يُعرِّف البروتوكول على أن فضاءً من العناوين، يُستعمل من قبل الطرفيّاتوالمُوجّهات، حيث يحتوي كل منها على بطاقة شبكة واحدة على الأقل، تحصل هذه البطاقة على عناوين من فضاء بروتوكول الإنترنت. وتُسمّى عمليّة امتلاك عنوان من فضاء العناوين استضافة العنوان، وتُسمّى بطاقة الشبكة عندها بالمُضيف، من الشائِع استخدام هذا المُصطلح للإشارة إلى الطرفيّة ككل وليس إلى بطاقة شبكة فقط. يمكن للمُضيف أن يمتلك أكثر من عنوان بروتوكول إنترنت في نفس الوقت، ويُوصف حينها بأنّه مُتعدد الاستضافة.
يُحدد البروتوكول بنية خاصة للرزم، تتألف من قسمين رئيسيين، هما الترويسةوقسم المُعطيات. تكون الترويسة مُقسّمة إلى عدد من الحقول، وتضمّ المعلومات اللازمة لعمل البروتوكول كرقم الإصدار وعنواني مصدر ووجهة الرزمة بالإضافة لمعلومات أخرى، أما قسم المُعطيات فيضمّ المُعطيات التي يتمّ تغليفها ضمن الرزمة.
إنّ أول إصدار مُستقل من بروتوكول الإنترنت هو الإصدار الرابع، ويُشار له اختصاراً،[3] وهو البروتوكول الأساسي في شبكة الإنترنت، الإصدار اللاحق هو الإصدار السادس، ويُشار له اختصاراً (IPv6).[4]
الوظيفة
بروتوكول الإنترنت مسؤول عن عنونة المُضيفين، ويُؤثّر ذلك بشكلٍ مباشر على عملية توجيه الرزم. تحتوي كل رزمة عنوانين هما عنوان المصدر وعنوان الوجهة. يُعرّف بروتوكول الإنترنت بنية الرزمة ونظاماً خاصاً للعنونة يُمكّنه من تمييز المُضيفين بشكلٍ فريد.
بناء الرزمة
تتألف كُل رزمة من قسمين: الترويسةوحمل، تحتوي ترويسة بروتوكول الإنترنت على عنوان مصدر الرزمة وعنوان وجهتها بالإضافة لمعلومات أخرى تخصّ عمل البروتوكول، أما حمل فهو المُعطيات التي تنقلها الرزمة. تسمى عملية إضافة الترويسات إلى الحمل بعملية تغليفها.
العنونة والتوجيه
يستلزم عمل بروتوكول الإنترنت وجود آليّة لتوزيع العناوين على منافذ المُضيفين. إنّ فضاءالعناوين مُقسّم إلى مجموعة من الشبكات القياسيّة التي يُمكن تقسيم كلٍ منها حسب الحاجة إلى شبكات فرعيّة أصغر، وقد تمّ تصميمُه بطريقةٍ هرميّة تتيح استخدام البادئات للإشارة إلى أكثر من شبكة في نفس الوقت، ولذلك أهميّة خاصّة في عملية التوجيه.
يمكن اعتماداً على بنية الفضاء السابقة تعريف نوعٍ خاص من التوجيه هو التوجيه المجمُوعاتي،[5] وفي هذا النوع تكون الوجهة مجموعة من المُضيفين بدلأً من مُضيفٍ واحد، ولكن ما يُميّز عناصر هذه المجموعة أنّها تستضيف عنواناً مُشتركاً يُسمّى عنوان المجموعة، وينتج عن عملية البث المجمُوعاتي إرسال الرزمة إلى جميع المُضيفين الذين يمتلكون هذا العنوان.
إنّ الإصدارات ذوات الأرقام (0) حتى (3)، كانت إصدارات تجريبية استُخدمت العامين (1977) و (1979). فيما يلي وثائق المُلاحظات الخاصة بتجارب الإنترنت التي تصفّ إصدارات بروتوكول الإنترنت السابقة للإصدار الرابع (IPv4):
وثيقة المُلاحظات الخاصة بتجارب الإنترنت، رقم 2 (IEN 2): جاءت الوثيقة بعنوان: "تعليقات على بروتوكول الانترنت وبروتوكول التحكّم بالنقل (Comments on Internet Protocol and TCP) وهي مُؤرّخة في شهر أغسطس للعام 1977م، وتشدد على الحاجة للفصل بين وظائف بروتكول الانترنت (IP) ووظائف بروتوكول التحكّم بالنقل (TCP)، واقترحت الوثيقة الشكل البدائي للبروتوكول، واستخدم الرقم (0) للإشارة إلى رقم الإصدار في الترويسة المُقترحة الخاصة بالبروتوكول.
