يموت الأطفال قبل سنة العشر سنوات بسبب فشل الكبد اوسرطان الكبد أو مضاعفات عصبية تسبب فشل في التنفس. . من العلامات المتكررة لدى هؤلاء المرضى هو ان رائحة البول تشبه الملفوف أو الزبدة المتعفنة.[6]
العلاج
اتباع نظام غذائي صارم بحيث يكون الغذاء منخفض البروتين. أظهرت الأبحاث الحديثة أن الدواء الجديد الذي يسمى نيتيسينون (Nitisinone) أنه فعّال. نيتيسينون هو عقار مثبط لإنزيم يلعب دورا هاما في ايض التيروسين وهو العفار الوحيد حاليا المتوفر لعلاج فرط التيروزين الوراثي من نوع 1 مع التقييد بالحمية الغذائية. قد لا يستجيب 10% من المرضى لهذا العلاج[7] تعتبر زراعة الكبد العلاج النهائي والأكثر فعالية في المرضى الذين يعانون من نوع فرط تيروزين الدم من النوع 1.[8]
^Gentz، J.؛ Jagenburg، R.؛ Zetterstroem، R. (أبريل 1965). "TYROSINEMIA". The Journal of Pediatrics. ج. 66: 670–696. ISSN:0022-3476. PMID:14271358. مؤرشف من الأصل في 2018-01-25.
تتضمَّن هذه المقالة معلوماتٍ طبَّيةٍ عامَّة، وهي ليست بالضرورة مكتوبةً بواسطة متخصِّصٍ وقد تحتاج إلى مراجعة. لا تقدِّم المقالة أي استشاراتٍ أو وصفات طبَّية، ولا تغني عن الاستعانة بطبيبٍ أو مختص. لا تتحمل ويكيبيديا و/أو المساهمون فيها مسؤولية أيّ تصرُّفٍ من القارئ أو عواقب استخدام المعلومات الواردة هنا. للمزيد طالع هذه الصفحة.