وذكر أبو الفضل الميداني: أن ضبة بن أد هو أول من قال الأمثال المشهورة: «الحَدِيثُ ذُو شُجُون».[3] و«سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ.».[4] و«أَسَعْدٌ أَمْ سُعِيْدٌ.».[5]
قال أبو هلال العسكري في جمهرة الأمثال: كان لضبة بن أد ولدين هما سعد بن ضبة، وسعيد بن ضبة، ونفرت إبل لضبة في الليل، فوجه ابنيه في طلبها، فتفرقاً للبحث عن الإبل، ووجدها سعد وردها، ومضى سعيد في طلبها فلقيه الحارث بن كعب فقتله الحارث وأخذ بردين كانا عليه، فكان ضبة إذا أمسى ورأى أحداً قادماً إليه يقول «أسَعْد أم سعيد؟» فذهب قوله مثلاً يضرب في النجاح والخيبة.[11]
فمكث ضبة بن أد مدة من الزمن وحج ووافى عكاظ ولقي الحارث بن كعب ورأى عليه بردي ابنه سعيد وعرفهما، فسأل ضبة الحارث عن هذين البردين، فقال الحارث: وجدت غلاماً صغيراً عليه هذين البردين فأعجباني وقد سألته أن يعطني إيهما فأبى ذلك فقتلته وأخذتهما، فقال ضبة: بسيفك هذا؟ قال: نعم، فقال ضبة بن أد: «الحَدِيثُ ذُو شُجُون» فصار مثلاُ يضرب في الحديث الذي يُتذكر به غيره.[12]
ثم أخذ ضبة بن أد سيف الحارث وضربه به حتى قتله ثاراً لابنه. فقيل له أتقتل في الشهر الحرام يا ضبة ! فقال «سَبَقَ السيف العذل» فصار مثلاً.[13] وفي ذلك يقول الشاعرالفرزدق:[14]