عرفت فترة «يايوي» انقطاعا عن سابقتها -«فترة جومون»- في المجال الثقافي، إذ تم إدخال العديد من التقنيات ومواد التصنيع القادمة من القارة إلى الأرخبيل الياباني. ساعد الأخذ السريع بهذه الوسائل على قيام حضارة كانت استثنائية فعلاً. عدا الأرز وتقنية زراعته، عرفت اليابان دخول المعادن والتقنيات التي تساعد في تصنيعها، كدخول النحاس، من غير أن يصاحب هذا الحدث قيام «العصر النحاسي» كما يحدث عادة، ثم الحديد بالأخص، والذي عرف نجاحا كبيرة عندما شاع استخدامه لصناعة الأسلحة. كما أن إدخال الأرز وما صاحبه من تطوير المساحات المخصصة لزراعته، ساعد على قيام مجتمعات بدائية، بدأت تتجمع مكونة أولى التجمعات البشرية آنذاك.
تشير المصادر الصينية، وبالأخص «تاريخ الهان الأوائل»، ثم المصادر التي تناولت خصوصيات عصر «ويي»، تشير هذه المصادر إلى أن الأرخبيل عرف أثناء هذه الفترة شعباً أطلق الصينيون عليه اسم «وا»، كما كان مقسما ً بين المئات من الدويلات، والتي كان يتم ادارتها من طرف دولة عرفت باسم «ياماتاي»، تحت إمرة ملكة تسمى «هيميكو». حتى الآن لم يتم بعد الكشف عن أسرار هذه الدولة البدائية، ولا حتى أماكن تواجده الجغرافية ولا مصيرها النهائي. يعتقد البعض أن هذه الدولة كانت من أسلاف مملكة «ياماتو»، والتي ظهرت بعدها فوق سهول «نارا» حوالي 600 م. وهي تعتبر من أوائل الممالك اليابانية، والتي تم إقرار وجودها فعلا حتى اليوم.