وثيقة المُلاحظات الخاصة بتجارب الانترنت، رقم 26 (IEN 26): جاءت الوثيقة بعنوان: "اقتراح لبنية جديدة لترويسة بروتوكول الإنترنت" (A proposed New Internet Header Format) وهي مُؤرّخة في شهر فبراير للعام 1978م، وتصف الإصدار الأول من البروتوكول (IPv1).
وثيقة المُلاحظات الخاصة بتجارب الانترنت، رقم 28 (IEN 28): جاءت الوثيقة بعنوان: "مسودّة توصيف الإصدار الثاني لبروتوكول الإنترنت" (Draft Internetwork Protocol Description Version 2) وهي مُؤرّخة في شهر فبراير للعام 1978م، وتصف الإصدار الثاني من البروتوكول (IPv2).
وثيقة المُلاحظات الخاصة بتجارب الإنترنت، رقم 41 (IEN 41): وجاءت بعنوان: "محددات الإصدار الرابع من بروتوكول الانترنت" (Internet Protocol Specification Version 4) وهي مُؤرّخة في شهر يونيو للعام 1978م، وهي أول وثيقة وصفت الإصدار الرابع من البروتوكول، ولكنّ بنية الترويسة كانت مختلفة عن الشكل النهائي الذي تمّ اعتمادُه لاحقاً.
وثيقة المُلاحظات الخاصة بتجارب الإنترنت، رقم 44 (IEN 44): جاءت الوثيقة بعنوان: "أحدث بُنى الترويسات" (Latest Header Format) وهي مُؤرّخة في شهر يونيو للعام 1978م، هي تصفّ شكلاً مختلفاً للإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت، حيث ترويسة البروتوكول المستعملة مختلفة عن الشكل المُعتمد في الإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت المُستخدم حالياً.
وثيقة المُلاحظات الخاصة بتجارب الإنترنت، رقم 54 (IEN 54): وجاءت بعنوان: "مُحددات الإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت" (Internet Protocol Specification Version 4) وهي مُؤرّخة في شهر سبتمبر للعام 1978م، وهي أول توصيف للإصدار الرابع من البروتوكول يتمّ فيه استخدام الترويسة المُعتمدة في الشكل النهائي للإصدار الرابع.
طُوّر الإصدار الخامس (IPv5) تحت مُسمى بروتوكول التدفق في شبكة الإنترنت، ولكنّه لم يتجاوز المرحلة التجريبيّة.[8]الإصدار السادس (IPv6) هو وريث الإصدار الرابع (IPv4). ويختلفان عن بعضهما البعض بشكلٍ أساسي بحجم فضاء العناوين، ففي حين يستخدم الإصدار الرابع عناوين بطول من 32 بت، وهو ما يخلق 4.3 مليار (4.3x109) عنوان متاح في فضاء العناوين، فإنّ الإصدار السادس يستخدم عناوين بطول 128 بِت، ما يسمح بوجود (3.4x1038) عنوان متاح في فضاء عناوينه. لكن الانتقال إلى العمل بالإصدار السادس يسير بوتيرة أبطأ من المتوقع.
في 1 أبريل 1994م، نشرت مجموعة مهندسي الإنترنت تقريراً يُفيد بتطوير الإصدار التاسع من بروتكول الإنترنت (IPv9) ولكن الخبر برمّته كان كذبة أبريل.[9]
في المراحل التصميميّة لشبكة الأربانت وعند بناء الشكل البدائيّ لشبكة الإنترنت، لم يُأخذ المنظور الأمني ولا الاستخدام العام أو الدوليّ للشبكة بالحسبان. نتيجة لذلك، فإنّ العديد من بروتوكولات الإنترنت تضمّنت ثغرات أُكتشفت بعد تعرّض الشبكة لهجمات أو بعد تقييم أمنيّ لاحق. في عام 2011 م، نُشر تقريرٍ أمنيّ شامل تضمّن تقييماً أمنيّاً واقتراحاتٍ للتخفيف من أثر الثغرات الموجُودة.[15]
^Saltzer، J. H.؛ Reed، D. P.؛ Clark، D. D. (نوفمبر 1984). "End-to-end arguments in system design". ACM Transactions on Computer Systems (TOCS). ACM. ج. 2 ع. 4: 277-288.